تكون تشكيلة مولودية باتنة قد عادت إلى جو التدريبات مساء أمس الأحد بمناسبة برمجة حصة الاستئناف في ملعب عبد اللطيف الشاوي، وهي العودة التي تتزامن أيضا مع برمجة مباريات الجولة 23 من البطولة بحكم أن المولودية نشطت لقاءها بشكل متقدم يوم الثلاثاء المنصرم بسبب التزامات أبناء العقيبة مع المنافسة الإفريقية ومواجهتهم مع نادي الترسانة الليبي التي تكون قد جرت أمس السبت، وعليه يبقى اهتمام أبناء المدرب لطرش منحصرا في التحضير الجيد والجاد للقاءات المقبلة التي تتصدرها مباراة وفاق سطيف يوم السبت المقبل في إطار إحياء حلم البقاء عقب الاستفاقة النسبية في الجولات الأخيرة. لعنة الدقائق الأخيرة ضيّعت الفوز أمام تلمسان وبالعودة إلى الانطلاقة المسجلة في مستهل النصف الثاني لبطولة هذا الموسم فقد لمس العديد من المتتبعين رغبة واضحة من أسرة النادي قصد تفادي الكوارث التي ميزت مرحلة الذهاب، وهو ما تجلي في أول لقاء بباتنة أمام وداد تلمسان حين كان الباتنية قريبين من اكتساب النقاط الثلاث بعد هدف زغيدي قبل أن تختلط الأمور في الوقت بدل الضائع حين عادل الوداد النتيجة، وهو ما حرم المولودية من فوز كان في متناولها وأعاد إلى الأذهان السيناريو نفسه أمام متصدر البطولة مولودية الجزائر في آخر محطة من مرحلة الذهاب وهو ما أرجعه الكثيرون إلى عدم تمكن العناصر الباتنية من تسيير المجريات الحاسمة للقاء نتيجة فقدانها الثقة اللازمة بفعل توالي الإخفاقات لمدة طويلة. وجه شاحب أمام “الحمراوة” وبجاية استعرضت عضلاتها وإذا كان الوجه المقدم في لقاء تلمسان لمس منه الكثيرون بعض المعطيات الإيجابية إلا أن الخرجة الموالية إلى وهران لم تكن موفقة بكل المقاييس بعد الهزيمة الساذجة بثنائية نظيفة رغم المشاكل التي كان يمر بها المنافس وخوضه اللقاء محروما من خدمات نصف عناصره الأساسية، وهو ما أعاد الشك إلى المحيط العام للنادي خاصة بعد الهزيمة الموالية أمام شبيبة بجاية التي استعرضت عضلاتها في ميدان 1 نوفمبر وفازت بثلاثية نتيجة أخطاء فادحة منذ بداية اللقاء وهو ما صعب مهمة التدارك وفسح المجال لأبناء “يما ڤورايا” لفرض منطقهم والعودة إلى قواعدهم ب 3 نقاط عبّدت طريقهم نحو الاقتراب من المراتب الأولى. لومان يقلب الموازين وياسف يعزّز الأمل وبعيدا عن خسارة شبيبة بجاية التي كانت لها انعكاسات سلبية فإن رد فعل اللاعبين كان مقبولا في اللقاء الموالي الذي لعب في العلمة، حيث أحدث رفقاء لوكيلي مفاجأة من العيار الثقيل وعادوا بفوز ثمين بفضل هدف المهاجم لومان في الدقائق الأولى تزامنا مع التغييرات التي أحدثها المدرب لطرش على التشكيلة الأساسية ومنحه فرصة المشاركة للحارس طوال الذي كان له دور كبير في الحفاظ على المكسب، وهو الإنجاز الذي حفّز اللاعبين على التأكيد خلال استقبالهم لجمعية الخروب بهدف ياسف الذي سمح بإبقاء النقاط الثلاث في عاصمة الأوراس وأعاد نوعا من الهيبة لملعب 1 