بعد أن تمكنت عناصر جمعية الشلف من قصف منافسها الأسبوع الماضي مولودية العلمة بالثقيل، ستكون مساء اليوم بداية من الساعة الرابعة على موعد مع مباراة هامة أخرى تجمعها بغريم تقليدي هو شبيبة القبائل. وهي مباراة تكتسي أهمية كبيرة للتشكيلتين، ليس للتنافس الشديد بين الفريقين، بل لأن المباراة جاءت في وقت تعيش فيه كل تشكيلة نفس الوضعية وارتفاعا للمعنويات بعد تحقيق كل فريق لفوز مهم في الجولة الماضية، كما أن نتيجة هذه المباراة يمكن أن تحدث الكثير من المتغيرات في جدول الترتيب. وهو ما يجعلنا نتوقع مباراة قوية من الناحيتين التنافسية والتكتيكية على الخصوص. وبمعنويات مرتفعة وتتمتع عناصر الجمعية بمعنويات مرتفعة، خاصة بعد العمل الكبير الذي أنجزوه رفقة المدرب إيغيل والتحضيرات الهامة التي أقامها الفريق ليس استعدادا لهذه المباراة وإنما لبقية المشوار. ويحاول رفقاء مسعود تفادي الهزيمة والعودة على الأقل بنتيجة التعادل من أول نوفمبر وتكرار سيناريو البليدة من أجل التحرر نهائيا، كما أن شبيبة القبائل تعتبر منافسا عنيدا للجمعية، حيث لم يتمكن الشلفاوة من الإطاحة بها الموسم الماضي، بل خسروا أمامها ذهابا وإيابا. إيغيل يركز على الجانب النفسي وبالنظر إلى الأهمية الكبيرة لهذه المباراة وضيق الوقت، فقد فضل المدرب إيغيل التركيز على التحضير النفسي للاعبيه، وهي العملية التي شرع فيها عقب نهاية مباراة العلمة الأخيرة، لأنه رأى أن الفريق قد ظهر بوجه لائق في هذا اللقاء وأن ثمار العمل البدني كانت واضحة جدا. وأبدى الجميع استعدادا معنويا كبيرا لموعد هذا الثلاثاء رغم علمهم المسبق أن المهمة لن تكون سهلة، خاصة أن المباراة ستلعب خارج الشلف. دخول اللقاء بوجه جديد وسيدخل الشلفاوة لقاء أمسية اليوم بوجه جديد تميزه الإرادة القوية من أجل التأكيد على أن فوز العلمة كان مستحقا. وقد أكد لنا غالبية اللاعبين أنه حان الآن الوقت للعودة من خارج الديار بنتيجة إيجابية وإدخال الفرحة إلى قلوب الأنصار رغم اعترافهم بصعوبة المهمة أمام منافس يتواجد في أفضل أحواله بعد تحقيقه لنتيجة إيجابية الأسبوع الماضي أمام أهلي البرج. اللاعبون يعدون بمباراة كبيرة رغم أن مهمة زملاء زاوي ستكون صعبة أمام منافس سيحاول الفوز بأي ثمن، خاصة أنه يلعب داخل قواعده، إلا أن أشبال إيغيل عاقدون العزم على تأدية لقاء بطولي أمام القبائل وتأكيد أحقيتهم بالنتائج الإيجابية السابقة وأن نتيجة بجاية الأولى ما هي إلا سحابة عابرة وفقط. سيما عندما نتكلم عن جاهزية الخط الأمامي الذي أصبح واحدا من أفضل الخطوط الهجومية في البطولة، إضافة إلى لاعبي الوسط الذين كشفوا عن استعدادهم للصمود في وجه الترسانة القبائلية والعودة على الأقل بنتيجة التعادل. الهجوم في مهمة التأكيد والدفاع مطالب بالحذر وسيكون دور دفاع الجمعية هذه المرة كبيرا وهذا لتأكيد الصلابة التي أبان عنها في اللقاءات الثلاثة الأخيرة أمام كل من اتحاد الحراش، اتحاد البليدة ومولودية العلمة، خاصة أن المميز عند مدافعي الجمعية هو التنسيق الجيد بينهم. ولهذا فإن رفقاء زاوي المدافعين مطالبون بضرورة أخذ الحيطة والحذر وتفادي ارتكاب أخطاء قد تكلف الفريق أهدافا وتضيع كسب النقاط، ومقابل هذا فإن هجوم الفريق سيكون في مهمة التأكيد أيضا وهذا بالعمل على مباغتة دفاع الشبيبة والوصول إلى مرمى عسلة، بما أن الجمعية تمكنت من التسجيل في كامل