إذا كان الاعتقاد السائد في أوساط أنصار اتحاد بسكرة بأن الأمور داخل الفريق تسير على أحسن ما يرام عقب التأهل إلى الدور 32 من منافسة كأس الجمهورية على حساب أمل بريكة السبت الماضي، الأمر الذي سمح للطاقم الفني وبقية عناصر التشكيلة من التحضير الجيد لمباراة الجولة الثامنة من منافسة البطولة أمام نادي بارادو، فإن الوضع المالي لشركة “خضراء الزيبان“ يسير من السيء إلى الأسوأ رغم تحرّكات الرئيس زريبي بوعزيز والمسيّرين، على غرار سيدهم ساعو إبراهيم، إلا أن “دار لقمان“ بقيت على حالها، وهو الوضع الذي ينذر بالانفجار في أقرب الآجال. “الموس لحق لعظم... وربي يستر“ وقد جاءت تحركات المسيرين لجلب بعض مصادر التمويل تسمح لهم بتسيير الجولتين المقبلتين على الأقل من منطلق أن “الموس لحق لعظم“، والطاقم الفني رفقة بقية العناصر صبروا بما فيه الكفاية احتراما بدرجة أولى لمشاعر الأنصار والأعضاء الذي يتعاملون معهم، بدليل أن البعض من اللاعبين اتفقوا مع المسيّرين على ضرورة تلقي مستحقاتهم المالية فور توقيعهم العقد، لكن وإلى حد كتابة هذه الأسطر لم يتم الوفاء بهذا الوعد، وهو ما ترك أحد اللاعبين يصرّح لنا بأن “الموس لحق لعظم... وربي يستر“. الحفاظ على الاستقرار يتطلب وقفة رجال وفي الوقت الذي يمرّ الاتحاد بفترة زاهية بعدما تمكن من الفوز في آخر جولة من البطولة على شبيبة سكيكدة واقتطاع تأشيرة التأهل إلى الدور 32 من منافسة الكأس، والفضل يعود إلى الطاقم الفني بالإضافة إلى إرادة اللاعبين الذين وضعوا مصلحة الفريق فوق كلّ اعتبار، إلا أن هذه الوضعية تتطلب وقفة رجال لأن الاتحاد ليس حكرا على ساعو إبراهيم أو سليم سيدهم أو زريبي بوعزيز، بل هو ملك لكل أهالي “الزيبان“. الملموس أصبح ضروريا ومن دون شك، فإن الوضعية المالية الصعبة التي يمر بها الاتحاد أصبحت لا تطاق، إلى درجة أن المسيّرين باتوا يفكرون من يوم لآخر في الانسحاب من المنافسة، لاسيما أنهم ملّوا من وعود “التعقاب“ من طرف السلطات المحلية، وأصبحوا لا يؤمنون إلا بالملموس، وهو الكلام نفسه الذي ينطبق على اللاعبين الذين ينتظرون تجسيد الوعود على أرض الواقع، وإلا فإن مرحلة التحويلات الشتوية على الأبواب ستتركهم يفكرون في تغيير الأجواء نحو فرق أخرى لقاء “الباك“ قد يكون الأخير قبل الانسحاب وإذا كانت تحضيرات التشكيلة البسكرية جرت منذ أول أمس في أجواء رائعة تحت قيادة المدرب زرڤان مليك، فإن ذلك لا يُخفي معاناة رفاق جربوع من الناحية المالية. وفي هذا الصدد كشف لنا أحد أعضاء الإدارة الفاعلين داخل الفريق بأن الإدارة تفكر بجدية في قرار الانسحاب من منافستي البطولة وكأس الجمهورية، وقد يكون لقاء الجولة الثامنة أمام نادي بارادو آخر لقاء للفريق قبل مقاطعة المنافسة، حسب تأكيد هذا العضو. زريبي أكد حجم المعاناة عبر الإذاعة وما يؤكد فعلا حجم معاناة التشكيلة البسكرية من الأزمة المالية، هو تدخل رئيس شركة “خضراء الزيبان“ زريبي بوعزيز عبر إذاعة “الزيبان“ الجهوية، حيث أكد بأن الفريق يمر بوضع مالي صعب للغاية ما ترك أعضاء الإدارة يفكّرون في الانسحاب من المنافسة، بالرغم من أنه كثف مجهوداته ونقل انشغالاته إلى السلطات المحلية وبعض التجار والمقاولين، ورغم تلقيه لبعض الوعود إلا أن ذلك يبقى مجرّد كلام، الأمر الذي ترك الإدارة بين مطرقة غياب السيولة المالية وسندان الوفاء بالتزاماتها المالية اتجاه رفاق بوتريعة. أطراف تسعى لتكسير الفريق من جانب آخر، كشفت لنا مصادرنا أن بعض الأطراف التي تملك نفوذا في عاصمة “الزيبان“ تسعى جاهدة إلى تكسير الفريق في ظل عدم قناعتها بتواجد “فلان أو فلان“ آخر ضمن اتحاد بسكرة، في تفكير وصفته مصادرنا ب “الصبياني“، لأن تقديم المساعدة المالية سيتوجه مباشرة إلى الفريق وليس إلى جيوب شخص بعينه، لأن الخاسر الوحيد في نهاية المطاف هو الاتحاد، وهو ما يتطلب الترفع على مثل هذه التصرّفات والتفكير بعقلية احترافية.