كشفت مباراة جمعية الخروب الأخيرة عن جملة من النقائص في تشكيلة جمعية الشلف التي يبدو أنها لم تحفظ درس المباراة الودية التي لعبتها منتصف الأسبوع الماضي أمام وادي أرهيو، حيث تكرر نفس السيناريو وانهزم رفقاء زاوش بنفس النتيجة ونفس الكيفية بعد انهيارهم في شوط المباراة الثاني، ليتأكد الجميع من أن الجمعية أصبحت بعيدة كل البعد عن المستوى المطلوب لبلوغ ما يتطلع إليه الأنصار والتقدم في جدول الترتيب وتكرار ما فعله الفريق خلال المواسم الأخيرة سواء من حيث المردود الفردي والجماعي للاعبين أو النتائج الفنية، يحدث هذا رغم الاستقرار الذي تعرفه التشكيلة باستثناء بعض التعديلات فقط، الأمر الذي أصبح يطرح أكثر من علامة استفهام عن الأسباب التي جعلت مستوى الفريق يتراجع إلى هذه الدرجة. زروقي تغلب على ڤاواوي ودفاع الشلف لوحده وبالعودة إلى أطوار المباراة والتراجع الرهيب لمستوى التشكيلة الشلفية خصوصا في الشوط الثاني والأهداف الأربعة التي تلقتها شباك الحارس الدولي الوناس ڤاواوي العائد إلى المنافسة بعد غياب قارب الشهرين، نجد أن رجل اللقاء كان لاعبا واحدا سبق وأن حمل ألوان الجمعية وطرد بحجة أنه ضعيف المستوى وهو زروقي الذي سجل ثلاثية لم يسبق وأن كان يحلم بها من قبل، وهي الأهداف التي ساعده فيها الأنيق داودي الذي صال وجال وعبث بدفاع الجمعية كيفما شاء وأهدى الأهداف الثلاثة لزميله زروقي قبل أن يتمكن من تسجيل هدفه الشخصي بكيفية جعلت المتتبعين يعتقدون أن المباراة ودية وليست رسمية على الإطلاق، وإذا كانت مباراة اتحاد الحراش والذي تلقى فيها دفاع الجمعية ثلاثة أهداف كاملة هي الأضعف بالنسبة للشلف فإن مباراة أول أمس تبقى الكارثة الحقيقية بعينها خاصة وأن الجمعية لم يسبق لها وأن تلقت أربعة أهداف كاملة في مباراة واحدة في فترة تواجدها الأخيرة ضمن حظيرة الكبار. بومعزة حطم المعنويات باحتسابه الهدف الأول حتى وإن كانت الكيفية التي تلقى بها الفريق الهدف الأول غير رياضية على الإطلاق، فإن ذلك لا يعد بأي حال من الأحوال مبررا للهزيمة بذلك الكم الهائل من الأهداف لأنه وبالعودة إلى الهزائم السابقة للجمعية منذ تواجدها في القسم الأول لم نسجل تلقيها أربعة أهداف كاملة في مباراة واحدة مهما كانت قوة الفريق المنافس أو وضعية الجمعية المتدهورة، رغم هذا فإن أصابع الاتهام بعد هذه الهزيمة التاريخية كلها وجهت إلى الحكم بومعزة وحكم التماس زغاد الذي أحبط معنويات اللاعبين وساهم بقسط وافر في هذه الخسارة من خلال إقراره بمواصلة اللعب في لقطة الهدف الأول، وهو الهدف الذي كان منعرج المباراة وزادها عدم احتساب هدف سوداني الشرعي، كلها عوامل أغضبت كثيرا لاعبي الجمعية. نقص الانسجام بين الخطوط هاجس كبير عانت التشكيلة الشلفية خلال مواجهة الخروب كثيرا من نقص الانسجام بين الخطوط الثلاثة وظهر ذلك بوضوح من خلال عجز التشكيلة عن الاحتفاظ بالكرة وعدم قدرة اللاعبين على القيام بثلاث تمريرات متتالية، فضلا عن الانتشار العشوائي للاعبين خصوصا في وسط الميدان، الأمر الذي فتح ثغرات على مستوى خطي الوسط والدفاع مكنت جمعية الخروب بتركيبته المتواضعة من الاستحواذ على الكرة والقيام بعديد الهجمات الخطيرة، ولولا قوة ڤاواوي لكانت النتيجة أثقل بكثير، والسبب في كل هذا يعود حسب العارفين إلى التغييرات العديدة والمتكررة التي أصبح في كل مرة يحدثها المدرب سليماني