رئيس الجمهورية يشدد على وجوب تطابق برامج المدارس الخاصة مع البرنامج الوطني للتربية الوطنية    رئيس الجمهورية يأمر بمتابعة حثيثة للوضعية الوبائية في الولايات الحدودية بأقصى الجنوب    رئيس الجمهورية يأمر برفع قيمة المنحة السياحية ومنحتي الحج والطلبة    العدوان الصهيوني: أكثر من 60 شهيدا في قصف مكثف للاحتلال على مناطق متفرقة من غزة    الجائزة الدولية الكبرى لانغولا: فوز أسامة عبد الله ميموني    سياحة صحراوية: الديوان الوطني الجزائري للسياحة يطلق حملة لترقية وجهة الساورة    صيد بحري: بداني يؤكد حرص قطاعه على تحسين الظروف المهنية والاجتماعية للصيادين    اللجنة الوطنية الصحراوية لحقوق الإنسان: حكم المحكمة الأوروبية "انتصار كبير" لكفاح الشعب الصحراوي    خلال تصفيات "كان" 2025 : بيتكوفيتش يسعى لتحقيق 3 أهداف في مباراتي توغو    إسقاط التطبيع واجب حتمي على كل الشعب    التوقيع على اتفاقية شراكة وتعاون بين جامعة غليزان والوكالة الوطنية لدعم وتطوير المقاولاتية    الجزائر تعرب عن قلقها العميق    ما حقيقة توقيف إيمان خليف؟    السيتي: محرز ساحر العرب    أوّل لقاء إعلامي للرئيس في العهدة الثانية    افتتاح مهرجان وهران الدولي للفيلم العربي    تنظيم مسابقة وطنية لأحسن مرافعة    دعم عربي لغوتيريش    أسئلة سيواجهها المجتمع الدولي بعد أن ينقشع غبار الحرب    رئيس الجمهورية يترأس اجتماعا لمجلس الوزراء    المجلس الشعبي الوطني عضو ملاحظ دائم لدى برلمان عموم أمريكا اللاتينية والكاريبي "البرلاتينو"    المنافسات الافريقية للأندية (عملية القرعة): الاندية الجزائرية تتعرف على منافسيها في مرحلة المجموعات غدا الاثنين    الشروع في مراجعة اتفاق الشراكة بين الجزائر والاتحاد الأوربي السنة القادمة    رئيس الجمهورية: متمسكون بالسياسة الاجتماعية للدولة    انضمام الكونفدرالية الوطنية لأرباب العمل الجزائريين لمجلس التجديد الاقتصادي الجزائري    مهرجان وهران الدولي للفيلم العربي: فيلم "ميسي بغداد" يفتتح المسابقة الرسمية للأفلام الروائية الطويلة    هادف : اللقاء الدوري لرئيس الجمهورية مع الصحافة حمل رؤية ومشروع مجتمعي للوصول إلى مصاف الدول الناشئة في غضون سنة 2030    أوبك: توقعات بزيادة الطلب العالمي على الطاقة ب 24 بالمائة بحلول 2050    تونس: انطلاق عملية التصويت للانتخابات الرئاسية    رئيس الجمهورية يؤكد أن الجزائر تواصل مسيرتها بثبات نحو آفاق واعدة    الكشف عن قميص "الخضر" الجديد    مراد يتحادث مع المديرة العامة للمنظمة الدولية للهجرة    المعارض ستسمح لنا بإبراز قدراتنا الإنتاجية وفتح آفاق للتصدير    انطلاق الطبعة 2 لحملة التنظيف الكبرى للجزائر العاصمة    عدم شرعية الاتفاقيات التجارية المبرمة مع المغرب.. الجزائر ترحب بقرارات محكمة