يكشف المدرب لطرش في هذا الحوار المقتضب العديد من المسائل التي تخص مولودية باتنة والفترة التي أشرف فيها على النادي منذ التحاقه بداية جانفي المنصرم، حيث لم يخف تأسفه للهزيمة القاسية أمام شباب بلوزداد التي أرجعها إلى أخطاء ساذجة بالنظر إلى البداية الموفقة في نصف الساعة الأول، مؤكدا بأن الأهم هو كيفية النهوض بشكل سريع من أجل العودة إلى أجواء النتائج الايجابية والإبقاء على حظوظ البقاء، معبرًا بأن أسرة المولودية مطالبة بالعمل أكثر تحسبا للتحديات المقبلة مع حتمية التحلي بالانضباط والروح القتالية بالنسبة للاعبين علاوة على ضرورة الظفر بنقاط لقاء السبت المقبل أمام وفاق سطيف الذي يعتبره لطرش منعرجا مهما في سبيل الابتعاد تدريجيا من منطقة الخطر. «الأخطاء الساذجة أمام بلوزداد يجب تفاديها» ولم يتوان المشرف الحالي على الجهاز الفني للمولودية في العودة إلى خلفيات الخسارة الثقيلة أمام شباب بلوزداد والتي أرجعها بالدرجة الأولى إلى الأخطاء الساذجة التي سهلت المهمة في الوصول إلى المرمى في 4 مناسبات، خاصة بعد الغيابات الاضطرارية التي مست القاطرة الخلفية التي تضررت حسب قوله من عدم تواجد دوس ورزيوق، مضيفا بأن مثل هذه الهفوات يجب تفاديها مستقبلا من خلال حفظ الدروس بصفة ميدانية من أجل إحياء مسيرة النتائج الايجابية والتأكيد على عدم تأثر عناصره مما حدث مثلما يحدث للفرق القوية القادرة على النهوض مهما كانت حدة الأزمة التي تمر بها. «فوزنا أمام العلمةوالخروب أخلط العديد من الأوراق» وثمّن في المقابل الاستفاقة المسجلة من قبل لاعبيه بعد الفوزين المتتاليين أمام مولودية العلمة وجمعية الخروب، معتبرا بأن هذه الاستفاقة لم تعد بالإيجاب على المولودية فحسب التي تحرّرت من الضغط النفسي الذي لاحقها جراء الإخفاقات المتتالية، وإنما أدى إلى خلط العديد من الأوراق في سلم الترتيب، خاصة على مستوى الأندية المهددة هي الأخرى بشبح السقوط، واصفا هذه الوثبة بالايجابية والتي تؤكد حسب قوله بأن المولودية قادرة على الاحتفاظ بحظوظها إذا واصلت المسيرة بنفس الحيوية، موازاة مع التحديات المقبلة التي يعتبرها لطرش مهمة ومصيرية ما يتطلب الكثير من الجهد لتفادي العودة إلى نقطة الصفر. «نقاط لقاء سطيف هي التي ستعيدنا إلى السكة» وفي ذات السياق لم يُخف لطرش أهمية مواجهة السبت المقبل أمام وفاق سطيف الذي يعتبره بأنه المحك الحقيقي للاعبيه من أجل الظفر بنقاطه والعودة إلى السكة الصحيحة من باب محو خسارة بلوزداد من جهة والحفاظ على الديناميكية الناجمة عن فوزي العلمةوالخروب، مجدِّدا التأكيد على التحضير الجاد لهذا اللقاء الذي سيكون أمام أحد أقوى الأندية الناشطة في حظيرة الكبار بناء على ما حققه من نتائج على المستويين المحلي والإقليمي إضافة إلى تركيبته البشرية التي تترجم قوة الوفاق، وهو ما جعل مدرب المولودية يدعو إلى التحلي بالإرادة الكفيلة حسبه بخلق الفارق رغم صعوبة المأمورية خاصة أن الفوز يدخل في خانة الضروريات لضمان تواصل الثقة مع الأنصار وأسرة النادي. «من يطرد مستقبلا عليه البقاء في بيته» وبعيدا عن مواجهة السبت التي يصفها الكثير بالحاسمة فإن مدرب المولودية جدد قلقه من تزايد حدة العقوبات التي يتعرّض لها اللاعبون من لقاء إلى آخر على غرار ما حصل لدبوس وبدرجة أقل رزيوق ولوكيلي، وأكد بالقول : «عقوبة دبوس أقلقتني كثيرًا لأنها كانت مجانية في اللحظات الأخيرة من مباراة العلمة في وقت كنا متقدّمين في النتيجة، وهذا دون نسيان ما حدث لرزيوق الذي لم يشارك أمام بلوزداد إضافة إلى لوكيلي الذي ستقضي عقوبته بعدم جاهزيته للقاء المقبل، وهو ما جعلني أؤكد للاعبين أثناء التدريبات بأنني لن أتسامح مستقبلا مع أي لاعب يتعرض إلى الطرد لأن ذلك يرغمني على الاستغناء عنه وانصحه بالبقاء في البيت لأن الموسم حينها سيكون على مشارف النهاية