في الوقت الذي باشر الطاقم الفني لاتحاد بسكرة تحضيراته الجدية لمواجهة شباب باتنة بداية من صبيحة أمس، لا سيما وأن غالبية “الفوارس“ تحسروا على هزيمة مستغان وأصبحوا يطالبون اللاعبين بضرورة الفوز على “الكاب“، فإن الوضع على مستوى شركة خضراء الزيبان يسير من السيء نحو الأسوأ بسبب غياب السيولة المالية التي أصبحت مصدر قلق لأعضاء الشركة لاسيما وأن مشوار البطولة لازال طويلا ولم تمض منه إلا ثلاث جولات، كما أن عناصر التشكيلة صبروا بما فيه الكفاية بشأن مستحقاتهم المالية ويكونون قد طالبوا الإدارة بتسوية هذا الإشكال إذا أرادت الحفاظ على استقرار المجموعة وتحقيق الأهداف المسطرة. الاحتراف “بالفم“ فقط ومن دون شك، فإن اتحاد بسكرة تقمص عنوان الاحترافية “بالفم“ ويعود الفضل الكبير في ذلك لرئيس النادي السابق علي مكيحل رفقة رئيس غرفة التجارة وبعض المقربين الذين بذلوا مجهودات جبارة في الصائفة الماضية، وعلى الرغم من مرور ثلاث جولات من عمر البطولة إلا أن حقيقة الميدان (لا نقصد عمل الطاقم الفني) تبقى بعيدة كل البعد عن الاحتراف الحقيقي خاصة من الجانب المالي، حيث توشك الشركة على الإفلاس الحقيقي إذا لم يتحد جميع البساكرة لاحتواء الوضع في أقرب الآجال. كل أسبوعين هناك متطوع!! ويبقى الأمر الذي يجهله بعض أنصار الاتحاد هو أن الفريق يجد نفسه أمام معضلة صعبة خلال كل مواجهة يلعبها خارج الديار، ففي مواجهة المحمدية أنقذ الرئيس مكيحل الخضراء من كارثة حقيقية حين قدم مبلغا ماليا معتبرا، ليتكرر نفس السيناريو خلال مواجهة الجولة أمام مستغانم حيث تكفل المناجير العام ساعو بالعملية، في انتظار أن يتقدم متطوع آخر قبل تنقل الجولة الخامسة إلى قسنطينة لمواجهة المولودية المحلية، الأمر الذي وصفه العديد من الفوارس ب “العار“ على فريق بحجم الاتحاد وبولاية صناعية. ... ومستحقات التشكيلة مشكل آخر ومن جانب آخر، تبقى قضية المستحقات المالية لعناصر التشكيلة والطاقم الفني بمثابة الهاجس الذي بات يرعب أعضاء الإدارة، حيث يدين رفاق سعدلي بمنحة الفوز في الجولة الأولى على سريع المحمدية، بالإضافة إلى الأجرة الشهرية التي من المفترض أن يتلقوها في الثامن من شهر أكتوبر، ورغم أن الإدارة أخلفت وعدها من هذا الجانب إلا أن اللاعبين التزموا الصمت كي لا يكونوا سببا في ضرب استقرار الفريق مثلما صرح به أحد اللاعبين قائلا: “من الأحسن ما نهدروش ما دامت ثقتنا كبيرة في المسيرين وأصحاب الكلمة“. افتتاح الاكتتاب لا حدث وإذا كان العديد من المحبين للفريق قد طالبوا بعملية افتتاح الاكتتاب بغية المساهمة بطريقتهم الخاصة كل حسب مقدوره في اشتراء الأسهم لاسيما وأنهم على دراية بالأزمة المالية، لكن وبعد مرور أسبوع من فتح عملية الاكتتاب إلا أن القضية تبقى “لا حدث“ بمدينة بسكرة، لأنه وإلى غاية كتابة هذه الأسطر لم يتم بيع ولا سهم واحد في الوقت الذي نجد أن بعض الأندية يتصارع مسيروها من أجل الظفر بأكبر عدد ممكن من الأسهم “وعيش تشوف لعجب “وتجدر الإشارة بان الشركة التجارية للاتحاد قد فتحت حساب بنكي على مستوى بنك التنمية المحلية هل المشكل في الرجال أو الأموال؟؟ ولتجاوز الأزمة المالية وخلق رؤوس أموال إضافية تسمح للتشكيلة البسكرية بأداء موسم مقبول وتحقيق الأهداف المسطرة، فقد أصبح لزاما وضع الصراعات والحسابات الشخصية على الهامش ومراعاة مصلحة الاتحاد لاسيما وأن أبواب الشركة تبقى مفتوحة طيلة الأسبوع فضلا عن أن “الخضراء“ ليست ملكا لزريبي أو ساعو أو غيرهما بل هي ملك لجميع البساكرة، وقوة الاتحاد تستمد من قوة الإدارة ودعم الفوارس، وعلى هذا الأساس يجب أن يدرك جميع الغيورين على الاتحاد بأن “كل بلاد عيبها على رجالها“. أعضاء الإدارة اجتمعوا سهرة السبت وإيمانا بصعوبة الوضع المالي الذي يمر به الفريق، فقد عقد أعضاء الإدارة سهرة السبت الماضي اجتماعا بمقر الشركة وبقيادة رئيس مجلس الإدارة زريبي بوعزيز، تم خلاله تقسيم المهام على الأعضاء الجدد، حيث سيتكفل الثنائي زرارقة – الهادي بالشؤون الاقتصادية وحملاوي بالشؤون التنظيمية، فيما كانت المفاجأة بإسناد رئاسة الشركة إلى السيد بريش عبد الرحمان إلى غاية انعقاد الجمعية العامة بتاريخ 31 ديسمبر 2010، فيما سيكون زريبي بمثابة النائب الأول بالتراضي. زريبي: “ظروفي حتمت عليّ هذا التغيير“ وعن تقليد منصب رئاسة شركة “خضراء الزيبان“، صرح لنا زريبي بوعزيز قائلا: “يجب التأكيد على أن الاتحاد يمر بظروف صعبة من الجانب المالي، ولهذا أجدد ندائي لكل الغيورين على الفريق من أجل تقديم الدعم المالي، أما فيما يتعلق بالتغيير الذي تم على مستوى رئاسة الشركة لبريش عبد الرحمان فقد أملته بعض الظروف الشخصية وأخرى عائلية رغم تأكيدي عبر الهداف بأنني سأبقى وفيا للخضراء ولن أتخلى عنها مادمت قد قطعت عهدا على نفسي من أجل تقديم المساعدة والوفاء بالتزاماتي“. “مقابلة الكاب تهمنا ويجب التأكيد“ وقد واصل زريبي حديثه حيث وجه رسالة إلى الأنصار فقال: “أطلب من اللاعبين والطاقم الفني ضرورة وضع هزيمة مستغانم في طي النسيان لأنها ليست نهاية العالم والتفكير في بقية المشوار بداية من مواجهة الكاب التي تهمنا كثيرا ويجب التحضير لها، كما أدعو الأنصار إلى الوقوف وراء التشكيلة بغية تجاوز هذا المنعرج بنجاح ومن بعد التطلع إلى غد أفضل لا سيما وأننا سنبقى متفائلين بمواصلة المشوار بخطوات ثابتة“. دمبري: “تريعة أخي الأكبر ولا داعي لتهويل القضية“ وبعيدا عن أمور الشركة التجارية والأزمة المالية، اتصل بنا اللاعب دمبري وقدم التوضيح التالي قائلا: “أظن بأن ما حصل بيني وبين تريعة ما هو إلا سوء تفاهم حصل في لحظة قلق بسبب تضييعنا للفوز وما فعله حكم المواجهة الذي كان خارج الإطار، كما أؤكد بأنني سأكون معاقبا في لقاء الكاب إلا أنني سأكون المناصر رقم واحد لأمنح شحنة إضافية لزملائي، كما يجب التأكيد بأن هدفنا كلاعبين واحد، وهو الدفاع عن اللونين الأخضر والأسود“.