خرج الرئيس الأسبق لمولودية باتنة عزيز محمدي عن صمته وقرر الحديث عن وضعية المولودية بكثير من التأسف على ضوء الأحداث المتسارعة التي عجلت بسقوطها قبل انتهاء بطولة هذا العام، حيث لم يتوان في فتح النار على أعضاء المكتب المسير الحالي بالنظر إلى حجم الكوارث التي قاموا بها منذ بداية الموسم وأدت بالمولودية إلى هذه الوضعية، مؤكدا بأن ما وصل إليه النادي يعد خسارة كبيرة في حق الأنصار الذين لا يستحقون مثل هذه المتاعب بعد موسمين فقط من تحقيق الصعود، مطالبا بإعادة النظر في العديد من المسائل التي تخص التركيبة البشرية للتعداد والأشخاص المشرفين على الهيئة المسيرة. محمدي: “لو كانت الإدارة في المستوى لضمنا البقاء“ وأكد محمدي بأنه ورغم ابتعاده عن المولودية منذ 3 مواسم إلا أن ذلك لم يمنعه من متابعة مسيرة النادي، حيث لم يخف تأسفه على الوضعية التي وصل إليها مشيرا بالقول: “لقد آلمني كثيرا ما حدث للمولودية هذا الموسم لأنه كان بمقدور الإدارة الحالية تحقيق البقاء بكل سهولة لو كانت تتميز بمقاليد التسيير الفعال، لكن محدودية أغلب أعضاء المكتب هي التي أوصلتنا إلى هذه الدرجة حتى أن الأنصار لم يفرحوا بتواجد فريقهم في حظيرة القسم الأول طويلا، وهو ما يجعلني أؤكد مرة أخرى بأن المسيرين هم سبب الكارثة وعليهم أن يتحملوا المسؤولية“. “قلت لزيداني منحناك الأمانة فكيف تصرفت معها؟“ وأوضح محدثنا أنه كانت له بعض اللقاءات مع المسؤول الحالي الحاج زيداني وتحدث معه حول المسائل التي تخص المولودية، مشيرا بأنه قال له: “منحناك الأمانة قبل 3 مواسم تزامنا مع استقالتي فكيف تصرفت معها؟“، وهي إشارة من زيداني على التدهور الحاصل في مجال التسيير الذي انعكس بصورة سلبية على مكانة النادي، وهو الأمر الذي كان من الممكن تفاديه حسب محمدي لو تم توظيف الجهود المتاحة بالشكل الذي ينقذ الموقف، معتبرا بأن الأخطاء كانت كثيرة ومست أغلب الجوانب الحساسة والبداية بالاستقدامات التي تمت الصائفة الماضية. “أعضاء المكتب جلبوا الأموال لكن لا علاقة لهم بالتسيير“ وخلال حديثه معنا، أوضح محمدي بأن الأخطاء التي وقعت فيها الإدارة الحالية تتمثل في أن الحاج زيداني اعتمد على الأشخاص الذين جلبوا الأموال من أجل ضمان الاستقدامات دون أن يراعي جانبا أكثر أهمية وهو الاعتماد على مسيرين تتوفر فيهم الكفاءة وحسن التفاوض مع متطلبات النادي في البطولة، والنتيجة تأكدت ميدانيا –يقول محمدي- لأن الفريق في النهاية دفع فاتورة الأخطاء الفادحة الناجمة عن محدودية الأعضاء في هذا الإطار، معتبرا بأن الأموال مهمة إلا أنها غير كافية في حال غياب رجال قادرين على التفاوض مع المراحل الحاسمة والحساسة التي يمر بها النادي، على غرار ما حصل هذا الموسم الذي كشف أمورا مؤسفة في نوعية اللاعبين المستقدمين دون أن ينفعوا التشكيلة مقابل تلقيهم لأموال كبيرة مستدلا بمهاجم من مغنية تلقى 300 مليون دون أن يسجل أي هدف إضافة إلى منح أموال للاعب خلال فترة “الميركاتو” دون أن يتمكنوا من تأهيله، وهذا دون الحديث عن اللاعبين الذين حطوا الرحال بباتنة هذا الموسم من أجل التداوي وليس من أجل اللعب رغم حصولهم على أموال تصل إلى 600 مليون. “زيداني أخطأ، لكنه لا يتحمل المسؤولية