والمولودية لن تكون في حاجة إلى خدماته، ما يحتم على الجميع التحلي بالمسؤولية وتشريف العقود التي أمضوها مع الإدارة». «الانضباط ضروري ولا أقبل بأي تأخر أو تقصير» وحرص في الوقت نفسه على حتمية التحلي بروح الانضباط داخل التشكيلة مشدّدا رفضه تكرار الغيابات في الحصص المقبلة لأنه سيصدر حسب محدثنا قرارات صارمة في هذا الشأن، ولو أنه نوّه في المقابل باحترام غالبية اللاعبين للرسالة الموجهة لهم من خلال الحضور الجماعي إلى التدريبات والقضاء على الأزمة الحاصلة من هذا النوع في وقت سابق، وهو ما خلّف العديد من بوادر النجاح المترجمة في مواجهتي العلمةوالخروب متمنيا أن تتواصل الاستفاقة الجادة خلال ما تبقى من جولات البطولة حتى يتم مسايرة متطلبات البطولة وتقليص الفارق عن بقية الأندية التي تلعب مصيرها في سبيل ضمان البقاء. «مصيرنا لازال في أيدينا» وفي ختام حديثه أوضح المدرب لطرش بأن مستقبل المولودية قابل لأن يكون أحسن بمرور الوقت إذا تم الظفر بالنقاط المطلوبة في المحطات المقبلة، مشيرًا الى أن مصير النادي لازال بين يديه ومن اللازم العمل بجدية دون الانشغال بنتائج الفرق الأخرى ولو أن ذلك لا يمنع من القول إن إفرازاتها لها دور كبير في معرفة الموقع الحقيقي للمولودية الذي كان سيكون أفضل حسب لطرش لو تم تجاوز المشكل النفسي الذي لاحق النادي لعدة جولات معتبرا بأن التركيبة البشرية الحالية قادرة على احتلال المرتبة السادسة أو السابعة لو كانت الانطلاقة موفقة في بداية الموسم، في الوقت الذي أشار فيه الى أن الأمل في البقاء لازال ممكنا وعلى جميع الأطراف أن توظّف إمكاناتها في خدمة المولودية حتى يتسنّى لها مواصلة التحدي وعدم الفشل بصرف النظر عمّا ستكون عليه نتيجة نهاية الموسم. أمقران وبن فيسة يحالان على المجلس التأديبي لم يتسامح المدرب لطرش مع الغيابات التي ميّزت بعض الأسماء التي تخلفت عن اليومين الأولين، ويتعلق الأمر بكل من لاعب الوسط بن أمقران والحارس بن فيسة اللذين أحيلا على المجلس التأديبي والنظر في أمرهما من قبل الإدارة بعد أن أجلا عودتهما إلى غاية أول أمس الاثنين، وهو الأمر الذي لم يتقبله الجهاز الفني الذي فضّل تحويلهما إلى الهيئة المسيرة مع منعهما من التدرب في حصة أول أمس إلى غاية تقديم مبررات موضوعية حول أسباب هذا الغياب الذي يأتي امتدادا لفترة الراحة التي دامت قرابة نصف أسبوع. لطرش تسامح مع الثلاثي العاصمي في المقابل خفّف المدرب لطرش من لهجته الحادة إزاء العناصر العاصمية الثلاثة ياسف، حفيظ وطوال بحكم أن غيابهم اقتصر على حصة الاستئناف فقط بسبب الوصول المتأخر إلى عاصمة الأوراس، خاصة أن الحصة التدريبية جرت في حدود الثالثة مساء في الوقت الذي تم الوصول فيه بعد ذلك بساعة أو اثنتين، وهو ما رآه الجهاز الفني مبررا مادام أن العناصر المذكورة واكبت العمل القائم فوق الميدان بداية من صبيحة اليوم الموالي. اللاعبان تقبلا القرار وتحدّثا مع المسيّرين ويظهر بأن الثنائي بن أمقران - بن فيسة قد رضخ للأمر والواقع وتقبل القرار الصادر من الجهاز الفني الذي كان صارما حياله، حيث عمل الثنائي المذكور على مقابلة مسؤول الفرع صالحي وقدّم كلا اللاعبين مبررات هذا الغياب في حصة الاستئناف وخلال اليوم الموالي، وهو ما تقبلته الإدارة بصفة مبدئية مؤكدة عدم تسامحها في حال تكرار مثل هذه الخرجات التي من شأنها أن تؤثر على الاستقرار العام للنادي. لطرش يشكو من زكام حاد يشكو المدرب لطرش من زكام حاد تزامنا مع التغيرات المناخية الحاصلة في الأيام الأخيرة، وهو ما أرغمه على عدم حضور حصة الاستئناف، ورغم حالته الصحية إلا أن ذلك لم يمنعه من السهر شخصيا على السير العام للحصص التدريبية الأخيرة بمساعدة بن جاب الله ومدرّب الحراس لعور، من باب ضمان استمرارية البرنامج المسطّر قبل 3 أيام فقط عن اللقاء المقبل أمام وفاق سطيف.