بدت مهمة الطاقم الفني للجمعية في الأيام الأخيرة صعبة جدا على الثنائي سليماني – بن شوية للتخلص منها بسهولة، خاصة أن الأمر لا يتعلق فقط بالأموال ولا بالنتائج، وإنما بالإصابات التي تلاحق اللاعبين، فضلا على ضغط الأنصار على الفريق، الأمر الذي زاد في متاعب الطاقم الفني وحتى المسيّر، لاسيما لمّا نعلم أن كل لاعب يحتاج إلى تنقل بين العيادات، مصاريف طبية، فضلا على برنامج تأهيلي خاص، وفوق هذا كله حاجة الفريق للأموال لنزع القلق عن التشكيلة. لقاء “الحمراوة“ على الأبواب والإدارة ترفع التحدي ورغم ما تعانيه الإدارة من مشاكل مالية، إلا أنها لم تبق مكتوفة الأيدي تتفرّج على حال الفريق، بل راحت إلى طرق جميع الأبواب من أجل نزع القلق الذي ينتاب اللاعبين، وفضلا على هذا فهي ترى أن لقاء الداربي الكبير الذي سيجمع الشلف بمولودية وهران يوم السبت يتطلب منها اجتهادا أكبر لتحدي الصعاب التي تواجهها في الطريق، وهو ما يحسب لإدارة مدوار التي تؤكّد من يوم لآخر أنها تظل رافعة التحدي وتحاول وضع الفريق في ظروف جيدة. بوخاري سيجري فحوصًا جديدة وعبو ومحمد رابح يعانيان وبالنظر إلى الساعات القليلة التي تفصل مباراة الداربي ومشكلة الإصابات، فإن الطاقم الفني للجمعية أكد لنا أن ياسين بوخاري خضع لكشوف “أرتروغرافية“ صبيحة الأحد الفارط، ودخل للتدريبات أول أمس، حيث رأى الطبيب بالمناسبة أنه يجب على بوخاري الخضوع لفحوص بالأشعة المعمّقة مرة أخرى ليطمئن أكثر على حالته ولا يتكرر معه غيابه الطويل عن المنافسة. بينما لايزال الثنائي عبو سيد علي وعبد الحق محمد رابح يعانيان من الإصابة، عبو مصاب في الكاحل الأيمن ومحمد رابح على مستوى الفخذ الأيسر. سليماني وجد نفسه بين نارين ضغط الأنصار بعد الهزيمة المذلة أمام الخروب وعجز الإدارة عن إيجاد حل لقضية الأموال رأى فيهما سليماني أكبر مشكلة تواجهه في الفريق، حيث صار يستحي حينما يسأل لاعبيه عن أحوالهم بعيدا عن أرضية الميدان وأجواء التدريبات، حيث يجد في كل مرة جوابا واحدا : “ليس لدينا أموالا لنتحرك أو نشعر فيها أننا نعمل في هذا الفريق” وهذا جواب عكس لسليماني مدى معاناة لاعبيه وقلقهم على مستحقاتهم. سليماني: “صرت أخصائيا نفسانيا في الشلف“ أوضح أحمد سليماني أنه صار يمارس عملا جديدا في الشلف، ليس كمدرب أو مؤطر للفريق، وإنما كطبيب نفساني، حيث قال : “أعتقد أن المشاكل التي يعاني منها الفريق من أزمة مالية، ضغط الأنصار، قلة النتائج في الفترة الأخيرة من دون شك تجعل أي مدرب يركز بالدرجة الأولى في عمله على الجانب النفسي، ولكنني في الشلف صرت أخصائيا نفسانيا لمشاكل اللاعبين، حيث أجد أنه يتطلب مني في كل مرة اجتمع بهم أن أحاول الرفع من معنوياتهم، وفوق هذا أحاول أن أوفق وأرفع من جاهزية الفريق لباقي الجولات التي تنتظرنا، وهذا برأيي ليس من السهل أن تتمكن من التوفيق فيه، إذا ما لم تتكاثف جهود الجميع”. ----------------------------------- بوسعيد: “علي دين تجاه الفريق يجب أن أسدده” كيف هي الأجواء في الفريق؟ الأمور تسير على أفضل حال، ونحن حاليا نحاول استرجاع إمكاناتنا لنكون جاهزين لما يطلبه منا المدرب قبل وصول يوم مباراة “الداربي” الكبير بين فريقنا جمعية الشلف ومولودية وهران السبت القادم. وهل من تحضيرات خاصة؟ نحن في وضعية لا تسمح لنا بالتراخي أو التقليل من جهودنا، ونحن في حاجة ماسة للرمي بكل قوانا من أجل تحقيق نتائج إيجابية، وهذا طبعا لن يكون إلا ببذل جهود جبارة واللعب بحرارة عالية. وطبعا لما ترمي كل قوتك في ظرف أسبوع فمن الطبيعي أن ينال منك التعب، ولهذا نأمل ألا تذهب جهودنا في مهب الريح، ونرغب وبشدة في العودة إلى الواجهة وذلك طبعا سيكون ببرنامج خاص سيطسره لنا الطاقم الفني. سجلنا في الجولات الأخيرة استعادة بوسعيد لكامل قوته، ما السر في ذلك؟ ليس من عادتي الغش في التمارين أو اللعب كما يقال بنصف إمكاناتي، بل أسعى جاهدا لأكون في مستوى ثقة الطاقم الفني، وكلما يضع في ثقته إلا وأشعر بقدر كبير من المسؤولية تجاه الفريق، ولهذا أعمل وأجتهد وأبذل كل ما في وسعي، لأن أهم شيء جعلني ألتلحق بالشلف فضلا عن احترامي الكبير للجمعية التي برزت بشكل لافت في السنوات الأخيرة، هو أنني أشعر بدين تجاه الفريق ويجب علي أن أسدده. تقصد تشريف عقدك مع الفريق؟ بطبيعة الحال، ففضل الفريق علي كبير، لأنه وضع فيّ ثقته وتعاقد معي، وإذا لم أقدم ما هو مطلوب مني أعتقد أنه في يوم من الأيام قد أشعر بالذنب، خاصة أن المدرب نفسه تحدث عن الشبان في العديد من المرات، وأكد في كلامه أن الفريق قادر على المحافظة على قوته وأن يلعب الأدوار الأولى لأربع سنوات إضافية، وأعتقد أن هذا الأمر يعكس أن الشلف لازالت محافظة على تقاليدها في تكوين وتأطير الشبان، ولهذا علي شخصيا تدعيم الفريق وتكريس ثقة الإدارة والطاقم في إمكاناتي. رغم استعادتك لقوتك وكامل إمكاناتك، إلا أن ظهورك كأساسي هذا الموسم كان متذبذبا، فما السبب برأيك؟ لا يوجد أي شيء، فأنا لاعب التحقت بالشلف من أجل هدف واحد، هو أن أخدم فريقي وأساعده، ووقت ما أرادني المدرب، لن أدير ظهري للفريق، وأؤكد أنني جاهز وعلى أتم الاستعداد لمساعدته، ولا تنسى أنني عانيت الكثير من المتاعب خاصة منها الإصابة التي حرمتني لأزيد من شهر من المنافسة، والحمد لله أنا حاليا في أفضل حال ورهن إشارة المدرب. إذن لست قلقا على عدم مشاركتك أساسيا؟ إذا كان الفريق يحقق نتائج جيدة في البطولة ورفقائي يقدمون ما عليهم، فلماذا أقلق، صحيح أن كل لاعب يريد اللعب ويبحث عن التألق ومساعدة الفريق، لكن أكيد أن المدرب لا يستطيع إرضاء الجميع، وهناك أمور وأولويات، لأن ما لا يعلمه البعض، هو أن سر تألق الشلف في المواسم الأخيرة، هو التماسك والانسجام الكبير بين اللاعبين، حيث أصبحت كل الفرق تغار من الشلف للروح الجماعية الكبيرة التي تعلب بها، وهذا في نظري سر تألقها. المتتبعون رأوا أن إصابة حسني، وغياب ظهير أيمن سيخدمك للعب أساسيا، ولكن لا شيء من هذا القبيل حدث، فلماذا برأيك؟ صدقني أن أول شيء أفكر فيه ليس غياب لاعب أو لاعبين، أو أن أبحث عن التألق على حسابهم، فأنا أعرف إمكانياتي جيدا، ولا أريد التألق على حساب أي لاعب، بل أدرك جيدا أن قدراتي تمكنني من اللعب أساسيا طيلة الموسم، ولكن أقولها وأكررها للمرة الألف، لست قلقا وكل ما يراه المدرب في شأني أرحب به وأتقبله بصدر رحب. الشلف حاليا تحتل المرتبة ال11، و لم يبق من الموسم الكثير، هل ترى أنكم قادرون على العودة في البطولة؟ في ظل الصراع الذي نجده من أندية كثيرة والحظ الذي أدار ظهره كلية لنا في البطولة، يجب علينا هنا أن نأخذ كل احتياطاتنا من منافسينا ونظل على وعي تام بما ينتظرنا، والمهمة ستكون صعبة كثيرا علينا إذا لم نحافظ على قوتنا ورغبتنا في إنهاء البطولة بقوة ضمن فرق المقدمة، ولا يزال ينتظرنا عدد كبير من اللقاءات لا يقل فيها منافس عن آخر من حيث قيمته وقوته، خاصة أننا سنواجه فرقا تصارع على البقاء وأخرى ستسعى لتأكيد قوتها وتبحث عن إنهاء الموسم بقوة، ولهذا قلت لك إن اللقاءات القادمة ستكون نارية ولا يمكننا بأي حال التهاون فيها أو استصغار أي منافس. نفهم من هذا أنه من الصعب عليكم الخروج من الوضعية التي توجد فيها الجمعية؟ لا لم أقصد هذا، وإنما المقصود هو أنه إذا لم نتحل بالحذر ولم نتفاد الغرور فأكيد أننا سنبقى فيما نحن عليه، ولهذا يجب علينا أن نشتغل ونعمل ونجتهد وبطبيعة الحال لن نتسامح في أي نقطة على قواعدنا، أما إذا ما عشنا كما يقال على الماضي، ودخلنا بعقلية أننا الأقوى فسنضيع كل شيء بنيناه، وكل ما نطمح له سيزول من دون شك، خاصة لما نرى لجدول الترتيب ونلاحظ أن الفارق الذي يفصلنا عن ملاحقينا لا يزيد عن نقطة. وماذا يمكنك أن تقول لنا عن لقاء الجولة القادمة أمام مولودية وهران؟ مباراة مولودية وهران مثلما سمعت عنها هنا في الشلف لديها طعم خاص، يأخذ طابع الداربي، وشخصيا أحب هذه اللقاءات لما فيها من فرجة وحماس بين اللاعبين وكذا فوق المدرجات، ولهذا التدريبات الأخيرة تسير في أجواء مميزة، فضلا عن أن الفريق يحضر بجدية لهذا اللقاء الهام، والكل واع بحجم المسؤولية الملقاة على عاتقه، إلا أن الأمر المهم، هو أن الداربي سيجمعنا بالمولودية على قواعدنا وهذا ما يزيد المباراة حلاوة. هل يمكنك التوضيح؟ مولودية وهران تبحث لنفسها عن تأكيد قوتها في القسم الأول وستنتقل إلى الشلف بعقلية “يا جات يا راحت” لأنها لن تخسر شيئا إذا ما غامرت بالهجوم، كما أنها إذا ما أغلقت اللعب فهي الخاسرة، لأننا سنضغط وسنضغط إلى آخر لحظة، وبالنسبة لنا فاللقاء يهمنا كثيرا لأنه يسمح لنا بمحو خسارة الخروب وتأكيد رغبتنا في العودة السريعة إلى الواجهة، لهذا فإن تصميمنا على الفوز سيكون شديدا يوم المباراة. وبماذا تنصح الأنصار يوم المباراة؟ نتمنى فقط أن تسود الروح الرياضية بين أنصارنا، وفوق الملعب بالدرجة الأولى وننسى الماضي ونفتح صفحة جديدة، وعلينا ألا نقدم لمن يتربصون بالجزائر الفرصة للشماتة فينا، وعلى الأنصار أن يكونوا واعين لدرجة كبيرة ويؤكدوا بالفعل صورة الداربي الكبير بين المولودية والشلف، كما يجب علينا كلاعبين أن نترجم في الداربي الذي سنخوضه الروح الرياضية التي يتمتع بها الفريقان. تبدو متفائلا بالروح الرياضية بين “الجوارح” والحمراوة؟ ليس تفاؤلا مني، بل على اعتبار أنني عشت مع الأنصار هذا الموسم بحلوه ومره، خلصت لنتيجة لحد الآن، وهي أن أنصارنا ليسوا من النوع الذي يفرض علينا ضغطا، بل يرفعون من معنوياتنا ويقفون إلى جانب الفريق لما يمر بمرحلة فراغ، وخير دليل هو أننا تعثرنا في لقاءات كثيرة في مرحلة الذهاب على قواعدنا، ورغم ذلك لم نر الأنصار تنقلوا للملعب لمهاجمتنا أو الضغط علينا، بل رفعوا معنوياتنا واعترفوا لنا في العديد من المرات أنهم سيظلون إلى جانبنا في كل الظروف، فلما تسمع وترى هذه الأمور أكيد أنك تتفاءل، وإن شاء الله بدورنا لن نخيبهم. ------------------------- علي حاجي يتألق تألق المهاجم الأيمن كريم علي حاجي بشكل لافت في اللقاءات الأخيرة التي لعبها وفي الحصص التدريبية، وأكد لمدربه أنه قطعة أساسية في التشكيلة وقادر