تواصل جمعية الشلف سلسلة النتائج الإيجابية التي بدأتها مطلع هذا الموسم مع المدرب المحنك مزيان إيغيل، حيث استطاعت أن تحقق خمسة انتصارات، أربعة منها كانت بالشلف وانتصار واحد عاد به الفريق من البليدة، إضافة إلى صموده في خرجتين قويتين أمام كل من شبيبة القبائل ومولودية سعيدة، ويسير المدرب إيغيل هذا الموسم إلى تحقيق إنجاز لم يسبق أن حققه أي مدرب سابق من الذين تعاقبوا على الإشراف على العارضة الفنية للجمعية، لأن الصمود في سبعة لقاءات كاملة هو أمر رائع. أطول سلسلة نتائج إيجابية كانت مع سليماني الموسم الماضي وبالعودة إلى نتائج الجمعية في المواسم الأخيرة وما حققه الفريق من نتائج إيجابية، نجد أن أطول سلسلة نتائج إيجابية حققها الفريق كانت الموسم الماضي مع المدرب أحمد سليماني، عندما صمد الفريق في ستة لقاءات كاملة قبل أن يوقف مساره اتحاد عنابة في المباراة السابعة، كان هذا بين الجولتين التاسعة وال 14 من ذهاب الموسم الماضي، أما النتائج الإيجابية في المواسم السابقة فلم يكن صمود الفريق فيها أزيد من خمسة لقاءات على أكثر تقدير. مباريات دون هزيمة ونتائج مخيبة والغريب في الأمر أن السلسلة الطويلة للنتائج الإيجابية مع المدرب سليماني لم يشعر بها أي مناصر، والسبب هو البداية الكارثية للفريق وتضييعه للكثير من النقاط، حيث وجد المدرب صعوبة كبيرة في إخراج الجمعية من المراتب الأخيرة والتقدم بها إلى وسط الترتيب، كما أن المدرب سليماني لم يكن محظوظا على الإطلاق خاصة أن النتائج الإيجابية التي حققها مع الفريق كانت عبارة عن تعادلات أو الفوز بصعوبة كبيرة وبأقل فارق في عدد الأهداف، دون الحديث عن الهزيمة أمام الأنصار مرتين الأولى أمام بجاية والثانية أمام اتحاد الحراش، وأكثر من هذا فإن الفريق سجل معه هزيمتين تاريخيتين واحدة أمام جمعية الخروب برباعية كاملة والأخرى أمام اتحاد العاصمة بخماسية. إيغيل 17 نقطة من 21 ممكنة وبالمقابل، فإن المدرب مزيان إيغيل حقق نتائج باهرة جعلت الجميع يتطلع لغد أفضل لهذا الفريق خاصة أنه لم يضيع أي نقطة داخل قواعده وحتى الانتصارات الأربعة التي سجلها الفريق كانت كلها بالنتيجة والأداء اللافت للانتباه، ما جعل الجميع يؤكد أن نتائج الفريق هذا الموسم طيبة، لأن جلب 17 نقطة كاملة من أصل 21 ممكنة وبعد مرور ثماني جولات فقط من عمر البطولة هو رصيد لم يتمكن الفريق من بلوغه الموسم الماضي حتى الجولة ال 14، وأكثر من هذا فإن أشبال إيغيل كان بإمكانهم تجاوز هذه الحصيلة لو عرفوا كيف يفرضون أنفسهم في المباراة التي اكتفوا فيها التعادل أمام مولودية سعيدة، وهي التي كانت في متناولهم بشهادة الجميع. طريقة لعب فريدة من نوعها واللعب الهجومي حتى خارج الشلف والأكيد أن التغييرات الجذرية التي أحدثتها إدارة الفريق الصائفة الأخيرة وإقدامها على إحداث ثورة حقيقية في الفريق بتسريح عدد كبير من اللاعبين مقابل التعاقد مع تسعة جدد جاء جميعهم من أجل النشاط ضمن التشكيلة الأساسية