بعد تمكنها من الصمود في عنابة أمام الاتحاد المحلي، تكون جمعية الشلف قد توصلت إلى بلوغ الأهداف التي سطرتها في الخرجتين الأخيرتين للفريق أمام كل من جمعية الخروب واتحاد عنابة والمتمثلة في تفادي التعثر في اللقاءين على الأقل، لتتمكن من حصد أربع نقاط كاملة مكنتها من تعبيد الطريق لنفسها من أجل الفوز باللقب الشتوي. رفقاء سوداني بخطفهم لنقطة التعادل من المستضيف اتحاد عنابة تمكنوا من مواصلة العزف على انفراد في مقدمة ترتيب القسم المحترف الأول وبفارق نقطة واحدة عن الملاحق المباشر وفاق سطيف. ورغم أن الجميع في الشلف يرى أن تفادي التعثر أمام اتحاد عنابة وانفراد الفريق بريادة الترتيب بعيدا عن الوفاق بنقطة واحدة وهو الذي بحوزته مبارتان متأخرتان، كاف للجمعية لتفوز باللقب الشتوي، إلا أن لغة الحسابات تؤكد أن الجمعية لم تضمن هذا اللقب المعنوي بعد، والحديث عن هذا اللقب يكون بعد المباراة الفاصلة بين الرائد جمعية الشلف وملاحقه وفاق سطيف المقررة نهاية هذا الأسبوع. وهي المباراة التي يعتبرها الشلفاوة امتحانا حقيقيا لفريقهم المطالب بضرورة تأكيد أحقيته باحتلال الريادة وإنهاء المرحلة الأولى بنفس القوة التي بدأها بها. الجمعية محظوظة باستضافتها لأول المطاردين وتبقى الجمعية محظوظة في بطولة هذا الموسم من خلال استضافتها نهاية هذا الأسبوع أكبر الفرق التي تهدد رفقاء سوداني على خطف هذا اللقب المعنوي، ونعني به وفاق سطيف القادر على تجاوز الجمعية في حال تحقيقه لثلاثة انتصارات من أصل أربعة ممكنة، أي الفوز في الثامن ماي على كل من اتحاد عنابة ومولودية الجزائر وجمع على الأقل نقطتين أو ثلاث من خرجتي بلوزداد والقبائل. وهو ما يعني أن الوفاق يصل رصيده في النهاية إلى 31 نقطة أو 32 نقطة ويحرم الجمعية من اللقب الشتوي، وهي القادرة على جمع 30 نقطة في حال فوزها بلقاءات بومزراڤ (الوفاق ووداد تلمسان). وتبدو المهمة صعبة جدا بالنسبة للسطايفية عكس الشلفاوة المحظوظين باستقبالهم لهذا المطارد. اللاعبون يؤكدون أن نقاط بومزراڤ لا نقاش فيها رغم الاقتراب من إنهاء الشطر الأول في المرتبة الأولى، إلا أن رفقاء زاوي لم يكن تفكيرهم في اللقب الشتوي على الإطلاق بما أنهم كانوا في كل مرة يؤكدون على ضرورة تسيير اللقاءات واحدا واحدا مع إصرارهم الشديد على الاكتفاء بمحاورة أنصارهم بلغة الانتصارات في اللقاءات التي تلعب بالشلف، وهو الكلام الذي أكده أكثر من لاعب في مختلف تصريحاتهم السابقة. ويرى البعض أن مواجهة الوفاق ستكون امتحانا حقيقيا ليس لقوة المنافس وفقط، بل لأنها المباراة الأولى للجمعية التي ستلعبها في غياب أربعة كوادر أساسية، لتكون أيضا المباراة التي سيقف الجميع من خلالها على قدرة الشلفاوة على مواصلة السباق بنفس الوتيرة التي بدأوا به البطولة، وبالتالي تأكيد قدرتهم على الصمود في وجه الكبار إلى جولات أخرى. وقد أكد عديد اللاعبين أن هدفهم ليس الفوز على الوفاق فحسب بل الفوز على جميع الأندية التي تحل ضيفة بالشلف. طمع الأنصار يزداد من جولة لأخرى وعلى ضوء النتائج المحققة والمرتبة التي يحتلها الشلفاوة، فإن طمع الأنصار برؤية فريقهم يواصل مزاحمة الكبار على المراتب الأولى وحتى منافستهم على