لم تكن السفرية التي قادت مولودية باتنة إلى مدينة بلعباس موفقة بعد الخسارة التي مني بها أبناء المدرب مقرة في آخر أنفاس اللقاء إثر الهدف الوحيد الذي أمضاء اللاعب حميش، وفوت أصحاب اللونين الأبيض والأسود فرصة تأكيد النتائج الإيجابية التي أبقتهم في موقع مناسب لمراقبة السباق، وبإجماع الكثير من الحضور فإن المولودية كان بمقدورها العودة بنتيجة مرضية لولا الطريقة التي أدار بها ثلاثي التحكيم مجريات التسعين دقيقة سواء ما تعلق بقضية مقرة التي أثرت في معنويات اللاعبين بعد حرمانه من الجلوس على مقاعد الاحتياط أو بعد حرمان المهاجم وناس من هدف في الدقيقة الأخيرة أكد الحضور على شرعيته، في الوقت الذي أعلن الحكم المساعد وجود حالة تسلل. حرمان مقرة من الجلوس في الاحتياط خلف توترا وقد استهلت المولودية المشاكل على إيقاع القرار الذي اتخذه الحكم حلالشي الذي حرم المدرب مقرة من الجلوس مع اللاعبين البدلاء بحجة عدم حيازته على الإجازة التي تسمح له بأداء مهامه من على خط التماس، وهو ما فاجأ الباتنية خاصة وأن المدرب يحوز على رخصة مفتوحة تسمح له بالبقاء على خط التماس دون إشكال إلى حين الحصول على الإجازة، إلا أن الحكم حلالشي رفض الاعتراف بهذه الوثيقة مطالبا من مقرة مغادرة أرضية الميدان ومتابعة اللقاء من المدرجات. زدام اتصل بسكرتير الرابطة والحكم رفض التفاوض وقام المسير زدام بعدة مساع لإقناع الحكم بمراجعة قراراته وبالمرة منح الضوء الأخضر للمدرب مقرة للبقاء على مقعد الاحتياط، إلا أن مساعيه لم تكلل بالنجاح رغم اتصاله هاتفيا بسكرتير الرابطة الوطنية قصد إعلامه بالوضع، حيث طلب منه التحدث مباشرة مع حكم المباراة، إلا أن هذا الأخير رفض الدخول في نقاش حول هذه المسألة. مزايدات بين اللاعبين أخرت اللقاء بربع ساعة وعلاوة على الصعوبات التي واجهها المسيرون لإقناع الحكم بصلاحية رخصة التي يحوز عليها مدرب المولودية، فقد حدثت مزايدات كلامية بين لاعبي الفريقين في النفق وقبل دقائق من الدخول إلى أرضية الميدان، خاصة في ظل الاستفزازات التي تعرض لها أبناء مقرة من أصحاب الأرض الذين عمدوا إلى استغلال النفسية غير المريحة بعد القرارات المتخذة من الحكم بخصوص المدرب، ما أدى إلى تأخير انطلاق اللقاء عن موعده الأصلي بحوالي ربع ساعة. غياب محافظ اللقاء زاد التحفظات إذا كان الحكم حلالشي قد أصرر على إجراء اللقاء دون جلوس المدرب مقرة على مقعد الاحتياط، فإن الأمور تعقدت أكثر في ظل الغياب المفاجئ لمحافظ اللقاء الذي تخلف عن الركب لأسباب مجهولة، الأمر الذي حال دون وجود طرف آخر بمقدوره الاستماع إلى انشغالات مسيري المولودية، أمام قرارات الحكم التي وصفت بالتعسفية، حيث تساءل مسيرو المولودية عن خلفيات غياب المحافظ ومدى جدوى إجراء اللقاء في هذه الظروف، إلا أن التساؤلات لم تجد إجابات مقنعة أمام غياب من يستمع إليها خاصة وأن حكم