الأونروا: 4 آلاف شاحنة مساعدات جاهزة لدخول غزة    هطول أمطار رعدية غزيرة في 25 ولاية    تجارة: انطلاق ورشات العمل تحضيرا للقاء الوطني لإطارات القطاع    المغرب: لوبيات الفساد تحكم قبضتها على مفاصل الدولة    الجيش الصحراوي يستهدف مقرا لقيادة جيش الاحتلال المغربي بقطاع المحبس    دخول مركب "كتامة أغريفود" مرحلة الإنتاج قريبا    مجلس الأمن الدولي: الدبلوماسية الجزائرية تنجح في حماية الأصول الليبية المجمدة    وزير الاتصال يعزّي في وفاة محمد حاج حمو    التنفيذ الشامل لاتفاق السلام لتحقيق المصالحة الوطنية في جنوب السودان    الجزائر تدعو روسيا وأوكرانيا إلى وضع حدٍ للحرب    منصوري تشارك بجوبا في أشغال اجتماع اللجنة رفيعة المستوى للاتحاد الإفريقي حول جنوب السودان    بصفته مبعوثا خاصا لرئيس الجمهورية.. سايحي يستقبل ببرايا من قبل رئيس جمهورية الرأس الأخضر    البيض.. هلاك شخص تسمما بغاز أحادي أكسيد الكربون    اقرار تدابير جبائية للصناعة السينماتوغرافية في الجزائر    رقمنة 90 % من ملفات المرضى    بشعار "لا استسلام للخضر" في مباراة الحظ الأخير    مسابقة لاختيار أحسن لباس تقليدي    قتيل وستة جرحى في حادثي مرور خلال يومين    توقيف 3 أشخاص بحوزتهم 692 قرص مهلوس    تعيين حكم موزمبيقي لإدارة اللقاء    مولودية الجزائر تحتاج للتعادل وشباب بلوزداد لحفظ ماء الوجه    نشرية جوية خاصة: قيادة الدرك الوطني تدعو المواطنين إلى الحذر واحترام قواعد السلامة المرورية    رابطة أبطال إفريقيا: مولودية الجزائر على بعد نقطة من ربع النهائي و شباب بلوزداد من أجل الخروج المشرف    أولاد جلال : المجاهد عمر ترفاس المدعو عامر في ذمة الله    أمطار غزيرة متوقعة عبر عدة ولايات بوسط وشرق البلاد بداية من مساء اليوم الجمعة    قافلة تكوينية للفرص الاستثمارية والمقاولاتية لفائدة شباب ولايات جنوب الوطن    العدوان الصهيوني: تكلفة إعادة الإعمار في غزة تفوق ال120 مليار دولار    قانون المالية 2025 يخصص تدابير جبائية لفائدة الصناعة السينماتوغرافية    الأمم المتحدة: حشد الإمدادات الإنسانية لتوسيع نطاق المساعدات في غزة    تنصيب لجنة محلية لإحصاء المنتوج الوطني في ولاية إن قزام    الطارف… انطلاق أشغال اليوم الدراسي حول منصة "تكوين" الرقمية (فيدو)    سفير بريطانيا: سنلبي رغبة الجزائريين في تعزيز استخدام الإنجليزية في التعليم    قطر… سعادة السفير صالح عطية يشارك رمزيًا في ماراثون الدوحة 2025 العالمي    الأرصاد الجوية: أمطار وثلوج وبرد شديد في المناطق الشمالية اليوم الجمعة    بلعريبي… وزارة السكن تطلق حملة لمكافحة التغييرات العشوائية في السكنات    وزير العدل يشرف على تخرج الدفعة ال27 من الطلبة القضاة في القليعة    طاقة: ربط أكثر من 70 ألف محيط فلاحي بالشبكة الكهربائية عبر التراب الوطني    الجزائر والسنغال تعملان على تعزيز العلاقات الثنائية    كرة اليد/مونديال-2025/ المجموعة 2 -الجولة 2 : انهزام المنتخب الجزائري أمام إيطاليا (23-32)    الاتحاد الوطني للصحفيين والإعلاميين الجزائريين يدين خرق الشرعية الدولية ويدعم حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره"    تجريم الاستعمار الفرنسي محور ندوة تاريخية    المجلس الشعبي الوطني يطلق مسابقة لأحسن الاعمال المدرسية حول موضوع "الجزائر والقضايا العادلة"    معرض ومؤتمر الحج الرابع بالسعودية: الجزائر تتوج بالمرتبة الأولى لجائزة تكريم الجهود الإعلامية    فرنسا تتخبط في وضع اقتصادي ومالي خطير    بلمهدي يزور المجاهدين وأرامل وأبناء