وليس الاكتفاء بالبقاء على كرسي الاحتياط، جعلت الكثير من المتتبعين لشؤون الفريق متخوفين كثيرا من صعوبة وصول المدرب إلى تحقيق الانسجام المطلوب بين هذه العناصر، لكن الخبرة الكبيرة لإيغيل مكنته من صنع فريق قوي في ظرف وجيز أصبح يخيف المنافسين خاصة بطريقة اللعب الفريدة من نوعها والتي قلما شاهدنا مثلها لدى فرق النخبة، كما أن طابع اللعب الهجومي المعتمد من قبل المدرب لم يكن في بومزراق فحسب بل حتى عندما يلعب الفريق خارج الشلف، وهو السيناريو المعاش في أغلب خرجات الفريق. كل الفرق التي تأتي إلى الشلف هدفها تخفيف الأضرار ويبدو أن تخوفات لاعبي الجمعية قد زالت بخصوص وجود صعوبات داخل الديار، حيث تجلى ذلك بوضوح من خلال النهج التكتيكي الذي طبقته كل الفرق التي واجهت الشلف في بومزراق، حيث رفضت الفرق اللعب من البداية واكتفى لاعبوها بالركون إلى الخلف متخوفين من فتح اللعب أمام الهجوم القوي للشلفاوة، والدليل أن لاعبي الخط الخلفي للجمعية لم يقلقهم أي هجوم بدليل تلقيهم هدفا واحدا فقط في بومزراق. بن شوية: “ما تحقق لحد الآن هو ثمرة تكاتف جميع الجهود“ ومن أجل معرفة السر وراء البداية الموفقة للجمعية، كان لنا حديث مع المدرب الثاني في الفريق محمد بن شوية باعتباره المدرب المتواجد ضمن الطاقم الفني للفريق في العشرية الأخيرة، حيث أكد قائلا إن النتائج هي ثمرة المجهودات المبذولة من طرف الجميع: “ليس من السهل تحقيق مثل هذه النتائج الإيجابية عند تقصير أي طرف من الأطراف، هذا الموسم صراحة لمست رغبة كبيرة لدى الجميع لأجل تحقيق النتائج الإيجابية واستعادة هيبة الفريق، يأتي هذا في ظل إيمان اللاعبين بقدراتهم في الميدان، كما أننا نعمل دائما في التدريبات على تصحيح الأخطاء المرتكبة وهذا لأجل تفاديها في اللقاءات الموالية، كما أن المدرب إيغيل يعرف جيدا كيف يبعد الضغط عن اللاعبين ويدفعهم للعمل بكل ارتياح”. إيمان الأنصار بقدرة الجمعية على التنافس على اللقب يزداد رغم أن إدارة الفريق اتفقت قبل بداية الموسم على تحديد لعب الأدوار الأولى واستعادة هيبة الفريق كهدف أساسي، إلا أن الانطلاقة القوية والوجه الطيب الذي أصبحت تكشف عنه العناصر الشلفية من مباراة لأخرى جعل الأنصار يزداد اقتناعهم مع مرور الجولات بقدرة فريقهم على التنافس على لقب البطولة الوطنية وخلط أوراق الفرق الكبيرة. ------------------ لم يشهر الحكام أي بطاقة حمراء في وجه لاعبي الجمعية واكتفوا في الكثير من المرات بإنذار اللاعبين فقط، وهو ما يبين الانضباط الكبير الذي فرضه المدرب إيغيل على اللاعبين من خلال مطالبتهم بضرورة التحلي بالروح الرياضية في الميدان وتفادي الاحتكاك واللعب الخشن مع لاعبي الفريق المنافس. هو عدد الهزائم التي سجلها الفريق لحد الآن، فمن مجموع ثمانية لقاءات كاملة لعبها الفريق منذ انطلاق البطولة المحترفة الأولى خسر مباراة واحدة كان ذلك برسم الجولة الأولى أمام شبيبة بجاية، وكان وقع الهزيمة شديدا على أنصار