شكّل لنا إلتقاء أحد الأسماء المشهورة في عالم كرة القدم أمس حدثا عظيما، لا لشيء إلا لأن المعني هو أحد أساطير كرة القدم الإنجليزية لسنوات السبعينيات، إنه كيفن كيڤان، النجم السابق لليفربول ومنتخب الأسود الثلاثة، يشغل حاليا منصب محلل في القناة التلفزيونية الإنجليزية “إي. تي. في”، وأصبح بذلك شاهدا حقيقيا على كأس العالم الحالية، وقدّم ل “الهدّاف” رأيه فيها بتواضع الكبار، وكان ذلك قبل مباريات الدور ثمن النهائي، كما تحدث أيضا عن المنتخب الجزائري في هذا الحوار. ما هو رأي كيڤان في المستوى العام لدورة جنوب إفريقيا الحالية؟ كنت مستاء نوعا ما من المستوى الذي كشفت عنه المنتخبات في الدور الأول، لم نشاهد مباريات قوية بين الفرق، وإذا استثنينا لقاء أو لقاءين، فإن باقي المواجهات كانت تنتهي في الغالب بتعادلات سلبية أو بأقل فارق من الأهداف، لكن أرى أن العديد من الأمور ستتغيّر في الدور الثاني لأن كل المنتخبات ستلعب دون حسابات وهدفها سيكون الفوز، فنتيجة التعادل ليست السيناريو الذي يتمناه أي فريق لأن هذا الأمر سيحتّم عليها لعب الوقت الإضافي ومن الممكن أن تصل إلى ركلات الترجيح، ما سيؤثر فيها لا محالة. على العموم، استيائي من مستوى الدورة في شقها الأول راجع إلى قناعتي أن كل المنتخبات كانت قادرة على تقديم الأفضل. من المؤكد أنك تابعت لقاء الجزائر أمام منتخب بلدك انجلترا، ما هو رأيك؟ لم أفوّت فرصة مشاهدة مثل تلك المباراة، والحقيقة هي أنها من بين أحسن اللقاءات التي شاهدتها إلى حد الآن، كما أن نتيجة التعادل السلبي تعبر بحق عن الوجه الذي كانت عليه المواجهة، وأكبر خلاصة يمكن استنتاجها هي أنه لا أحد من المنتخبين الإنجليزي والجزائري فرض نسقه على الآخر. كما أنه سبق لي وأن شاهدت الجزائر منذ موسمين وأعجبتني كثيرا إمكانات بعض لاعبيكم الذين برهنوا على أن العناصر الجيدة تشكّل منتخبا جيدا. ومن هم اللاعبون الذين شدوا انتباهك في مواجهة المنتخبين الإنجليزي والجزائري؟ إنه اللاعب القصير الذي ينشط في وسط الميدان على الأجنحة، أحببت كثيرا طريقة لعبه (يقصد كريم زياني). بنيته المورفولوجية تشبه تلك التي كانت لديك لما كنت على الميادين، أليس كذلك؟ لا، لم أكن قصيرا إلى ذلك الحد، كما أنه هناك اختلاف في المناصب، أنا كنت ألعب في الهجوم وهو يلعب في وسط الميدان. بالمناسبة أما زال يلعب في فرنسا؟ سبق له وأن لعب في فرنسا وهو الآن في الدوري الألماني... من الجيد أن ترى لاعبا مثله ينشط في بطولة قوية مثل الألمانية، هذا سيمنحه ثقة أكثر في النفس، كما يعجبني أداء المنتخب الجزائري بشكل عام، فهم يلعبون جيدا مع بعضهم، لكن يجب أن يراجعوا الجانب الإنضباطي لأن تلقي بطاقتين حمراوين في ثلاث مباريات أمر كثير. أنت محق، لأن الجميع قاسمك هذه الفكرة وهو ما نصحوا به هؤلاء... هذا أكيد، فقد شاهدتهم في بطولة إفريقيا الأخيرة في أنغولا، وكان المصير الذي عاشوه هناك نفسه الذي عاشوه في جنوب إفريقيا، وأعتقد أن ذلك كان أمام المنتخب المصري. هناك اتفاق حاصل الآن على أنه في كرة القدم الحديثة حتى لما تكون 11 لاعبا أمام 11 لاعبا المأمورية تكون صعبة، فما بالك لما تواجه فريقا من 11 لاعبا ولا يوجد لديك سوى 10، يجب أن يراجعوا أنفسهم ليكونوا أفضل في المستقبل. هل أنت مستاء من وجود بلد إفريقي وحيد سيمثل القارة السمراء في الدور ثمن النهائي وهو المنتخب الغاني؟ نعم، لأن المنتخب الغاني لم يكن الوحيد الذي كان يملك فرصة للتأهل إلى الدور الثاني ولم لا الذهاب بعيدا في المغامرة العالمية، لكن فيما يخص غانا، لم أتفاجأ إطلاقا على بلوغها الدور ثمن النهائي، لأنه منتخب يحوز لاعبين كبار وبمقاييس دولية، بلاعبين أقوياء بدنيا على أرضية الميدان، لكني أعيب عليهم نقص الذكاء وهذا ما يجعلهم لا يذهبون بعيدا في كل المنافسات التي يشاركون فيها. كيف ذلك؟ عليهم أن يتحرّروا ذهنيا ويلعبوا دون مركب نقص، فالأفارقة يملكون الإمكانات البدنية والفنية، فقد شاهدت المنتخب المصري على سبيل المثال في كأس الأمم الإفريقية الأخيرة، وطريقة لعبه كانت أحسن من المنتخبات التي كانت حاضرة، وهذه هي منتخبات القارة السمراء عندما تتخلص من عقدة الإحساس بالنقص، وهو لسان حال الجزائر، لأن الهوة بين المنتخبات القوية والأوروبية خاصة والمنتخبات التي كانت تسمى ضعيفة نقصت كثيرا. من هو المنتخب الذي تراه قادرا على الظفر بكأس العالم؟ هناك العديد من المنتخبات الممتازة، مثل الأرجنتين وانجلترا وألمانيا والبرازيل وإسبانيا، لكن، وباعتباري انجليزيا سأناصر إنجلترا حتى النهاية وهي مرشحي رقم واحد، لكن إذا ودّعت المنافسة وهذا أمر وارد في عالم كرة القدم، فإني سأناصر الأرجنتين لأنها المنتخب الوحيد الذي أقنعني هجوميا وأنا من العاشقين لهذه الطريقة في اللعب.