العدل الأوروبية    مهرجان وهران الدولي للفيلم العربي: فيلم "ميسي بغداد" يفتتح المسابقة الرسمية للأفلام الروائية الطويلة    مهرجان وهران الدولي للفيلم العربي يعود بعد 6 سنوات من الغياب.. الفيلم الروائي الجزائري "عين لحجر" يفتتح الطبعة ال12    الجمعية الدولية لأصدقاء الثورة الجزائرية : ندوة عن السينما ودورها في التعريف بالثورة التحريرية    سوق أهراس : الشروع في إنجاز مشاريع لحماية المدن من خطر الفيضانات    البليدة..ضرورة رفع درجة الوعي بسرطان الثدي    تيميمون: التأكيد على أهمية التعريف بإسهامات علماء الجزائر على المستوى العالمي    الرابطة الثانية هواة (مجموعة وسط-شرق): مستقبل الرويسات يواصل الزحف، مولودية قسنطينة ونجم التلاغمة في المطاردة    بيتكوفيتش يعلن القائمة النهائية المعنية بمواجهتي توغو : استدعاء إبراهيم مازا لأول مرة ..عودة بوعناني وغياب بلايلي    بداري يعاين بالمدية أول كاشف لحرائق الغابات عن بعد    العدوان الصهيوني على غزة: ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 41825 شهيدا    حوادث المرور: وفاة 4 أشخاص وإصابة 414 آخرين بجروح خلال ال48 ساعة الأخيرة    أسماء بنت يزيد.. الصحابية المجاهدة    يوم إعلامي لمرافقة المرأة الماكثة في البيت    إحداث جائزة الرئيس للباحث المُبتكر    دفتيريا وملاريا سايحي يشدد على ضرورة تلقيح كل القاطنين    سايحي: الشروع قريبا في تجهيز مستشفى 60 سرير بولاية إن قزام    استئناف نشاط محطة الحامة    افتتاح الطبعة ال12 لمهرجان وهران الدولي للفيلم العربي    سايحي يشدد على ضرورة تلقيح كل قاطني المناطق التي شهدت حالات دفتيريا وملاريا بالجنوب    محارم المرأة بالعدّ والتحديد    خطيب المسجد النبوي: احفظوا ألسنتكم وأحسنوا الرفق    حق الله على العباد، وحق العباد على الله    عقوبة انتشار المعاصي    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الحلم يراود بوزيد في إستعادة مكانته مع “الخضر“
نشر في الهداف يوم 09 - 03 - 2010

دفعتنا واجبات متبادلة في الوقت نفسه مع المدافع إسماعيل بوزيد لإعداد ربورتاج عنه في عجالة، وكانت نقطة الالتقاء عند محطة “إيدنبورغ” بالعاصمة الاسكتلندية،
أين رن الهاتف للمرة الثالثة. “هل أنت في المحطة” في أي اتجاه؟ أنت الذي ترتدي بذلة سوداء واقية من الشتاء؟ حسنا، استدر أنا خلفك”...واستقبلنا بالضحك.
بهذه الكيفية التقينا إسماعيل بوزيد الذي حيانا بحفاوة، ووضع لنا قميصا مدون عليه اسمه في الحقيبة ورحب بنا أيما ترحيب، “بما أننا كلينا لا نملك الوقت، سآخذك إلى منزل أحد أصدقائي الجزائريين، أعلم أنه شيء رائع أن يقابل صحافيا من “الهدّاف”، لأنه يقرأ يوميا جريدتم على العنوان الإلكتروني”، يقول بوزيد هذا ونحن في طريقنا إلى موقف السيارات أين ترك سيارته.
