التحق ظهيرة أمس رباعي المنتخب الوطني المشكل من رفيق حليش، كريم مطمور، يزيد منصوري ومجيد بوڤرة بالجزائر، قادمين من باريس على متن طائرة تابعة للخطوط الفرنسية، حيث حطت بهم الطائرة في مطار هواري بومدين بالجزائر في حدود الساعة منتصف النهار والنصف..ليتوجهوا مباشرة إلى القاعة الشرفية وفرحة الوصول كانت كبيرة على محيا كل لاعب، لاسيما وأنهم ليلة أمس الأول عانوا الكثير في باريس بسبب تذبذب الرحلات والأحوال الجوية في فرنسا، كما كان وصول حسان يبدة متأخرا بما يقارب الساعتين عن رحلة زملائه. الكل كان متشوقا للإلتحاق برفاقهم ومثلما سبق ذكره فإن الطائرة التي كانت تقل الرباعي الدولي الجزائري، شعر فيها كل لاعب بشوق كبير وحنين إلى ملاقاة أصدقائه في المنتخب، بدليل أنهم وبمجرد فتح باب الطائرة حتى سارع الرباعي بالنزول والتوجه إلى القاعة الشرفية، وهذا ما يثبت شوقهم الكبير بالوصول في أسرع وقت إلى مركز تربص “الخضر” بفندق الجيش ببني مسوس، وملاقاة رفقائهم هناك. عمال المطار “خبّاوهم“في القاعة الشرفية وبعد دخول الرباعي إلى مطار هواري بومدين تم نقله مباشرة إلى القاعة الشرفية كما ذكرنا، ولكن بطريقة لم يفهم سببها أحد من رجال الإعلام ولا حتى ممن كان يرتقب نزول اللاعبين، حيث راح عمال المطار إلى إخفاء الرباعي في القاعة الشرفية عن الأنظار، وكأن الأمر يتعلق بلجنة دولية أو شخصيات كبيرة جدا لا يحق لأي كان الاقتراب منها أو معرفتها، وهذا ما حيّر الحاضرين. خرجوا تحت حماية مشدّدة رغم عدم تواجد الأنصار الشيء المثير في الإجراءات الصارمة، هو أن عملية استقبال اللاعبين ونقلهم من المطار كانت بطريقة تشبه أفلام “هوليوود” الأمريكية، إلى درجة تثير الاستغراب، خاصة في الطريقة التي تم إخراجهم بها من القاعة الشرفية، حيث فرضت عليهم حراسة أمنية مشددة، إلى درجة كانت توحي بأنهم سيتعرضون لجيوش شعبية كبيرة من المعجبين والمعجبات، وفي الحقيقة لم يكن بالقرب من القاعة سوى خمسة مناصرين فقط (أربعة رجال وفتاة)، وعليه لم يفهم أي طرف السبب من الحماية، بل حتى اللاعبون استغربوها. “فورڤونات فورد“ نقلتهم إلى الفندق كما تم وضع حافلة من النوع الصغير لنقل الرباعي الدولي إلى فندق الجيش ببني مسوس، وهي عبارة “فورڤونات” من نوع “فورد” زجاجها يحجب الرؤية من الخارج، وضعت خصيصا لنقل كل من حليش، منصوري، بوڤرة ومطمور، والأمتعة التي أتى بها كل لاعب معه، وهي الخاصة بالتدريبات التي سيخضع لها مع الخضر في التربص المغلق. منصوري وبوڤرة احتلا المقدمة رغم عدم تعرفنا في البداية عن الطريقة “الهوليودية” التي حضّرها القائمون على المنتخب لنقل اللاعبين إلى الفندق، ولا عن نوع السيارة التي ستقلهم نظرا للسرية الكبيرة التي حاولوا بها نقل اللاعبين من دون ضجة إلى الفندق، إلا أن الثنائي يزيد منصوري ومجيد بوڤرة كشفا حيلة الفاف، احتلا مقدمة الحافلة الصغيرة وجلسا إلى جانب سائقها في الأمام، وهذا ما دفع الصحفيين الحاضرين الى الاقتراب من الحافلة ليتم أخذ انطباعات اللاعبين وتصريحات منهم عن التربص ولقاء صربيا القادم. توقّفوا عند مخرج القاعة للرد على أسئلة الصحفيين وما دامت الطريق كانت خالية من الجماهير التي كان يعتقد توافدها القوي على المطار، فإن اللاعبين وسائق الحافلة رأوا أنه من الأفضل التوقف أمام الصحفيين