لقاءاتها، وهي اليوم صاحبة أفضل خط هجوم في البطولة. ======================== تاريخ المواجهات بين الشلف والقبائل ... رغم السيطرة القبائلية، الشلف لها حكايات مع الشبيبة قبل خوض المباراة رقم 37 بين شبيبة القبائل وجمعية الشلف مساء اليوم، فإن غالبية اللقاءات السابقة بين الفريقين كانت تحمل معها العديد من المفاجآت السارة لطرف والمخيبة في نفس الوقت للطرف الآخر، لنتذكر أننا في كل مرة كنا نحضر لمباريات في القمة. فرغم أن الأسبقية كانت واضحة للشبيبة، فإن هذا لم يمنع التشكيلة الشلفاوية من قول كلمتها وتأدية مباريات كبيرة مع القبائل ستبقى تحتفظ بها ذاكرة الكرة الجزائرية، خاصة أن الشلف تعد أول فريق في الوطن يفوز في ملعب أول نوفمبر بتيزي وزو. 1978 الشلف تفسد فرحة تدشين أول نوفمبر رغم تضييعها للفوز بملعب معمر ساحلي خلال مباراة الذهاب لموسم 77/78 واكتفائها بالتعادل هدف لهدف، استطاعت التشكيلة الأصنامية آنذاك أن تصنع مفاجأة من العيار الثقيل لما فازت على الشبيبة بملعبها (0-1) من توقيع المهاجم دربال. والغريب في هذه المباراة أن القبائل حضروا المباراة من أجل معايشة فرحة تدشين ملعب أول نوفمبر الذي احتضن بالمناسبة تلك المباراة، لكن إرادة الأصناميين كانت أقوى وعادوا بفوز ثمين من هناك. 1979 مرة أخرى الشلف تحرم القبائل من اللقب مرة أخرى وفي الموسم الموالي بعدما تمكنت الشبيبة من الفوز في لقاء الذهاب بهدفين دون رد، أضافت فوزا آخر على الشلفاوة في إطار الدور ثمن النهائي من إقصائيات كأس الجمهورية بهدفين لهدف واحد، هاتان الهزيمتان جعلتا الشلفاوة يفعلون المستحيل في لقاء العودة كي لا ينهزموا للمرة الثالثة في هذا الموسم كما حدث في موسم 1977، فاستطاعوا في الجولة الأخيرة تحقيق التعادل السلبي، لتساهم الشلف في تتويج مولودية الجزائر باللقب وهي العائدة بفوز ثمين من قسنطينة أمام الشباب المحلي (1-2) ورفعت رصيدها النقطي إلى 61 مقابل توقف رصيد شبيبة القبائل عند النقطة الستين. 1986 الشلف من القسم الثاني إلى الفوز على “جامبو جات“ بعد موسم واحد في القسم الثاني، عاد الأمل الصاعد لأولمبي الشلف إلى حظيرة الكبار، لكن بوجه فاجأ كامل المتتبعين في موسم يعد الأحسن على الإطلاق للشلفاوة في بطولة الوطني الأول. وكان رفقاء مكسي الوحيدين الذين تمكنوا من الإطاحة بفريق “جامبو جات“ بهدف واحد من إمضاء الهداف الذي يتذكر أنصار الشبيبة اسمه كثيرا وهو زاقزي. للإشارة فإن الشلف أنهت ذلك الموسم في رتبة الوصيف للبطل شبيبة إلكترونيك تيزي وزو. 1988 الشلف تفوز على القبائل في موسم كارثي بعد ثلاثة مواسم متتالية ضمن حظيرة الكبار، قدمت الجمعية في الموسم الثالث مشوارا كارثيا جعلها تغادر قسم الكبار، لكن ذلك لم يمنعهم من تحقيق الانتصار المعنوي على شبيبة القبائل (2-1) من تسجيل الهداف زاقزي، وهو الفوز الذي انتظر بعده الشلفاوة عشرين سنة ليفوزا مجددا على القبائل. لكن لابد أن نشير إلى أن هذه المدة تخللتها 12 مباراة بين الفريقين فقط من بينها نهائي كأس الجمهورية صيف 1992. 