ساهمت الهزيمة المسجلة للخضر، سهرة الأربعاء الماضي، في تحرك الناخب الوطني رابح سعدان، الذي واجه انتقادات كثيرة عقب الوجه الشاحب الذي ظهر به رفقاء زياني، الذين خيبوا الجماهير العريضة التي خرجت ساخطة على المردود والنتيجة، وسط تخوفات من حدوث كارثة في المونديال، لو لم يتم تدارك ما يمكن تداركه قبل ثلاثة أشهر من العرس العالمي· أول رد فعل لسعدان من الجانب العملي، بعد مباراة صربيا، كشفه أمس بنفسه على أمواج الإذاعة الأولى، في برنامج ''استوديو الكرة'' حيث قرر الناخب الوطني الاستغناء عن عدد من اللاعبين، أغلبهم من المحليين، حيث مست القائمة كل اللاعبين الناشطين بالبطولة الوطنية، ماعدا الحارسان فاواوي، زماموش، واللاعب عبد القادر العيفاوي، في حين تم الاستغناء عن رحو سليمان، رضا بابوش، زاوي سمير، نسيم أوسرير· هذا، بالإضافة إلى المحترفين عامر بوعزة، وياسين بزاز· العناصر المستغنى عنها لم تنافس المحترفين في مناصبهم بالنظر إلى الأسماء التي ستغادر تشكيلة المنتخب، نجدها كلها من دكة الاحتياط التي لم تقدم الإضافة اللازمة للتشكيلة الأساسية، خاصة في الأوقات الصعبة، إذ وبالعودة إلى المباريات السابقة للخضر، فإن الناخب الوطني رابح سعدان كان مرة يفضل المغامرة باللاعبين الأساسيين رغم معاناتهم من الإصابة، على إقحام البدائل الذي كان مقتنعا بعدم تقديمها للمردود الذي يقدمه المحترفون، فبغض النظر عن العيفاوي، الذي يتأقلم مع مركزين، هما الجهة اليمنى للدفاع ووسطه، وقدم مردودا لا بأس به أمام مصر، وبعدها في المباريات التي لعبها بكأس أمم إفريقيا، لم يتمكن زاوي الذي منحت له عدة فرص من فرض نفسه، ونفس الشأن بالنسبة لرحو، الذي أتيحت له الفرصة في كأس إفريقيا، ولم يبرهن على إمكانياته، ليتلقى انتقادات كبيرة في المباراة الودية أمام صربيا· من جهة أخرى، بدا الحارس نسيم أوسرير، ورغم عدم إقحامه، بعيدا عن منافسة قاواوي وشاوشي، وحتى عند غياب الحارسين المذكورين، وضعت الثقة في المستقدم الجديد زماموش، ما يعني أن أوسرير كان خارج دائرة المنافسة حتى على منصب الحارس الثاني· سعدان تأخر كثيرا في القرار والآمال معلقة على المستقدمين الجدد بالنظر إلى التوقيت الذي اتخذ فيه سعدان قرار الإستغناء عن اللاعبين المذكورين، لا يمكن القول إلا أن الناخب الوطني تأخر كثيرا، لأن كأس إفريقيا التي قال عنها أنها كانت محطة تحضيرية هامة للمونديال، كان بإمكانه استقدام لاعبين جدد في تلك المنافسة وتجريبهم أمام فرق في المستوى مثل كوت ديفوار، نيجيريا ومصر، ربحا للوقت، خاصة وأنه لم يعد يفصلنا عن المونديال إلا فترة قصيرة· ورغم هذا، فإنه الآن تبقى الآمال معلقة على المستقدمين الجدد في التأقلم بسرعة، وإعطاء الإضافة التي عجز المغادرون عن تقديمها·