على التركيبة الأساسية للفريق والتي لم يتمكن من تحديد معالمها رغم أننا على مقربة من نهاية الموسم. الدفاع يفقد هيبته والوسط خارج الإطار كان دفاع جمعية الشلف بالأمس القريب أحد أقوى دفاعات البطولة، مع تواجد الثلاثي زاوي - زيان شريف – شكلام، إضافة إلى الشاب سليمي وهو الدفاع الذي نادرا ما تتلقى شباكه أكثر من هدف، ليجد الفريق نفسه هذا الموسم ورغم التحاق الحارس الدولي الوناس ڤاواوي به يتلقى أهدافا كثيرة، فبعد ثلاثية اتحاد الحراش جاءت اليوم رباعية الخروب والتي لم يصدق حتى الخروبيين أنهم سجلوها فعلا في مرمى الجمعية، ليفقد بهذا الدفاع هيبته ليس بسبب الأهداف الكثيرة فحسب وإنما للطريقة التي أصبح مهاجمو الفرق المنافسة يصلون بها إلى هز شباك ڤاواوي، فالخط الخلفي أصبح يعاني كثيرا خاصة مع وجود العديد من الثغرات، وارتكاب أخطاء بدائية بسبب نقص التغطية من جهة وتأخر الظهيرين في العودة إلى منصبيهما بعد كل هجوم يشنه الفريق، إضافة إلى كل هذا أصبح لاعبو خط الوسط بعيدين كل البعد عن مستواهم وتفننوا هم كذلك في ارتكاب نفس الأخطاء التي يرتكبها المدافعون، إضافة إلى عجز لاعبي الاسترجاع عن تكسير هجمات الفريق المنافس، فضلا عن فشلهم في الربط بين خطي الدفاع والهجوم، الأمر الذي جعل تشكيلة سليماني تعجز عن بناء هجمات منسقة من شأنها أن تشكل الخطر على دفاع الفريق المنافس. ماذا لو لم يتحصلوا على المستحقات العالقة؟ والغريب في الأمر أن الخسارة المهينة التي منيت بها التشكيلة الشلفية جاءت بعد يومين فقط من حصول اللاعبين على سبعة ملايين كاملة تمثل علاوات الانتصارات الثلاثة الأخيرة في البطولة (النصرية، باتنة وتلمسان)، دون احتساب فوز الكأس على النصرية، وأكثر من هذا فإن إدارة الفريق وعدت لاعبيها بعلاوة مغرية في حال تمكنهم من العودة بالنقاط الثلاث من الخروب، إلا أنهم عادوا يجرون أذيال الهزيمة التاريخية التي لم يحلم بها لاعبو وأنصار الخروب على الإطلاق، وهو ما جعل بعض المتتبعين لشؤون الفريق يتساءلون: ماذا لو لم يحصل اللاعبون على العلاوات السابقة قبل تنقلهم إلى الخروب؟ الفوز على مولودية وهران ضروري لتفادي الأزمة ستكون الجمعية مطالبة بطي صفحة التعثر المفاجئ أمام الخروب والتفكير من الآن في المباراة الجولة القادمة والتي يلاقي فيها الشلفاوة نظراءهم من مولودية وهران، والبحث عن الكيفية التي تمكنهم من تسجيل نتيجة إيجابية أصبح الفريق في أمس الحاجة إليها لتجاوز الظرف الصعب الذي يمر به ولتفادي الدخول في نفق مظلم، خاصة وأن الفريق لم يضمن بعد بقاءه ضمن حظيرة الكبار. ------------------------------------------------------- زاوش: “لم نفهم ما أصابنا.. وعلينا التدارك سريعا” نتيجة ثقيلة منيتم بها في الخروب، ما تعليقك عليها؟ —للأسف الشديد لم نعرف كيف نتحكم في المباراة واستسلمنا بكل صراحة لضغط المنافس وفعاليته الكبيرة التي كانت أمام المرمى، هذا فضلا عن الشك الذي انتابنا بعد توقيع الخروب لهدف السبق. كيف تعلق على الخسارة برباعية، وأنت تعرف جيدا أنها تاريخية؟ —ما الذي يمكنني أن أقوله لك، هذه هي كرة القدم حينما يخونك الحظ لا تجد ما الذي تقوم به، إلا أن تحاول وتبقى تحاول من أجل تقليل الكارثة. وأعتقد أننا لم ندخل المباراة بطريقة جيدة، خاصة في الشوط الثاني، حين فشلنا في العودة في النتيجة أو تقديم الوجه الذي كان منتظرا منا، وأكرر هنا أسفي لأنصارنا. وما قولك في المباراة؟ — أعتقد أن المباراة ككل سارت في ظروف جيدة، حيث كنا السباقين لتهديد مرمى المنافس عن طريق سوداني، ولكن بدل أن نضاعف من مجهوداتنا ونحاول العودة في النتيجة، باءت كل محاولاتنا بالفشل أمام الالتفاف القوي للمنافس في الخلف. وهذا ما يؤكد أننا لم نلعب الشوط الأول متخوفين من ردة فعل الخروب التي كما يعرف الجميع تعاني في مؤخرة الترتيب وتحاول الخروج من منطقتها. لكن في الشوط الأول خرجتم متأخرين بهدف، وكان بوسعكم معادلة النتيجة، فما الذي حصل؟ —في الحقيقة حاولنا العودة في النتيجة، لكن التسرع وقلة التركيز أمام المرمى، فضلا عن تمركز اللعب في وسط الميدان وغلق المنافس للمنافذ، جعلنا نحاول الاعتماد على الفرديات من أجل اختراق دفاع الخروبية، لكن لا الفرديات ولا اللعب الجماعي كان حاضرا. الشيء الذي أثر في الأنصار أكثر، هو الشوط الثاني والغياب الواضح للفريق، هل من تعليق؟ —حسبما لاحظت، فإن العزيمة كانت قوية من الجميع من أجل تحقيق نتيجة إيجابية والفوز بالمباراة، أو على الأقل عدم ترك الخروب تضاعف النتيجة، بدليل أننا حاولنا الدخول بقوة ورمينا بكل ثقلنا ووفق التوجيهات والنصائح التي قدمها لنا المدرب، لكن للأسف الشديد الإرادة القوية التي ظهرت على أصحاب الأرض شلت من تحركاتنا وجعلتنا نرتبك ونرتكب أخطاء بدائية، سواء في المراقبة أو في التقدم نحو الهجوم ومباغتة الحارس الخروبي بلهاني. ألا ترى أن الخسارة ستبعدكم مرة أخرى عن تحقيق أهدافكم ببلوغ المراتب الأولى؟ — بالعكس فالخسارة ليست نهاية العالم، بل علينا استخلاص الدرس أولا، ونفكر بشكل جدي أكثر فيما هو قادم، خاصة أن اللقاءات لازلت كثيرة، وبإمكاننا التدارك بشكل عادي. صحيح أن الخسارة برباعية هي مؤثرة جدا على الفريق، ولكنها قد تكون مفيدة لنا في الجولات القادمة وتمكننا من تحقيق نتائج أفضل بحول الله. المباراة القادمة ستكون داربي أمام مولودية وهران، كيف تراها؟ — كل اللقاءات التي تنتظرنا هي قوية، فضلا عن هذا سنستقبل منافسنا على قواعدنا وأي منافس، مولودية وهران الفريق الذي يمر بمرحلة صعبة في الجولات الأخيرة بعد تعثره أمام سطيف وأهلي البرج على قواعده. وعليه فلا بد علينا من رمي كل ثقلنا في المباراة من أجل تحقيق الفوز والتصالح مع أنصارنا. هل من كلمة أخيرة؟ — هي فرصة من ذهب قدمتها لي لأقدم تعازي الخالصة لعائلة الرئيس مدوار التي فقدت الحاج محمد، راجيا من الله العلي القدير أن يلهم الرئيس وكافة عائلته جميل الصبر والسلوان، أما عن فريقنا وأنصارنا فأطلب منهم شيئا واحدا، ألا يفقدوا الأمل فينا وسنجتهد من أجل إسعادهم وتحقيق ما يأمله كل واحد منا في نهاية الموسم. ڤاواوي، زاوي ومسعود يلتحقون بتربص المنتخب الوطني التحق ثلاثي جمعية الشلف ڤاواوي الوناس، سمير زاوي ومحمد مسعود بتربص المنتخب الوطني، حيث توجه هذا الثلاثي عقب نهاية لقاء الخروب الأخير إلى العاصمة، أين قضى زاوي الليلة رفقة عائلته، بينما ڤڤاواوي تنقل إلى ذراع بن خدة، في حين توجه مسعود إلى أحد أفراد عائلته بالعاصمة، إذ قضى الجميع الليلة، ليتوجهوا صبيحة أمس إلى معسكراتهم مع المنتخب. إذ تنقل ڤاواوي، زاوي ومسعود إلى فندق الجيش ببني مسوس، حيث سيتربص مسعود مع المنتخب المحلي، بينما زاوي وڤڤاواوي فهما في تشكيلة رابح سعدان المتربصة لملاقاة منتخب صربيا