لم يكن أحد يتوقع ما فعلته تشكيلة إتحاد الحراش عشية أول أمس السبت أمام شباب باتنة، حيث أن الكل تفاجأ بالنتيجة التي حققتها “الصفراء” بملعب أول نوفمبر بباتنة إثر عودتها غانمة بالزاد كله بعد أن فازت على أبناء “الأوراس” بنتيجة (3-2).. في مباراة تميزت بالإثارة وعرفت سيطرة زملاء القائد نايلي الذين كادوا أن يصلوا إلى مرمى الحارس الباتني في أكثر من ثلاث مناسبات بعد الأداء الرائع والعروض الكروية الشيقة التي أمتعت جماهير “الكاب” على مدار التسعين دقيقة، وقد تداول على تسجيل الإصابات الهداف حنيتسار في (د34)، هندو في (41) وحمية بوعلام عن طريق ركلة جزاء في (د86). “خلّو الصفراء... راهي تدور على الشعرة” بالأمس الأول أكدت كتيبة بوعلام شارف أن إيقاف زحفها نحو المقدمة أصبح صعبا نظرا لتألقها اللافت بعد أن جمعت بين الأداء المتميز والنتيجة الرائعة، فالفوز الذي عاد به أشبال شارف من باتنة على حساب الشباب المحلي كان أحسن رد على المشككين و”الخلاّطين” الذين كانوا يتمنون إخفاق الحراش وعودتها خائبة من عاصمة “الأوراس” حتى تنجح خطتهم المتمثلة في الفوضى وإثارة الفتنة بين “الكواسر”، لكن فوز شارف ولاعبيه كان وقعه قاسيا على نفسيتهم وجاء في وقته المناسب ليكفوا عن أعمالهم المسيئة ويتركوا الجميع يقوم بعمله على أحسن وجه. تصريحات العايب زادت اللاعبين قوة ولعل أهم ما جعل لاعبي الحراش يدخلون بنفس قوي هي التصريحات التي أدلى بها الرئيس العايب ل “الهداف” والتي كانت بمثابة الوقود الذي أشعل في نفوسهم عزيمة قوية كتلك التي تحلوا بها عشية السبت الفارط أمام منافسهم شباب باتنة، خاصة أنه أثنى على الدور الذي يقومون به هذا الموسم والمرتبة المشرفة التي يحتلونها هذه الأيام رغم صغر سنهم ونقص الخبرة اللازمة على غرار التي يتمتع بها لاعبي الفرق الأخرى في صورة مولودية الجزائر، شبيبة القبائل وشباب بلوزداد، وعليه فإن كلام العايب كان له دور كبير في فوز الحراش في وقت حاول البعض التأثير عليهم من خلال إثارة قضية المستحقات في كل مرة يرونها مناسبة. على “الخلاّطين” أن يغلقوا أفواههم يبدو أن الفوز الكبير الذي عادت به “الصفراء” من تنقلها إلى باتنة يعتبر رسالة صريحة للذين يريدون الاصطياد في المياه العكرة والسباحة في مستنقع الفتنة، لأن العودة بكامل الزاد من خارج الديار أمام فريق يصارع من أجل البقاء ليس بالأمر الهين خاصة أن “الكاب“ كان ينتظر فرصة استقبال الحراش على أحر من الجمر للفوز عليها وإضافة النقاط الثلاث إلى الرصيد ليبتعد عن المنطقة الحمراء، وعليه فإنه يمكن القول إن هذا الانتصار سيكسب الرئيس العايب وأعضاء مكتبه تأييدا كبيرا من طرف الجماهير الحراشية التي ستتغير نظرتها تجاهه وستبقى تسانده إلى آخر رمق حتى لا يترك الفريق لجهات أخرى قد تعيده إلى عهد الظلمات. اللاعبون أدوا أحسن مباراة وإذا كانت تصريحات الرئيس العايب عبر صفحات “الهداف” قد أثرت بشكل إيجابي في اللاعبين ورفعت معنوياتهم، فإن الدور الذي قام به طواهري وزملاؤه في مواجهة أول أمس أمام باتنة لا يمكن المرور عليه دون الإشادة به لاسيما أنهم أبانوا عن قدرات فنية