“الشناوة الأحسن في العالم”
حتى قبل أن نشرع في الحديث عن الأمور الأخرى، فضل بوزيد أن يكون حديثه الأول حول جديد “لبلاد”، يريد أن يعرف كل صغيرة وكبيرة :“دون شك البرودة أقل من هنا، وحتى إن كانت الأجواء باردة في الجزائر، إلا أن ابتسامة من صديق تزود القلب بالحرارة اللازمة”، يقول بوزيد، ليعرج بعدها على الأوقات الصعبة التي مر بها في الجزائر مع المولودية التي منحته اللقب الأول في البطولة الوطنية في موسم 2005/2006: “أتمنى أن نصل إلى الهدف هذه المرة، أنا متأكد أن الأنصار سعداء جدا لرؤيتهم فريقهم يعتلي الريادة، “الشناوة” يستحقون أكثر لأنهم بكل بساطة الأحسن في العالم، ولو يستمر الفريق في تحقيق نتائج إيجابية سيكون بطل الجزائر دون أي مشكل”. ويضيف بوزيد: “أنا شنوي في الدم، وعندما تعيشون اللحظات التي عشتها فإن ذلك يجعلك تحب المولودية مدى الحياة“.
العلم الوطني في مقود السيارة
بمجرد أن انطلقت السيارة، حتى قام بوزيد بإخراج العلم الوطني من حقيبته، ليلفه حول مقود سيارته: “أقود السيارة على الطريقة الجزائرية، هو تصميم جديد، أليس هذا جيدا؟ أنظروا، أضحي بحياتي من أجل هذا العلم”. يقول بوزيد بحنين، قبل أن يغوص في حديث عن حالته الصحية بعد الإصابة التي تعرض لها في الأيام القليلة الماضية.
“سأكون جاهزا بعد ثلاثة أسابيع على أقصى تقدير”
“شعرت بآلام في الفخذ ولهذا لا أريد أن أغامر في هذه المرحلة المهمة في الموسم، هو تمدد عضلي في الجانب الخلفي من الفخذ، لكن ليس خطيرا، الأطباء أكدوا لي أني أتحسن، عليّ أن أجري فحصا بالأشعة، هذا الأسبوع من أجل تشخيص الإصابة بدقة، لكن يبدو أنها مسألة أسبوعين أو 3 أسابيع من الغياب لا أكثر. الطبيب طمأنني وقال لي إنه بعد ثلاثة أسابيع بإمكاني العودة إلى المنافسة بصفة عادية جدا. الأمور مطمئنة إن شاء الله”. شرح بوزيد كل شيء بخصوص العودة إلى التدريبات والمنافسة “.
“إسماعيل يستحق الذهاب إلى المونديال”
بعد دقائق قليلة من التجول عبر شوارع العاصمة الاسكتلندية، تحولنا إلى صالون حلاقة يملكه يونس، سعيد وبيلي، وهم جزائريون: “هؤلاء أصدقائي و”بيلي” هو حلاقي الخاص، فهو دائما “يتهلاّ”، مازحنا إسماعيل عندما قدمنا لأصدقائه، قبل أن يأتيه الرد بسرعة: “ليس لأنه بحاجة إلى تزكيتي، لكن بوزيد بصدد القيام بموسم رائع مع ناديه، لقد طمأن الجميع بأدائه، والأنصار تبنوه بسرعة، بوزيد محارب بالفعل ولا يتراجع عن أي شيء، إنه قوي بدنيا وفنيا، الناس في الجزائر لا يتابعون البطولة الاسكتلندية، لكن بالنسبة لنا لا يمكن أن نضيع أية مباراة يشارك فيها بوزيد أو بوڤرة، ويمكن أن نؤكد لكم أن إسماعيل، يستحق الذهاب إلى المونديال”، يقول صديق اللاعب مؤكدا : “لا أقول هذا لأنه صديقي لكن صدّقوني أنها الحقيقة ”.