اللقب أصبح يزداد من جولة لأخرى. لكنهم مقابل هذا لا يريدون الضغط على اللاعبين ومطالبتهم بالمزيد، لأن الجميع في الشلف يدرك جيدا أن التتويج بالبطولة لا يلزمه فريق قوي فقط، بل يستدعي أيضا وجود إدارة قوية. وحتى الأزمة المالية الخانقة التي يعيشها الفريق في الفترة الأخيرة واعتماد الإدارة فقط على مداخيل الملعب لتسديد ديون ومستحقات اللاعبين من شأنها أن تجعل حلم التتويج يتبخر في أي فترة من الفترات، لهذا على الشلفاوة مواصلة تسيير اللقاءات لقاء بلقاء إلى غاية نهاية الموسم. الجمعية كانت قادرة على التسجيل أمام عنابة والأكيد أن الطريقة التي دخلت بها العناصر الشلفية لقاء عنابة والخطة المعتمدة من قبل المدرب إيغيل كانت موفقة إلى أبعد الحدود، خاصة أنها أجبرت لاعبي المنافس على الرجوع إلى الخلف وتحصين منطقة الدفاع أكثر خوفا من فاعلية الهجوم الشلفي. وكان من الأفضل حسب المتتبعين مواصلة اللعب بنفس الكيفية وليس الرجوع إلى الخلف في الشوط الثاني، خاصة أن دفاع الاتحاد ظهر عليه الكثير من الارتباك في المرحلة الأولى. وما سهل من مهمة لاعبي عنابة هو انحصار لعب الشلفاوة في منطقة الوسط والدفاع فاسحين المجال للمحليين، وأكثر من هذا، فإن اعتماد الشلفاوة على مهاجم واحد متمثل في الشاب سوداني الذي لم يتمكن من التخلص من الرقابة اللصيقة التي فرضها عليه مسعودي هو الآخر أمر يجب حسب المختصين مراعاته من طرف المدرب، لأن وجود لاعبين أمثال مسعود، جديات وسوڤار في التشكيلة الشلفية بإمكانهم إرباك دفاع أي منافس. وهو الواقع الذي عشناه مع الفريق في مباراة الخروب التي اعتمد فيها المدرب على خطة هجومية خالصة من بداية اللقاء إلى نهايته. انسجام بين الخطوط ورغم أن الكثير من المتتبعين لشؤون جمعية الشلف أجمعوا على أن نقطة ضعف الفريق هي الخط الخلفي وحجتهم في ذلك الأهداف السهلة التي سجلت على الفريق من قبل، لكن على العكس من هذا تماما، فإن كل من شاهد اللقاءات الثلاثة الأخيرة للشلف يتأكد من الدور الكبير للاعبي هذا الخط في النتائج الطيبة المسجلة لحد الآن. وهو الكلام الذي أكده المدرب إيغيل مباشرة عقب نهاية مباراة عنابة، لأن الفوز على البرج والخروب وافتكاك نقطة التعادل من عنابة يعود إلى الاستماتة الكبيرة للخط الخلفي الذي قاده الحارس المتميز غالم محمد إلى جانب لاعبي المحور ملولي وزاوي. ورغم الخطة الهجومية المحضة التي اعتمدها المدرب بسكري منذ البداية، إلا أن استماتة دفاع الجمعية تواصلت حتى إعلان الحكم نهاية المباراة. إذ لم يرتكب لاعبو هذا الخط الأخطاء التي ارتكبوها من قبل رغم اعتماد المدرب في هذه المباراة على عبد السلام ومحمد رابح في الجهة اليمنى من الدفاع، الأمر الذي يوحي بأن المدرب إيغيل قد بدأ يجد البدائل ويمنح الفرصة للعناصر البديلة. يجب الابتعاد عن الغرور وعلى ضوء ما سبق ذكره، تكون العناصر الشلفية قد تمكنت من تحقيق واحدة من أفضل البدايات المبشرة بأداء موسم استثنائي، حيث يرى فيه الغالبية من المتتبعين أنه موسم للتتويج بالنسبة إلى هذا الفريق المخضرم. لكن مقابل هذا وجب على الجميع الابتعاد عن الضغط والإعداد الجيد للمواجهة القادمة أمام وفاق سطيف سهرة الجمعة المقبل، في مباراة