اللقاء رفض حسب زدام السماح بتدوين تحفظات على الغياب غير المبرر لمحافظ المقابلة. الباتنية هددوا بعدم اللعب وتراجعوا في آخر لحظة وقبل دقائق من الانطلاقة، توصل مسيرو المولودية إلى قرار يقضي بعدم لعب المباراة، حيث طلبوا من اللاعبين عدم دخول أرضية الميدان إلى حين مراجعة الحكم لقراراته، قبل أن يصعد المسير زدام إلى منصة الصحفيين، حيث أدلى بتصريحات على المباشر في إذاعتي بلعباس ووهران قبل أن يبث تصريحه في القناة الإذاعية الأولى مساء على هامش الحصة المخصصة لقراءة إفرازات الجولة الأخيرة، وهو ما جعل إدارة زيداني تقرر التراجع عن الانسحاب من أرضية الميدان في آخر لحظة بعد أن أسمعت انشغالاتها إلى الرأي العام الرياضي. زدام يصر على رفع شكوى إلى الرابطة أكد المسير زدام أنه سيرفع شكوى إلى الرابطة الوطنية على خلفية ما حدث في لقاء بلعباس، حيث يكون قد حرر تقريرا باسم الإدارة الباتنية يشير إلى الصعوبات التي واجهها أصحاب اللونين الأبيض والأسود. زدام: “وثائق الرابطة غير معترف بها في بلعباس“ بدا زدام مستاء من الطريقة التي تعامل بها الحكم حلالشي مع المدرب مقرة، حيث قال إن وثائق الرابطة الوطنية أصبحت غير معترف بها في بلعباس، مضيفا أنه يستحيل إنجاح الاحتراف في الجزائر بهذا النوع من الحكام الذين عجزوا عن التعامل مع أبسط الأمور، فكيف نقضي –حسبه- على المظاهر الغريبة التي لازالت تنخر كرتنا من الكولسة و“التخلاط“ التي يستفيد منها أصحاب المصالح؟ الاستنجاد بالطبيب لأداء دور المدرب المساعد وأمام استحالة التوصل إلى قرار مقنع مع ثلاثي التحكيم، فقد أرغم مقرة على الاستنجاد بطبيب الفريق حاج عيسى (شقيق اللاعب لزهر حاج عيسى) لأداء دور المدرب المساعد وهذا من اجل نقل التوجيهات من المدرب عبر الهاتف ونقلها إلى اللاعبين. رفض هدف وناس زاد من تأزيم الوضع ورغم الأجواء الاستثنائية التي انطلق فيها اللقاء، إلا أن ذلك لم يمنع زملاء زغيدي من أداء الدور المنتظر منهم، بدليل تحكمهم في مجريات اللعب وتهديدهم مرمى الحارس زايدي في عديد المناسبات، حيث كان الباتنية أمام فرصة العودة بنتيجة إيجابية لولا اللحظات الأخيرة التي سجل فيها هدف المحليين، غير أن أصحاب اللونين الأبيض والأسود عادوا من بعيد بعد هدف التعادل الذي أمضاه المهاجم وناس وأجمع الحضور على شرعيته، إلا أن حكم التماس كان له رأي آخر ورفع الراية. يذكر أن المولودية تبقى تراقب سباق المقدمة بفارق 4 نقاط عن الرائد ونقطتين عن الوصيف الجديد مولودية قسنطينة. زغيدي: “الحكم وكيلو ربي والهزيمة لن تؤثر في المجموعة” أعرب اللاعب زغيدي عن تأسفه للأحداث التي ميزت المواجهة، معتبرا أن ما حدث كان مبرمجا قصد التأثير سلبا في أداء التشكيلة، وحمل ابن المغير ثلاثي التحكيم مسؤولية الهزيمة، وقال في هذا الشأن: “الحكم وكيلو ربي لأنه هضم حقنا، فاللاعبون أظهروا وجها طيبا يجعلهم