للخروج عن رتابة الحوارات المعتادة التي يتطرق فيها اللاعب إلى تحضيراته مع فريقه إلى مباراة من المباريات، فضلنا هذه المرة أن نحاور سفيان حركات صخرة دفاع مولودية الجزائر حول عدة جوانب من حياته الشخصية التي سيكتشفها القارئ لأول مرة. لو نسألك عن نقاط قوة شخصيتك، فما هو ردّك؟ الصبر والهدوء وعدم التسرع في اتخاذ القرارات، فأنا شخص يأخذ كلّ وقته قبل حسم الأمور. وما هي نقاط ضعفك وسلبياتك أيضا؟ رغم أني صبور وهادئ إلا أني أعترف أني أحيانا أكون عصبيا بسرعة، لكن سرعان ما يزول ذلك. شيء تخافه كثيرا. مع أن ذلك لا يبدو عليّ أمام رفاقي إلا أني أخاف كثيرا ركوب الطائرة بسبب ارتجاجاتها في السماء، كما أخاف الله سبحانه وتعالى. هل لديك أصدقاء؟ نعم، وكثيرون أيضا. ومن هم الأقرب إليك؟ رغم أني أملك الكثير إلا أني أختار زملائي اللاعبين، بلاط، يونس، صايبي، بورڤبة وكيراغال. كلهم حراشيون لماذا؟ لأني “حراشي” وخريج المدرسة الحراشية، بلاط، كيراغال ويونس تدرجت معهم في الحراش عبر كل الأصناف إلى أن وصلنا إلى صنف الأكابر، وصايبي وبورڤبة حراشيان حقا ولعبت إلى جانبهما في شبيبة القبائل وهو ما خلق صداقة متينة بيننا. من هو الشخص الذي لا ترغب في الذهاب معه في عطلة؟ (يفكر قليلا) من ليس صديقي لا أرغب في الذهاب معه في عطلة، ومن لا أرتاح له كثيرا. ربما ترفض أن تذهب مع شخص بخيل. لا، أخاف أن يستاء منّي البخلاء. هل بإمكانك أن تحدد لنا شخصا لا ترغب في أن يرافقك حينما تكون في عطلة؟ مدربي السابق في شبيبة القبائل البلجيكي “تالمان”. لماذا؟ لأنه لم يكن يحبّني، أتذكر أني لما قدمت إلى الشبيبة لم يكن يحملني في قلبه بل لم يكن يقدر حتى على النظر إليّ، مرة من المرات التقيت به أنا وزميلي أوسلاتي في المصعد فقال له “صباح الخير أوسلاتي” أما أنا لم يلق عليّ التحية، كما أني في التدريبات عندما أقوم بلقطة جميلة أصوّب نظري إليه لمعرفة إن كان قد شاهد ذلك، فيدير ظهره ويصوب نظره نحو السماء. غريب أمره ذلك المدرب. لو لم تكن سفيان حركات من كنت ترغب أن تكون؟ أن أكون سفيان حركات، الشخص واللاعب في آن واحد. النوعية عند الرجل ما هي في رأيك؟ أن يكون شخصا ذا مبادئ وقيم وصريحا مع نفسه ومع الناس. وعند المرأة؟ أن تكون “بنت عائلة” ومتدينة ومتخلقة. هل تذكر أفضل مباراة لعبتها في مشوارك الكروي؟ هناك مباراتان، كنت حينها في شبيبة القبائل واحدة أمام النادي الصفاقسي التونسي في ملعب 5 جويلية، أتذكر أني كنت مصابا وعلى وشك إجراء عملية جراحية يوم المباراة لكني أجلتها ولعبت رغم الإصابة وأديت مباراة كبيرة. والثانية؟ ضد “أشانتي كوتوكو” الغاني لحساب رابطة الأبطال الإفريقية، حيث فزنا بهدف لصفر وأديت دوري على أكمل وجه. وما هو أفضل هدف سجلته؟ أنا مدافع لا يسجل سوى نادرا، لكني أذكر هدفا جميلا سجلته لما كنت في الحراش وكان ذلك أمام أمل بوسعادة في القسم الثاني، حيث وصلتني الكرة ودون أن أوقفها أودعتها في شباك المنافس. ما عدا كرة القدم ما هي رياضتك المفضلة؟ أحب رياضة التنس لكني لا أمارسها لضيق الوقت طبعا. تحب فيديرير أو نادال؟ الإسباني نادال إنه الأول عالميا في رياضة التنس. برشلونة أم ريال مدريد؟ ريال مدريد بطبيعة الحال، أعشق هذا النادي كثيرا من أيام زيدان. كيف تقضي أوقات فراغك؟ في “الحومة” رفقة أصدقائي المقربين. هل تزور خالك “معيش” في حسين داي؟ بطبيعة الحال، الحراش “حومتي“ وحسين داي أيضا لأني أزور “دار جدي” كثيرا. ما هو أورع فيلم شاهدته؟ لا أشاهد الأفلام كثيرا. إذن نجوم السينما في هوليوود عليهم أن يتوقفوا عن التمثيل إذا كانوا يتعاملون مع مشاهدين يشبهون حركات (يضحك) كنت صريحا معك، لا أشاهد الأفلام إلا نادرا. ما هو آخر كتاب قرأته وأعجبت به؟ حتى الكتب لا اقرأها كثيرا وأنا صريح في هذه النقطة أيضا، أحب المجلات الرياضية فقط. ما هو نوع الموسيقى الذي تميل إليه؟ أحب كل أنواع الموسيقى ولا أفضل نوعا على آخر. لا تشاهد الأفلام ولا تقرأ الكتب ولا تفضل أي نوع على نوع آخر من الموسيقى، إذن ما هو الشيء الخصوصي الذي تحبه؟ أحب لعبةplaystation . هل أنت من هواة متابعة الحصص؟ لا أتابع الحصص، ربما أميل للحصص الرياضية وأميل أيضا لمشاهدة القنوات الخاصة بأشرطة الحيوانات. زيك المفضل؟ أحب اللباس الرياضي و”الجين”. لا تميل إلى اللباس الكلاسيكي إذن. لا أحب ارتداءه وأشعر به كأني مقيّد، في وقت أفضل أن أكون خفيفا باللباس الرياضي. قد ترتديه مجبرا يوم زفافك. يومها سأفكر إن كنت سأرتديه أم لا. شيء لا تقدر على التفريط فيه مهما حصل؟ شيئان وليس شيئا واحدا، السيارة التي بها أصل إلى أبعد محطة أريدها والهاتف الذي يربطنا بالأهل والأصدقاء، هذان الشيئان لا يمكنني أن أستغني عنهما. شيء صرفت فيه أموال طائلة؟ صراحة أصرف مثلي مثلك ومثل أي مواطن عادي. لكن على الأقل يوجد شيء صرفت فيه أموالا كبيرة، فمثلا هناك من يصرف أموالا طائلة في شراء ساعة ثمينة. ساعتي أمامك عادية ولم تكلفني أموالا طائلة، وربما الشيء الذي صرفت فيه الكثير هو السيارة. ما نوعها؟ “كليو 3” بيضاء اللون. هل تفضل (4x4) أم “فيراري”؟ (4x4). ما هي الهديّة التي تتمنّى دوما أن تتلقاها في مناسبة معينة أو غير ذلك؟ أحب أن أتلقّى العطور. هل من نوع معيّن؟ لا يوجد نوع خاص أفضله على آخر، أحب كل العطور وأهوى تغيير العطر الذي أستعمله من يوم لآخر. طبقك المفضل؟ الشخشوخة تاع العجوز هل تحبّ تلقيها من شخص محدّد؟ أحب تلقيها من “العزاز” عليّ. شخص أخطأ في حقك وممكن أن تسامحه؟ عندما يكون الخطأ من غير قصد. مبدؤك في الحياة؟ الكلمة، كما أني شخص لا يحب الظلم و“الحڤرة“. شخصية تاريخية تحبها؟ الشهيد بن بولعيد. حمود بوعلام أم كوكا كولا؟ حمود بطبيعة الحال، “ما نقدرش نجوز النهار بلا حمود بوعلام” .. يضحك. من هو اللاّعب الذي كنت تتمنى اللعب إلى جانبه ولم تتحقق رغبتك؟ في الحقيقة لعبت مع كل من تمنيت اللعب إلى جانبهم، في الحراش حققت رغبتي ولعبت مع لونيسي، وفي إتحاد الجزائر حققت رغبتي ولعبت مع دزيري وعمّور ولا زلت ألعب مع عمّور حتى الآن في المولودية، هؤلاء الكبار الذي حلمت باللعب معهم وحققت حلمي في الأخير. ربما تمنيت اللعب إلى جانب خالك معّيش؟ حلمت، لكنه حلم صعب لأني كنت صغيرا لما كان يلعب، ثم أني لا أذكر شيئا عن تلك الفترة. ما هو مستواك الدراسي؟ توقفت في السنة أولى ثانوي. لماذا لم تواصل دراستك؟ عالم كرة القدم أخذني، لقد كنت تلميذا نجيبا لكني حينها تألقت مع صنف الأواسط في الحراش وأنا في سن لم تتعد السابعة عشرة، فلاحظ المدرب القدير باشا ذلك فقام بترقيتي على جناح السرعة إلى صنف الأكابر ويومها “حلالي البالون” وصرت أحلم بأن أكون لاعبا كبيرا فتخليت عن مقاعد الدراسة. هل تذكر أول مباراة أقحمت فيها مع باشا؟ في مستغانم حيث دخلت احتياطيا ومباشرة بعد دخولي تلقيت البطاقة الصفراء. ومنذ متى صرت ركيزة رئيسية لفريقك؟ مع رمضاني في الموسم الموالي، حيث لعبت الموسم كله أساسيا منذ الجولة الأولى أمام شباب عين تيموشنت، وكنت حينها لاعب ارتكاز في خط الوسط. لو لم تكن لاعب كرة القدم، ماذا كنت تتمنى أن تكون؟ لا أتصوّر نفسي بعيدا عن مجال الكرة، لكني كنت سأقتحم عالم التجارة. ما هو الشيء الذي تمنيت أن تغيّره في جسدك؟ أنا معجب بنفسي وراض على الهيأة التي خلقني بها الله سبحانه وتعالى. لما كل هذا “الشيب” في شعرك وأنت صغير؟ لأني برزت وأنا صغير، من الحراش إلى شبيبة القبائل ثم عنابة ثم إتحاد العاصمة فمولودية الجزائر أخيرا، كيف لا “يشيب” شعرك... “يشيب ذراع”. ما هي أجمل كلمة قيلت لك؟ أنت شخص “عاقل”، هادئ، طيب القلب.. أحيانا أنت “حطّة”. اختصر حياتك في كلمة واحدة؟ الحمد لله، هادئة ورضا الوالدين ساعدني كثيرا. كم عدد إخوتك؟ نحن أربعة ذكور، أنا وثلاثة إخوة. مارسوا كرة القدم مثلك؟ عائلة حراشية مائة بالمائة، أخي الأكبر سبقني وتوقف عن ممارسة الكرة، وليد أيضا لعب بعدي في الحراش وغادرها نحو الشراڤة الآن، والصغير أسامة يتكون الآن في المدرسة الحراشية، إذن نحن الأربعة حملنا ألوان الصفراء .. “الحومة دليانا”. الوالد يعمل؟ نعم عامل في الوظيف العمومي. أصولك؟ عائلتي كلها من الحراش، ولدنا هناك جميعا لكن الأجداد القدامى من ولاية المسيلة ووالدتي أصولها من سطيف. كيف كنت في الصغر؟ شقيّا، ومع الوقت صرت أكثر هدوءا ورزانة، الأمر منطقي فنحن نكبر. شيء تذكرته الآن بمجرد عودتك إلى فترة الصغر؟ تذكرت الأيام التي كنت أهرب فيها من المدرسة من أجل مشاهدة مباريات “الصفراء”. ما هي المادة التي كنت تحصل فيها على علامات جيدة خلال فترة الدراسة؟ بما أني كنت في شعبة العلوم فقد كنت متفوقا في الرياضيات، بالإضافة إلى مادة التربية البدنية التي كنت لا أحصل فيها على نقطة أقل من 18 و19 نقطة. ما هي آخر مرة دخلت فيها في عراك مع شخص ما؟ أنا شخص عاقل ومسامح، لا يتشابك ولا يدخل في عراك ولا ملاسنات مع أي شخص كان. من الأقرب إلى قلبك، إتحاد الحراش، شبيبة القبائل، إتحاد عنابة، إتحاد العاصمة أو مولودية الجزائر؟ أحب كل الفرق التي لعبت لها، الحراش “دارنا” تربيت فيها وكبرت، مع الشبيبة تألقت ونلت الألقاب، في عنابة وإتحاد العاصمة عرفت الرجال، وفي مولودية الجزائر واصلت حصد الألقاب. من تفضّل “الكواسر”، “القبائل”، “الهوليڤانز”، “المسامعية” أم “الشناوة”؟ كلهم “عزاز عليّ“ وكل واحد منهم لديه ميزة فريدة من نوعها، أحبهم كلهم صراحة وأعشق طريقة تشجيعهم، وحتى لا أغضب أحدا أقول إني أعشق كل جماهير الأندية التي لعبت لها وأعشق جمهور المنتخب الوطني. لنفرض أن حريقا نشب في غرفتك ماذا تفعل؟ أهرب بسرعة دون إخماد النيران. بعد أن تضع حدا لمشوارك الكروي ما الذي ستقوم به؟ لا أبلغ من العمر سوى 26 سنة، إذن المستقبل لا زال أمامي كي ألعب لسنوات عديدة، وبعدها سأرى إن كنت سأتفرغ إلى مجال التدريب أو أقتحم عالم التجارة. من هو المهاجم الذي كنت تجد صعوبة بالغة في مراقبته؟ يونس، إنه سريع جدا وكنت أتعب كثيرا في مراقبته والحدّ من خطورته. المغني المفضل لديك؟ المرحوم حسني، كان مغنيا كبيرا والدليل على ذلك أن أغانيه تُسمع ليومنا هذا. هل قلبك محجوز أم لا؟ نعم محجوز. مدرب تفضله؟ لما كنت صغيرا، أقول إنه علال بوخوخة، عماراش، كويسي، المدرب باشا أيضا لأنه رقّاني إلى صنف الأكابر، رمضاني الذي اعتمد عليّ طيلة موسم كامل رغم صغري، بن شيخة في الحراش أيضا وشاي في شبيبة القبائل. و“تالمان“ البلجيكي؟ لا، لم يكن يطيق حتى النظر في وجهي. ما هي أفضل ذكرى في حياتك الكروية؟ اللقبان اللذان نلتهما مع شبيبة القبائل خاصة التتويج الأول لأنه الأول في مسيرتي الكروية بالإضافة إلى تتويجي الموسم الماضي مع مولودية الجزائر، لأني عدت من إصابة وخرجت من مرحلة عصيبة كللت بلقب بطولة غال جدا. والأسوأ منهما؟ عندما ضيعت الصعود مع فريقي الأول إتحاد الحراش سنة 2005 أمام أولمبي العناصر في ملعب 20 أوت. ما رأيك في المنتخب الوطني وما حققه؟ إنجاز بطولي كلّل بالوصول إلى المونديال ونصف نهائي في كأس إفريقيا، وهما إنجازان أسعدا كافة الشعب الجزائري وأنا كنت من أشد السعداء بذلك. ألا تتحسّر لأنك لا تحظى على غرار المحليين بثقة المدربين الذين يشرفون على تدريب المنتخب؟ أجل أتحسّر كثيرا، لقد لعبت للمنتخب في كل الأصناف منذ الصغر وأتيحت لي فرصة اللعب مع الأكابر تحت إشراف مزيان إيغيل والفرنسي كافالي، وبعدها لم أستدع، لكني لن أفقد الأمل، ما زلت شابا وقادرا على اللعب في المنتخب. أجمل ملعب لعبت فيه؟ ملعب 5 جويلية. وملعب تتمنى أن تلعب فيه؟ “سانتياڤو بيرنابيو”. ملعب تخاف من اللعب فيه؟ لا أخاف اللعب في أي ملعب. هل تغضب عندما تقرأ موضوعا يتحدث عنك بالسلب في جريدة من الجرائد؟ أغضب عندما لا يكون النقد بناء، لكن لما يكون الصحفي محقا أراجع نفسي وأخطائي فقط دون أن أمتعض. هل صحيح أن الصحافة لديها تأثير على مشوار أي لاعب؟ نعم، لديها أهمية كبيرة في مشوار الرياضي وخاصة لاعب كرة القدم. ما هي آخر مرة غضبت فيها بسبب موضوع كُتب عنك؟ لا أذكر، لأني أركز كثيرا على التدريبات وعملي فوق الميدان. ما الذي جنيته من كرة القدم؟ عرفت الرجال، وأنا فخور بذلك. ربحت المال أيضا... نعم ربحت المال أيضا، لكن معرفة الرجال أوّلا، وبعدها المال “كي نعيش“. ما هو لونك المفضّل؟ أفضّل اللونين الأبيض والأسود. ألوان سطيف .. ربما لأن والدتي سطايفية. ما الذي تمثل لك الوالدة والوالد؟ هما قدوتي وهما الأغلى في حياتي والأقرب إليّ من الأشخاص الآخرين، أنا شخص قريب جدا منهما، الحمد لله بفضل تربيتهما و”دعاويهم” وفّقني الله في كل خطواتي، وأشكرهما لأنهما ربّياني أحسن تربية. إذن تزوج كي يسعدا بك؟ إن شاء الله. لماذا تحب الريال على برشلونة؟ تعلقت بالريال من أجل زيدان وصرت مدمنا على متابعته إلى يومنا هذا.