بوزيد : “أريد أن أُظهر للجزائريين أن هذا المسجد مفخرة لنا”
الوقت يمر بسرعة وبوزيد يعلم ذلك جيدا، وبعد الانتهاء من تلك الجلسة خرجنا معا من صالون الحلاقة. وقبل الركوب في السيارة قلت له إلى أين سنذهب الآن ؟ فقال : “أريد أن أريك المكان الذي أفتخر به كثيرا في مدينة “إيدنبورغ“، إنه مسجد رائع وستراه بأم عينيك عندما نصل إليه وأريد أن أظهر للجزائريين هذا المسجد الذي أعتبره مفخرة لنا نحن العرب والجزائريين، لأنه بمجرد أن تراه في هذه المدينة فهذا يريحك كثيرا ويشعرك بالفخر”. وبعدما وصلنا إلى عين المكان تفاجأنا بجمال ذلك المسجد وطلبنا من اسماعيل أن يقف أمامه وأردنا أن نأخذ له صورة أمام ذلك المسجد.
“هل تريد أن تأخذ لي صورا أمام هذا المسجد؟”
“هل تريد أن تأخذ لي صورا هنا وهل أنا في منظر جميل (يضحك)، أريد أن تظهر من ورائي المنارة أحسن” وبعدها أخذنا له سلسلة من الصور التذكارية ثم طلب منا أن نقوم بزيارة تفقدية بداخل المسجد وأراد استغلال الفرصة لكي يصلي فيه صلاة المغرب، وبعدها دخلنا معه حتى إلى الداخل أين نزعنا أحذيتنا لنأخذ له صورا وهو يصلي فلم يكن هناك أي مانع : “لا تزعجني إطلاقا فيمكنك أن تأخذ لي صورا بالقسط الذي تريد. فليس لدي أي مانع ويمكنك كذلك أن تصوّر ما تشاء وفي أي مكان في هذا المسجد، لأنني أريد أن أظهر للجميع بأننا نحن المسلمين نقوم بشعائرنا على أكمل وجه ولنا كل الحرية في ديانتنا هنا في اسكتلندا على عكس الأوضاع في فرنسا، لأنه في بريطانيا العظمى الكل حرّ في اختيار ديانته”.
هو من صلّى المغرب بالمتأخرين
ولد اسماعيل بوزيد في نانسي الفرنسية سنة 1983. وعلى الرغم من أنه لا يتكلّم جيدا اللغة العربية إلا أن ذلك لم يمنعه من تعلّمها وحفظ بعض الآيات القرآنية التي تسمح له بالصلاة على الأقل. وبصوت مرتفع سمعنا بوزيد يصلي بجماعة وصلت متأخرة إلى المسجد في أجواء اقشعرت لها الأبدان. وقد سجلنا تلك التلاوة باللهجة الفرنسية العربية وهي صورة جميلة قدّمها لاعبنا المحترف للأجيال القادمة وأبناء المهجر في مختلف البلدان الأوروبية. وبعدما أنهى اسماعيل صلاته جلس بعض الوقت ليستحضر أذكار الصلاة وبعدها دعا الله لكي يساعده على الشفاء والعودة في أقرب وقت إلى المنافسة، وبعدها التألق حتى يتمكن من لفت أنظار الشيخ سعدان فيستدعيه للمشاركة في المونديال المقبل.
”أحاول أن أنشر الإسلام وأساعد أبناء المهجر على فهمه”
وبعدها طلب منا بوزيد القيام بزيارة أخرى للمسجد وبتمعّن أين أرانا المحراب وبعدها المكتبة الخاصة بذلك المسجد. وقد نصحنا بقراءة بعض الكتب القيمة التي سبق له أن طالع بعضها :“أنا أحاول أن أستفيد قدر المستطاع وهو ما ساعدني على أن أتعلّم التلاوة أكثر، ولكنني لم أصل بعد إلى الدرجة التي تمنّيتها لأنني أريد أن أتلو القرآن بطريقة سهلة وبسداد، وكذلك الأهم أن أفهم المضمون وأتمنّى أن يصل ذلك اليوم لأنني أحب ذلك وأسعى جاهدا للتعلم إن شاء الله” (قالها بالعربية). قبل أن يضيف: “أنا أحاول أن أنشر الإسلام وأساعد أبناء المهجر في فهمه حتى لا تكون لديهم صورة سلبية عنه”، و هو ما يؤكد سمو أخلاق هذا الإنسان الجزائري.