الشهداء بالبقاع المقدّسة    جائزة لجنة التحكيم ل''فرانز فانون" زحزاح    تراثنا البحري يحتاج لبحث أكثر    فكر وفنون وعرفان بمن سبقوا، وحضور قارٌّ لغزة    المتحور XEC سريع الانتشار والإجراءات الوقائية ضرورة    بلمهدي يوقع على اتفاقية الحج    بلمهدي يزور بالبقاع المقدسة المجاهدين وأرامل وأبناء الشهداء الذين أكرمهم رئيس الجمهورية برحلة لأداء مناسك العمرة    تسليط الضوء على عمق التراث الجزائري وثراء مكوناته    وزير الثقافة يُعاينُ ترميم القصور التاريخية    كيف تستعد لرمضان من رجب؟    ثلاث أسباب تكتب لك التوفيق والنجاح في عملك    الأوزاعي.. فقيه أهل الشام    نحو طبع كتاب الأربعين النووية بلغة البرايل    انطلاق قراءة كتاب صحيح البخاري وموطأ الإمام مالك عبر مساجد الوطن    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ديل بوسكي..«لعبت في الجزائر منذ 41 سنة ولدي ذكريات جميلة”
نشر في الهداف يوم 02 - 11 - 2010


«على لاعبيكم أن يحترفوا حتى يكون لكم منتخب قوي”
«كل لاعبيكم الذين أحرجوا إنجلترا أعجبوني”
«زيزو قليل الكلام في غرف الملابس، لكن من نظرة بسيطة نعرف أنه مستاء ومتذمر”
منذ أن تمكن المنتخب الإسباني من الفوز بكأس العالم الأخيرة بجنوب إفريقيا، والكأس تتنقل بين كل أنحاء إسبانيا، حيث يسعى كل الإسبان إلى أخذ صورة أو الاقتراب على الأقل من هذا اللقب الغالي الذي أحرزوه لأول مرة، نفس الأمر بالنسبة لمدرب المنتخب الإسباني الذي يتلقى الدعوات من كل ناحية مثلما كان يحدث مع رابح سعدان بعد التأهل التاريخي إلى كأس العالم، وحتى لا يغضب أحدا ولا يترك مجالا للغيرة خاصة مع الحساسية الموجودة بين شرائح المجتمع الإسباني من كاستيلان، باسكيين، كتلان، أندلسيين... حاول ديل بوسكي تلبية أكبر قد ممكن من الدعوات، وهو ما حدث معنا الأربعاء الماضي حين قبل الالتقاء بنا وكان لنا معه موعد يوم الأربعاء في مقر الاتحادية، لكننا كنا متخوفين من أن يلغي هذا الموعد حين كنا هناك، بعد أن علمنا أنه كان ليلة الموعد في مالاڤا، لكن كارلوس مصور جريدة “أس” أزال عنا هذه المخاوف مؤكدا لنا أن ديل بوسكي سيكون في الموعد لأنه يعرفه جيدا، ويعرف التزامه بمواعيده وقال لنا: “لا تقلقوا، ديل بوسكي رجل ذو مبادئ وعنده كلمة، وإذا أعطاكم موعدا فإنه سيكون حاضرا”، وهو ما حدث فعلا، فبعد دقائق فقط من حديثنا مع كارلوس قدم إلينا المكلف بالإعلام على مستوى الاتحادية الإسبانية وقال لنا إن ديل بوسكي في انتظارنا، مشينا حوالي 400 متر للوصول إلى مكتبه أين كان ينتظرنا بعد أن ركب في نفس اليوم أول طائرة إلى مدريد من أجل استقبالنا، وكان في الموعد متأنقا يلبس بدلته الرمادية، برفقته مساعده “باكو ڤراند”، وأول كلمة نطق بها أمامنا بعد أن صافحنا كانت: “أنت هو الصحفي الجزائري؟ أنا سعيد بالحديث معكم لأن بلدكم يذكرني بذكريات جميلة في شبابي”، وهو ما طمأننا بما أننا لم نكن نعرف شخصية الرجل الذي اتضح أنه اجتماعي للغاية وتركنا كل تخوفاتنا خارج باب المكتب الذي أبقيناه مفتوحا وبقي كذلك طيلة فترة الحوار، وهو ما لم يزعج ديل بوسكي الذي كان صريحا جدا معنا وأجاب عن كل أسئلتنا بصدر رحب، ما جعلنا نتذكر أيام كأس العالم، حين كان هذا الرجل العظيم يتحدث إلى وسائل الإعلام في المنطقة المختلطة بكل بساطة وشفافية وتواضع، وكأنه لم يقدم للإسبان أغلى شيء وهو كأس العالم لأول مرة في تاريخ هذا البلد الذي يتنفس كرة القدم، وقد اندهشنا لمعرفة ديل بوسكي بخبايا الكرة الجزائرية، إذ يخطئ من يعتقد غير ذلك، وهو ما ستكتشفونه في هذا الحوار الشيق...