الأربعاء القادم. غياب زاوي وقوادري أمام الخروب أثّر كثيرا والملاحظ في اللقاء الأخير للشلف أمام جمعية الخروب أن وزن زاوي سمير والحارس الشاب العيد قوادري كان كبيرا، حيث أن غيابهما كان له تأثير واضح على أداء التشكيلة. فرغم المستوى الكبير المعروف على ڤاواوي، إلا أن قلة المنافسة التي كان يشتكي منها انعكست بالسلب على أدائه، وهو ما سهل من مهمة الخروب في إمطار شباكه برباعية. بينما لو كان قوادري حاضرا أساسيا ربما كانت النتيجة ستكون أقل حسبما أوضحه أحد الأنصار، لا سيما أن هذا الحارس بدأ يفرض كلمته في المجموعة ويوجه زملاءه في الدفاع بشكل جيد. فإذا كان قوادري قد غاب لأسباب تكتيكية من مدربه سليماني، فإن زميله زاوي سمير وجد صعوبات مع الإصابة التي كان يشتكي منها، الأمر الذي حتّم عليه البقاء في كرسي الاحتياط عاجزا عن مد يد المساعدة، ولو كان حاضرا لعرف كيف يحد من خطورة زروقي زميله السابق في الشلف وصاحب الثلاثية في مرمى ڤڤاواوي. التشكيلة سلمت من “تبهديلة”أكبر من رباعية كادت تنتهي مباراة الشلف بجمعية الخروب بنتيجة أثقل من رباعية، خاصة مع التألق اللافت للانتباه لمهاجمي “لايسكا” داودي وزروقي، وكان بوسعهما تسجيل المزيد من الأهداف، لكن عودة زاوش محمد وعبد الحق محمد رابح إلى الدفاع أنقصت الضغط عن مرمى ڤڤاواوي وأحبط الثنائي العديد من المحاولات الخطيرة. العودة إلى أجواء التدريبات مساء اليوم تستأنف التشكيلة الشلفية تدريباتها استعدادا للخرجة الهامة التي تنتظر الفريق نهاية الأسبوع أمام مولودية وهران، مساء اليوم بملعب بومزراڤ بعد استفادتها من يوم واحد فقط من الراحة، والأكيد أن المدرب سليماني سيعيد النظر في العديد من النقاط كما لا يستبعد أن يستهل الحصة التدريبية بحديث مطول إلى لاعبيه هذه المرة للحديث عن خسارة الخروب وما ينتظر الفريق مستقبلا من خرجات. توقعات سليماني كانت خاطئة إذا كان أنصار الجمعية يحمّلون الجزء الأكبر من مسؤولية التعثر أمام الخروب للاعبين الذين أصبحوا لا يعرفون كيف يتعاملون مع الأوضاع الحاسمة، فإن ذلك لم يمنع هؤلاء من تحميل المسؤولية للمدرب سليماني الذي لم يحسن قراءة المنافس -حسبهم- رغم معاينته لهذا الفريق من قبل، خاصة وأنه صرح قبل المباراة أنه يسعى لإحداث المفاجأة في الخروب، فعوض أن يعتمد على خطة كلاسيكية بتعزيز منطقة الوسط والدفاع جيدا وتفادي المغامرة كثيرا في الهجوم راح يصر على الاعتماد على ثلاثة مهاجمين، حيث تأكد الجميع أنه لا جدوى من الاعتماد عليهم بما أنهم عجزوا من قبل عن إسكان الكرة في الشباك وهي شاغرة في الخرجات السابقة، ويمكن القول إن سليماني خسر المباراة تكتيكيا هذه المرة أمام المحنك آيت جودي الذي عرف كيف يمتص حرارة “الشلفاوة“ التي بدؤوا بها المباراة. حتى الأواسط انهاروا بثلاثية أمام الخروب يحذو أواسط جمعية الشلف حذو فريق الأكابر ويقطعون مشوارا مشابها تماما لمشوار الفريق الأول، فبعدما كان فريق الأواسط قطبا من أقطاب الكرة في الجهة الغربية أصبح هذا الموسم فريقا أكثر من متواضع بدليل تواجده منذ انطلاقة الموسم ضمن خانة فرق المؤخرة بامتلاكه ل 24 نقطة فقط جمعها من سبعة انتصارات وثلاثة تعادلات مقابل 13 هزيمة كاملة سجل المهاجمون فيها 28 هدفا وتلقى الدفاع 30 هدفا، أواسط الجمعية كانوا في الموعد أول أمس وعادوا هم كذلك بهزيمة (3-2) أمام مستضيفهم جمعية الخروب.