لم يعرف الخلاف المحتدم بين ودادية اللاعبين القدامى التي يرأسها علي فرڤاني وجمعية أمجاد الكرة التي يرأسها ناصر بويش أي جديد في ظل تشبّث الودادية بقائمة اللاعبين المشاركين التي كانت قد أعلنت عنها يوم السبت الماضي والتي تضم 31 لاعبا وخلت من أهم الأسماء التي تدعم ناصر بويش على غرار شريف الوزاني، حاج عدلان، مغارية وغيرهم، وهم الذين لا ينون البقاء مكتوفي الأيدي ويرفضون السكوت عما وصفوه بالظلم و”الحڤرة” مادام منتخب فرنسا 1998 جاء من أجل مواجهتهم وليس لمواجهة لاعبي الودادية، وفي ظل هذا الانسداد تتحوّل دورة الصداقة إلى دورة العداوة بامتياز بين اللاعبين القدامى الذين بتصرفاتهم هذه يشوّهون ويضرون بسمعة الكرة الجزائرية والجزائر قبل أن يضروا بسمعتهم كلاعبين قدامى، خاصة أن الفوضى المرتقبة في القاعة البيضاوية وتصفية الحسابات ستكون تحت أنظار ضيوف على أعلى مستوى سيعودون إلى بلدانهم بنظرة سيئة جدا عن الجزائر، لهذا لا يستبعد أن تصل الأمر لإلغاء الدورة من الأساس بعد كل المشاكل التي سبّبتها. بويش: “بعض لاعبي منتخب فرنسا سمعوا بما حدث وقد يُقاطعون” وكان ناصر بويش قد سارع إلى إستقبال مسؤولي جمعية فرنسا 1998 الذين وصلوا إلى الجزائر أول أمس يتقدمهم كمال بن كوسة وتيري بن حاييم واشتكى لهم قيام الودادية وفرڤاني بسحب البساط من تحت قدميه وكيف أن زميله السابق في الشبيبة استحوذ على كل شيء لنفسه ولم يترك له شيئا بما في ذلك مشاركة زملائه الذين خاضوا مباراة الذهاب، وكشف لنا بويش أن مسؤولي الجمعية ألحوا على فرڤاني لضم أعضاء فريقه من أبطال كأس إفريقيا 1990 وهدّدوا باللجوء لخطوات جدية إذا لم تتم الاستجابة لمطلبهم والخطوة قد تصل إلى حد مقاطعة الدورة، هذا بعد أن أكد محدثنا أن خبر الخلافات الحاصلة بلغ مسامع عدد من أبطال العالم وجعلهم متحفظين على المشاركة. الودادية ترفض التراجع وتصرّ على إبعاد المتغيّبين ورفضت الودادية على لسان أمينها العام عبد القادر حر مراجعة القائمة التي كانت قد أعلنت عنها يوم الأربعاء الماضي والتي تضم 31 عنصرا شاركوا في التحضيرات التي سبقت، وأكد حر (انظر الحوار) أن الودادية لن تقبل أي تعديل وإضافة أي اسم خاصة أنها كانت أكدت مرارا وتكرارا على الجميع بالحضور للتحضيرات التي كان مركز التحضير العسكري في بن عكنون مسرحا لها، وأكدت الودادية على لسان أمينها العام استعدادها للتضحية بالدورة إذا تطلب الأمر ذلك وهذا ردا على استفسارنا بخصوص إمكانية مساندة مسؤولي جمعية فرنسا 1998 ل بويش وزملائه واشتراطهم مشاركتهم من أجل إجراء الدورة. زيدان ونجوم فرنسا يصلون غدا على العاشرة وسيُقيمون في “السوفيتال” وسينيك يُرافقهم وبعد أن سبق مسؤولو جمعية فرنسا 1998 اللاعبين إلى الجزائر، سيصل زيدان وغيره من أبطال العالم لأرض الوطن صبيحة غد على الساعة العاشرة وسينزل بفندق “السوفيتال” وسترافق بعض الوجوه الفنية المعروفة في فرنسا أبطال العالم يتقدّمهم مغني الراب الشهير “سينيك” أو إيدير توماس وهو من أصول جزائرية- برتغالية ومن الممكن أن يؤدي أغنيته الخاصة بالمنتخب الوطني التي أداها مع الشاب عقيل والمسماة “الكرة الذهبية”، في الوقت الذي سينزل اللاعبون المشاركون في الدورة والذين اختارتهم الودادية والمقيمون خارج العاصمة بفندق 5 جويلية وهذا بعد أن يتناولوا وجبة العشاء ويحصلوا على الألبسة الخاصة بالمباراة