= عندما نحدثك عن الجزائر، ما الذي يتبادر إلى ذهنك من الوهلة الأولى؟
== قد أدهشك وأفاجئك بإجابتي، الجزائر تذكرني بمباراة كنت طرفا فيها عندكم منذ فترة طويلة من الزمن، وبالضبط بالمركب الأولمبي بالعاصمة (يتحدث عن ملعب 5جويلية)، وعلى ما أعتقد كان ذلك في مباراة جمعت منتخب الهواة الإسباني والمنتخب الجهوي الجزائري، خلال تلك الحقبة لم تكن هناك فئة المنتخبين الأولمبي والآمال. كنت شابا وألعب تحت إشراف مدرب إسباني كبير وقدير اسمه “سانتا مريا” (مدرب المنتخب الإسباني خلال سنوات الثمانينيات)، وأرجوك لا تطلب مني بكم انتهت نتيجة اللقاء، ولا أسماء اللاعبين الجزائريين الذين واجهونا يومها، لأن ذاكرتي ضعيفة، ولا يمكنها أن تسترجع ذكريات تلك المباراة بالتفصيل، لكني أذكر أن الاهتمام كان كبيرا بالمباراة رغم طابعها الودي. ولا شكّ أنّ الجزائريين يحبون الكرة حتى النخاع، ولما كنا نخرج إلى الشارع حينها، قلت في قرارة نفسي: “هذا البلد مختلف عن إسبانيا رغم أن البلدين قريبان من بعضهما البعض”.
= ما هي الصورة التي لا زلت تحتفظ بها عن كرة القدم الجزائرية؟
== في الحقيقة هي صورة حديثة جدا، وأخص بالذكر هنا “مونديال” جنوب إفريقيا الأخير، ومشاركة الجزائر فيه، وبالأخص المباراة التي جمعتها بمنتخب إنجلترا، صراحة، وقفت على الإمكانات الكبيرة التي يتمتع بها لاعبوكم الذين يتحكمون بطريقة جيدة في الكرة، فضلا عن الكرة الحديثة والاستعراضية التي يقدمونها، كرة قدم أنا شخصيا أحبها كثيرا، لقد لعبوا مباراة كبيرة.
= هل هناك لاعب ما لفت انتباهك يومها؟
== لا يوجد أي لاعب خصوصي لفت انتباهي لسبب بسيط، وهو أن المنتخب الجزائري يومها طبّق كرة قدم جماعية، وكل اللاعبين كانوا في المستوى المطلوب، لا سيما المدافعين الذين عرفوا كيف يدافعون بطريقة جيدة، وكيف يخرجون الكرة من منطقتهم وينقلونها إلى منطقة المنافس بذكاء كبير.
= رغم ذلك الجزائر فشلت بعدها في تخطي الدور الأول...