الفريق خاصة وأنها كانت بنتيجة قاسية في مباراة لم تظهر فيها العناصر الشلفية أي شيء إيجابي، ما جعل التخوف يتسرب إلى نفسية لاعبي الجمعية، لكن جاءت النتائج بعد تلك العثرة مخالفة لجميع توقعات المشككين في قدرات الفريق. نشير إلى أن الجمعية سجلت خمس هزائم من مجموع ثمانية لقاءات مطلع الموسم الماضي. يمثل عدد التعادلات التي سجلتها العناصر الشلفية، التعادل الأول كان سلبيا في تيزي وزو أمام الشبيبة المحلية، في حين كان التعادل الثاني إيجابيا أمام مولودية سعيدة في مباراة ضيع فيها “الشلفاوة“ الكثير من الفرص في الشوط الثاني وكان بإمكانهم العودة بالنقاط الثلاث بكل سهولة. كما غاب المدرب الأول في الفريق مزيان إيغيل عن المبارتين الأوليين بسبب إجرائه لعملية جراحية عاجلة. أنذرت لجنة تنظيم المنافسة أنصار الجمعية ثلاث مرات بسبب تصرفاتهم غير المقبولة أثناء اللقاءات، فكان الإنذار الأول بسبب رمي الألعاب النارية في أول ظهور للفريق أمام أنصاره عندما واجه اتحاد الحراش، وكان الإنذار الثاني بسبب دخول الأنصار أرضية الميدان بعد هدف مسعود في مرمى مولودية الجزائر، ليبقى ملف الإنذار الثالث على طاولة النقاش وهو الإنذار غير المستحق بسبب معاناة “الشلفاوة“ في ملعب سعيدة. فازت جمعية الشلف في أربعة لقاءات لعبتها أمام أنصارها مطلع هذا الموسم، كان ذلك أمام اتحاد الحراش ومولوديات العلمة، العاصمة ووهران، والمتتبع لنتائج الجمعية في هذه اللقاءات يلاحظ أنه باستثناء مباراة مولودية الجزائر التي حقق فيها “الشلفاوة“ الفوز بصعوبة كبيرة فإن الفوز في اللقاءات الثلاثة الأخرى كان بالنتيجة والأداء المميز. عكس الموسم الماضي والذي لم يشاهد أنصار الجمعية فيه فريقهم كثيرا على شاشة التلفزيون، تمت هذا الموسم تلفزة خمسة لقاءات كاملة من مجموع ثمانية لعبها الفريق، كان ذلك في لقاءات شبيبة بجاية، اتحاد الحراش، شبيبة القبائل ومولوديتي سعيدةووهران وهو رقم مهم جدا بالنسبة للجمعية. تلقى دفاع جمعية الشلف منذ بداية الموسم ستة أهداف فقط، أربعة منها تلقاها الدفاع في مباراة الجولة الأولى أمام شبيبة بجاية، أما الهدفان الآخران فتلقاهما الحارس غالم أمام كل من سعيدة ومولودية وهران، ليكون بهذا دفاع الجمعية ثالث أحسن خط خلفي في البطولة بعد خطي دفاع الرائد وفاق سطيف والمولودية الوهرانية اللذين تلقى كل منهما خمسة أهداف، وما يبين قوة دفاع الجمعية هذا الموسم صموده في خمسة لقاءات كاملة. سبعة أهداف كاملة سجلها هداف الفريق العربي هلال سوداني مكنته من اعتلاء صدارة هدافي البطولة الوطنية بامتياز، متقدما على هداف بلوزداد بورڤبة، سوداني حتى وإن أكد في الكثير من المرات أنه لا يولي أهمية للقب الهداف بقدر ما يهتم بنتائج فريقه، إلا أنه لا يريد أن يضيع فرصة البقاء هدافا للبطولة وتسجيل حضوره الدائم ضمن تشكيلة المنتخب الوطني للمحليين والتطلع للوصول إلى المنتخب الأول خاصة أنه يملك جميع المواصفات التي تؤهله ليكون المهاجم