يبدو أن البلغار لا يشبهون فقط العرب في ملامحهم وبعض أحيائهم العتيقة، ولكن في أشياء كثيرة بالأخص البيروقراطية على مستوى الإدارات والمصالح، وهو أمر سمعنا عنه الكثير من بعض الأصدقاء هنا خاصة العرب، قبل أن نكتشفه بأنفسنا خلال تعاملنا مع مسؤولي إدارتي صلافيا وسيسكا صوفيا وكذا الإتحادية البلغارية. بلغاريا معروفة بالبيروقراطية التي يُعاني منها الجزائريون ويعرف على بلغاريا أن إدارتها ومصالحها معقدة، لأنهم أصلا شعب بارد ومتقلب المزاج ومن الصعب أن يقدّم خدمة لوجه الله، حيث تعرف هذه الدولة ببيروقراطيتها على مستوى الإدارات وصعوبة الحصول على الوثائق أو الخدمات الضرورية من مستخدمي الإدارات، وهو الأمر الذي يحصل للمواطن الجزائري كثيرا وحصل معنا نحن أيضا هنا. مسؤولو الأبواب “حافظين الميم” وقد صادفنا الكثير من المواقف هنا، جعلتنا نعرف في الكثير من المرات الإجابات قبل أن نطرح الأسئلة لأنها كلها تبدأ بحرف الميم على الطريقة العربية، خاصة لمّا نسأل عن رئيس الفريق، وهو موقف صادفنا في سيسكا وصلافيا أين أكد لنا البوابون أن ذلك مستحيل، ولا يمكن في غياب وثيقة من الإدارة، أو موافقة الرئيس نفسه أن نتحدث إليه أو نقابله. بواب الإتحادية البلغارية رفض حتى الكلام معنا وأمام غياب رئيسي صلافيا وسيسكا صوفيا، وبمساعدة من المناجير الدولي ميلكو وصلنا الى مكان الإتحادية البلغارية لإجراء حوار مع رئيسها ميخايلوف بوريسلاف الحارس التاريخي لمنتخب بلغاريا وصاحب أكبر عدد من المشاركات في تاريخ هذا المنتخب ب 102، لكن البواب وبطريقة باردة وجافة رفض حتى الكلام معنا، لأنه لا يمكنه الحديث إلينا ونحن لا نملك وثيقة تسمح لنا بمحاورة ميخايلوف. مسؤوله العملاق “ميخايلوف” اعتذر لنا من سويسرا ورغم أن ميخايلوف متواجد مثلما عرفنا فيما بعد خارج بلغاريا ولا يمكننا محاورته إلا أن البواب رفض أن يعلمنا بذلك، وبعد محاولات تحصلنا على الرقم الهاتفي له، وإتصلنا به حيث رحب بنا بحفاوة كبيرة، واعتذر لنا لأنه متواجد في سويسرا ولن يعود إلا يوم الأربعاء القادم إن كان ذلك يساعدنا، وبعد أن أكدنا له استحالة الأمر اعتذر من جديد، وطلب منا الإتصال به في حالة وجود أي طارئ، وهو ما جعلنا نستغرب لأن تكبر البواب أعطانا الانطباع أنه هو المسؤول عن ميخايلوف وليس العكس. موقع “سيسكا جونغ” تحدث عن الصعوبات التي واجهتها “الهدّاف” وقد تحدث موقع “سيسكا جونغ” عن هذه الصعوبات التي واجهتنا، بالإشارة أول أمس الى عدم تعاون مسؤولي فريقي صلافيا وسيسكا معنا لإجراء سلسلة من الروبورتاجات عن حياة مبولحي في صوفيا ببلغاريا، معتبرين أن صحفي “الهدّاف” و”لوبيتور” اكتشف طبيعة بيروقراطية بلغاريا. الصعوبات بدّدتها إذاعة “راديو دارك” ويمكن القول أن صحفية راديو “دارك” راليسا التي تشتغل في أكبر إذاعة في بلغارية بدّدت كل الصعوبات من خلال الإعلان في نشرة الرياضة أول أمس التي تحظى بمتابعة كبيرة عن تواجد صحفي جزائري في صوفيا لأجل إجراء روبورتاج عن حياة مبولحي، وهو ما خلّصنا من السؤال الذي يطرحه الجميع وخاصة البوابون : “هل يعلم الرئيس أنك متواجد هنا”. مسؤولو “سيسكا” استقبلونا بحفاوة ساعة بعد بث خبر تواجدنا وبعد ساعة فقط من بث الخبر استقبلنا مسؤولو فريق سيسكا بحفاوة كبيرة، حيث طلبوا منا الانتظار الى حين نهاية الحصة التدريبية، كما قاموا بجلب مدرب الحراس، قائد الفريق ومدرب النادي المقدوني الى غاية عندنا للحديث إليهم، كما لعب مسؤول إداري دور المصور على هامش الحوارات التي أجريناها، وهي المعاملة التي تغيّرت كثيرا بالمقارنة مع ما كان عليه الحال صباح اليوم نفسه.