نوفمبر الذي لم تحقق فيه المولودية لحد الآن سوى فوزين منذ انطلاق الموسم. رباعية بلوزداد أعادت الأمور إلى نقطة البداية وفي الوقت الذي كان محيط المولودية يعوّل على استثمار الوثبة المعنوية والفنية المسجلة أمام العلمةوالخروب إلا أن ما حدث أمام شباب بلوزداد أعاد الأمور إلى نقطة البداية عقب الخسارة برباعية، ورغم أن رفقاء زغيدي كانوا يأملون في إحداث المفاجأة واستغلال ظروف المنافس الذي يشكو من كثافة المنافسة إلا أن الميدان أفرز معطيات غير منتظرة بسبب الأخطاء الفادحة التي كلّفت هدفين في ظرف دقيقتين خلال منتصف المرحلة الأولى قبل أن تتعقد الأمور في النصف الثاني من اللقاء وهو ما صعّب مهمة التدارك أمام إرادة المنافس الذي لم يكن مستعدا لتفويت فرصة الفوز قبل مواجهة الترسانة. الهجوم اكتفي بثلاثية والشباك تلقت 10 أهداف وتبقى النقطة السلبية المسجلة بعد تنشيط المولودية للثلث الأول من هذه المرحلة هو عدم صمود الخط الدفاعي في العديد من المواعيد بدليل تلقي شباك الفريق 10 أهداف سبعة منها في لقاءين فقط (بجاية وبلوزداد)، وهو ما يبين الهشاشة الشديدة نتيجة غياب الاستقرار الناجم عن بعض الغيابات الاضطرارية إضافة إلى الأخطاء الفردية التي كثيرا ما كلّفت غاليا في صورة ما حدث أمام بلوزداد إضافة إلى لقاء بجاية وخرجة وهران أيضا، في الوقت الذي لم يساير الهجوم الباتني لحد الآن مستجدات مرحلة العودة واكتفى بتسجيل 3 أهداف اثنين منها سمحا بتحقيق الفوز أمام العلمةوالخروب مقابل الاكتفاء بالتعادل أمام تلمسان وهو ما يعطي صورة على غياب الفعالية اللازمة التي يبحث عنها الطاقم الفني بقيادة لطرش. لطرش حقّق ما لم يحققه حنكوش ونشمة وبصرف النظر عن بعض الإخفاقات المسجلة التي لا تتوافق مع آمال الباتنية إلا أن المدرب لطرش عرف كيف يمنح الإضافة للتشكيلة منذ مباشرته لمهامه خلال فترة التحضير لمرحلة العودة، حيث حقق لحد الآن ما عجز عنه كل من حنكوش ونشمة، وإذا كان الأول قد غادر المولودية بعد 3 هزائم متتالية مفضلا التحوّل إلى البرج والعودة بعدها إلى بلوزداد إلا أن نشمة اكتفى ب 3 نقاط ناجمة عن التعادل أمام النصرية ومولودية الجزائر وشباب باتنة، وبلغة الأرقام يمكن القول إن المدرب لطرش أحرز لحد الآن رصيدا يعادل ثلثي ما تم الظفر به طيلة مرحلة الذهاب، وهو أمر إيجابي في نظر البعض مقارنة بالوضعية المأساوية التي مر بها أصحاب اللونين الأبيض والأسود منذ بداية الموسم وأدت إلى الكثير من “التخلاط” وعدم الاستقرار. غالبية اللاعبين شاركوا وجدد “الميركاتو“ لم يخيبوا منح الطاقم الفني للمولودية فرصة المشاركة لغالبية العناصر المشكلة للتعداد وهذا من باب الوقوف على الإمكانات الحقيقية لكل لاعب قبل الميل إلى سياسة الاستقرار على ضوء نظرته العامة للأسماء القادرة على فرض نفسها، مع أنه أُرغم على بعض الخيارات الاضطرارية بسبب موجة الإصابات في مستهل هذه المرحلة وهو ما جعله