يرتقب أن تعرف حضورا جماهيريا كبيرا، خاصة أن الجمعية ستكون في مواجهة واحد من الفرق الذي كثيرا ما وجدت صعوبات جمة للإطاحة به، كما أن الابتعاد عن الغرور، خاصة في الفترة القادمة من البطولة أمر ضروري إذا ما سلمنا أن الشلف ستصبح مستهدفة من أي فريق تكون في مواجهته سواء بالشلف أو خارجها. التأكيد ضروري أمام الوفاق وبعد العودة بنتيجة التعادل من عنابة، فإن رفقاء المدافع زازو سيشرعون انطلاقا من سهرة الغد في التحضيرات الخاصة بالخرجة المقبلة، وهم مطالبون بضرورة طي صفحة هذا التعادل والتفكير فقط في مباراة سطيف. وهي المباراة التي ينبغي للشلفاوة التحضير لها جيدا والحذر منها كثيرا، خاصة أنها ستجري أمام ضغط جماهيري كبير، سيما عندما نعلم أن الوفاق كثيرا ما خلق مشاكل كبيرة للشلفاوة وعاد إلى سطيف بنقطة التعادل والتي كان آخرها الموسم الماضي. ولهذا يصبح تفادي الغرور من الضروريات مادام أن أي تعثر أمام زملاء جابو من شأنه أن يؤخر الشلفاوة إلى المرتبة الثانية أو إلى مرتبة أقل، وسيجعل أنصارها ينزعون فكرة التنافس على لقب البطولة الوطنية من مفكرتهم. ----------------------- سوداني: “غاضتني البطاقة الصفراء بزاف لكن قدر الله وما شاء فعل” بداية ماذا تقول عن اللقاء الأخير الذي لعبتموه أمام اتحاد عنابة؟ المباراة كانت صعبة للفريقين بالنظر إلى حاجة كل فريق لنقاطها، وكما تتبعتم تمكنا من فرض منطقنا منذ البداية وعرفنا كيف نمتص حرارة لاعبي عنابة، خاصة في شوط المباراة الثاني. وعلى العموم تمكنا من العودة إلى الشلف بنقطة التعادل وهي مستحقة. بماذا تعلق عن التعادل أمام عنابة؟ أعتبر العودة بالتعادل من عنابة نتيجة في غاية الأهمية، لأنه ليس من السهل الصمود أمام هذا الفريق أمام أنصاره، ونحمد الله كثيرا لأننا تمكنا من تأكيد النتائج الإيجابية المحققة من قبل. هذه النتائج رفعت من معنوياتنا كثيرا، خاصة أن العديد من المتتبعين شككوا في قدراتنا وحكموا علينا بالفشل بمجرد تعثرنا في المباراة الأولى أمام بجاية. كيف بدت لك المباراة؟ كانت في غاية الصعوبة وهذا كان متوقعا نظرا لحاجة كل فريق الماسة إلى نقاط هذه المباراة، خاصة منافسنا الذي دخل اللقاء وهو عازم على الإطاحة بنا وخطف النقاط الثلاث، أما بالنسبة إلينا فإن الجميع في الشلف كان ينتظر عودتنا بنتيجة إيجابية بعد الانتصار العريض الذي سجلناه أمام الخروب، والحمد لله كان لنا ما أردنا ولم ننهزم أمام منافس عنيد. البعض قال إن الشلف كان بإمكانها العودة بنقاط المباراة كاملة لو واصلت اللعب بنفس طريقة الشوط الأول. بالعودة إلى مجريات المباراة والفرص الحقيقية التي ضيعناها كنا قادرين على الوصول إلى هز شباك المنافس لولا سوء الحظ وبراعة الحارس واضح، كما أن خروج عبد السلام أجبرنا على العودة إلى الخلف لتخفيف الضغط عن زملائنا في الدفاع، ورغم هذا فإن التعادل هو في الواقع نتيجة مرضية. على ذكر خروج زميلك عبد السلام، الكثير من المتتبعين اتهموا حكم المباراة بهلول بالتحيز إلى منافسكم، وحتى البطاقة الصفراء التي أشهرها في وجهك غير مستحقة، ماذا تقول؟ أنا لا أريد الحديث عن الحكم فقط، أقول إننا ضيعنا الفوز أمام عنابة رغم أن التعادل نتيجة إيجابية، أما عن البطاقة الصفراء التي أشهرها في وجهي الحكم، فأقول إنها فعلا غير مستحقة لأنني عندما ارتقيت لتوقيف الكرة بالصدر دفعني أحد المدافعين، لتلمسني الكرة في يدي من غير قصد، وفي الوقت الذي كنت أنتظر إعلان الحكم مخالفة لصالحي أنذرني، لأترك الحكم وضميره. صراحة الإنذار “غاضني بزاف” لأنه يحرمني من المشاركة في واحد من أهم اللقاءات التي تنتظر فريقي، لأقول قدر الله وما شاء فعل. كيف ظهر لك المنافس؟ صراحة عنابة تبقى قوية باسمها حتى وإن تعثرت أمامنا نظرا لاعتمادها على مجموعة من الشبان، وأعتقد أنه بإمكانها العودة والتدارك في اللقاءات الموالية بكل سهولة. وكيف تقيم مردودك في هذا اللقاء؟ مردودي كان إيجابيا مثلي مثل بقية زملائي، خاصة أننا كنا أصحاب القرار فوق الميدان، وهذا بانتشارنا الجيد عكس المنافس الذي بدا لاعبوه مرتبكين أكثر. بعد هزيمة بلوزداد الغير المتوقعة، الفريق عرف انتفاضة كبيرة بتحقيق فوزين وتعادل مهم أمام عنابة، كيف تنظر إلى هذه النتائج؟ في البداية يجب أن لا نمر مرور الكرام على المجهودات الكبيرة التي أصبح يبذلها أعضاء الطاقم الفني مع الفريق ليس في الأيام الأخيرة فقط وإنما منذ بداية التحضيرات، حيث أصبحت نية كل واحد هي قيادة الفريق إلى تحقيق نتائج طيبة ومواكبة سير البطولة أو البقاء على صلة مع أصحاب المقدمة، أما عن النتائج فأعتبرها منطقية بما أننا نحن اللاعبين عقدنا العزم بيننا على ضرورة إبقاء نقاط الشلف داخل الديار والعمل على جلب أكبر عدد ممكن من النقاط من خارج الشلف. وكيف تنظر إلى اللقاء القادم أمام الوفاق؟ كما سبق أن قلت من قبل نحن نعمل على تسيير لقاءاتنا لقاء بلقاء، أنهينا لقاء عنابة وتفكيرنا الآن مركز على الخرجة المقبلة التي سنحضر لها بجدية كبيرة رغم ضيق الوقت. المباراة ستعرف حضورا جماهيريا قويا وأتمنى أن يكون سندا حقيقيا لنا منذ بداية اللقاء إلى نهايته. أعرف أن الوفاق كثيرا ما خلق للجمعية مشاكل هنا بملعب بومزراڤ، لكن هذه المرة نحن مجندون للإطاحة به وإبقاء النقاط الثلاث هنا بالشلف. هل بإمكانكم إكمال الموسم بالصورة التي أنتم عليها الآن؟ أقول لك باختصار الشلف لها كلمة تقولها في بطولة هذا العام بحول الله. غالم يكتسب الثقة بالنفس ومثلما أشرنا إليه في عدد أمس، فإن الحارس محمد غالم العائد إلى التشكيلة الأساسية بعد غيابه عن خرجتي البرج والخروب أكد أحقيته بالمكانة الأساسية بعد الدور الكبير الذي لعبه في مباراة عنابة بوقوفه في وجه هجوم الاتحاد، إضافة إلى تصديه لركلة جزاء في نهاية شوط المباراة الأول. هذا المردود يرشحه للبقاء لفترة زائدة الحارس الأول للفريق، غالم بمحافظته على عذرية شباكه نظيفة أمام عنابة كان عند وعده عندما اعترف بالأخطاء التي ارتكبها في مباراة بلوزداد وتفكيره فقط في البروز عند استعادته لمكانته الأساسية، حيث ساهم بقسط كبير في عودة الشلف بنتيجة التعادل من عنابة إذ أعطى ثقة كبيرة لزملائه المدافعين، وبدا عليه التحكم في الأعصاب منذ البداية، خاصة طريقة تعامله مع الكرة عندما راح في كل مرة يبطل مفعول هجمات المنافس، وأكثر من هذا راح في بعض المناسبات يستعمل طرق اللعب الاستعراضي وهذا للتأثير في تركيز لاعبي الاتحاد.