عرفت جمعية الخروب كيف تعيد الأمور إلى نصابها داخل القواعد عندما عزّزت رصيدها ب3 نقاط ستسمح لها بالابتعاد أكثر عن كوكبة المؤخرة على حساب جمعية الشلف، التي لم يقو لاعبوها على الصمود في وجه رفقاء زروقي الذين أمطروا شباك الحارس الدولي الوناس ڤاواوي برباعية كاملة جعلت الأنصار ينسون ولو مؤقتا اللقاءات السابقة والتي كان الفوز فيها بصعوبة كبيرة، وانتظار آخر دقائق المباراة من أجل تسجيل هدف الفوز، وهو ما ينطبق على الطاقم الفني الذي قلت توجيهاته بعض الشيء في المرحلة الثانية بالنظر إلى النتيجة المسجلة. ردّ فعل اللاعبين إيجابي وآيت جودي أكبر المستفيدين وعكس ما كان عليه الحال في بعض المرّات السابقة فإن ردّ فعل اللاعبين في المواجهة كان إيجابيا إلى أبعد الحدود، بالنظر إلى تسجيل رباعية كاملة لأول مرة منذ سنوات وبالضبط منذ تواجد الفريق في القسم الأول، وكان ذلك بعد تعثرين متتاليين أمام شباب بلوزداد و”البوبية” بالخروب وباتنة على التوالي. وهو الأمر الذي ارتاح له المدرب آيت جودي مع مرور الدقائق وتأكيده في النهاية، خاصة أن المعطيات التي سبقت اللقاء لا توحي أن “لايسكا” ستفوز بأكثر من هدف بالنظر إلى حالة لاعبيها النفسية غير المستقرّة وحجم المنافس. سوء التركيز وترك المساحات ميزة المدافعين ولم تكن بداية اللعب كما ينبغي ولا توحي أن الخروبية سيفوزون بنتيجة ثقيلة بالنظر إلى الكرات الخطيرة التي أتيحت للمنافس والذي وجد مهاجموه بعض الثغرات كادوا خلالها يصلون إلى الشباك، على غرار كرة بن طيب التي جانبت العارضة الأفقية بقليل، وكذلك سوداني في (د8) عندما وجد نفسه وجها لوجه مع الحارس بلهاني، ولحسن الحظ أن الكرة جانبت القائم بقليل، دون أن ننسى قذفة سلامة في (د24) بعدما وجد كلّ المساحة للتسديد من قبل المدافعين. رزيق وجبارات كانا بحاجة إلى تركيز أشد في الوقت الذي كانت الكفة تميل لصالح الزوار، فإنه يجب التأكيد على أن أغلب كراتهم الخطيرة كانت على الرواقين أين لم يكن رزيڤ وجبارات مركزين كما ينبغي في الجهتين اليمنى واليسرى على التوالي، وكانت جهة كلّ واحد منها بمثابة المعبر السهل للثنائي سوداني – مسعود، بدليل أن الضغط على المدافعين قلّ فيما بعد عندما أصبح الضيوف لا يعتمدون على الأجنحة بعد تلقيهم الهدف الأول وتحويل اللعب في وسط الدفاع. وبالرغم من هذا فإن الاعتماد على هذا الثنائي له ما يبرّره لدى الطاقم الفني، بالرغم من أن منزري وبن دريدي أديا ما عليهما في آخر مقابلة أمام “البوبية”. دوادي “سنيما” ويغيّر مجرى اللعب بطريقته كان لصانع اللعب دوادي رأي آخر بعدما قرّر تغيير مجرى اللعب بطريقته الخاصة، حيث عرف كيف يخلق المساحات اللازمة في منطقة المنافس ويمنح زملاءه كرات مليمترية كانت ستكون أهدافا لو عرفوا كيف يستغلونها بطريقة جيدة، بدليل أنه كان صاحب تمريرة الهدف الأول بعدما منح كرة على طبق لزميله زروقي والتي غيّرت كل شيء وتسجيله الهدف الرابع بطريقة فنية خاصة، وواصل الإبداع واللعب الاستعراضي عن طريق مراوغاته القاتلة والتي جعلت الجميع يتفاعل معه وتأكدوا أنه الحلقة الضائعة في تعثر بلوزداد الأخير داخل الديار أمام بلوزداد. زروقي يؤكد الأسبقية والأمور أصبحت أكثر سهولة من جهته، خطف المهاجم زروقي الأضواء في المقابلة بالنظر إلى تحركاته الكثيرة وسط دفاع الشلف والقضاء على كل آماله للعودة في النتيجة، بعد تأكيده أسبقية فريقه دقائق فقط من بداية المرحلة الثانية بعد وضع الكرة برأسية محكمة داخل شباك الحارس ڤاواوي، حيث أصبحت المقابلة أكثر سهولة مما كانت عليه في البداية وتم تسيير باقي مجريات اللعب بأكثر راحة، بدليل أن التشكيلة في