يستحقون العودة إلى باتنة على الأقل بنقطة التعادل إلا أن ثلاثي التحكيم افتعل العديد من المشاكل بداية من حرمان المدرب من الجلوس على مقعد الاحتياط إضافة إلى حرماننا من هدف التعادل الذي أعتبره شرعيا، إلا أن هذه الخسارة لن تؤثر فينا خاصة وأن اللاعبين أظهروا وجها طيبا لا يعكس النتيجة النهائية للقاء، وهو ما يجعلنا نفكر من الآن في المباريات المقبلة“. تألق الأواسط خفف صدمة الخسارة خفف الفوز الذي عاد به أواسط المولودية من بلعباس حدة الإخفاق الذي منيت به تشكيلة المدرب مقرة، خاصة وأن رحلة العودة كانت متعبة أمام طول المسافة بين بلعباس وباتنة والتي امتدت إلى حوالي 13 ساعة. بولطيف لم يخيب رغم الخسارة كان الحارس بولطيف أحد أبرز العناصر التي أدت دورها في اللقاء، وبصرف النظر عن الهدف المباغت في اللحظات الأخيرة بسبب هفوة في الدفاع إلا أن ذلك لا يحجب الدور الفعال الذي قام به، وهو ما يجعله مرشحا لمواصلة حراسة المرمى خاصة في ظل الغياب الاضطراري لزميله ليتيم الذي تعرض إلى إصابة على مستوى المرفق. قارش يلفت الانتباه سمح إقحام اللاعب الشاب قارش سراج الدين بمنح الإضافة للتشكيلة الباتنية بالنظر إلى الكرات الساخنة التي منحها للهجوم، ومن ذلك هدف وناس الذي رفضه الحكم. زغيدي وبلعيدي الأبرز في التشكيلة وعرف اللقاء بروز العديد من الأسماء وفي مقدمتها زغيدي الذي تأقلم بصورة واضحة مع المنصب الجديد الذي ينشط فيه على مستوى محور الدفاع، إلى جانب بيطام الذي ورغم حالة الإرهاق التي يعاني منها إلا أنه وظف خبرته لوقف حملات أصحاب الأرض، كما أعجب الحضور بالإمكانات التي أظهرها اللاعب بلعيدي. اللاعبون تناولوا العشاء في الشلف عادت العناصر الباتنية في رحلة استغرقت 13 ساعة، ما دعا المسيرين إلى برمجة تناول وجبة العشاء في أحد مطاعم الشلف، قبل أن يتم استكمال المسيرة على متن الحافلة. الاستئناف مساء اليوم برمج مقرة الاستئناف اليوم على الساعة الرابعة، بعد أن منح راحة للاعبيه أمس، حيث من المنتظر أن تبدأ التدريبات بتمارين خفيفة قبل تطبيق البرنامج التحضيري المخصص للقاء المقبل أمام رائد القبة. برنامج خاص لعش زقاق وقارش منح مقرة برنامجا خاصا للاعبين عش زقاق وقارش، يدخل في إطار العمل على تحسين أدائهما التحضيري بعد أن وقف على صحة إمكاناتهما وقدرتهما على البروز. بليل وبوغرارة رافقا التشكيلة في رحلة العودة عادت التشكيلة مصحوبة بالمسؤول السابق عن الفئات الشبانية سمير بليل وزميله بوغرارة، بعدما قرر رئيس الفريق مرافقة المسير زدام على متن سيارة هذا الأخير متجهين إلى العاصمة. نحو اندماج هزيل وبيطام في المجموعة من المنتظر أن يواصل اللاعب هزيل التدريبات للأسبوع الثاني على التوالي، فبعدما اكتفى الأسبوع المنصرم بالتحضير على انفراد يرشح أن يندمج تدريجيا مع المجموعة بناء على تحسن حالته الصحية، وهو الأمر الذي يقال عن أمعوش.