للإجابة عن أسئلتهم ونقل فرحتهم إلى الشعب الجزائري الذي ينتظر بشغف كبير أخبار كل لاعب، لتتوقف الحافلة على بعد أمتار قليلة من القاعة الشرفية وعلى متنها اللاعبون، ليقترب رجال الإعلام منهم وتبدأ حكاية السؤال والجواب مع اللاعبين والصحافة. لم ينزلوا من الحافلة رغم إلحاح المصوّرين الجدير بالذكر هو أن اللاعبين رغم إلحاح المصورين على نزولهم من الحافلة لأخذ صور لهم بعد وصولهم، إلا أن نجوميتهم كانت كبيرة ورفضوا ذلك، بل اكتفوا بفتح باب الحافلة الصغيرة وترك الصحافيين يسألون والمصورين يلتقطون الصور، حيث لم تستمر العملية الاتصالية سوى بضع دقائق فقط، ليقلع السائق باللاعبين إلى فندق الجيش. مشجّعة أصيبت بهستيريا حينما شاهدت مطمور الملفت للانتباه ونحن نودع اللاعبين بعد أخذ تصريحات منهم، هو ما قامت به إحدى مشجعات المنتخب الوطني، وهي شابة في ربيع العمر، راحت تصيح بطريقة هستيرية وتنادي على مطمور، إلى درجة كشفت أنها لم تصدق عينيها وهي ترى نجمها المفضل أمامها، حيث راحت تصيح وتنادي عليه، إلى درجة شعر فيها مطمور بخجل وهو يرى ما يحصل أمامه. يبدة وصل متأخّرا عن الرباعي وإذا كان بوڤرة، منصوري، مطمور وحليش وصلوا بعد منتصف النهار والنصف، فإن يبدة حسان لاعب نادي “بورتسموث” الإنجليزي وصل متأخرا بقرابة الساعتين، حيث حطت طائرته في المطار على الساعة الثانية والربع، لينقل مباشرة إلى القاعة الشرفية ومن دون أن يقدم أي تصريح أو يجري أي حوار، بل كل ما قاله يبدة : “الحمد لله وصلت بخير وأشكركم على السؤال”، أما عن الأسئلة فاكتفى فيها بالإيماء برأسه معتذرا لكل من سأله. إشاعة وصوله سبقته بساعتين الجدير بذكره ونحن في مطار هواري بومدين هو أنه قبل وصول كل من حليش، بوڤرة، منصوري ومطمور راجت إشاعة في المطار تؤكد وصول حسان يبدة، وراحت بعض الأطراف إلى التأكيد أنه في القاعة الشرفية، ولكن بحثنا عن الحقيقة جرنا إلى تتبع الإشاعة لنجد أنها كاذبة، وذكرنا للإشاعة هو لتوضيح أمر واحد فقط وهو أن المعلومات الخاصة بتوقيت وصول اللاعبين كانت سرية تماما، مما فتح الباب لزرع الإشاعات في المطار. بوڤرة، زياني، منصوري وجبور ذهبوا إلى سطاوالي من المطار مباشرة بعد وصولهما إلى مطار هواري بومدين تنقل بوڤرة ومنصوري إلى مدينة سطاوالي من أجل قضاء بعض الحاجيات ثم التحق بهما زياني وجبور إلى المكان نفسه. وعليه فإن هذا الرباعي وصل متأخرا إلى فندق بني مسوس ولكنه دخل مباشرة في جو العمل وتدرب مع المجموعة بطريقة عادية في أجواء حماسية كبيرة تبشر بالخير. ------------------------------- زياني:“لست قلقا وتواجدي في الجزائر وسط جمهورنا الغالي سينسيني كل شيء” في البداية كيف هي الأجواء في التشكيلة الوطنية بعد مرور شهر عن نهائيات كأس إفريقيا ؟ الأجواء كانت ولازالت رائعة بيننا لأن المنتخب الوطني يعد عائلتنا الثانية وربما هو العائلة الحقيقية لأننا تعلقنا كثيرا بهذا المنتخب، وننتظر بفارغ الصبر مثل هذه التربصات حتى نلتقي من جديد، ورغم أننا قضينا قرابة شهر مع بعض في نهائيات كأس إفريقيا إلا أننا كنا ننتظر وصول موعد مباراة صربيا حتى نجتمع من جديد، ما يؤكد الأجواء الكبيرة التي نعيشها في المنتخب. نفهم من كلامك أن اللاعبين كلهم ينتظرون بشغف موعد مثل هذه التربصات للإلتقاء من جديد ؟ بطبيعة الحال، لو لم تكن الأجواء عائلية وجيدة في المنتخب الوطني لما كنا نتلهف لوصول موعد أي تربص أو مباراة ودية حتى نلتقي من جديد لأن علاقتنا مع بعض أضحت أكثر من الأشقاء، وهذا المنتخب جعلنا نعيش لحظات رائعة سنبقى نتذكرها طويلا. لنتحدث قليلا عن وضعيتك، لم تلعب أي مباراة ودية منذ عودتك من نهائيات كأس إفريقيا حيث لم يقحمك المدرب الجديد في جميع المباريات التي لعبها ناديك منذ عودتك من “الكان”، ألا تقلقك هذه الوضعية ؟ بطبيعة الحال، هذه الوضعية تقلقني لأن أي لاعب لا يتمنى أن يكون خارج خيارات المدرب ويرغب في اللعب أساسيًا مع ناديه لأن ذلك يجعله دائما على صلة بالمنافسة الرسمية، لكن من جهة أخرى أقول أنها خيارات المدرب وعلي احترامها، ربما المدرب الجديد فضّل وضع الثقة في العناصر التي كان يعتمد عليها عندما كنت أنا مع المنتخب الوطني في نهائيات كأس إفريقيا، لذلك علي أن أصبر وأواصل العمل حتى أستعيد مكانتي في التشكيلة الأساسية. ألم تطلب توضيحات من المدرب عن أسباب عدم الاعتماد عليك في المباريات رغم أن الجميع يؤكد أنك تستحق مكانة في التشكيلة الأساسية ؟ لا، لم أطلب توضيحات من المدرب لأنه المسؤول الأول على رأس العارضة الفنية وعندما سيقرر الإعتماد علي سيفعل ذلك من دون أن أطلب منه توضيحات، أنا من طبعي صبور وسأواصل العمل بجدية كبيرة في التدريبات من أجل فرض نفسي في التشكيلة الأساسية، وأنا واثق من إمكاناتي وقدراتي الفنية والبدنية، ثم إن أي لاعب معرض للمرور بمثل هذه الوضعية ويجب أن أصبر عليها. ألم تفكّر في الرحيل عن ناديك بسبب هذه الوضعية التي تمر بها ؟ في الحقيقة الحديث عن مغاردتي نادي “فولفسبورغ” سابق لأوانه لأن البطولة لازالت طويلة، ومن الممكن أن تتغير المعطيات مستقبلا، ولا أحد سيتكهن بما سيحصل لاحقا، أنا من جهتي لا أفكر سوى في شيء واحد وهو مواصلة العمل بجدية من أجل العودة إلى التشكيلة الأساسية وتشريف عقدي مع هذا النادي، لأنه لدي عقد معه يجب أن أشرّفه. غيابك عن المباريات منذ نهائيات كأس إفريقيا ألا يؤثر عليك سلبا من الجانب البدني في مباراة صربيا ؟ صحيح أن اللاعب عندما لا يلعب كثيرا يتأثر نوعا ما من الناحية البدنية، لكن أنا من جهتي لست قلقا تماما لأني أتدرب بانتظام مع النادي والمدرب عندما يستدعيني في قائمة 18 فهذا يعني أني جاهز، ثم إن هناك شيئا آخر وهو أنه عندما يتعلق الأمر بالجزائر والدفاع عن ألوان الوطن أتجاوز كل شيء وألعب بكامل إمكاناتي، والتواجد وسط جمهورنا الغالي ينسيني كل شيء، لهذا أقول أنه لا قلق علي من هذه الناحية، وهذا الأمر ينطبق على كامل اللاعبين الذين يعوّضون نقص المنافسة بالإرادة والحرارة عندما يشاركون مع المنتخب الوطني. ماذا تقول عن مباراة صربيا الودية ؟ المباراة ستكون أمام منافس من العيار الثقيل، لأن منتخب صربيا متأهل إلى المونديال وله نفس الهدف مثلنا في هذه المباراة الودية وهو الظهور بمردود مقنع، كما يملك أسماء لامعة ولاعبين مميزين ينشطون في مختلف البطولات الأوروبية، لذلك سنحضر مباراة مثيرة بين المنتخبين، والجمهور الحاضر سيشاهد مباراة في القمة لأننا بدورنا سنأخذ هذه المباراة بجدية كبيرة وسنلعب من أجل الفوز بها بالأداء والنتيجة. الجمهور ينتظر منكم الكثير ومتشوّق لرؤيتكم من جديد بدليل أن تذاكر المباراة نفدت بسرعة كبيرة، هل بلغ مسامعكم ذلك ؟ بطبيعة الحال، مثل هذا الخبر لا يخفى علينا تماما، رغم أننا كنا موزعين في أوروبا مع أنديتنا إلا أننا كنا نتابع باهتمام ما يحدث هنا، ولا أخفي عنكم أني كنت سعيدا للغاية مثل بقية اللاعبين عندما علمت أن تذاكر المباراة نفدت بسرعة البرق، وهذا ما يؤكد إلتفاف الأنصار حول المنتخب الوطني وهذا بعد النتائج الإيجابية التي حققناها بالتأهل إلى المونديال والظهور بوجه مشرّف في نهائيات كأس إفريقيا، ومرة أخرى أكد الجمهور الجزائري أنه في الموعد عندما يتعلق الأمر بمنتخب بلاده. أكيد أن الأجواء ستكون كبيرة سهرة هذا الأربعاء ؟ هذا أكيد، هذه المباراة ستجري أمام مدرجات مكتظة عن آخرها، وهذا ما سيزيدنا قوة على اللعب بكامل إمكاناتنا حتى نستعيد مع أنصارنا الذكريات الرائعة التي قضيناها معا في المباراة الودية الفارطة أمام الأوروغواي، أو المباريات التي لعبناها في البليدة بمناسبة تصفيات كأسي إفريقيا والعالم. في الأخير ماذا تقول عن انضمام مهدي لحسن إلى المنتخب الوطني ؟ أقول له مرحبا بك وهو في عائلته الثانية ولن ينقصه شيء (الحوار أجري قبل إلتحاق لحسن بالتربص سهرة أمس)، حيث سنسهّل له المهمة مثلما سهلناها على اللاعبين الذين إلتحقوا سابقا بالمنتخب الوطني، وسيجد كل الترحاب والإستقبال الجيد من طرف جميع اللاعبين. -------------------------------------- بوڤرة : “سعيد جدا بوصولي إلى الجزائر” صرح مدافع نادي “غلاسغو” مجيد بوڤرة عقب وصوله قائلا : “أنا سعيد جدا بالتحاقي بالجزائر، بعد غياب طويل عن أنظار الجمهور الجزائري الذي اشتقنا إليه كثيرا، وعلى كل حال أنا حاليا على أفضل حال طالما أن قدماي في الجزائر على أفضل حال وفي صحة جيدة، أما عن مشاركتي في لقاء صربيا فالأمر يبقى متوقفا على ما سيراه طبيب المنتخب الوطني بعد إجراء الكشوف اليوم، وفيما بعد سيتحدد كل شيء”. منصوري : “سأكون حاضرًا أمام صربيا” قال قائد المنتخب الوطني يزيد منصوري الذي يعاني من إصابة وخضع مؤخرا إلى عملية جراحية : “أنا حاليا أشعر بتحسن كبير بشأن الإصابة التي كنت أشتكي منها، وسأعمل جاهدا على أن استعيد لياقتي سريعا وأكون حاضرا في لقاء الأربعاء القادم أمام منتخب صربيا، حيث أتمنى أن أحضر المباراة على أرضية الميدان وسط الجمهور الجزائري الذي ينتظرنا بشغف كبير”. زياني وجبور وصلا على الثالثة ونصف بعد يبدة، بوڤرة، منصوري، حليش ومطمور، فقد تواصل توافد لاعبي “الخضر” على مطار هواري بومدين، فعلى الساعة الثالثة وعشرين دقيقة وصل، رفيق ابراهيم جبور لاعب “أيك أثينا”، وكريم زياني وسط ميدان “فولفسبورغ” الألماني، وقد نزلا بالقاعة الشرفية وجلسا لما يقارب نصف الساعة هناك، قبل أن يخرجا دون أن يقدما أي تصريحات، واكتفيا بأخذ صور مع المشجعين ومحبي “الخضر”. مناصر من وهران تنقل خصيصا لأخذ صورة مع زياني وبينما كان جبور وزياني ينتظران وصول السيارة لنقلهما إلى فندق “الجيش” ببني مسوس، وسط عدد هائل من محبي الخضر، اقترب أحد المناصرين من زياني وبقي يلح عليه لأخذ صورة معه، لكن زياني اعتذر بلباقة من المشجع، لكن حين وصلت السيارة وصعد زياني، واصل المشجع إلحاحه عليه وكشف له أنه تنقل من مدينة وهران خصيصا لأخذ صورة معه، وهنا أوقف زياني السيارة ونزل منها قائلا للمشجع لك ما أردت وخذ ما تشاء من الصور.