معظمها تحرّرت وتمكنت من الوصول إلى مرمى الشباك مرّة ثالثة ورابعة دون عناء، خاصة بعد اضطرار المنافس للخروج من منطقته للعودة في النتيجة. ثلاثية تتكلم عن نفسها وبلمسة فنية خاصة وإن كانت الرباعية المسجلة تحسب للجميع، فإن المهاجم زروقي ترك بصماته في المقابلة وسجّل ثلاثية تتكلم لوحدها لعدّة اعتبارات وتملك خصوصية من جوانب عديدة: حيث تتمثل الأولى في أنها جاءت أمام فريقه السابق، والثانية على حارس المنتخب الوطني الوناس ڤاواوي، أما الثالثة فإنها جاءت كلها بطريقة جميلة خاصة في كرة الهدفين الثاني والثالث عندما بقي الحارس الدولي يتفرّج ولم يحرك ساكنا في الرأسية وسقط على الأرض بعد حركة استعراضية. ودون أدنى شك، فإن زروقي أبان لمسة فنية جعلته يضمن فوزا ثمينا ويرفع رصيد أهدافه إلى 5 بعد هدفي الحراش والبليدة. مردود مهداوي لا يحتاج إلى تعليق ولا يمكن إغفال الدور الكبير الذي لعبه مهداوي في الهجوم، حيث كان سمّا في دفاع الشلف من خلال تحرّكاته الكثيرة، كما كان وراء كلّ الكرات الخطيرة تقريبا رفقة دوادي بالنظر إلى سرعته في نقل الخطر وتقديمه لكرات حاسمة لزملائه على مدار الشوطين، ولولا سوء الحظ والتركيز في بعض الأحيان لكان بإمكانه تسجيل هدف واحد على الأقل. وقد أجمع كلّ الحضور أن مهداوي اللاعب السابق لأهلي البرج لعب إحدى أحسن مبارياته منذ التحاقه بجمعية الخروب، وأن مردوده في المقابلة بلهاني يمنح الإطمئنان وخالد خطير على الأجنحة منح الحارس بلهاني الإطمئنان لزملائه في العديد من المرّات من خلال تدخلاته الموفقة وحرمانه عناصر الشلف من الوصول إلى شباكه في العديد من المرات، باستثناء هدفهم الوحيد والذي لا يتحمّل مسؤوليته على الإطلاق، مؤكدا أنه “حارس تاع 20 سنة”، وأن السنوات لم تمرّ على الإطلاق. في الوقت الذي كان خالد فواز في المستوى هو الآخر من خلال مساهمته الفعالة في نقل الخطر إلى مرمى ڤاواوي خاصة عندما يأتي من الوراء وبالضبط على الأجنحة التي تعتبر نقطة قوته، ومما لا شك فيه فإن ابن العلمة أصبح قطعة هامة وأساسية في معادلة الطاقم الفني. نعمون يعود تدريجيا وكان قادرا على التسجيل عرفت المواجهة أمام الشلف عودة المهاجم نعمون بعد غياب طويل عن المنافسة بسبب الإصابة التي كان يعاني منها، فبالرغم من أنه دخل بديلا لزميله دوادي في المرحلة الثانية إلا أنه حاول تقديم كلّ ما لديه وصنع الخطر في منطقة المنافس، أين كانت تثمر إحدى كراته بهدف خامس في الوقت بدل الضائع من المباراة بعد توغل داخل المنطقة، إلا أن كرته مرّت على خط المرمى بشكل غريب. وفي ظلّ هذا فإن عودة نعمون -ابن شلغوم العيد- الحقيقية ستكون بعد أسبوع أو أسبوعين عندما يسترجع كامل إمكاناته الفنية والبدنية. عرعار عانى من آلام وأكملا لمباراة بصعوبة أما بالنسبة للقائد عرعار فقد أكمل المباراة وهو يعاني من آلام حادّة في الفخذ حسب ما تم الوقوف عليه، إلا أنه حاول القيام بدوره كما ينبغي وتحدّى الإصابة بشكل لافت بدليل أنه ظلّ محافظا على تركيزه إلى غاية نهاية المباراة، رفقة زياد الذي لعب إلى جانبه هو الآخر وهو يعاني من آلام في الكاحل واضطر إلى الحصول على علاج خفيف من خلال وضع شريحة لحم على رجليه قبل بداية اللقاء من أجل اللعب. اللاعبون سيحصلون على 5 ملايين قرّرت إدارة الرئيس ميلية تخصيص 5 ملايين سنتيم منحة الفوز على الشلف والتي تعبر مضاعفة مقارنة بسلم المنح المعمول به، ويعود ذلك إلى رغبة المسيّرين في تحفيز لاعبيهم بعد المجهودات الكبيرة التي بذلوها وخروجهم في نهاية المقابلة بنتيجة عريضة جاءت في وقتها، وهو ما سمح لهم بالتنفس قليلا والتقدّم بخطى ثابتة نحو ضمان البقاء