وبدنية كبيرة وبرهنوا على أن فريقهم يستحق نيل اللقب وليس الاكتفاء باللعب على ورقة البقاء، فأبناء شارف أسالوا العرق البارد للباتنية وكادوا أن يسجلوا أثقل نتيجة على حساب “الكاب” لولا التسرع والثقة المفرطة في النفس التي حالت دون تجسيد العدد الهائل من الفرص إلى أهداف. ... ولم يُبالوا بالضغط وعرفت المواجهة حضورا قياسيا لجماهير شباب باتنة التي توافدت منذ الصباح إلى ملعب أول نوفمبر التي فتحت أبوابه مجانا أمام المناصرين لتقديم الدعم والسند لأشبال المدرب بوعراطة من أجل الفوز والهروب من منطقة الخطر، وبالرغم من الصخب الذي أحدثته الجماهير والحساسية التي ميزت اللقاء إلا أن لاعبي الحراش لم يبالوا بضغط 20 ألف متفرج ولعبوا ببرودة دم بدليل أنهم رجحوا الكفة لصالحهم في أكثر من مناسبة عندما عادل لاعبي “الكاب” النتيجة على مرتين بواسطة مساعدية في (د35) وبورحلي في (د71)، وهو ما يدل على مدى الاحترافية التي يتمتع بها زملاء الحارس دوخة. الحراش تنفرد بالمرتبة الرابعة الفوز الذي سجلته الحراش على حساب باتنة سمح لها بالانفراد بالمرتبة الرابعة التي أضحت محل اهتمام عدة أندية، حيث أصبح في رصيدها 36 نقطة متقدمة بنقطة واحدة على إتحاد عنابة الذي عاد بالتعادل الإيجابي من بجاية وبفارق ثلاث نقاط عن أصحاب المركز السادس تلمسان، بلوزداد ووهران المتعثرة على أرضها أمام أهلي البرج الذي فرض عليها التعادل، وتفصل الحراش عن صاحب المرتبة الثانية شبيبة بجاية نقطتان فقط إذ بإمكان أشبال المدرب شارف الزحف نحو المقدمة إذا أحسنوا التفاوض في الجولات القادمة خاصة في الجولة المقبلة أمام مولودية الجزائر بملعب الرويبة. تثأر من “الكاب” بعد تعادل الذهاب وجاء الفوز على شباب باتنة بثلاثة أهداف مقابل هدفين كأحسن طريقة للثأر من تعداد “الكاب” الذي فرض التعادل الإيجابي في لقاء الذهاب بملعب المحمدية بهدف في كل شبكة، إذ أن أبناء المدرب شارف ردوا الصاع صاعين بملعب أول نوفمبر وحبسوا أنفاس 20 ألف متفرج فارضين سيطرتهم على مجريات المقابلة وبشهادة كل الحاضرين الذين ظلوا يصفقون على العروض الكروية الرائعة التي أمتعهم بها عوامر ورفاقه في حين صبوا جام غضبهم على أشبال بوعراطة الذين كانوا ظلا لأنفسهم. ... وتدخل باتنة في حسابات معقدة مما لاشك فيه أن هزيمة باتنة أمام إتحاد الحراش من شأنها أن تدخل زملاء مساعدية في حسابات معقدة خلال الجولات القادمة إذ أن الشباب لم يستغل فرصة الاستقبال على ملعبه وأمام جمهوره لاسيما وأن معظم المواجهات التي سيخوضها ستكون في منتهى الصعوبة في وقت تتواجد عدة أندية تصارع من أجل البقاء في حظيرة القسم الأول في صورة البليدة، الخروب و”البوبية”، وهو ما يحتم عليه السعي وراء تحقيق نتائج إيجابية مستقبلا تفاديا للسقوط، أما الحراش فإنها ضمنت بقاءها بنسبة كبيرة وستحاول لاحقا إثراء رصيدها بعدد من النقاط يسمح لها باحتلال مرتبة مشرفة تؤهلها للمشاركة في منافسة قارية الموسم المقبل. أمام المولودية كلام آخر يمكن القول إن النتيجة الإيجابية التي عادت بها “الصفراء” من باتنة جاءت في وقتها أي قبل المواجهة المرتقبة التي ينتظرها