“لا تنسوا أن تحيّوا في مكاني كل الجزائريين”
وقبل دقائق فقط من وصول القطار الأخير في المساء أسرعنا إلى المستودع لكي نركب السيارة. ونحن في طريقنا أرانا اسماعيل مطعما يقدّم الأكل الحلال لأنه يسيّر من الجمعية الخاصة بالمسجد وبفضل تلك الأرباح يسدّدون مختلف الفواتير (الماء، الكهرباء...) وبعدها قادنا نحو المحطة المركزية للمسافرين. وقبل أن يحيّينا للمرة الأخيرة شكرنا وطلب منا أن نبلّغ رسالته التالية : “أنا شاكر لكم لهذه الزيارة الطيبة ما يؤكد على حسن نواياكم في مساعدة الكرة الجزائرية. ولا تنسوا أن تبلّغوا سلامي لكل الجزائريين وبالخصوص إلى الشناوة الذين أكنّ لهم تقديرا خاصا وأتمنى أن ألتقي بهم في القريب العاجل”.
بوزيد: “أتمنّى أن يستدعيني سعدان بعد مشواري الجيّد ولا أشك في تحقيقه سريعا”
كيف هي حال فخذك؟
الحمد لله، الأمور تسير من حسن إلى أحسن، فأنا أتابع العلاج بكل جدية حيث ستكون عودتي إلى المنافسة على أقصى تقدير خلال الأسابيع الثلاثة القادمة، سأذهب إلى فرنسا هذا الأسبوع لإجراء فحوص معمقة بجهاز “السكانير” وحينها سأعرف مدى تحسن إصابتي وتعافيّ منها.
تلقيت الإصابة في وقت غير مناسب، أليس كذلك؟
أقول نعم ولا في الوقت نفسه. صحيح أنني كنت أتمنى أن أواصل تألقي وأستمر في مساعدة الفريق، خاصة وأنني لعبت ما يقارب ال 30 مباراة أساسيا وشعرت فيها بأنني في تحسن مستمر من الناحيتين الفنية والبدنية، فقد حققت موسما جيدا لحد الآن، والتصريحات التي كان يقدمها المدرب وما تناقلته الصحافة خير دليل على ما أقول، لأنك هنا إذا ما لعبت بشكل سيء، فالناس يقولون لك ذلك بشكل مباشر، ولكن من جانب آخر، أستطيع القول إن الإصابة منحتي القليل من الراحة التي كنت أشعر بأنني بحاجة إليها، قبل الدخول في مرحلة الجد خلال الشهرين القادمين والمتبقيين أيضا عن نهاية البطولة، ولهذا أقول إنني سأكون جاهزا ومستعدا أفضل من اللاعبين الذين لم يستفيدوا من راحة مثلي.
اسمك متداول بقوة في الأيام الأخيرة حول إمكانية عودتك إلى المنتخب الجزائري.
لقد فهمت (يضحك)، أنا فخور بأن يكون اسمي متداولا في الجزائر وأن يفكروا بي، ولكن هذا لا يتعلق للأسف الشديد بي فقط، لأنه لو كانت الأمور بيدي لكنت قد التحقت منذ مدة بالمنتخب ولما انتظرت لحظة. أعتقد أن المدرب الوطني يعرف جيدا ما الذي يفعل، ويعرف جيدا حاجيات المجموعة.إذا ما رأى أنه في حاجة إلى خدماتي فسألتحق بفخر واعتزاز... لقد مر على آخر مشاركة أو دعوة لي مع “الخضر“ قرابة العام والنصف، وقد كان آخر لقاء لي مع المنتخب أمام منتخب الكونغو، وكان كل هذا وقتا ضائعا بالنسبة لي، لكني لم أتأثر بل بقيت متمسكا ببصيص من الأمل للعودة السريعة إلى المنتخب، ولهذا فأنا أعمل وأتعب كثيرا وأتمنى أن تكون عودتي سريعة وقوية.