على تقديم أحسن ما لديه إذا ما اعتمد عليه سليماني أساسيا في المباريات، وفضلا عن هذا فإن اللقاءات التي شارك فيها على حاجي احتياطيا ساهم بقدر كبير في تغيير مجراها، مثلما كان عليه الحال أمام وداد تلمسان ونصر حسين في الكأس. بلهاني وبوسلة مُصابان يبدو أن الحظ لم يحالف بلهاني وبوسلة اللذان يلعبان للمرّة الأولى في صنف الأكابر، حيث يعانيان من إصابات جعلتهما يبتعدان عن التدريبات لمدة قاربت الثلاثة أسابيع، وهو الأمر الذي تأسف له المدرب سليماني وكذا بوسلة وبلهاني، على اعتبار أنهما كانا يطمحان للبروز أكثر وتشريف ثقة المدرب والإدارة. بلهاني يعود للأواسط عكس الثنائي بوسلة وبن طيب الذي بقي مع الأكابر، فإن منصور بلهاني اللاعب الثالث الذي تمت ترقيته في بداية الموسم إلى صنف الأكابر، قد أعاده سليماني للأواسط بعد أن رأى أنه بحاجة لمنافسة أكثر ليرفع مستواه، ولهذا سيبقى إلى نهاية الموسم مع الأواسط. بوخاري يبقى بعيدا عن الفريق لم يتمكن المهاجم ياسين بوخاري من إكمال الحصة التدريبية لنهار أول أمس، حيث شعر بآلام على مستوى الفخذ جعلته يغادر الحصة التدريبية. يذكر أن إصابة بوخاري تعود لمباراة مولودية الجزائر لحساب الجولة ال 22 من البطولة، أين تعرّض يومها لتدخل خشن من كودري وقد جد صعوبات كبيرة في إنهاء المباراة. بوسعيد يخطف الأنظار خطف الظهير الأيمن رفيق بوسعيد الأنظار في المباراة التطبيقية التي برمجها سليماني نهار أول أمس، وذلك بفضل تحرّكاته الجيدة في الرواق الأيمن وتمريراته الدقيقة التي جعلت سليماني ينوّه كثيرا بخدماته ويتأكد من أنه فرّط كثيرا في خدمات هذا اللاعب، خاصة أن الفريق عانى الكثير مع المردود المتذبذب لكل من غربي وحسني. بن هني يتحيّن الفرصة رغم طول غيابه عن المنافسة الذي فاق سنة كاملة بسبب خيارات المدربين، عمراني، صايب وسليماني، إلا أن الظهير الأيسر أحمد بن هني لم يفقد الأمل في تسجيل عودته بقوة للمنافسة، حيث عاينه سليماني أول أمس في اللقاء الودي وأشركه أساسيا على الجهة اليسرى، وقد قدّم بن هني مباراة كبيرة نال بها رضا الطاقم الفني. يذكر أنها المرّة الثانية التي يعاين فيها سليماني لاعبه بن هني بعد لقاء شباب وادي ارهيو الودي الذي سبق لقاء الخروب الأخير في البطولة. سليماني يرفع وتيرة العمل سطر التقني الشلفي برنامج عمل مكثف للاعبيه أول أمس، حيث برمج حصتين تدريبيتين، الأولى كانت في الساعة التاسعة صباحا خصّصها للجانب البدني ببرمجته تمارين تقوية العضلات، بينما كانت الحصة المسائية بملعب محمد بومزراڤ وخصّصها للجانب التكتيكي. .. ويحذر من “الحمراوة” كما خصّص سليماني جانبا من حصة أمس للاجتماع بلاعبيه والحديث معهم عن اللقاء الهام الذي سيجمعهم بمولودية وهران يوم السبت القادم، حيث ألح على أشباله بضرورة التركيز في التدريبات وتخطي الأخطاء التي لاحظها من قبل على كلّ لاعب، سعيا منه لجعل لاعبيه يفكرون بجدية في مباراة “الحمراوة“ وأخذ احتياطاتهم من منافسهم الذي يريد النيل من الجمعية والفوز عليها ذهابا وإيابا. حدادة لإدارة المباراة عيّنت لجنة التحكيم الحكم حدادة لإدارة مباراة “الداربي“ الكبير الذي سيجمع الشلف بضيفها مولودية وهران يوم السبت القادم على ملعب محمد بومزراڤ، وسيساعده كنتاش ورازي. وتأمل الإدارة الشلفية أن يوفق ثلاثي التحكيم في إدارة اللقاء وتسييره في أحسن الظروف.