== هذا صحيح، لكن عليهم ألا يندموا أو يتحسروا على ذلك أو يعتبروا ذلك بمثابة الإخفاق لأنهم أعطوا كل ما لديهم، في دورة عالمية من ذلك الحجم، لا بد لك لكي تنجح أن تجمع بين الموهبة، الإرادة، وهداف كبير والحظ معا. الجزائريون امتلكوا خاصيتين من ذلك، الموهبة والإرادة، لكن ذلك لم يكن كافيا لهم كي يتخطوا الدور الأول. ولم تكن الجزائر الوحيدة التي أعجبت بها في “المونديال” لأن منتخب غانا الإفريقي هو الآخر امتلك الإمكانات وأحرج الجميع، وكان بوسعه أن يخلط كل الأوراق لو لم يعاكسه الحظ في مباراته أمام الأورغواي. أنت ترى معي أني أحتفظ بذكري جيدة حول كأس العالم الأولى في إفريقيا، قارتكم كانت فأل خير على منتخبنا الإسباني وكل الإسبانيين.
= هو ردّ للجميل فقط، لأن إسبانيا هي الأخرى كانت فأل خير على المنتخب الجزائري سنة 1982..
== صحيح، لأن العالم بأسره في تلك السنة اكتشف الجزائر، بفضل منتخب يضم لاعبين كبيرين، من فينا لا يتذكرهما، ماجر وبلومي، اللذين وإن لم أخطئ في حقهما، نالا من قبل الكرة الذهبية الإفريقية. وعلى ما أذكر أيضا أن الوجه المشرف الذي ظهر به ماجر في ذلك “المونديال” قاده إلى أوروبا، حيث انضم بعدها إلى “بورتو” أين طور إمكاناته وفجر طاقاته، وأسف شديد أن لاعبا كبيرا مثل بلومي لم يحترف آنذاك في أوروبا لأن إمكاناته الكبيرة كانت ترشحه لذلك بسهولة.
= في سنة 1977 بمدريد، الريال فاز على مولودية الجزائر بملعب “سانتياغو بيرنابيو”...
== (يقاطعنا)، هذا صحيح لقد تذكرت، المناسبة كانت الاحتفال بالذكرى 75 لتأسيس ريال مدريد، لم ألعب يومها تلك المباراة أمام ممثل الجزائر الذي أعتقد أنه كان بطل إفريقيا، لكني شاهدت المباراة وأعجبت بالفنيات التي يتمتع بها لاعبو فريقكم. بالنسبة لريال مدريد ورئيسه “دون سانتياغو بيرنابيو” الدورة كانت مهمة لهما، لذلك قمنا بدعوة ممثلين من القارات الثلاثة: “إفريقيا، آسيا وأمريكا الجنوبية”.
= لقد لاحظنا أنك لا تذكر لاعبي الجزائر بالاسم، رغم أنك أشرفت على تدريب لاعب كبير جزائري الأصل، ومن المؤكد أنك قد فهمت من نقصد بالتحديد...
== أنت تقصد “زيزو”.
= ما الذي يمكنك أن تقوله لنا عنه؟
== في البداية بودي أن أعرب عن فخري واعتزازي بتدريب لاعب كبير ومتواضع من حجمه على مدار سنتين، هو لاعب يلفت انتباه أي مدرب كان، هو من النوع الذي لا يمكنك أن تواجه معه مشاكل، كثير الحياء، شخصية محترمة، انطوائي، لكنه أيضا منضبط وملتزم بواجباته. وحتى أوضّح أكثر، هو من نوع اللاّعبين الذين لا يتحدثون سوى نادرا في غرف الملابس، إذ يكفيك مجرد النظر فيه حتى تفهم ما إذا كان غاضبا أم راضيا عن شيء ما، كان يفعل ذلك لأنه كان متشددا حتى مع نفسه. إذن هو يرغب في أن تكون الأمور مضبوطة دائما، وعندما لا تكون كذلك، أكتفي بالنظر إليه فقط، وهو أمر لم يقلقه يوما، لأنه كان يحب دوما الخير للفريقين. وكلاعب كرة قدم، شخصيا أعتبره أحد أحسن اللاعبين في العالم على مدار التاريخ، كانت لديه القدرة للدفاع، لصنع اللعب، وتسجيل الأهداف، وتحريك زملائه وتزويدهم بالكرات اللازمة بلمسته الجمالية، وهذا ما لا نجده كثيرا في كرة القدم.
