لم تمر الهزيمة الأخيرة التي مني بها إتحاد بسكرة فوق ميدانه أمام ترجي مستغانم دون أن تثير الكثير من القلق في نفوس الأنصار لاسيما أن الخضراء أصبحت قاب قوسين أو أدنى من السقوط إلى جحيم قسم ما بين الرابطات في ظل التراجع الرهيب من حيث المردود والنتائج لدرجة أن الفارق عن منطقة الخطر تقلص إلى نقطة واحدة، وبرنامج الجولات المتبقية لن يرحم زملاء القائد هريات المطالبين برفع التحدي وحصد أكبر عدد من النقاط لتجنب كارثة قد تحل بالبيت البسكري. ذرف الدموع لا يعوّض بثمن وإذا كان العديد من الأنصار رغم قلقهم قد غادروا ملعب العالية عقب هزيمة مستغانم وهم يلقون بوابل من الشتائم على مسيّري الفريق دون استثناء فإن البعض منهم التزم مكانه في المدرجات وبقي يذرف الدموع خوفا من سقوط الفريق إلى القسم الأسفل في موقف لا يعوّض بثمن إيمانا منهم بأن وجوه “التبهديل” أرادوا بعث الخضراء إلى الجحيم ويدّعون الاحترافية في التسيير و”يعوّلو” على “ولاد لبلاد”. لم نجنِ إلا العيب من سياسة التشبيب ومع بداية العد التنازلي لإسدال الستار على المنافسة لم يجد الفوارس وعبر عدة معاقل ما يشفي غليلهم سوى إلقاء اللوم على إدارة الإتحاد التي انتهجت سياسة التشبيب التي لم تجني منها إلا العيب، لاسيما أن غالبية التعداد يفتقد للخبرة التي تسمح له بتجاوز هذه المرحلة الحساسة، وبنظرة وجيزة على التشكيلة نجد بأن الفريق لا يملك من “البرانية” إلا لاعبا واحدا ويتعلق الأمر ببخة عبد القادر الذي لم تجد له الإدارة أي حجة لتسريحه (لأنه يملك صك ضمان) رغم الخدمات الكبيرة التي يقدّمها ابن جيجل. يا حسراه على أيام دو، بوشارب وحسني وأمام هذه النتائج السلبية وتراجع مردود الإتحاد ومركزه في سلم الترتيب فقد عادت ذاكرة البساكرة قليلا إلى الوراء وبالضبط إلى الموسم الذي استقدم خلاله المدرب الحالي لشباب باتنة مصطفى بسكري لاعبي العاصمة على غرار بوذيب، مشطة، بوطاجين وقسطلي الذين حققوا نتائج سلبية لولا الاستنجاد بالمدرب المرحوم إبراهيم قليل والبعض من “ولاد لبلاد” على غرار بوشارب، حسني، ضيف الله، دو، الهادي عادل وآخرين الله يذكرهم بالخير حين تمكنوا من إنقاذ الفريق واحتلال مرتبة مشرّفة ضمن السبعة الأوائل يومها كنا نقول “ولاد لبلاد”. ... وشتان بين موسم 2004 و2010 ولم تقتصر حسرة الفوارس على أيام بوشارب، دو، حسني وآخرين بل تذكّروا تلك الأيام الزاهية لموسم الصعود التاريخي (2004-2005) حين كانت مدرجات ملعب العالية تكتظ بالفوارس في ظل الوعد الذي قطعه الرئيس السابق أيمن خير الدين على نفسه بتحقيق حلم راود الأنصار، وتمكّن من ذلك وفي المركز الريادي عكس موسم (2009-2010) الذي لم يجنِ منه الفوارس إلا أمراض السكري وارتفاع الضغط الدموي بفعل سياسة التشبيب التي أثبتت فشلا ذريعا للمسيرين الذين “جاو يكحلولها عماوها” بدليل أن المباريات تلعب أمام مرأى من الأنصار الذين يعدون على رؤوس الأصابع. أمل البقاء لا زال قائما و”ديرو الڤلب” ومهما قيل من إشاعات وأقاويل وشتائم للإدارة بفعل سياسة التشبيب، ومهما كانت ردود أفعال الفوارس عقب هزيمة مستغانم وتقلص الفارق إلى نقطة واحدة عن أول مهدد بالسقوط ويتعلق الأمر بأولمبي أرزيو، إلا أن أمل البقاء في القسم الثاني لا زال قائما إلى آخر جولة بشرط أن يتحرك المسيّرون لاحتواء الوضع ويضاعف الطاقم الفني واللاعبون من مجهوداتهم و”يديرو الڤلب” لتجاوز هذا الظرف الحساس وإعادة الطمأنينة للأنصار الذين أصبح العديد منهم يعيش هذه الأيام على أعصابه. تشكيل خلية أزمة لإنقاذ “الخضراء“ وأمام الوضع الذي يمر به الإتحاد اجتمع الرئيس مكيحل أول أمس بأعضاء إدارته بملعب الشهيد مناني وأقدم من خلاله على تشكيل خلية أزمة تتشكل من أشخاص يحظون باحترام الفوارس ويتعلق الأمر بالثلاثي علوي محمد (قادة) عبد الرحماني نور الدين، صالح شليغم من أجل احتواء الأزمة ومساعدة الفريق في ضمان البقاء وقد باشر الثلاثي عمله سويعات بعد تنصيبه حيث تنقل إلى ملعب العالية وحضر الحصة التدريبية، كما استعاد مكيحل مدرب الحراس مردف الطاهر الذي أشرف على تدريب الحراس بداية من أمس بعدما قدم له رئيس الإتحاد اعتذاراته عبر الإذاعة بعدما أخطأ في حقه بسبب قرار الإقالة. التنقل إلى وهران صبيحة الغد ومن المنتظر أن تشد التشكيلة البسكرية رحالها إلى وهران صبيحة الغد برًا وقد اختارت فندق “الأزهر“ كمقر لإقامتها بعدما قام الكاتب العام سعدي يوسف بعملية الحجز، وستكون العودة إلى عاصمة الزيبان بعد نهاية المواجهة أمام جمعية وهران.