سهرة اليوم. وتبدو الودادية غير مهتمة بما يفعله بويش وجماعته حيث ضبطت كل الإجراءات التنظيمية ووضعت أمس برنامج الدورة الذي يضم ثلاث مواجهات تبدأ غدا على الساعة الرابعة زوالا. روراوة قد يحمل الحل وبويش يؤكد على أن “الفاف” ملك للجميع ويترقب الجميع وصول رئيس الإتحادية الجزائرية محمد روراوة الذي كان مقررا أن يحضر أمس من أجل إيجاد حل يرضي جميع الأطراف، ولو أن بويش بدا منزعجا لما قلنا له إن “الفاف” ستدعم الودادية خاصة أن رئيس الودادية علي فرڤاني عضو بالمكتب الفيدرالي، حيث قال: “الفاف ملك لجميع اللاعبين وليس لأعضاء الودادية فقط، نتمنى تدخلا من روراوة لحل هذا الإشكال لكننا لن نقبل بأي تجاوز على حقنا”. ------ برنامج دورة الصداقة المقررة غدا بالقاعة البيضاوية لمركب محمد بوضياف الساعة 16:00: مقابلة بين تشكيلة قدامى لاعبي المنتخب الوطني “أ“ أمام منتخب فرنسا بطل العالم 98 الساعة 17:00: مقابلة بين تشكيلة قدامى لاعبي المنتخب الوطني “ب“ أمام تشكيلة قدامى لاعبي المنتخب الوطني “ج“ الساعة 18:00: الفائز من المقابلة الثانية أمام منتخب فرنسا بطل العالم 98 الساعة 19:00: حفل تسليم الجوائز ---- جحنيط: “على فرڤاني أن يتعقّل أو يواجه مهزلة يوم الفاتح مارس” وصف المهاجم السابق لشبيبة القبائل عبد الرزاق جحنيط الذي كان ضمن قائمة 22 التي توجت مع المنتخب الوطني بكأس إفريقيا للأمم التي نظمتها بلادنا قبل عشرين سنة غيابه مع بقية أفراد أعضاء فريق أمجاد كرة القدم الجزائرية الذي يرأسه ناصر بويش بالحڤرة والظلم الذي لا يمكن السكوت عنه مشددا على أحقيته مع جماعة بويش بالمشاركة في دورة الصداقة : “أنا ومغاريا، قادري وشريف الوزاني، راحم وبويش وصايب أبطال إفريقيا ونحن الأحق بمواجهة أبطال العالم، وبويش هو صاحب المبادرة وعلى فرڤاني أن يتعقل وأن يعود لصوابه لأن ما قام به بحقنا ظلم وحڤرة بأتم معني الكلمة” قال اللاعب السابق للقبائل الذي أكد أنه كان حاضرا خلال الإجتماع الذي جمع ممثلي أمجاد الكرة وممثلي الودادية في مقر الإتحادية لمّا اتفق بويش مع فرڤاني على التنازل له عن كل الإمتيازات المادية للدورة مقابل الإكتفاء بالمشاركة، وهو الإتفاق الذي ضرب به فرڤاني عرض الحائط على حد تعبيره “أنا شاهد على أن بويش تنازل لفرڤاني والودادية على كل الإمتيازات المادية للدورة واكتفى فقط بالمشاركة بفريقه والمشاركة في التنظيم، وقد أقر له فرڤاني بذلك بعد أن اعترف له بأنه كان صاحب المبادرة” يقول جحنيط. “فرڤاني أراد تقسيم مجموعتنا ولا يُمكنني أن أقطع 1400 كلم لأجل حضور تدريباتهم” وأوضح جحنيط أنه لم يلبّ دعوة الودادية للمشاركة في التدريبات التي برمجتها في المركز العسكري لبن عكنون بسبب مرض إبنه الذي أجرى عملية جراحية، كما أنه لم يكن قادرا على قطع مسافة 1400 كلم من تبسة إلى الجزائر ثم العودة إلى تبسة أين يقيم حاليا من أجل المشاركة في التدريبات، خاصة أنه يرى أنه ليس بحاجة إليها ما دام أنه متعود على مثل هذا النوع من المباريات داخل القاعة من خلال مختلف مشاركاته مع فريق بويش، واعتبر جحنيط قيام فرڤاني بدعوة بويش، صايب وفرحاوي للمشاركة محاولة من مدربه السابق في الشبيبة لتقسيم الصف “فرڤاني حاول ضرب مجموعتنا وتقسيمها لكنه لا يعرف أننا متضامنون لأبعد الحدود، لا أحد من هؤلاء اللاعبين سيلبي دعوته في ظل إقصاء بقية اللاعبين” أضاف