سعدان أبعد زاوي في المحور، رحو الذي ينشط ظهيرا أيمن بالإضافة إلى لاعبين آخرين، ألا ترى أن الفرصة سانحة بالنسبة لك للمشاركة في المونديال كونك مدافعا؟
لست على دراية بما يحدث، أمر صعب جدا على لاعب دولي ألا يجد اسمه ضمن قائمة المدعوين للمنتخب أو أن اسمه قد شطب، لدي فكرة عما يشعر به هؤلاء اللاعبون الذين شاركوا في تصفيات كأس العالم، وكانت لهم مشاركة في كأس أمم إفريقيا، ولكن هذا قرار المدرب وهو يعرف حاجيات المنتخب، أمر أكيد أننا نحب أن نكون جميعنا وسط هذا الحدث العالمي، وأمر أكيد آخر أنني أملك نوعا من الحظ لأنافس على اغتنام هذه الفرصة مع التغييرات التي سيقوم بها المدرب مستقبلا، أتمنى فقط أن يستدعيني بعد المشوار الجيد الذي قدمته مع فريقي طيلة الموسم، وأيضا للخبرة التي أتمنى أن أقدمها لدفاع المنتخب الوطني في المونديال، شخصيا أنا أعمل وأجتهد من دون يأس ولا تخاذل ولا تكاسل من أجل الظفر بثقة الناخب الوطني، وهذا ما لا أشك في تحقيقه سريعا.
لعبت 30 مباراة أساسيا، كما أنك لعبت مهاجما، فلماذا خضت تلك التجربة الهجومية؟
(يضحك) على كل حال، لم يكن اختبارا هجوميا بالنسبة لي كما تقول، ولم يطرح هناك أي إشكال في لعبي مهاجما كما قيل هنا وهناك، وعلى كل حال المدرب هو من اتخذ هذا الإجراء وهذا ليشير لمسيّري النادي بأن يقوموا بتعزيزات إضافية في الهجوم، كما أن اعتماده عليّ مهاجما جاء ليثبت للمسيرين بأنه يعرف كيف يتعامل ويسير الفريق بما لديه من إمكانات، وفي نفس الوقت يؤكد أن الفريق بحاجة ماسة إلى مهاجم صاحب خبرة وتجربة في هذا المنصب، وقد كان قراره صائبا فيما فعله، طالما أن المسيرين قاموا بتلبية طلبه وهذا ما جعلني أعود إلى منصبي الأصلي في الفريق كلاعب محوري في الدفاع إلى غاية نهاية البطولة.
لديك اسم ثان، هل هذا صحيح؟
هذا صحيح فاسمي اسماعيل و”ميشال”، ولكن لا يذهب تفكيركم بعيدا أو تعتقدوا بأن أبي هو من أطلق عليّ هذا الاسم، بدعوى أنه كان يحب “مايكل جاكسون” أو لا أدري ماذا. الكثير من الناس يجهلون الأمر بل حتى الجالية العربية المسلمة في أوروبا قد لا تعرف بأن اسم “ميشال” يمثل الإسلام، لأن نبيا من أنبياء الله اسمه هكذا، ووالدي لم يفكر إلا في هذا النبي، وليس في مايكل جاكسون.
إذن أصدقاؤك كانوا يمازحونك بهذا الاسم.
صحيح، لم أسلم منهم، ولكن في نهاية المطاف كنت أتفوق عليهم في كل مرة لأنهم حينما يعرفون بأن “ميشال” هو اسم لأحد الأنبياء، يهدأون ويعرفون مدى جهلهم.
هل أنت متزوج؟
(يضحك..) صحيح، منذ عام تقريبا، وهي جزائرية إذا أردت إضافة أخرى.