2003 الشلف تحرم القبائل من مشاركة عربية كانت المباراة الأخيرة لموسم 2002 -2003 مهمة جدا للشبيبة التي كانت ملزمة بضرورة العودة بالفوز من الشلف وهذا لأجل ضمان مشاركة عربية، لكنها عجزت عن ذلك رغم إعلان الحكم عن ركلة جزاء في الدقيقة الأخيرة للمهاجم بن دحمان الذي فشل في افتتاح باب التسجيل. لتستمر عقدة الشلف مع القبائل في الموسم الموالي وكاد الشلفاوة يجبرون حناشي على التخلي عن مدربه آيت جودي بعد أن فرضوا عليه التعادل السلبي في تيزي وزو لولا تمكنه من العودة في الجولة الموالية بفوز ثقيل من الشاوية (0-3). الشلف فازت في أول نوفمبر موسم 2005-2006 ومن النتائج الإيجابية التي حققتها الجمعية فوق ميدان أول نوفمبر بتيزي وزو عودتها قبل ثلاثة مواسم من اليوم بالانتصار من هناك، حين تمكن المدرب عمراني وأشباله يومها من فرض منطقهم وعادوا بفوز ثمين جاء بفضل هدف الشاب ياسين بوخاري. وكان بإمكان الجمعية تجنب الهزيمة في الموسمين الأخيرين لولا الاستقبال السيء الذي لقيته التشكيلة الشلفية قبل وأثناء المباراة، ويبقى الاعتداء على الحارس معمر قوادري وبعدها زاوي هو الدليل على ذلك. 2007 بعد عشرين سنة الشلف تهزم الشبيبة انتظر الشلفاوة حتى الموسم 2007 ليروا فريقهم يتمكن من الفوز على الشبيبة بملعب بومزراق بنتيجة هدفين دون رد حملا توقيع المهاجمين سوداني وبياقا، وهو الفوز الذي أعطى للشلفاوة رغبة كبيرة في لعب الأدوار الأولى. وهو ما كان لهم حيث أنهوا الموسم وصيفا للمرة الثانية في مسيرتهم وكذلك هذه المرة خلف البطل شبيبة القبائل. سيناريو توقف لقاء الموسم الماضي لن يمحى من التاريخ وإذا كانت نتيجة لقاء الذهاب للموسم الماضي قد عادت للشبيبة بأقل فارق في مباراة ميزتها الأحداث التي وقعت في النفق المؤدي لغرف التبديل وتعرض لاعبي الجمعية وعلى رأسهم زاوي سمير إلى الضرب من قبل أناس غرباء، فإن السيناريو الذي لم يكن يتوقعه أحد في لقاء العودة قد حدث بالشلف رغم أن المباراة كانت متلفزة وعلى المباشر. فبعد أن تمكنت العناصر الشلفية من معادلة النتيجة عن طريق القائد زاوي سمير، رفض لاعبو الشبيبة مواصلة اللعب بحجة غياب الأمن داخل الملعب وقيام الأنصار برمي الحجارة على بدلاء الشبيبة. ليعلن الحكم حيمودي نهاية المباراة قبل وقتها القانوني بعشرين دقيقة كاملة، وهي المباراة التي خسرتها فيما بعد الجمعية على البساط بثلاثية نظيفة مع خصم نقطة أخرى من رصيد الفريق. أزوكا يقضي على الجمعية في الذهاب والشبيبة تضمن الثالثة في العودة ويبقى المميز لمبارتي الموسم الماضي هو إقامتهما في غياب الجمهور، حيث فازت الشبيبة على الجمعية ذهابا وإياب، لكن بصعوبة كبيرة، ففي مباراة الذهاب التي لعبت بملعب أول نوفمبر كان الجميع يعتقد أن رفقاء زاوي عرفوا كيف يصمدون في وجه الآلة القبائلية، إلا أن الوقت بدل الضائع حمل للشلفاوة مفاجأة غير سارة على الإطلاق، خاصة بعد تلقيهم لهدف قاتل من أزوكا، إضافة إلى إشهار حكم المباراة زواوي البطاقة الحمراء في وجه القائد زاوي سمير. أما لقاء الإياب الذي لعب في الشلف فقد تمكنت الشبيبة فيه من ضمان المرتبة الثالثة رغم أنها كانت متأخرة بكثير في جدول الترتيب بعد تحقيقها لفوز صنعه الشاب ماروسي مع بداية الشوط الثاني من المباراة. ======================= سلامة: “سنذهب إلى القبائل من أجل نتيجة إيجابية“ كيف جرت التحضيرات للمباراة التي تنتظركم أمام الشبيبة؟ حضرنا بصفة عادية جدا بما أن اللقاء لا يختلف عن اللقاءات السابقة رغم أنه يجمع بين فريقين يعلبان نفس الأهداف هذا الموسم، حيث نملك تقريبا نفس الرصيد ونعيش نفس الأوضاع بعد البداية الجيدة لكل فريق. لكن نقاط هذه المباراة بقدر ما هي مهمة لمنافسكم هي أهم إليكم أنتم كذلك؟ صحيح أن نقاط المباراة مهمة بالنسبة إلينا وهذا لأجل مواصلة المسيرة بثبات، لكن أقول لك إنها ليست مصيرية مثلما يعتقد البعض، لأن المسيرة مازالت طويلة وشاقة ليس للشلف فقط، بل لكافة الأندية المتنافسة على لعب الأدوار الطلائعية. إذن ما هو هدفكم في التنقل إلى القبائل؟ نهدف إلى العودة بنتيجة إيجابية، على الأقل التعادل الذي هو مفيد جدا لنا، خاصة أننا على موعد بعد ذلك مع لعب مباراة أخرى لا تقل أهمية عن مباراة الشبيبة وذلك عندما نستقبل مولودية الجزائر. لكن هل تدركون صعوبة المهمة أمام منافس يتواجد في أفضل أيامه بعد فوزه على البرج؟ المهمة لن تكون سهلة لكنها ليست مستحيلة، لأننا ولحد الآن وفقنا في الخرجات الثلاث الأخيرة وحققنا ثلاثة انتصارات متتالية، حيث سنعمل على تأكيد ذلك أمام القبائل. وأعتقد أن المدرب إيغيل يملك الوسائل التي تمكنه من تحقيق ما نهدف إلى تحقيقه في هذه المباراة. هل تفكرون في انتهاج خطة دفاعية أم اللعب بنفس الكيفية التي لعبتم بها اللقاءات السابقة لكم؟ أعتقد أننا نملك واحدا من أفضل الخطوط الهجومية في البطولة، والمثال يقول إن أفضل طريقة للدفاع هي الهجوم، والمعروف عن الشلف أنها الفريق الوحيد في البطولة الذي يلعب بثلاثة إلى أربعة مهاجمين خارج الشلف. وهو ما جعل لقاءاتنا دوما شيقة سواء تلك التي نلعبها في بومزراق أو خارج الشلف، لهذا لا أرى أي دافع للاعتماد هذه المرة على خطة دفاعية، كما أن هذا الأمر من صلاحيات المدرب الذي سيقرر أي خطة نعتمدها في خرجتنا أمام القبائل. لكن أتوقع أن المباراة ستعرف تنافسا تكتيكيا بين المدربين. كيف تنظر إلى منافسكم؟ بغض النظر عن مباراة هذا الثلاثاء، أعتقد أن الشبيبة فريق كبير، وعودتها القوية في البطولة جاءت بعد الخروج غير المتوقع من رابطة الأبطال الإفريقية. بعد غيابك عن المبارتين الأخيرتين، هل ترى أن المدرب سيعتمد عليك في لقاء القبائل؟ هذا الأمر كما سبق وأن قلت لك ليس من صلاحياتي، وكل ما يمكن تأكيده إني مستعد لهذا اللقاء، لكن المدرب له حرية الاختيار في الاعتماد على العناصر المناسبة والأكثر جاهزية لمواجهة القبائل، خاصة أن كل اللاعبين بإمكانهم تقديم الإضافة للفريق. ليكون المهم ليس دخولي أساسيا إنما عودة الشلف بنتيجة إيجابية في خرجتها هذه. في الأخير ماذا تقول لأنصاركم الذين ينتظرون منكم الكثير هذا الموسم؟ أطلب من الأنصار أن يقفوا إلى جانبنا ونعدهم أننا لن نخيبهم بما أن الفرصة مواتية بالنسبة إلينا في الجولات القادمة. ==================== إيغيل لن يعتمد هذه المرة على (2.3.5) بعد أن لعب الفريق لقاءيه الأخيرين بنهج تكتيكي مركز على تدعيم الخط الأمامي بإشراك ثلاثة إلى أربعة مهاجمين، سيواصل المدرب إيغيل الاعتماد على نفس المنهجية، خاصة أنه لا يريد أن يعيش نفس السيناريو الذي عاشه الفريق في المباراة الأولى عندما اعتمد على ثلاثة لاعبين في محور الدفاع، بالاعتماد على تكتيك (2.3.5). وهو الرسم الذي جعل الفريق يجد صعوبة كبيرة في بسط نفوذه في الوسط والتصدي لهجمات المنافس. ومن المفترض أن يحافظ المدرب على نفس التركيبة البشرية التي واجهت البليدةوالعلمة وهذا بإشراك المدافع ملولي إلى جانب القائد زاوي سمير في محور الدفاع وتجديد الثقة في الظهيرين زازو وسنوسي، مقابل إشراك أربعة لاعبين في الوسط وتوكيل الثنائي سوداني - سوڤار بمهمة إرباك دفاع الشبيبة.