الآلاف من جماهير الحراش والمولودية كونها مصيرية وتحتم على كل فريق الظفر بنقاطها، فالفوز الذي سجلته الحراش على حساب “الكاب” سيعطي اللاعبين دفعة معنوية قوية ويجعلهم يحضرون للقاء “الداربي” في أحسن الظروف، لاسيما أن “الكواسر” بقدر ما كانت تهمهم نقاط باتنة فإن الفوز على المولودية عشية السبت المقبل بالرويبة له طعم خاص ويظل أكثر أهمية من الانتصارات التي سجلها فريقهم في الجولات الماضية، لأنهم ببساطة يريدون الثأر من خسارة الذهاب وإيقاف زحف “العميد” الذي يعتبرونه الغريم التقليدي وعليه فإن هذه المقابلة يمكن تصنيفها ضمن مباريات الموسم. شارف فاز تكتيكيا على بوعراطة عرفت المواجهة التي جمعت بين الحراش وباتنة حربا تكتيكية في الميدان فاز بها المدرب بوعلام شارف الذي تفوق على نظيره بوعراطة بفضل تغييراته الذكية وخطته المحكمة التي رسمها للاعبين، حيث ملئوا الملعب حيوية بانتشارهم الواسع وهو الأمر الذي جعلهم يحتلون منطقة الوسط ويحتفظون بالكرة ويتحكمون في مجريات اللعب وهو ما دفع بلاعبي باتنة إلى ارتكاب الأخطاء والتسرع أمام المرمى، وبالتالي يمكن القول إن أعضاء الطاقم الفني بقيادة شارف يقومون بعمل كبير مع التشكيلة الشابة التي تضمها الحراش هذا الموسم. هندو يرد بطريقته الخاصة عكس ما أظهره وسط الميدان الحراش كريم هندو في المواجهات الفارطة من أداء متواضع بسبب فترة فراغ مر بها وتسببت في موجة من الانتقادات الحادة من طرف الجماهير الحراشية، فإنه خلال مواجهة أول أمس أمام باتنة أثبت أنه يملك إمكانات فنية وبدنية معتبرة نظرا إلى الدور الكبير الذي كان يقوم به في وسط الميدان والهجوم في آن واحد بعد أن لعب متحرّرا، حيث سجل الهدف الثاني في وقت كانت النتيجة متعادلة هدف في كل شبكة بعد عمل ثنائي بينه وبين صانع الألعاب جابو، وأمام هذه الوضعية فإن الهدف الذي أمضاه هندو قد يكون بمثابة دافع نفسي سيحرره في المواجهات المقبلة. بناي كان وراء ركلة الجزاء كما سبق لنا أن ذكرناه في أعدادنا السابقة فإن المدرب شارف وضع الثقة في بعض اللاعبين الاحتياطيين خلال مباراة باتنة، حيث وجه الدعوة للمهاجم بناي الذي شارك هذا الموسم في مباريات تعد على الأصابع لكنه ظهر بمستوى جيد وأحرج الدفاع الباتني بفضل توغلاته السريعة وتمريراته الدقيقة التي ساهمت في ارتكاب لاعبي دفاع باتنة أخطاء داخل منطقة العمليات من بينها لمس أحد المدافعين الكرة بيده ليتحصل الاتحاد على ركلة جزاء أمضاها المهاجم بوعلام قبل أربع دقائق عن نهاية المواجهة. حنيتسار يُسجّل ويرد على بن شيخة لا يزال قلب هجوم إتحاد الحراش، سفيان حنيتسار، يخطف الأضواء هذا الموسم، حيث أثبت مرة أخرى أنه هداف من طينة الكبار بعد تسجيله الهدف رقم 11 في رصيده ويبقى بفضله متصدرا قائمة هدافي بطولة القسم الأول رفقة بوڤش، ويأتي هدف حنيتسار في مرمى باتنة بعد استغناء مؤخرا المدرب بن شيخة عن خدماته وهو الأمر الذي سيدفع بالناخب الوطني للمحليين إلى إعادة النظر في حساباته ويعجل بإعادة إدراج إسم حنيتسار في قائمة “الخضر” من جديد لأنه يستحق مكانة في التشكيلة الوطنية. ------------------------------------- بوعلام: “الفوز في باتنة سيعطينا دفعة معنوية أمام المولودية“ كيف تعلّق على النتيجة التي حققتموها أمام شباب باتنة؟ حققنا نتيجة أقل ما يقال عنها أنها رائعة وفاجأنا الجميع بالطريقة التي لعبنا بها أمام باتنة حيث سيطرنا على جميع مجريات اللقاء وقدمنا عروضا كروية نالت إعجاب الجمهور الباتني، فالفوز الذي سجلناه سيجعل معنوياتنا ترتفع في المواجهات السابقة بعدما عرفت تدهورا إثر التعثرين الأخيرين أمام وداد تلمسان ونصر حسين داي. هل كنتم تتوقعون العودة بكامل الزاد؟ دخلنا بثقة في النفس وبعزيمة قوية وهو ما مكننا من تطبيق كرة حديثة فوق الميدان وسمح لنا بالفوز على “الكاب” بدليل أننا لم نيأس ورجحنا الكفة في ثلاث فرص لنعود في نهاية المطاف بكامل الزاد، وبالتالي فإنه يمكن القول إن الحراش تستحق الفوز وسنؤكد على ذلك في الجولات القادمة. ستكونون على موعد مع لقاء محلي الأسبوع القادم أمام مولودية الجزائر، كيف ترى حظوظكم فيه؟ سبق لي وأن قلت إن الفوز على باتنة حررنا معنويا بعد التعثر الأخيرين أمام تلمسان والنصرية، فمباراة المولودية سندخلها بالإرادة نفسها التي تحلّينا بها أمام “الكاب” حتى نفوز بها لنرتقي في سلم الترتيب ونحقّق أهدافنا، وعلى العموم فإن المواجهة القادمة ستكون صعبة بين فريقين لا يريدان تفويت الفرصة للظفر بالنقاط الثلاث لكننا نتمنى أن لا تخرج المباراة عن نطاقها الرياضي لأنها في الأخير لعبة رياضية تجمع ولا تفرق. لكن “الكواسر” يعتبرونها مباراة الموسم. أعرف أنه توجد حساسية شديدة بين أنصار الحراش و”العميد” منذ مواسم عديدة وأنا على علم بأن “الكواسر” يعتبرون هذه المواجهة مباراة الموسم وعليه فمن حقهم رؤية فريقهم يفوز بهذا “الداربي” الواعد، ومن جهتنا نحن اللاعبين سنعمل كل ما في وسعنا للإطاحة بالمولودية من أجل إدخال الفرحة في قلوب أنصارنا الذين من المنتظر أن يتنقلوا بكثرة عشية السبت القادم إلى ملعب الرويبة. ------------------------------------------ مشادات كلامية بين بن عبد الرحمان وحنيتسار شهدت مقابلة باتنة مشادات كلامية بين بن عبد الرحمان وحنيتسار لحظة توقف المباراة لأسباب ليست بعيدة عن نطاق كرة القدم، حيث كادت الأمور أن تأخذ مجرى آخر لولا تدخل بريكي وزملائه لفض النزاع وتهدئة الأمور. تسامحا والفوز أنساهما كل شيء لم يخطئ من قال إن كرة القدم تجمع ولا تفرق وهو ما لاحظناه في المواجهة الأخيرة بين بن عبد الرحمان وحنيتسار اللذين أكدا بعد نهاية المواجهة أن ما حدث بينهما سوء تفاهم فقط قد يقع بين الإخوة في عائلة واحدة، حيث تعانقا مباشرة عقب إعلان الحكم صافرة النهاية وتبادلا التهاني، خاصة أن فريقهما فاز بالنقاط الثلاث. بن عبد الرحمان: “سوء تفاهم وقع بين أخوين” من أجل معرفة ما حدث بين بن عبد الرحمان وحنيتسار توجهنا إلى الأول الذي أكد لنا أنه وقع سوء تفاهم بينهما وأوضح قائلا: “سوء التفاهم الذي وقع بيني وبين حنيتسار نفسه الذي يحدث بين الإخوة داخل بيت واحد، فليس هناك أي مشكل بيننا والدليل أننا بعد نهاية المواجهة تصالحنا وتبادلنا التهاني بالفوز الذي حققناه في باتنة”