تأكدت محدودية العناصر الجديدة التي دعمت الخضر قبل المونديال والتي استنجد بها الناخب السابق سعدان لتعويض كل من زاوي، رحو وبابوش الذين تم التضحية بهم مباشرة بعد الخسارة في المواجهة الودية أمام صربيا بثلاثية من أجل امتصاص غضب الجماهير فقط. حيث علل سعدان قراره بمحدودية مستوى اللاعبين المحليين الذين – حسبه - لا يملكون مستوى للعب مونديال جنوب إفريقيا، واعتبر الحل في ضم لاعبين محترفين ينشطون في أندية مغمورة في أوروبا، وقد كان هدف ضم كل من مصباح، مبولحي، بلعيد ومجاني حسب المدرب سعدان والسيد روراوة هو ضمان الخلف لما بعد دورة جنوب إفريقيا، ولكن المعطيات الحالية تشير إلى غير ذلك بالنظر إلى النتائج المحققة بعد المونديال. بودبوز، قادير ومبولحي الاستثناء ولكن.. من بين العناصر التي تمكنت من فرض نفسها في التشكيلة وقدمت مستوى مقبولا منذ التحاقها بالخضر الثلاثي قادير الذي كان اكتشاف مونديال جنوب إفريقيا في الجهة اليمنى من الدفاع، ومهاجم سوشو بودبوز والحارس مبلوحي الذين قدموا وجها محترما مقارنة بمجاني، بلعيد، مصباح وحتى ڤديورة الذي لم يقدم الوجه المنتظر منه، ويبقى الهدف الذي سجله أمام تنزانيا أفضل ما شاهدنا منه منذ التحاقه بالمنتخب الجزائري. ويبقى أن ما قدمه الثلاثي المذكور لم يكن ليرضي طموحات الجماهير بدليل أنهم لم يصنعوا الفارق بعد المونديال، وتواصلت الإخفاقات مع تسجيل غياب كل من قادير وبودبوز في المباراة الهامة أمام إفريقيا الوسطى بداعي الإصابة ولم يستفد منهما الناخب الوطني الجديد. بلعيد ضم لملء قائمة 18.. من بين العناصر التي خيّبت في أول ظهور لها بألوان الخضر المدافع الحبيب بلعيد الذي أكد محدودية مستواه في مواجهة إيرلندا التي انهزمنا فيها بثلاثية في ظل الوجه الضعيف الذي أبانه المدافع السابق لفرانكفورت، ليفقد بذلك هذا اللاعب مكانته في التعداد وأصبح يكتفي بالتواجد في لائحة 18 لاعبا في المباريات دون أن يلعب دقيقة واحدة، في أي مباراة رسمية له بألوان الخضر. مصباح لم يجد لنفسه منصبًا لم يتمكن مدافع ليتشي الصاعد الجديد للكالتشيو جمال مصباح من فرض نفسه في الرواق الأيسر للخضر، حيث جرب اللاعب في كل المناصب في هذه الجهة حيث لعب مدافعا صريحا لتغطية بلحاج أمام إيرلندا ولم يفلح في هذه المهمة، قبل أن يقحمه سعدان في الوسط لبضع دقائق في المونديال كتغيير إضطراري، ليجد نفسه في المحور في المباراة الودية أمام الغابون ثم متقدّما عن بلحاج في الرواق الأيسر أمام تنزانيا دون أن يفرض نفسه في منصب معين مع سعدان ثم بن شيخة. الدفاع دائمًا منهار بوجود مجاني.. يبقى مجاني من المدافعين الجدد الذين استفادوا من أكبر مدة لعب في المنتخب، ولكن الملاحظ أنه كلما أشرك هذا المدافع إلا وأخفق الدفاع في مهمته، حيث لم يظهر المحور الذي كان قوة الخضر بمستوى مقنع أمام صربيا التي خرسنا أمامها بثلاثية في ملعب 5 جويلية، والغابون بثنائية في آخر مباراة ودية وأخيرا إفريقيا الوسطى، وهي المواجهات التي لعبها مجاني أساسيا ولم يتمكّن فيها من فرض نفسه في المحور سواء مع بوڤرة أو حليش. حتى عبدون خيّب من بين العناصر الجديدة التي كانت مدلّلة من طرف الجماهير الجزائرية اللاعب السابق لنادي نانت عبدون الذي كان في كل مرة يشتكي تهميش سعدان له من التشكيلة، ولكن الميدان كشف في مواجهتي تنزانيا وإفريقيا الوسطى أن اللاعب مطالب بفرض مستواه في ناديه قبل المطالبة بمكانة في المنتخب، وأنه يحتاج لعمل أكبر ليكون ضمن التعداد الأساسي. المحليون وراء التأهل إلى المونديال لقد كان المدرب سعدان ورئيس الفاف روراوة يؤكدان في كل مناسبة بأنه لولا العناصر التي تكوّنت في المدارس الفرنسية ما تمكنا من التأهل الى مونديال جنوب إفريقيا لتبرير جلب الفرنكوجزائريين، إلا أن الميدان كشف بأن الأهداف الحاسمة التي سجلت في التصفيات السابقة كان وراءها لاعبون خرجوا من المدارس الجزائرية على غرار بزاز وصايفي اللذين حولا الإقصاء أمام السنغال في تشاكر إلى فوز وتأهل في نهاية المباراة، ونفس الحال في مباراتي زامبيا التي سجل فيهما صايفي هدفين حاسمين، ناهيك عن دور شاوشي في تأهل الخضر أمام مصر في أم درمان، ما يبيّن أن المدارس الجزائرية لم تعد عقيمة وقادرة على إنجاب لاعبين أفضل مستوى من مجاني، بلعيد وحتى غزال وجبور. نحن بحاجة لشجاعة المحليين في إفريقيا يجمع الفنيون والمتتبعون عقب مهزلة بانغي بأن العنصر المحلي قد يكون أفضل بديل لتعويض اللاعبين الذين يتوجهون لتكرار المهازل السابقة وإقصاء الجزائر من كأس إفريقيا القادمة، وفي هذا الشأن هناك أصوات تطالب بضم أفضل العناصر في القبائل، الوفاق اللذين برهنا عن قوتهما في أدغال القارة وأن اللاعب المحلي يلعب بشجاعة لا يملكها محترفونا في الميادين الإفريقية كما كان الحال في بانغي. ----------------- سفير الجزائر بالكونغو رفع معنويات اللاعبين قبل أن تقلع الطائرة التي كانت تضم لاعبي المنتخب الوطني، أبى سفير الجزائر بالكونغو إلا أن يمتطي الطائرة ويطمئن على الجميع بنفسه على أن كل الأمور سارت معهم على أحسن ما يرام، وهو الذي تواجد في اليومين الأخيرين إلى جانب “الخضر”. وحين وجوده داخل الطائرة، تحدث مع اللاعبين ورفع من معنوياتهم وطلب منهم مواصلة العمل على نفس الوتيرة، وأكد لهم بأن الأمور ستتحسن معهم عن قريب. وهي الكلمات التي أثلجت صدور رفاق القائد عنتر يحيى بعض الشيء وهم الذين كانوا متأثرين كثيرا جراء الهزيمة التي تلقوها في إفريقيا الوسطى.