لوحده” وإذا كان الرئيس الأسبق للمولودية قد جدد التأكيد على حجم الأخطاء المرتكبة من المسؤول الحالي الحاج زيداني، إلا أنه وحسب قوله فإن هذا الأخير لا يتحمل المسؤولية لوحده لأنه وجد نفسه أمام مأزق حقيقي بسبب صعوبة العمل مع أعضاء مكتبه الحالي، ما أرغمه على اتباعهم بحكم أنهم ساهموا أيضا في جلب اللاعبين المستقدمين، مشيرا بأن المولودية تم تسيير شؤونها وفق منطق من جلب اللاعبين هو من يقرر دون مراعاة المقترحات والأهداف. “الاعتماد على الشبان أفضل حل للخروج من الأزمة“ اعتبر محمدي بأن الخروج من الأزمة الحالية ليس بالأمر الهين، بالنظر إلى حجم الديون المتراكمة التي يتخبط فيها الفريق والأخطاء التسييرية، مؤكدا بأن الخيار الوحيد هو ضرورة العودة إلى سياسة التشبيب والاعتماد على أبناء الفريق الذي يعلق عليهم آمالا كبيرة من أجل رد الاعتبار، مع تدعيم التشكيلة ب 5 ركائز من أصحاب الخبرة وجلب مدرب كبير بمقدوره التحكم في التشكيلة وتطبيق خياراته بشكل فعال. “الاحتراف خرافة ولا يمكن تطبيقه مع سرار، عليق ومدوار” وبخصوص الحديث الذي قيل عن إمكانية ضمان البقاء في حال احترام دفتر الشروط الخاص بملف الاحتراف، فقد اعتبر محدثنا بأن الكلام عن الاحتراف في هذا الظرف هو مجرد خرافة أو انغماس في الأحلام، بالنظر إلى العوامل التي تسود منظومتنا الكروية، وقال في هذا الشأن: “من خلال تجربتي المتواضعة على امتداد مهمتي التسييرية، اكتشفت العديد من الأمور التي تبعث على التشاؤم، ما يجعلني أصل إلى قناعة وهي أن تكريس فكرة الاحتراف تتطلب جيلا جديدا لديه رؤية مغايرة وأكثر صدقا وإخلاصا لإنجاح هذا المشروع، أنا أعرف معظم رؤساء الفرق عن قرب وحين أتكلم مثلا عن سرار أو عليق أو مدوار فثق تماما بأن تكريس مبدأ الاحتراف مستبعدا جدا ويتطلب مزيدا من الوقت للحديث في هذا الموضوع”. “صرفت 11 مليارا في 3 مواسم، وزيداني أهدر 45 مليارا دون أن يضمن البقاء” وفضل محمدي العودة إلى الفترة التي أشرف فيها على شؤون النادي حتى يحدث مقارنة بسيطة مع الفترة التسييرية الحالية لزيداني، وأكد بأن هذا الأخير صرف لحد الآن قرابة 45 مليار سنتيم خلال المواسم الثلاثة الأخيرة دون أن يحقق البقاء في الموسم الثاني من صعود المولودية، إضافة إلى زيادة حجم الديون إلى أكثر من 11 مليارا، مع أنه حسب محمدي فإن الديون لم تتعد مليارا حين منحت له مقاليد الإدارة في الوقت الذي لم تتجاوز حجم المصاريف التي تخللت المواسم الثلاثة التي أشرف فيها على الفريق11 مليار سنتيم حسب محمدي، وهي الأرقام التي تكشف بوضوح الفرق بين المرحلتين معتبرا بأنه لم يرتكب أخطاء فادحة بوزن ما حدث في الموسمين الأخيرين. “لن نقبل بيع الماجيستيك ولا تصلح شركة ذات أسهم في ضل وجود 200 دائن” في المقابل، تطرق محدثنا إلى نقطة وصفها بالمهمة وهي تلك التي تخص فندق “الماجيستيك“ الذي يعد ملكا للنادي وتسعى بعض الأطراف إلى بيعه، معتبرا بان التفكير في هذا الطرح يعد جريمة في حد ذاته وهو ما يجعله يعارض هذه الفكرة من أساسها ومستعدا للذهاب بعيدا في حال إصرار الأطراف المعنية على تجسيد نواياهم، لأن بيعه يعني فقدان مكسب مهم للمولودية ويجعلها مثل بقية الأندية المغمورة التي ليس لها وزن في