يلجأ إلى ورقة الأواسط قبل أن يريحهم مؤقتا موازاة مع استعادة التشكيلة لأغلب أصحاب الخبرة، ومن الجوانب الإيجابية هو تألق العناصر المنتدبة في “الميركاتو” في مقدمتها الحارس طوال الذي فرض نفسه في التشكيلة الأساسية منذ لقاء العلمة إضافة إلى حفيظ الذي نال رضا الأنصار في لقاء الخروب والكلام نفسه يقال على دبوس الذي يأمل الكثيرون في عودته السريعة مباشرة بعد استنفاد العقوبة، في انتظار منح فرصة إضافية للاعب الشاب لطرش الذي أبان على مهارات هجومية أمام الخروب رغم افتقاده إلى عامل الخبرة في هذا المستوى. الرهان الأول هو عدم التفريط في نقاط باتنة ومهما يكن فإن مسيرة الجولات الست الأولى من مرحلة العودة فيها العديد من المؤشرات المشجعة باعتراف المسيرين والطاقم الفني خاصة أن ذلك مكّن رفقاء زياد من مزاحمة بقية الأندية التي تأمل في ضمان البقاء وساهم في تقليص الفارق وهو ما يمهد للاقتراب من وسط الترتيب في حال المواصلة على هذا المنوال، حيث أن أسرة النادي تعوّل كثيرا على عدم التفريط في نقاط المباريات المبرمجة في باتنة على الخصوص بحكم أنها ستكون إحدى العوامل التي ستصنع الفارق موازاة مع حصيلة الأندية الأخرى المهددة بالسقوط في صورة النصرية، اتحاد البلدة، جمعية الخروب ومولودية العلمة، حيث ستكون الأنظار مصوّبة من الآن إلى مباراة نهاية هذا الأسبوع أمام وفاق سطيف قبل استضافة اتحاد العاصمة. لطرش: “هزيمة بلوزداد لا تقلّل من الرغبة في تحسين المسيرة” لم تمنع الهزيمة الأخيرة المدرب لطرش من الإشادة بأداء لاعبيه خلال المحطات الأولى من مرحلة العودة، معتبرا أن النتائج الإيجابية تبعث على الأمل وتعكس الإرادة التي تحدو اللاعبين لتجاوز المرحلة الصعبة التي مروا بها، وأكد أن العناصر الباتنية كانت تعيش ضغطا شديدا وهو ما صعّب عليها التدارك بشكل سريع إلا أنهم مع ذلك حققوا الأهم لحد الآن بعد فوزين وتعادل واحد، وحسب لطرش فإن المولودية قادرة على مسايرة المسيرة المتبقية بالإرادة نفسها بناء على الأجواء السائدة داخل الفريق وهو أمر مهم في نظره قصد التحلّي بالإرادة الكافية والرغبة على تجاوز الصعب مادام الميدان هو الفاصل في أمر النقاط المتنافس عنها. “المهمة صعبة لكن الأمل باق“ وجدّد المدرب لطرش اعترافه بصعوبة المهمة التي تنتظر فريقه خلال ما تبقى من محطات البطولة بالنظر إلى عدة معطيات فضّل عدم الخوض فيها كثيرا بحكم أنه في الوقت الراهن يجب التركيز على أداء الدور المنتظر فوق الميدان، مشيرا في هذا السياق إلا أنّ صعوبة المأمورية لا تمنع من الإبقاء على الأمل والتفاؤل إلى آخر جولة من البطولة لأن الأهم في رأيه هو دعوة اللاعبين إلى تشريف ألوان النادي والسعي لتحقيق الهدف المسطر وعدم رفع راية الاستسلام مادام في كرة القدم ليس هناك مجال للمستحيل وهو ما يفرض آليا اللعب بشعار الفوز وعدم التنازل عن نقاط المباريات المقبلة خاصة التي ستلعب في عاصمة الأوراس.