“ست سنوات وأنا أسمع بمشكلة المحليين والمحترفين.. اسألوا حاج عيسى إن كان هناك انقسامات في المنتخب” كيف هي الأحوال بعد عودتك إلى غلاسكو ؟ لقد خرجت منذ قليل من المسجد حيث أديت صلاة الجمعة، وفيما يخص الأحوال الجوية هنا فهي أفضل عشر مرات من بانغي، حيث وصلت درجة الحرارة في غلاسكو اليوم 10 درجات، وهو المناخ الملائم للعب كرة القدم. خمسة أيام بعد مباراة إفريقيا الوسطى، إلى ماذا ترجع الخسارة غير المتوقعة أمام هذا المنتخب المغمور ؟ لقد تدربنا أسبوعا كاملا من الجانب البدني والتكتيكي، حيث سارت الأمور بشكل رائع مع المدرب الجديد بن شيخة في التربص السابق، وأؤكد أننا منذ مدة لم نعمل بذلك الشكل والديناميكية التي شاهدناها مع المدرب بن شيخة، ولكن الأمور تغيّرت في بانغي ويوم المباراة لم نتمكن من الظهور بوجهنا المعتاد لعدة اعتبارات منها الحرارة العالية والرطوبة الشديدة التي كانت السبب المباشر في الوجه الضعيف الذي ظهرنا به كلنا، حيث لم أتمكن أنا شخصيا من الجري خمسة أمتار بسبب تلك الظروف الصعبة التي لعبت فيها المباراة. إذن أنت تعلل الخسارة بالحرارة على غرار ما حدث أمام مالاوي ؟ لا، لا أريد أن أبرر الهزيمة فقط بالمناخ الذي ساهم كما قلت في تكرار سيناريو مالاوي أين كان الجميع خارج الإطار، ولكن هناك عوامل أخرى ساهمت في الخسارة منها غياب كل من زياني الذي يعتبر أحسن موزع في المنتخب، بودبوز وحليش الذي يملك خبرة في الدفاع. إذن الجدد فشلوا في تعويضهم فوق الميدان ؟ لا يمكن القول بأنهم فشلوا في تعويضهم، بل يجب أن نعترف أن العناصر الجديدة تفتقد للخبرة اللازمة في الميادين الإفريقية والعوامل التي تحيط بالمباريات في القارة السمراء، فمثلا كارل مجاني قدم ما عليه في الدفاع ولكن لو كان حليش مثلا في المحور كنا سنعتمد على المراقبة اللصيقة وعلى خبرتنا لتقديم مباراة مختلفة بالنظر إلى الصعوبات التي واجهتنا داخل الملعب بسبب الحر والرطوبة. إذن غياب بعض الركائز كان مؤثرا، أليس كذلك ؟ أقول أنه لو تعاد المباراة ويشارك اللاعبون الغائبون أصحاب الخبرة لفزنا لأننا كنا سنلعب بإستراتيجية أخرى أمام الظروف المناخية الصعبة، كنا سنلعب على غرار مواجهة زامبيا التي فزنا بها خارج الديار بعد ست سنوات لم نتمكن فيها من العودة من أدغال إفريقيا بكامل الزاد، تتذكر أننا أغلقنا اللعب في الدفاع واكتفينا باللعب المعاكس ما سمح لنا بتسجيل هدفين، ولو تعاد مباراة بانغي كنا سنعتمد على هذه الإستراتيجية لتحقيق نتيجة أفضل. ولكن بلحاج المتعوّد على اللعب في ذات الظروف في قطر كان خارج الإطار، بمَ تبرر ذلك ؟ عندما ترى بلحاج الذي كان يركض ألفين كلم في الساعة في المواجهات السابقة لم يتمكن من الصعود إلى الهجوم ولم يستطع الركض، فهذا يكشف التأثير الكبير للحرارة والرطوبة عليه وعلى كل المجموعة، أنا لست بصدد تبرير الهزيمة ولكن أؤكد أن الفرق شاسع بين من كان يشاهد اللقاء عبر الشاشة ومن كان فوق ميدان بانغي تحت تلك الحرارة وفي عز النهار. الدولي السابق قاسي سعيد اتهم اللاعبين برفع الأرجل لإقالة بن شيخة عبر قناة الجزيرة، ما هو رد فعلك ؟ أحترم ما قاله قاسي سعيد لأنه حر في أن ينتقدنا رفقة بعض المتتبعين، بل أنا أتفهّم موقفه لأنه شاهد 11 لاعبا لم يتحرّكوا فوق الميدان، ولكني فقط أقول له أن ما شاهده وراء الشاشة مخالف لما كنا نعاني منه داخل الميدان من حرارة ورطوبة عالية جعلتنا نظهر بذلك الوجه المخيّب رغم أننا أردنا تقديم مباراة كبيرة من أجل المدرب الجديد. إذن تؤكد أن علاقتكم بالمدرب الجديد جيدة وليس هناك خيوط لأي مؤامرة ؟ علاقتنا مع بن شيخة جيدة للغاية، فهو إنسان صريح ويحب العمل، وقد أدهشنا بخطابه المميز في غرف تغيير الملابس، والعمل الذي قام به معنا في التربص الذي سبق اللقاء لم أجده منذ مدة في المنتخب، وبالتالي مخطئ من يربط مستوانا المتواضع أمام إفريقيا الوسطى بتآمر اللاعبين ضد المدرب بن شيخة. ألا ترى بأن الحل في برمجة تربصات في بلدان حارة تسمح لكم بالتأقلم مع حرارة بلدان إفريقية ؟ لا يمكن أن تبرمج تربص لخمسة أيام بالنسبة للمحترفين للتأقلم مع المناخ الحار والرطوبة، نحن مرتبطون مع أنديتنا وخمس حصص لن تكون كافية للتأقلم مع الحرارة، ويجب على الأقل التربص عشرة أيام كاملة للتعود على الظروف الخاصة لإفريقيا، والأمر سيكون يسيرًا للاعب المحلي المتعود على الحرارة في الجزائر ويستطيع التربص لأطول مدة مقارنة بمن يلعب أسبوعيا في الأجواء الباردة والمرتبطين مع أنديتهم التي لن تسرحهم لمدة تصل عشرة أيام لفائدة المنتخب. عاد الحديث عن مشكل انقسامات بين المحليين والمحترفين بعد الصور التي بثت من بعثة التلفزيون التي عادت من بانغي، ما قولك في هذا الموضوع باعتبارك من أقدم اللاعبين ؟ في الحقيقة لا أريد أن أجيب عن هذا السؤال الذي يخص مشكلة يدور الحديث عنها منذ ست سنوات (قالها بانزعاج).. منذ قدمت إلى المنتخب لم أجد أي انقسامات وعلاقتنا بالمحليين جيدة، واسألوا في هذا الشأن حاج عيسى أو لاعبا آخر، كل ما في الأمر أن لكل مجموعة من اللاعبين خصوصية وذهنية معينة، وكل لاعب يرتاح مع زميل معين مثل ما هو الحال بالنسبة لي في غلاسكو، حيث أصادق لاعبين فقط، وأؤكد أن روح المجموعة والأجواء العائلية والاحترام موجودة في المنتخب إلى يومنا هذا، ولا داعي لخلق مثل هذه المواضيع التي تضر المنتخب. كيف ترى المباراة القادمة أمام المغرب التي ستكون مصيرية ؟ بعد خسارتنا أمام إفريقيا الوسطى ضيعنا كل أوراقنا الرابحة “جوكير”، والفوز في مباراة المغرب أصبح ضروريا وهو الذي سيعيد حظوظنا في التأهل لأن الست نقاط أمام المغرب في مواجهتي الذهاب والإياب مصيرية ومفتاح تأهلنا إلى النهائيات، واعتقد أن المباراة ستكون جميلة وفيها الفرجة لأننا سنواجه فريقا له طريقة لعب أوروبية بالنظر إلى العناصر المحترفة التي تشكله، وتأكد أننا سنظهر فيها بوجه مخالف خاصة مع عودة كل من زياني، مغني الذي يملك مؤهلات فنية كبيرة وقادير وحليش الذي يبقى ورقة مهمة في الدفاع. إذن أنت متفائل بتحقيق الانتصار أمام المغرب رغم تعثر بانغي.. لا لا، يجب أن نتوقف عن تقديم الوعود للشعب الجزائري بالفوز، يجب علينا العمل والانطلاق من الصفر بعد خسارة بانغي لأنني اعترف أننا ارتكبنا أخطاء ولكننا سنسعى لأن نهدي المدرب بن شيخة الفوز أمام المغرب بعدما فشلنا في ذلك في إفريقيا الوسطى، لقد تحدثنا معه بعد المباراة وأكدنا له بأننا كنا نريد إهداءه الفوز في أول مباراة له معنا، ولكننا نملك متسعا من الوقت للتحضير الجيد للمواعيد القادمة خاصة مواجهتي المغرب التي تعدان مصيريتين، وبعدها سنعرف كيف نفاوض تنزانيا فوق ميدانها. ألست خائفا من تكرار ذات سيناريو بانغي في تنزانيا ؟ لست قلقا في هذا الشأن لأننا كنا خارج الإطار في بانغي والمنافس استغل الحرارة وظروف اللقاء، بدليل أننا سنفوز عليه بالطريقة والأداء في الجزائر لنؤكد أن ما حدث في الذهاب كان “حادثة طريق” ليس إلا. هل أنت مع بقاء بن شيخة أو ضم مدرب أجنبي ؟ لا أستطيع الإجابة عن السؤال لأنه ليس من صلاحياتي. هل ترى أن هناك لاعبين قادرين على دعم المنتخب من المحليين أو المحترفين ؟ المدرب بن شيخة يعرف جيدا اللاعبين المحليين وأظن أنه سيدعم الخضر بأي لاعب أينما كان يلعب إذا كان يملك مؤهلات لدعم النخبة الوطنية. كيف هي المعنويات قبل مواجهة رابطة أبطال أوروبا أمام فالانسيا ؟ سأحاول في هذه المنافسة وفي مباراة فالانسيا رفع المعنويات بتحقيق التأهل في هذه المنافسة لنسيان إخفاقنا الأخير في إفريقيا الوسطى. أنت تتقدم على المصري زيدان في مسابقة أفضل محترف عربي التي تنظمها قناة “أمبيسي”، ما قولك ؟ لا أتابع هذه المسابقة ولكن بعد موسم كبير مع فريقي سواء في الدوري أو رابطة أبطال أوروبا، أو مشوارنا في كأس إفريقيا والمونديال، فالأكيد أنني انتظر استحقاقات شخصية من هذا النوع، ولكن تتويجي كأفضل محترف عربي سيكون شرفا للجزائر قبل أن يكون شرفا لبوڤرة. رسالة إلى الجمهور الجزائري بعد خيبة الأمل إثر الخسارة الأخيرة أمام منتخب مغمور.. لن أطلب العفو لأننا لم نُقص بعد، ولكننا نعتذر له وأطالبه بالبقاء بجانب المنتخب وأن يساندنا في الخرجات المقبلة رفقة وسائل الإعلام التي نحتاجها في هذه الفترة الصعبة، ولن أعدهم بشيء ولكن أؤكد أننا سنلعب بقية المباريات من أجل الفوز وإسعادهم من جديد لأننا نملك مجموعة لها مستقبل، وهي بحاجة للعمل والعمل ثم العمل.