عبّر وسط ميدان نادي “نابولي” الايطالي والمنتخب الجزائري حسان يبدة عن فرحته العارمة للتعادل الثمين الذي عاد به فريقه من هولندا أمام نادي “أولتراخيت” في منافسة “أوروبا ليغ” الخميس الماضي بنتيجة ثلاثة أهداف في كل شبكة، وهي النتيجة التي تفتح ل”نابولي” الأبواب لتحقيق التأهل إلى الدور السادس عشر. وتطرق يبدة في هذا الحوار إلى نقاط أخرى، منها مردوده مع النادي الايطالي وكذا المنتخب الجزائري، ورأيه في مباراة المنتخب الوطني أمام المنتخب المغربي في شهر مارس المقبل، إلى جانب أمور أخرى ستكتشفونها في هذا الحوار الشيّق. كيف هي أحوالك؟ الحمد لله أنا بخير، خاصة بعدما خضنا مباراة قوية سجلنا فيها نتيجة ايجابية خارج القواعد تفتح لنا الأبواب لتحقيق التأهل إلى الدور المقبل. تحقيق نتيجة مثل هذه خارج القواعد في منافسة أوروبية قوية أعتقد أنه أمر ايجابي بعدما كنا منهزمين، رغم أنه كان بإمكاننا تحقيق الفوز فيها. أديت مباراة قوية وكل من تابع اللقاء أكد ذلك، فما هو تعليقك؟ أنا دائما أؤدي دوري كما ينبغي وليست هذه المرة الأولى التي ألعب فيها مباراة قوية مثل هذه. بكل صراحة أنا راض جدا عن مردودي منذ أن التحقت بهذا النادي، حيث أحاول أن أظهر في كل مرة بمستوى أفضل. أؤكد أنني إلى حد الآن أؤدي دوري على أحسن وجه. لاحظنا أيضا أنك تندفع كثيرا إلى الهجوم، فهل هي تعليمات المدرب أم مبادرة شخصية؟ صحيح، لقد ساهمت بشكل فعّال في هجمات فريقي، لكن مبادرتي نحو الهجوم جاءت وفق الخطة التي وضعها المدرب خارج القواعد، وذلك من أجل تقديم المساعدة للخط الهجومي وتحقيق نتيجة ايجابية. كنت مجبرا على المشاركة في الهجوم بقرار من المدرب، وأعتقد أنني كنت عند حسن ظن المدرب خاصة أننا حققنا تعادلا ثمينا خارج القواعد. تلقيت بطاقة صفراء في المباراة. فعلا لقد تلقيت البطاقة الصفراء، وهذا لا يعني أنني عنيف، بل أنا لاعب هادئ ومتوازن. أعتقد أن الأمر الوحيد الذي جعلني أتلقى البطاقة الصفراء هو أهمية المباراة والأجواء العامة المحيطة باللقاء. صراحة الأجواء كانت مكهربة جدا، ومنذ البداية كنا نريد أن ندخل المباراة بكيفية تجعلنا نسجل نتيجة ايجابية لأن الأمر يتعلق بمنافسة أوروبية، ولهذا فإن كل العوامل كانت توحي بصعوبة المباراة وقوتها أيضا لأن كل فريق كان يريد أن يكسب الرهان، وحرارتي في اللعب جعلتني أتلقى البطاقة الصفراء، لكن أؤكد مرة أخرى أنني لم أستعمل العنف أبدا بل الأجواء العامة للقاء هي التي دفعتنا للعب بحرارة فوق الميدان. على كل نحن مسرورون جدا بهذا التعادل وسنكون أكثر جاهزية أمام “بوخريست”، حيث سنعمل كل ما بوسعنا لنحقق التأهل إلى الدور القادم. يمكن القول إننا نسينا لقاء الخميس الماضي وبدأنا نركز الآن على لقاء البطولة. دون شك أنتم تبحثون عن مرتبة تؤهلكم للمشاركة في كأس رابطة أبطال أوروبا، أليس كذلك؟ فعلا نريد احتلال مرتبة تسمح لنا بخوض منافسة رابطة الأبطال الأوروبية، وهذا ما حفزني للالتحاق بنادي “نابولي”. نحن الآن نحتل المرتبة الثالثة في الترتيب العام وهذا يؤهلنا للمشاركة في منافسة رابطة الأبطال، فما علينا إلا مواصلة تحقيق النتائج الإيجابية. ماذا يمكن أن تقول عن غزال الذي أصبح فريقه يحتل المراتب الأخيرة في البطولة الايطالية؟ “باري” يلعب مباريات قوية، يطبق كرة حديثة واستطاع أن يحقق انطلاقة جيدة، لكنه بعد جولات قليلة تراجعت نتائجه. أعتقد أن إصابة غزال عقدت أموره أكثر، لأن غزال يعد أحد أبرز اللاعبين في هذا النادي، وإن شاء الله سيعود قريبا. لا زال الوقت أمام غزال وفريقه “باري” لتدارك الوضع، لأن غزال لاعب مهم في هذا النادي. وهل تحدث مع غزال؟ نعم، لقد تحدثت معه للاطمئنان على حالته الصحية، فمنذ أن تلقى الإصابة وأنا أطمئن عليه. أؤكد مرة أخرى أن نادي “باري” بأمس الحاجة إلى غزال، لا سيما في هذا الظرف، لأنه بإمكانه تقديم الإضافة لفريقه الحالي، كما بإمكانه المساهمة في بقاء فريقه ضمن الدرجة الأولى. ما رأيك في عودته إلى المنتخب الوطني؟ إذا كان غزال في كامل لياقته البدنية يمكنه أن يقدم خدمات للمنتخب الجزائري، لا يمكن أن نقول إنه لن يعود. وفيما يخص جمال مصباح...؟ حاليا نادي “فيتشي” يمر بمرحلة صعبة وليس في أحسن أحواله، لكن أقول إن مصباح يتواجد في أحسن أحواله، بدليل أنه يشارك بصفة مستمرة في التشكيلة الأساسية ويؤدي مباريات جيدة جدا... أريد أن أضيف شيئا فيما يخص مصباح. تفضّل... بعد أسبوعين من الآن سنستضيف نادي “فيتشي” فوق أرضية ميداننا في مباراة تدخل في إطار البطولة، وسأغتنم فرصة لقائي به حتى أتحدث معه وأطمئن عليه... أؤكد لكم أنه كلما أتيحت لي فرصة التقاء اللاعبين الجزائريين بالدرجة الأولى أتحدث إليهم في عدة أمور، وأنا دائما أكون سعيدا بلقائي بهم. هناك مڤني أيضا؟ أعرف مڤني جيدا وتجمعنا صداقة قوية تعود إلى سنوات طويلة، وأنا في اتصال دائم معه. كما أني قبل أيام قليلة تحدثت معه ووجدت معنوياته مرتفعة جدا، وأكد لي أن حالته تتحسن أكثر مما كان يتوقع، كما وجدت أن إرادة فولاذية تحدوه، وأنا متأكد أنه سيعود في أسرع وقت إلى الميادين. ما رأيك في المباراة الودية التي خاضها “الخضر“ أمام منتخب لوكسمبورغ، هل لاحظت مؤشرات ايجابية في المنتخب؟ هناك عدة مؤشرات ايجابية، حيث كان بإمكاننا أن نسجل على المنافس لكنه عاد إلى الوراء واعتمد طريقة دفاعية حتى لا نسجل عليه، لكن على العموم المنتخب ظهر بأكثر فعالية مقارنة بمباريات أخرى من حيث طريقة اللعب والعروض الكروية. أعتقد أن لقاء لوكسمبورغ اختبار جيدا لنا، وسيفيدنا أكثر في المباريات القادمة، حيث سيتمكن الطاقم الفني من معرفة أهم النقائص وسيصححها قبل الموعد الهام الذي ينتظرنا أمام المنتخب المغربي. واسمحوا لي اغتنام هذه الفرصة لأضيف شيئا بخصوص هذه المباراة. تفضّل... قال البعض إنني ادّعيت الإصابة حتى لا أشارك مع المنتخب في هذه المباراة، كيف لي أن أدّعي الإصابة وأنا الذي حرمت من المشاركة مع فريقي لهذا السبب، لا يمكنني أبدا أن أفعل ذلك بمنتخب بلادي وفريقي، لكن الأشخاص ينسجون قصصا وأخبارا لا أساس لها من الصحة وينشرونها، لا أظن أنه يوجد أي لاعب يدّعي الإصابة حتى يغيب عن منتخب بلاده وكذا فريقه. على ذكر مباراة المنتخب المغربي، هل تظن أن المنتخب الجزائري في الطريق الصحيح للفوز على المنتخب المغربي؟ أولا عليّ أن أشير إلى أن هذه المباراة ليست هاجسا، مثلما يعتقد البعض، بل سنحضر دون أي ضغط، وبهدوء تام وإن شاء الله سنحقق الفوز. كل ما يهمنا هو أن نكون أكثر جاهزية لهذا الموعد، نحن عازمون على رفع التحدي والظفر بنقاط المباراة. هل تحدثت مع اللاعبين المغربيين بخصوص هذه المباراة الهامة؟ لا، لم أتحدث معهم لأنني لم ألتق أي لاعب من المغرب. أعتقد أن هناك لاعب واحد هو “حسين خرجة” الذي يلعب لنادي “دينوفا”(اللاعب السابق لنادي فينا) ربما تسنح لي الفرصة وسأتحدث معه بخصوص هذا اللقاء وعن بعض الجوانب الأخرى. كيف هي العلاقة مع الصحافة الايطالية؟ هناك احترام متبادل بيننا، حيث نتعامل مع بعض بكل احترافية. أقول إن العلاقة عادية وطبيعية جدا، وليس لدي ما أعلق به في هذا الشأن. كيف وجدت جمهور نادي نابولي مقارنة بالجمهور البرتغالي والانجليزي؟ صراحة جمهور نابولي جمهور حماسي ويشجع فريقه بحرارة، لكنه يطالب دوما بتحقيق نتائج ايجابية وبطريقة احترافية جدا، كما أنه لا يبخل علينا بالتشجيعات، فهو دائما يقف إلى جانبنا ويريد أن يرى نابولي مثلما كان في عهد مارادونا، وهو مسعى الإدارة أيضا. يمكن القول إننا نسير في الطريق الصحيح لتحقيق هذا الهدف. ما رأيك في مدينة “ناب”؟ إنها مدينة رائعة وأنا سعيد جدا فيها، الحمد لله الآن تحصلت على منزل خاص بي، وهذه المدينة تذكرني دائما بالجزائر العاصمة لأنها تطل على البحر، وكذا أزقتها الجميلة. كما أن جمهورها يشبه كثيرا الجمهور الجزائري حيث يشجع بحماس وحرارة. تعرف جيدا أن قطر حظيت بشرف تنظيم نهائيات كأس العالم 2022، فما هو تعليقك؟ صراحة إنه أمر مفرح للغاية لقطر وللعالم العربي، أنا متأكد أن القطريين سينجحون في تنظيم هذه الدورة، وهذا ما سيحفز أيضا البلدان العربية، كما أن ذلك سيساهم في تطوير كرة القدم في جميع الدول العربية.