كما كان مبرمجا وصلت بعثة المنتخب الوطني منتصف ليلة أول أمس إلى مطار هواري بومدين قادمة من “دوربان” الجنوب إفريقية في رحلة خاصة. ورغم الوصول المتأخر للمنتخب الوطني إلى المطار، إلا أن عدد من المناصرين ومحبي “الخضر” فضّلوا الاعتكاف أمام مخرج القاعة الشرفية لمطار هواي بومدين لاستقبال اللاعبين والطاقم الفني فحتى وإن لم يكن العدد كبيرا إلا أن الجمهور الحاضر صنع أجواء حماسية خاصة لما بدأ يبدة ورفاقه يخرجون من القاعة الشرفية ليركبوا الحافلة التي كانت في انتظارهم. الإقلاع من “دوربان” تأخّر إلى الثانية بسبب التسريح بالمغادرة وقد كان من المفترض أن يصل الفريق الوطني إلى الجزائر في حدود الساعة السابعة من مساء الجمعة لولا الصعوبات التي واجهت “الفاف” في الحصول على رخصة التسريح بالمغادرة من مطار “دوربان” في وقت مبكر من صبيحة الجمعة كما كان مسطرا في البداية، لذا فقد ظل صادي وزفزاف طيلة نهار أول أمس يجتهدان لحل المشكل بالحصول على ترخيص رسمي من إدارة مطار “دوربان” لتغادر طائرة الخطوط الجوية الجزائرية المطار باتجاه الجزائر ليحدث ذلك في الساعة الثانية من زوال الجمعة ولم ينتظر بعدها قائد الطائرة طويلا ليقلع بوفد “الخضر” باتجاه الجزائر. 15 لاعبا تنقلوا إلى الجزائر ورحلة شاقة دامت 11 ساعة بعد رحلة شاقة ومتعبة دامت 11 ساعة كاملة حطت طائرة الخطوط الجوية الجزائرية بمطار هواري بومدين في منتصف الليل وفي الوقت الذي كان يعتقد فيه بعض المناصرين أن تعداد “الخضر” سيقتصر على اللاعبين المحليين والطاقمين الفني والطبي بعدما سبق لعدة لاعبين محترفين من اتخاذ قرار العودة إلى أوروبا من “جوهانسبورغ” بدل العودة إلى الجزائر، اكتشف المناصرون في نهاية المطاف لحظة دخول الوفد القاعة الشرفية للمطار وجود عدد لا بأس به من اللاعبين (15 لاعبا) من بين 23 الذين شاركوا في “المونديال”. بعض العناصر الغائبة كانت لها أسبابها الخاصة وتعتذر من جهة ثانية استفسر الكثيرون عن سبب عدم وجود بقية العناصر ضمن الرحلة ومرافقة زملائهم إلى الجزائر، لكن المؤكد أن بعضهم على غرار صايفي، بلحاج، مطمور وآخرين كانوا مرغمين على التنقل إلى فرنسا لأسباب شخصية وقدّموا اعتذاراتهم إلى روراوة والطاقم الفني، فاللاعبون الذين تنقلوا إلى الجزائر هم: مبولحي، ڤاواوي، شاوشي، بوڤرة، العيفاوي،لحسن،مصباح، عنتر يحيى، حليش، زياني، يبدة، مجاني، عبدون، جبور و قادير أما الغائبون عن الرحلة الذين فضلوا التوجه مباشرة إلى بعض العواصم الأوروبية من “جوهانسبورغ” لأسباب مختلفة فهم: بلحاج، بودبوز، مطمور، صايفي، غزال،ڤديورة، بلعيد ومنصوري. جيّار، مهل ومشرارة كانوا في استقبال بعثة “الخضر” وقد كان وزير الشباب والرياضة الهاشمي جيّار وكاتب الدولة مكلف بالاتصال مهل ورئيس الرابطة الوطنية محمد مشرارة في استقبال “الخضر” أمام مدخل القاعة الشرفية لمطار