في أول حوار له منذ التحاقه بالبطولة اليونانية، يكشف اللاعب الجزائري كريم سلطاني عن سرّ تألقه مع ناديه “إيراكليس“ عن حقيقة اتصالاته مع نادي أولمبياكوس، وعن تمسّكه بالمنتخب الوطني، وكيف أنه ينتظر التفاتة من المدرب خاصة أنه يتواجد في لياقة كبيرة خلال هذه الفترة. هذه أول مرة تتحدّث فيها عن تجربتك الجديدة في الصحافة الجزائرية. ونبدأ بسؤالك عن أسباب اختيارك نادي “إيراكليس“ والبطولة اليونانية، رغم أنك كنت في بطولة أفضل خلال المواسم الماضية وهي البطولة الهولندية؟ كان عليّ أن أبحث عن تحدٍ آخر في المشوار بعد تجربة اللعب في البطولة الهولندية، والظروف قادتني إلى اليونان، وأنا مرتاح تماما لهذه التجربة. نذكر أنك صرحت لنا آخر مرّة أنك تريد العودة للبطولة الفرنسية، لكن يبدو أن الأمور لم تسر كما كنت تتمنى؟ صحيح، كنت راغبا بالفعل في التحوّل للبطولة الفرنسية، وكانت لديّ عدة عروض من أندية فرنسية لكنها لم تقطع أشواطا حاسمة، وأمام ضيق الوقت واقتراب موعد العودة للتدريبات، لم أستطع الانتظار أكثر وفضّلت عدم المغامرة وقرّرت قبول عرض “إيراكليس“. يبدو أنك متحمّس كثيرا للعودة للعب في البطولة الفرنسية؟ لا أنكر ذلك، اللعب في البطولة الفرنسية يهمّني كثيرا، أريد خوض تجربة هناك والنجاح فيها، سيكون ذلك نوعا من ردّ الاعتبار لي بعد أن حرمت في الفترة الماضية بعد أن أنهيت تكويني في نادي لوهافر ولعبت موسما مع الفريق الأول دون أن أحصل على فرصتي هناك. أتمنى فعلا العودة هناك. هل كنت راضيا على طبيعة ونوعية العقد الذي أمضيت عليه مع نادي أيراكليس؟ راضٍ تماما والأمور سارت على أحسن ما يرام مع هذا النادي. رفعت التحدي وأعتقد أني في الطريق الصحيح لحدّ الآن. هذا واضح بدليل المستويات والعروض الجيّدة التي قدمتها مع هذا الفريق والأهداف والتمريرات الحاسمة التي لفتت الانتباه إليك هناك، هل كنت تتوقع هذه البداية القوية؟ يمكن أن أقول نعم، لأني كنت أثق كثيرا في مستواي وفي إمكاناتي وأعرف أني قادر على التألق في هذا النادي وهذه البطولة، ولا أنسى هنا دور مدربي الذي وضع في ثقته فيّ منذ البداية وأشركني أساسيا في جلّ المباريات، وهذا ما عكسته بالمردود الإيجابي الذي قدمته، وجدت معالمي مع هذا النادي لكني لن أقنع بذلك وأسعى للمزيد خلال الفترة المقبلة. الصحافة اليونانية تهتم بك وتقول إن الأندية المحلية الكبرى هناك تريد التعاقد معك وتحدّثت بالخصوص عن عرض من نادي “أولمبياكوس“، هل تؤكد ذلك؟ لست أدري، أنا مثلكم سمعت عبر الصحافة عن اهتمام نادي “أولمبياكوس“ بي، لكني أؤكد لكم بأنه مجرّد كلام صحافة أو إشاعات موجّهة للاستهلاك. فمن جهتي لم يصلني أي شيء لحد الآن، وبالتالي أفضّل التركيز على فريقي وعلى ما ينتظرني من مقابلات. أمضيت عقدا لموسم واحد مع “إيراكليس“، فهل طلب منك مسيّروك تجديد عقدك؟ وهل بدأت المفاوضات معهم؟ لحد الآن لم نشرع في المفاوضات، لكن منطقيا أتصوّر أن ذلك لن يتأخر طويلا بالنظر للبداية الجيّدة التي حققتها معهم لحد الآن. لكن وكما قلت لك منذ قليل أفضّل أن أركز على دوري فوق الميدان والاستمرار في هذه “الديناميكية“ الجيّدة مع النادي. ما هي طموحاتك خلال الفترة المقبلة؟ الاستمرار في تقديم مباريات جيّدة مع الفريق. لست أدري أن كنت سأستمر مع النادي الموسم المقبل أو أبقى في هذه البطولة، وأفضل أن لا أشغل تفكيري بذلك والتركيز فقط على الفترة المقبلة. ما سرّ نجاح اللاعبين الجزائريين في البطولة اليونانية؟ اللاعبون الجزائريون موهوبون فنيّا، وقد أضافوا تلك اللمسة الفنية التي تميزهم والتي تبقى محبّبة هنا، وهو ما جعلهم محلّ تقدير وإعجاب الجميع، وجعلهم يبرزون ويتألقون، وأنا سعيد جدا لما يفعله أبناء بلدي: جبور، عراش، عبدون، وأتمنى لهم مزيدا من النجاح والتألق. ... وشعلالي أيضا؟ صحيح، شعلالي زميل سابق لي، كنا سويا في مركز التكوين لنادي لوهافر، والقدر قادنا للالتقاء بعد سنوات في اليونان، تأسفت كثيرا لغيابي عن مواجهته أمس (الحوار أجري البارحة) في لقاء فريقي إيراكليس مع ناديه بانيونيوس لكوني معاقبا، لكنه بعث لي رسالة وستكون لي حتما فرصة للقائه في الفترة المقبلة. هل أنت على اتصال بالبقية: جبور، عبدون وعراش؟ ليس عبر الهاتف، لكن خلال المباريات وسعادتي كبيرة كما قلت بلقاء أبناء بلدي.. نسلم على بعض ونتمنى لكل واحد منا حظا موفقا مع ناديه. لو نعرّج على المنتخب الوطني، هل مازلت تتطلع للوصول إلى “الخضر“؟ أفكر دائما في المنتخب الوطني ولن أفقد الأمل في حمل ألوانه. هل تتابع أخباره؟ هل شاهدت مباراته الأخيرة أمام “لوكسمبورغ“؟ أكيد، لم أفوّت أي فرصة، وتابعت مباراة “لوكسمبورغ“، المنتخب يهمّني كثيرا. نتصوّر أنك لمّا كنت تشاهد مباراة “لوكسمبورغ“ كنت تقول إني أستحقّ تماما مكانا مع هذا الفريق؟ لا أقول ذلك، بل أقول إنه مادام المدرب الوطني لم يستدعني بعد فعليّ العمل أكثر وأثابر حتى أحصل على اهتمامه ويقوم بالتالي باستدعائي. جبور وفي تصريح لنا قال إنك تستحقّ فعلا دعوة “الخضر“؟ هذا أمر يسعدني كثيرا لأنه جاء من لاعب مميّز مثله ويتمتع بشهرة واسعة هنا في اليونان. كلام صديقي جبور يزيدني ثقة وأتمنى أن يلقى آذانا صاغية. أنا في لياقة جيدة وأتمنى من صميم قلبي الحصول على فرصتي مع المنتخب، وأنتظر التفاته من المدرب الوطني.