= “إينزو” قد يكون خليفة والده، أليس كذلك؟
== لا، أتركوه في هدوء، إنه لاعب صغير جدا لم يبدأ ممارسة الكرة سوى حديثا، فهو في حاجة إلى الاستمتاع واللهو بكرة القدم في الوقت الحالي بعيدا عن أضواء وأنظار الصحافيين، والباقي سيأتي لوحده.
= “مورينهو” يصرّ على وضع “زيزو” إلى جانبه في العارضة الفنية لمدريد، هل ترى أنه قادر على أن يكون مدربا كبيرا مثلما كان كلاعب؟
== لست في مقام يسمح لي بتأكيد أو نفي ذلك، لكن ما دام “مورينهو” يرغب في أن يكون إلى جانبه، فهذا أمر جيد، لكن يبقى الأمر متوقفا على ما سيقوم به “زيزو”. والأكيد أن آراءه ستكون مهمة، لأنه في كرة القدم لا أحد يملك الحق دائما، ونكون في كل مرة في أمس الحاجة إلى آراء الآخرين. وأعتقد أن آراء زيدان ستكون مهمة بالنظر إلى مشواره الكبير كلاعب وإمكاناته وفنياته وحسه الذي كان يمتلكه فوق الميدان.
= هل بإمكان لاعب كبير أن يتحول إلى مدرب كبير أيضا؟
== ليس بالضرورة، والتجربة تثبت ذلك، لقد رأينا أن لاعبين كبارا تركوا بصماتهم فوق الميدان، لكنهم فشلوا لما تحولوا للإشراف على العارضة الفنية في مجال التدريب. أي لاعب وحتى إن كان متألقا فوق الميدان، لا بد له من أحد يساعده ويزوده بخبرته حتى يصبح مدربا كبيرا، شخصيا أؤمن دوما بنجاعة العمل الجماعي وليس الفردي.
= لماذا في رأيك لاعب أسطورة مثل “مارادونا” فشل في مهمته كمدرب على رأس المنتخب الأرجنتيني؟
== أنتم تحكمون عليه مباشرة بالفشل؟ أنا لا أرى ذلك مثلكم، لأننا لو نستثني مباراة ألمانيا، نرى أنه لم يفشل، لأننا شاهدنا منتخبا أرجنتينيا قويا وفعالا، يقدم كرة جميلة واستعراضية. وأعتقد أن مارادونا وخلال المباريات الأربع الأولى سيّر منتخبه بطريقة ملفتة للانتباه، لكن الأمور من شأنها ألا تمشي مع أي مدرب كما يشتهيه في مباراة من المباريات، وهذا ما حدث في لقاء ألمانيا. لذلك من الخطأ أن نحكم على مارادونا بالفشل وهو الذي قاد منتخب الأرجنتين في ظروف صعبة للغاية، وأهّله رغم ذلك إلى نهائيات كأس العالم.
= القيصر” بيكنباور” صرّح في أكثر من مناسبة أن أفضل مدرب في العالم هو البرتغالي “خوزي مورينهو”، هل يقلقك هذا بعض الشيء؟
== لا، صحيح أنّ الأمر يتعلق بنظرة خاصة بأحد أساتذة كرة القدم في العالم بأسره، لكن ذلك يبقى مجرد رأيه الشخصي وفقط. في عالم كرة القدم من الصعب جدا أن تحدد أفضل مدرب في العالم، شخصيا لا أرى أن هناك مدربا رقم واحد وآخر رقم 2، لأن عوامل عدّة تدخل ضمن اللعبة، كنوعية اللاعبين مثلا وعامل الحظ أيضا، من الممكن أن يكون هناك العديد من المدربين الكبار وسط عالم نكرة، فقط ينقصهم الحظ الذي حالفنا نحن مثلا.
= في نظرك من سيكون أهلا للحصول على الكرة الذهبية هذه السنة؟
== من دون تردد أقول إنه واحد من اللاعبين السبعة الإسبان الذين تم ترشيحهم.