هواري بومدين، حيث تم تسليم باقة من الورد إلى سعدان الذي كان أول من دخل ليتبعه عبدون ثم بقية اللاعبين قبل أن تتعقد الأمور بسبب الفوضى العارمة التي عرفتها القاعة الشرفية بتدفق عدد من المناصرين لأخذ صور تذكارية مع اللاعبين وبسبب كذلك تواجد كم هائل من وسائل الإعلام الوطنية والأجنبية. فوضى عارمة في القاعة الشرفية، الطاولات كسّرت ومبولحي “قريب تغاشى” وقد وجد الزملاء الصحفيين صعوبات كبيرة جدا في أخذ انطباعات اللاعبين والطاقم الفني، لأنهم كانوا محاصرين بعدد من محبي “الخضر”، كما تسبب التدافع الحاصل داخل القاعة في تكسير طاولتين زجاجيتين والظاهر كذلك أن نجم “الخضر” الجديد وهاب رايس مبولحي كان الأكثر طلبا إلى حد أنه كاد يغمى عليه ووجد صعوبة في التنفس، فبعض العائلات الحاضرة في القاعة ورغبة جل الصحفيين في إجراء حورا معه لا سيما أن الأمر يتعلق بأول زيارة له إلى الجزائر كاد يسبب له الاختناق قبل أن يتدخل المنظمون وأعوان الأمن لتخليصه من الحصار المفروض عليه. اللاعبون لبوا طلب الجميع رغم التعب وفرحوا لتواجدهم في الجزائر من جهته كان التعب باديا على جل اللاعبين من مشقة الرحلة، وحتى وإن لم يكن التنظيم جيدا واكتظاظ القاعة الشرفية إلا أن اللاعبين حاولوا أن يلبوا طلبات الجميع، حيث أمضوا على “أوتوغرافات” لمناصرين وأخذوا صورا معهم مثلما أجابوا بصدر رحب على أسئلة الصحفيين بالرغم من أنهم لم يكونوا في وضع مريح فكانت أجوبتهم بشكل عفوي وعبّر الجميع عن سعادته بتواجده في الجزائر بعد غياب طويل عن أرض الوطن. الأنصار يستقبلونهم ب”الزرنة” ومبولحي ومجاني يكتشفان الجزائر لأول مرة وبالنظر إلى الفوضى التي حدثت في القاعة الشرفية وانفلات الوضع من المنظمين، قرّر أعوان الأمن بطلب كذلك من رئيس الرابطة مشرارة ضرورة الإسراع في إخراج اللاعبين ليركبوا الحافلة التي كانت في انتظارهم، كما وجدوا خارج القاعة عدد لا بأس به من المناصرين حاضرون لاستقبالهم في وقت متأخر من الليل (كانت الساعة تشير إلى الواحدة صباحا) يهتفون بحياة المنتخب الوطني وبأسماء اللاعبين على وقع أنغام “الزرنة” ليحيي اللاعبون بدورهم الأنصار على هذا الاستقبال رغم خروج الفريق الوطني من الدور الأول، وقد أعجب مبولحي ومجاني اللذين يكتشفان لأول مرة الجزائر بهذه الأجواء بدليل أنهما خرجا من نافذة الحافلة لتحية الجمهور. سعدان آخر المغادرين، توجهوا مباشرة إلى “هيلتون” وغادروا الجزائر أمس وكان سعدان آخر من غادر القاعة ليتوجه الجميع إلى فندق “هيلتون” أين قضوا ليلتهم هناك وأخذوا قسطا من الراحة بعد سفر مرهق من جنوب إفريقيا، كما كان الموعد أمس السبت مع مغادرة اللاعبين المحترفين باتجاه فرنسا والمحليين وأعضاء الطاقمين الفني والطبي إلى عائلاتهم، في حين علمنا أن بوڤرة فضّل تمديد بقائه في الجزائر لأيام إضافية لزيارة أفراد عائلته في عنابة وحجوط.