جحنيط. “حقنا لن يضيع ولا أستبعد فضيحة في القاعة البيضوية” وشدد جحنيط في حديثه مع “الهدّاف” إصراره وجماعته على الحضور والمشاركة وتحدي الودادية التي تريد حسبه هضم حقهم المشروع، ولم يستبعد أن تحيد الأمور عن إطارها ما لم يتعقل فرڤاني ومن معه ممن قال عنهم “هؤلاء لاعبون قدامى نحترمهم لتاريخهم، لكن زمنهم ولى بغير رجعة وعليهم أن يدركوا ذلك، نحن لن نسكت على حقنا مهما حصل، وإذا استمروا في تعنتهم فأنا لا استبعد حدوث مهزلة وفضيحة في القاعة البيضوية حتى وإن كنت لا أتمنى ذلك، وأطالب الرئيس روراوة بالتدخل قبل فوات الأوان” يقول جحنيط الذي أكد أن الحل الوحيد لهذا الخلاف المحتدم هي مشاركته وزملائه من جماعة بويش خلال الدورة. حرّ: “لن نتراجع ولن نُضيف أيّ إسم حتى ولو تطلب الأمر إلغاء الدورة” هل صحيح أنكم راجعتم قائمة اللاعبين المشاركين في دورة الصداقة وأضفتم الأسماء المنضوية مع جمعية أمجاد الكرة الجزائرية التي يرأسها ناصر بويش؟ لا، لم نفعل. القائمة المشاركة هي نفسها التي أعلن عنها الأربعاء الماضي وتضم 31 عنصرا فقط، ولم يتم إجراء أيّ تعديل عليها ولم نضف أي اسم. لكن ما سرّ القائمة المنشورة على الموقع الرسمي للإذاعة الجزائرية والتي تضمّ أسماء مثل حاج عدلان، مفتاح، شريف الوزاني، جحنيط وغيرهم ممن ينتمون لجمعية ناصر بويش؟ تلك القائمة قديمة وهي خاصة بالأسماء التي كنا دعوناها للمشاركة في أول تربص أجريناه يوم 15 فيفري الماضي، لكن كلّ الأسماء التي ذكرتها ليست في القائمة التي حدّدناها والتي لن نتراجع عنها تحت أي ظرف كان. لقد وضعنا معايير للمشاركة وراسلنا الجميع بما فيهم الأسماء التي ذكرتها للمشاركة في التحضيرات التي قمنا بها في المركز العسكري لبن عكنون، اتصلت بهم واحدا واحد، لكنهم رفضوا تلبية الدعوة، وكل واحد قدّم لنا مبرّرا: أحدهم قال زوجته مريضة والثاني ابنه مريض والثالث يعمل ولا يمكنه مغادرة منصب علمه، كانت مبرّرات فقط لمقاطعة التحضيرات التي قمنا بها والآن يريدون المشاركة، لن نقبل بذلك خاصة أننا كنا قلناها وأكدنا من قبل أننا لن نقبل بمشاركة أيّ لاعب رفض حضور التحضيرات. بويش يصرّ على أنه صاحب المبادرة وهو الأحق بالمشاركة؟ لا ننكر أنه كان صاحب المبادرة، لكن يجب أن يعلم الجميع أن جمعية فرنسا 1998 أرادت العمل في إطار منظم مع جمعية تنشط في إطار قانوني أي تملك الاعتماد، وهو الشرط الذي لا تتوفر عليه جمعية بويش، لهذا تحوّل المسؤولون في جمعية فرنسا 1998 إلينا واستعانوا بنا لتنظيم الدورة. هو يقول العكس ويؤكد أن مسؤولي جمعية فرنسا 1998 اشترطوا مشاركة فريقه وقد يلجأون للانسحاب في حال ما تم رفض مطلبهم؟ “الله يسهل عليهم“... نحن لن نقبل بأيّ شروط ولن نضيف أي اسم رفض المشاركة في التحضيرات مهما كان، القائمة وضعناها ولن نتراجع عنها مهما كانت النتيجة، حتى وإن تم إلغاء الدورة. كيف نقبل بعد أن قرّر هؤلاء مقاطعة التحضيرات؟ أنا مستعد لمواجهتهم واحدا واحد وأبيّن كيف كانوا يرفضون الدعوة، أنا اسمي حرّ وهو يدل على شخصيتي، أنا حرّ بمعنى الكلمة ولن أقبل بأيّ تدخل ولا أحد يفرض علينا شروطه كما قلت، نحن لا نسعى للمشاكل، لكن هناك ضوابط لا بد من احترامها، لا نسعى للربح ولا الفائدة، أنا شخصيا أخسر الكثير بتنقلاتي اليومية بالسيارة، أو من بطاقات شحن الهاتف الذي استعمله، ولم أستفد من شيء إلى حدّ الآن.