= ما السبب في رأيك؟
== لأنهم وفضلا عن إمكاناتهم الفنية الفردية، يجيدون اللعب الجماعي بطريقة مذهلة، وتلك نقطة قوة المنتخب الإسباني التي سمحت له بالتتويج بكأس العالم. ومن المؤكد أنك ستتفهم الأمر إن أنا لم أمنحك اسم لاعب معين يستحق الحصول على الكرة الذهبية بصفتي مدربا لهؤلاء السبعة.
= من ضمن السبعة لاعبين المرشحين، هناك أربعة يلعبون في برشلونة، ومن ضمن 23 لاعبا في المنتخب الإسباني هناك سبعة لاعبين من برشلونة أيضا...
= كل المنتخبات العالمية نواتها تتكون من فريق أو فريقين من فرقها الكبيرة، في جنوب إفريقيا كان هناك ستة لاعبين من برشلونة وليس سبعة لأن فيا كان في “فالانسيا”، كما اعتمدنا على خمسة لاعبين من ريال مدريد، ومن قبل كان هناك خمسة دوليين من ليفربول. وأتذكر أن المنتخب الألماني بطل العالم سنة 1974 كان مكونا من تشكيلة غالبية لاعبيها من “بايرن ميونيخ”، وفي تلك الحقبة نواة هولندا كانت مكونة من لاعبي نادي “أجاكس أمستردام”. وفي إسبانيا كنا محظوظين لأننا امتلكنا أحسن لاعبي أفضل ناديين في العالم وهما “الريال والبارصا”، ولذلك لم أكن أرى مانعا في الحرمان من لاعبيهم، بل من لاعبينا مثلما كنت أودّ قوله.
= هل أقلقك احتفال لاعبي برشلونة بالتتويج بكأس العالم على حدة؟
== لا، لأنني لا أعتقد أنهم فعلوا ذلك بعيدا عن المجموعة، أنا عندما أعد تشكيلتي، أعتمد على اللاعبين الأفضل لياقة، وفي السنوات الأخيرة، لا أحد سيخالفني إن قلت إن لاعبي برشلونة والريال كانوا الأفضل، في السابق كنا نعتمد على “رينا، رييرا، شافي ألونسو، توريس، أربيلوا” عندما كانوا جميعا في ليفربول، اليوم عدة لاعبين من فياريال صاروا مرشحين لتدعيم المنتخب لأن هذا الفريق يمرّ بفترة زاهية في الوقت الحالي، والأمور معي تسير بهذا الشكل وليس بصورة أخرى.
=================
لاس روزاس تحتضن “الهداف” من جديد
من زيزو سنة 2005 إلى ديل بوسكي سنة 2010
بتاريخ 26 أفريل 2005 حلّت يومية “الهداف” ب “لاس روزاس” من أجل ملاقاة أحد أفضل اللاعبين في العالم على مدار التاريخ، والأمر يتعلق بالأسطورة جزائري الأصل زين الدين زيدان، وفي تلك الفترة طالبنا “زيزو” بأن نلتقي به في مركز التدريبات الخاص بالعملاق ريال مدريد “لاس روزاس”، وهو المركز الذي يقع في إحدى ضواحي العاصمة مدريد، قبل أن يتحول الريال في الوقت الحالي إلى “فالديبيباس”، حيث يتواجد مركزه الرياضي الأصلي (المركز الأول كان مؤجّرا)، ومن المفارقات أنه بعد خمس سنوات من الزمن، عدنا من جديد إلى “لاس روزاس” أين يتواجد مقرّ الاتحادية الإسبانية لكرة القدم الذي أنشئ سنة 2003، حيث أن هذه المدينة صارت تعتبر المدينة الرياضية بالنسبة للإسبان، وذلك لما تحتويه من هياكل رياضية كبيرة، تتمثل بالإضافة للاتحادية، في خمسة ملاعب لكرة القدم، وقاعة لرياضة “الجومباز”، ومساحة للإعلاميين، وإقامة للرياضيين، مركز تكوين، ومركز للخدمات الطبية، وهي الهياكل التي تستفيد منها مختلف فئات المنتخب الإسباني لكرة القدم، بدليل أننا وبعدما أنهينا المهمة التي جئنا من أجلها، والتي تتمثل في محاورة مدرب أبطال العالم “فيسنتي ديل بوسكي”، حضرنا مباراة تطبيقية في كرة القدم جمعت المنتخب الإسباني