من سويسرا إلى إيرلندا.. الأفراح جزائرية وفي ألمانيا سيكون الوداع شكل مجيء المنتحب الجزائري الى دبلن عاصمة ايرلندا، حدثا بارزا في يوميات الجزائريين المقيمين في هذا البلد وفي ربوع المملكة المتحدة، إذ خص هؤلاء المنتخب الوطني منذ وصوله يوم الخميس بحفاوة بالغة يعجز وصفها، حيث كان الحماس فياضا وكان الشوق لمصافحة اللاعبين واخذ صور تذكارية معهم رغبة كل جزائري وجزائرية تواجد في المطار حينها او بالقرب من اقامة المنتخب الوطني. أما في سويسرا وقبل المغادرة فقد كانت الحسرة لا توصف، خاصة وان هناك من ودع المنتخب الوطني بالدموع والآهات والعناق، فكانت المشاهد اكثر من رومنسية. وقد اضطرت الاتحادية الجزائرية لكرة القدم وامام الجموع الغفيرة التي جاءت الى كرانس مونتانا للوقوف على اللحظات الاخيرة لوجود المنتخب الوطني، الى اجراء تعديل في برنامج المغادرة الى ايرلندا، فتقرر نقل المنتخب الوطني على متن مروحية الى مطار جنيف، بعدما تأكد لها ان مئات الانصار الجزائريين يعتزمون تنظيم قوافل مواكب سيارات لمرافقة المنتخب برا من كرانس مونتانا الى جنيف على مسافة 160 كلم. وفي مطار جنيف، اصطف المئات من الانصار عند المدخل وتسرب العشرات الى داخل صالة الركوب، فكانت المشاهد مؤثرة ايضا، حيث تسابق الانصار فيما بينهم للظفر بأخر ما يريدونه من صور او سعيا لتقديم الهدايا للاعبيهم المفضلين. اما الرايات و ما اكثرها فقد ذكرتنا بالايام الكبرى لأفراح الجزائر الكبيرة بأبنائها وشبابها واطفالها وحتى عجائزها. ولم تختلف الأجواء في دبلن ووجدت الشرطة المحلية صعوبة كبيرة في التعامل مع الحشود الغفيرة من الجماهير الجزائرية التي توافدت على المطار من كل نواحي المملكة المتحدة من لندن وويلز وغلاسكو وكبرى المدن التي يتواجد فيها ابناء الجالية الجزائرية. وامام هذه الاجواء الاحتفالية التي رافقت المنتخب الى مقر اقامته، ظل توافد وتدفق الجماهير على دبلن متواصلا طيلة مساء الخميس وصباح يوم امس الجمعة، ولوحظ العديد من انصار نادي غلاسكو رانجرس من الجزائريين الذين تعودوا على مرافقة ''الماجيك بوقرة '' في تنقلاته، كما جاء انصار بلحاج ويبدة من بورتسموث، فضلا عن مجيء اصدقاء وبعض افراد عائلات بعض لاعبينا المحترفين في اندية البلدان المجاورة كفرنسا. وبالقرب من اقامة المنتخب الوطني، تواصلت مظاهر الفرحة وتواصل معها ضجيج وصخب الصيحات التي كانت تردد الشعارات التي تعود عليها الجمهور الجزائري والمنادية بحياة الجزائر. سعدان يصف الأجواء بالمثالية فرحة الطاقم الفني بقيادة المدرب الوطني رابح سعدان لا يمكن وصفها، وقد حاولنا بصعوبة كبيرة معرفة رأيه فقال : انتم تشاهدون وتعيشون على المباشر هذه الاجواء واظن ان ما تحسون به لا يختلف عما يختلج في صدري واتمنى ان تبقى هذه الجماهير مثالية كما هي اليوم. اما رئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم السيد محمد روراوة الذي حرص على مواكبة رحلة المنتخب الوطني من كرانس مونتانا الى دبلن عبر جنيف وكان وراء فكرة نقل المنتخب على متن مرواحية، فقد ابدى ارتياحا كبيرا وهو يواكب احتفالية استقبال المنتخب الوطني، حيث تحدث بثقة وتفاؤل، وقال ان مثل هذه الاجواء تحفز اللاعبين على ان يكونوا في مستوى تطلعات جماهيرهم التي نجدها في كل مكان، وما شهدناه اليوم وبهذه الكيفية المتحضرة يفرح اللاعبين كثيرا. الجزائريون على قلب واحد أما آراء وانطباعات الأنصار فهي واحدة لا تختلف، فهي تلك التي لمسناها في سويسرا بمدن سيون وفي كرانس مونتانا وفي جنيف عند المغادرة، الكل يقول انا هنا للمؤازرة وتأكيد الولاء للمنتخب والدعاء له بالتوفيق قبل واثناء المونديال. وقد لمسنا ذلك في تهافت الجماهير الجزائرية على ملعب المباراة حتى لا تفوت على نفسها فرصة متابعة المنتخب، ويرى احد الجزائريين ويدعى مراد حنفي، انه لا يريد تفويت ما اتيح له، لأنه يدرك ان مثل هذه المناسبات لا تتكرر إلا نادرا، وان مجيء المنتخب الوطني الى ايرلندا التي يقيم بها منذ التسعينيات، قد عوضه عن كل الفرص التي ضاعت منه اثناء التصفيات التأهيلية التي واكبها فقط على شاشة التلفاز. وقال آخر ويدعى حميد سعدي : لقد جئت من غلاسكو خصيصا لتشجيع رفاق ''الماجيك'' وانه شيء رائع ان تكون الى جانب هؤلاء الابطال الذين سيشرفون المنتخب الوطني لا محالة اثناء المونديال الجنوب إفريقي. أما سعيد عماري المقيم بلندن والذي تعود التنقل الى فرنسا كلما تربص المنتخب الوطني هناك، فقد فضل هذه المرة ان يكون الى جانب بعض اصدقائه حاضرا بدبلن، لمواكبة رحلة المنتخب الوطني التحضيرية الى المونديال. وهكذا تتغير الوجهة من سويسرا الى ايرلندا، لكن تبقى الاجواء واحدة، ويبقى كل الجزائريين على قلب واحد، والاكيد ان الديكور لن يتغير مع ثاني تربص سينطلق بألمانيا ابتداء من الإثنين والى غاية 5 جوان القادم وبالذات بمدينة نورمبرغ، حيث سيلتقي تعداد سعدان مع منتخب الإماراتالمتحدة، قبل توجه المنتخب الوطني الى جنوب افريقيا يوم 6 جوان المقبل، لخوض آخر فقرات برنامجه التحضيري بمدينة سان لامير على بعد 160 كلم من مدينة ديربن.