عاد الأمل إلى اللاعبين المحليين بعد قرار الاتحادية تعيين مدرب المحليين عبد الحق بن شيخة على رأس العارضة الفنية ل”الخضر“ باعتبار أنه يعرف إمكانات العناصر المحلية وسيفتح الباب أمام العناصر التي تتألق في المنتخب الذي سيشرف عليه في كأس أمم إفريقيا للمحليين المزمع إجراؤها في السودان. وقد عبّر الفنيون واللاعبون الذين ينشطون في الجزائر أن ذهاب سعدان وتعويضه ببن شيخة فرصة لبروز اللاعب المحلي بعدما كشف سعدان عن رفضه الاستعانة بالعنصر المحلي لضعف مستوى تكوينهم وعدم توفّرهم على مستوى يسمح لهم باللعب في المستوى العالي. سعدان طبّق سياسة روراوة العارفون بخبايا المنتخب الوطني يدرك أن سياسة تهميش العناصر المحلية ووضع الثقة في لاعبين يلعبون في البطولات الأجنبية في عهد سعدان، لم تكن خياره وقناعته الفنية، بل تؤكد مصادر موثوقة أن سعدان كان بصدد تطبيق سياسة رئيس الاتحادية الذي طالب من مدربه ضم أفضل اللاعبين المغتربين خاصة بعدما نجح في إصدار قانون “الفيفا“ الجديد الذي يسمح للاعب مزدوج الجنسية اختيار البلد الأصلي بعد سن 21، وهي السياسة التي مكنته من استرجاع كل من مغني، يبدة وعبدون وأجبرت سعدان بأمر من روراوة على معاينة أفضل المواهب قبل المونديال بغرض ضمها إلى “الخضر“ حيث تم من خلالها جلب كل من قادير، مبولحي، مصباح، بلعيد، ڤديورة وبقية العناصر التي انضمت إلى المنتخب قبل مونديال جنوب إفريقيا. سعدان كان ضد إبعاد زاوي ورحو كما كشفت مصادر مقربة من المدرب الوطني سعدان أنه أسرّ لبعض مقربيه أنه لم يكن السبب المباشر في إبعاد العناصر المحلية قبل المونديال، وقد كان ضد فكرة إبعاد كل من زاوي ورحو العناصر التي أبعدت عقب خسارة صربيا بالنظر إلى وزنها المعنوي في المجموعة، وهو ما كان قد ألمح إليه المدرب الوطني في عدة ندوات صحفية، حيث أثنى على الدور الذي كان يلعبه هؤلاء داخل المنتخب رغم مستواهم الفني، ولكن روراوة استغل خسارة صربيا بثلاثية ليضغط على سعدان من أجل إبعاد هؤلاء وأمره بمعاينة أسماء شابة تنشط في مختلف البطولات الأوروبية بهدف تحضير منتخب ما بعد المونديال بدليل أن الحارس مبولحي استقدم أسبوع فقط بعدما كشف سعدان أنه سيسافر إلى جنوب إفريقيا بثلاثة حراس من المحليين بعدما فرض رئيس الاتحادية حارس سلافيا على مدربه آنذاك. بن شيخة سيواصل على هذا النهج مخطئ من يعتقد أن سياسة المدرب الجديد بن شيخة ستكون مخالفة لسياسة المدرب المستقيل سعدان، وأن مدرب المحليين سيفتح الباب لأكبر عدد من العناصر المحلية في إطار سياسة “خالف تعرف”، حيث تشير مصادر مقربة من الاتحادية إلى أن روراوة اتفق مع المدرب الوطني الحالي على الحفاظ على استقرار المجموعة المكوّنة من اللاعبين المحترفين وأن الرجل الأول في الاتحادية يرفض سياسة العودة إلى الوراء بالاعتماد على العناصر المحلية في ظل محدودية مستوى البطولة ونقص التكوين في الأندية والمنتخبات الشبانية في الجزائر. ... ويستنجد بالمحليين حسب الحاجة من جهته، سيسعى المدرب الوطني الجديد إلى تدعيم التعداد الحالي المشكّل بنسبة 90 من المائة من اللاعبين المحترفين بلاعب أو اثنين عقب مواجهة إفريقيا الوسطى شهر أكتوبر القادم، حيث سيقوم بتقييم فني بعد المباراة وقد يدعم المنتخب بعناصر جديدة حسب حاجات ونقائص التعداد الحالي الذي يفتقد إلى ظهير أيمن في المستوى، ومهاجم رأس حربة يحل عقدة الهجوم دون إحداث تغييرات كثيرة في التعداد الذي سيعرف قبل مواجهة المغرب التحاق لاعبين مغتربين يتألقون في أنديتهم في الشطر الأول من الموسم الجاري. عودة مغني، بزاز وبوعزة ستخلط الحسابات وقد تعرف المواجهة الثانية التي سيشرف عليها بن شيخة أمام المغرب عودة بعض العناصر الدولية التي غابت عن المنتخب بسبب الإصابة على غرار مغني، بزاز وبوعزة الذين يريدون العودة إلى “الخضر” من خلال تقديم موسم جيد مع الأندية التي يلعبون فيها، خاصة أن مواجهة المغرب ستكون في منتصف الموسم الجاري وهو ما سيقلص حظوظ التحاق لاعبين محليين في حال معافاة الثلاثي المذكور الذي تألق في آخر دورة لأمم إفريقيا في أنغولا رغم معاناته من الإصابة. المشكل فني وليس في قيمة اللاعبين يسعى رئيس الاتحادية روراوة من خلال تغيير الطاقم الفني بالمدرب بن شيخة إلى إحداث وثبة نفسية وإصلاح من يلقب ب “الجنرال” الأمور الفنية والتكتيكية ل”الخضر“ لأن المسيرين لا يشككون في قيمة المجموعة الحالية التي تتكون من لاعبين يلعبون في أكبر الأندية المحترفة ويقدمون مردودا طيبا نهاية كل أسبوع، ولكن تراجع مستوى “الخضر“ يعود إلى نقص تحكم المدرب في الأمور الفنية والانضباطية.