فئة أقل من 17 سنة، تحت أنظار عدد كبير من الجماهير والصحفيين ممن جاؤوا من أجل اكتشاف مستقبل الكرة الإسبانية من مواهب شابة وصغيرة. تجدر الإشارة إلى أن الاتحادية الإسبانية تقوم بتأجير منشآتها وهياكلها الرياضية إلى أندية العاصمة المدريدية، فبعد أن أجّرتها إلى العملاق “ريال مدريد” سنة 2004/2005، قامت بتأجير هذه المنشآت إلى ناد آخر من العاصمة مدريد، والأمر يتعلق بنادي “رايو فاليكانو” وهو فريق حي “فاليكاس” الواقع بالعاصمة الإسبانية، وعن هذه الهياكل والمنشآت حدثنا أحد الزملاء الصحفيين من صحيفة “آس” قائلا: “من قبل، كان مقر الاتحادية الإسبانية لكرة القدم يتواجد في قلب العاصمة، والمنتخبات كانت تعسكر دوما في الفنادق، وكان لا بدّ من فرض ضغط رهيب على السلطات من طرف رئيس الاتحادية من أجل الاستفادة من هذا المركز العملاق”... وها هي النتائج في نهاية المطاف، لأن منتخب إسبانيا نال لقبين متتاليين، كأس أوروبا وكأس العالم.
ديل بوسكي مرشح للحصول على لقب أفضل مدرب في العالم
مثلما كان متوقّعا، فإنّ المدرب “فيسنتي ديل بوسكي” بطل العالم مع المنتخب الإسباني، صار مرشحا أكثر من أي وقت مضى للتتويج كأفضل مدرب في العالم بعد الإنجاز الكبير الذي حققه على رأس رفاق “شافي” في جنوب إفريقيا، ولم تكن الطريق إلى تحقيق كل هذا النجاح مفروشة بالورود، لأن الرجل واجهته سهام الانتقادات مباشرة بعد توليه العارضة الفنية، وطالته انتقادات سلفه على رأس “لاروخا” المدرب “لويس آراڤونيس” الذي اتهمه بأنه يسير في طريقه إلى القضاء على العمل الذي قام به لما كان مدربا لأبطال أوروبا، واستغل الخسارة في نهائيات كأس القارات أمام منتخب الولايات المتحدة الأمريكية، غير أنّ “ديل بوسكي” حافظ على هدوئه، واستهل مسيرته في تصفيات كأس العالم من دون خطأ، ونجح في الوصول بإسبانيا إلى جنوب إفريقيا من دون أي عثرة، ورغم السحابة العابرة التي مرت على الإسبان لدى استهلالهم المشوار العالمي عقب خسارة سويسرا، إلا أن ثقة رئيس الاتحادية الإسبانية فيه، جعله يواصل العمل في صمت وهدوء، مزيحا عن طريقه الصغير والكبير، إلى أن وصل للمحطة النهائية التي توج خلالها بلقب بطل العالم مع أشباله عقب نجاحه في ضبط خطة تكتيكية محكمة قهر من خلالها الهولنديين الأقوياء هم أيضا، حيث نتذكر ما قاله “ديل بوسكي” للإعلاميين عقب الخسارة أمام سويسرا في مدينة “دوربان” الجنوب إفريقية: “سننهض من جديد، لا تخافوا على إسبانيا”، كلمات تحمل كل معاني الثقة التي كان يضعها الرجل في كفاءته وقدراته وكفاءة لاعبيه وقدراتهم في آن واحد، وفي النهاية حقق ما كان يصبو إليه، وبفضل التاج العالمي صار من المنطقي الآن حسب الإعلاميين الإسبان أن يكون مرشحا لنيل لقب أفضل مدرب في العالم، رغم المنافسة الشرسة التي يواجهها من البرتغالي “مورينيو” الذي رشحته ثلاثيته مع “الإنتير” الإيطالي لذلك، ولو أن أحد الزملاء من صحيفة “آس” أكد لنا قائلا: “رغم البداية الجيدة لمورينيو مع الريال وما حققه الموسم الفارط في إيطاليا، إلا أنني أتوقع أن تميل الكفة لصالح ديل بوسكي بالنظر إلى تصرفاته المثالية داخل وخارج الميدان”.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.