كيف يكون شعورك وأنت ترى أن اسمك غير وارد ضمن اللاعبين الدوليين المدعوين للتربصات واللقاءات الدولية؟
أشعر دائما بخيبة أمل كبيرة وإحباط، ولكن لا أستطيع أن أفرض نفسي بالقوة. حيث أعيد حساباتي وأشتغل بجد على أمل أن يتم استدعائي لموعد آخر، أو على الأقل أن يفكروا بي، ولهذا فأنا أنتظر دعوة المنتخب الوطني بشغف منذ عام ونصف، لقد تابعت كل مباريات “الخضر” وبنفس الحماس وبنفس الشعور بالحرمان من عدم المشاركة، وقد كنت حزينا في كل مرة يخفق فيها المنتخب الوطني وأشعر بالافتخار والاعتزاز كلما ينجح، فالمنتخب الوطني يسير في عروقي، وأكيد أن هذا لن يخرج من هنا (يشير إلى ذراعه)، وهذا طبعا بالنسبة لعائلتي أيضا. على كل حال مهما يكون قرار الناخب الوطني أبقى أحترمه وتبقى الجزائر في دمي.
ألا ترى أنه كان بإمكانك الاحتفاظ بمنصبك ومكانك مع المنتخب الوطني لو بقيت مع نادي “ڤالاتسراي” التركي بعد فوزكم ببطولة 2008؟
لم أغادر “ڤالاتسراي” بمشيئتي، فقد كنت أرغب في المواصلة والبقاء معه لمواسم أخرى، لأنه فريق من أكبر الفرق الأوروبية الطموحة، كما أن مسيري نادي “ڤالاتساراي” هم أيضا كانوا يريدون بقائي، فحتى عقدي لم يكن ينتهي مع نهاية ذلك الموسم. ولكن كان لدي مشكل شخصي في فرنسا، ولهذا وجدت نفسي مضطرا للعودة إلى هناك والاقتراب من عائلتي التي كانت بحاجة لحضوري والبقاء إلى جانبها. ولهذا أقول إنني قد ضحيت من أجل عائلتي ولست نادما على ما فعلت.
هل تعول على البقاء لموسم آخر في اسكتلندا؟
الله هو الوحيد من يعلم، ولكن الأمر الأكيد هو أنني لو أتلقى عرضا جادا من ناد كبير وعريق فأكيد لن أقول لا ولن أتردّد، فأنا لاعب طموح كأي لاعب محترف، ولكن هذا لا يعني أنني لست راضيا عما أنا فيه، بل الحمد لله، النادي الذي ألعب له يوفر لي كل ما أحتاجه، ولكن الطموح حق مشروع. فقد كانت لي بعض العروض في مرحلة التحويلات الشتوية ولكنني فضلت المواصلة مع فريقي حتى لا أكسر وتيرة المنافسة، كنت أريد نوعا من الاستقرار في مسيرتي حتى أتقدم ويتحسن أدائي أكثر، وهذا ما لست نادما عليه اليوم، لأنني نجحت في تقديم موسم جيد.
بإمكانك أن تكون بديلا جيدا في محور الدفاع، خاصة مع البنية القوية التي تتمتع بها (1،90 سم)، بالإضافة إلى تجربتك مع الكرة الإنجليزية، ألا توافقني الرأي؟
إذا كان هذا رأيك الشخصي، فصحيح ما تقول، ولكن بالنسبة لي أحب أن يكون رأي المدرب رابح سعدان هو الفاصل في القضية، أعرف جيدا طريقة لعب الكرة الإنجليزية، ولدي خبرة للعب في أي مستوى ومع أي منافس، ولكن الكرة ليست في مرماي. كل ما أستطيع فعله هو أن أواصل عملي واجتهادي لأكون تحت تصرف الناخب الوطني، وسأثبت لك أنني جاهز للتضحية بنفسي والأيام القادمة ستبرهن ما أقول


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.