سماء الكرة الجزائرية، في حين لم يفهم جدوى المقترحات المقدمة من البعض حول إمكانية إنشاء شركة ذات أسهم موازاة مع التحضير لملف الاحتراف، موضحا بأن هذا المعيار يمكن تطبيقه في حال وجود 3 دائنين ويكونون قادرين على تسيير النادي وليس في هذه الحالة التي وصل فيها حجم الديون 11 مليارا، ما يجعل قائمة الدائنين تتعدى 200 شخصا حسب محمدي دائما. “زيداني غلطوه كيما غلطوني” ورغم الانتقادات التي وجهها للمكتب المسير الحالي، إلا أن ذلك لا يعني حسب محمدي التقليل من قيمة المسؤول الحالي الحاج زيداني الذي عارضه في وقت سابق بناء على برنامج العمل الذي قدمه وعلى خلفية الأخطاء التسييرية التي ارتكبها، آخرها ما حدث في “الميركاتو“ حين استمع لمقربيه وقام بعدة استقدامات مع أنه اقترح عليه -حسب محمدي- الاعتماد على الشبان وتهيئتهم للموسم المقبل، معتبرا بأن زيداني تم تغليطه مثلما حدث له من قبل أطراف تسعى إلى تلبية مصالحها مقابل التضحية بأي طرف يتم الاعتماد عليه ولا يتماشى مع نواياهم بعد ذلك، مفضلا عدم ذكرها بالاسم إلا أنها تعرف نفسها وتتحمل الوضعية التي وصل إليها النادي خاصة وأنها برهنت على محدودية أفكارها، موضحا بأنه لن يعمل معها مستقبلا حتى ولو تلقى مقترحات في هذا الجانب لأنه متعود على إصدار الأوامر لهؤلاء ومن غير المعقول أن يتحول الجنرال إلى جندي - ختم محمدي كلامه-. لطرش ينتظر لقاء زيداني هذا الأسبوع من المنتظر أن يعقد المدرب لطرش جلسة مع المسؤول الأول الحاج زيداني قصد الحديث عن العديد من المسائل التي تخص مستقبله في العارضة الفنية للنادي، إضافة إلى الخيارات التي سيتم اتباعها في أعقاب السقوط شبه المؤكد لأصحاب اللونين الأبيض والأسود، يأتي هذا اللقاء المرتقب موازاة مع الحديث عن وجود اتصالات أولية مع المدرب مواسة الذي تم اقتراحه للإشراف على النادي خلال الموسم المقبل. شواطي يشكو من إصابة يعاني المدافع الشاب شواطي من إصابة حالت دون إكماله لقاء الأواسط الذي نشطه أواسط المولودية نهاية الأسبوع أمام مولودية سعيدة، وهو ما سيرغمه على الركون إلى الراحة إلى حين تماثله إلى الشفاء، علما بأن إصابة شواطي تعود إلى اللقاء الذي لعبه أساسيا أمام اتحاد العاصمة. غياب صالحي يطرح تساؤلات غاب رئيس الفرع صالحي عبد الحق عن المولودية في المدة الأخيرة وبالضبط منذ هزيمة التشكيلة بباتنة أمام اتحاد العاصمة، وهو ما خلف العديد من التساؤلات خاصة وأن صالحي لم يتنقل إلى العاصمة لمتابعة أطوار لقاء الكأس الذي لعبه الأواسط أمام مولودية سعيدة في الوقت الذي تواجد في ملعب بولوغين كل من الحاج زيداني، زدام ومدرب الأكابر لطرش. إقصاء الكأس أقلق الجميع لم يهضم المحيط العام للمولودية إقصاء أواسط المولودية من الدور ربع النهائي لمنافسة السيدة الكأس رغم أن رفقاء حجيج كانوا في موضع جيد لاقتطاع ورقة التأهل إلى المربع الذهبي، وفي هذا الشأن لم يخف الحاج زدام استياءه من الخسارة بركلات الترجيح مشيرا إلى أن أبناء برحلة كانوا قادرين على حسم النتيجة في الوقت الرسمي، في الوقت الذي تأسف المدرب لطرش هو الآخر بعد هذا الإخفاق داعيا إلى ضرورة الوقوف إلى جانب أواسط النادي الذين يستحقون التشجيع بالنظر إلى الجهود التي قدموها.