الصريح الذي ظل يبحث عنه الناخب الوطني. كما يمثل هذا الرقم كذلك عدد اللقاءات التي حقق فيها الفريق نتائج إيجابية دون أي تعثر وهي مسيرة مرشحة للارتفاع. كما نجد كذلك سبعة لاعبين من الجدد تمكنوا من فرض أنفسهم ضمن التعداد الأساسي للفريق، وهم الحارس غالم والظهيران زازو وسنوسي إضافة إلى ملولي، عبد السلام، جديات وسوڤار. ثمانية لاعبين من التعداد الرسمي للجمعية لم تتح لهم فرصة مشاركة الفريق هذا الموسم ولو في دقيقة واحدة، وهم إضافة إلى الحارسين قوادري ومداح، معمر يوسف، ناصري شريف، بن طيب اسماعيل، منصور بلهاني ولاعب الوسط زاوش والمدافع عمار سليمي. اعتمد المدرب إيغيل في اللقاءات الأخيرة على عدد محدود جدا من اللاعبين وحافظ تقريبا على نفس التشكيلة في جميع الخرجات، حيث سجل تسعة لاعبين حضورهم الدائم في جميع اللقاءات الثمانية التي لعبها الفريق لحد الآن، ونعني بهم غالم، سنوسي، زازو، زاوي، غربي، عبد السلام، مسعود، سوڤار وسوداني. تمكن الهجوم الشلفي من الوصول إلى مرمى منافسيه خلال اللقاءات الأربعة التي لعبها الفريق في بومزراق في عشر مناسبات كاملة، كان نصيب مولودية العلمة الأكبر عندما سجلت في مرماه العناصر الشلفية خمسة أهداف، كما سجلت هدفين في مرمى الحراش ومولودية وهران، وهدفا وحيدا في مرمى بطل الموسم الماضي مولودية الجزائر، عشرة أهداف كاملة تمثل عددا مهما بالنسبة لهجوم واجه فرقا اعتمدت في طريقة لعبها على التجمع القياسي للاعبين في الخلف. عند إجراء مقارنة بسيطة بين نتائج الفريق المحققة هذا الموسم وتلك المحققة في الجولات الثماني الأولى من الموسم الماضي، حين كان الرصيد النقطي ل “الشلفاوة“ يومها خمس نقاط فقط، نجد أن هناك 12 نقطة كفارق بين حصيلتي الموسم الماضي وهذا الموسم، ما يعني أن الجمعية وفي حال ضمانها لجميع نقاط بومزراق وجلب على الأقل نقطتين من سفريات بلوزداد، الخروب، عنابة وبولوغين مرشحة لإنهاء الشطر الأول من البطولة في واحدة من المراتب الثلاث الأولى. أشهر الحكام الذين أداروا لقاءات الجمعية في وجوه لاعبيها 14 بطاقة صفراء، 8 منها كانت في مبارتي اتحاد الحراش واتحاد البليدة اللتين أدارهما على التوالي الحكمان بوهني وميال، ورغم وجود خمسة لاعبين من العناصر الأساسية في الجمعية مهددين بتلقي الإنذار الثالث الذي يحرمهم من المشاركة في المباراة الموالية، إلا أن الجميع لعب المباراة الأخيرة أمام “الحمراوة“ بكيفية عادية جدا، ويعد تلقي 14 إنذارا ولا وجود لأي لاعب مطرود لحد الآن دليلا على الروح الرياضية العالية للاعبي الجمعية الذين يتواجدون في المرتبة الثانية بعد لاعبي شبيبة القبائل الحاصلين على 11 إنذارا فقط. كما يمثل هذا الرقم عدد الأهداف التي سجلها الهجوم الشلفي لحد الآن، وهي الأهداف التي تداول على تسجيلها أربعة هدافين هم سوداني، مسعود، جديات وسوڤار. إذا كانت هناك عناصر لم تتح لها فرصة المشاركة واللعب ولو لدقيقة واحدة، فهذا يعني أن عدد اللاعبين الذين اعتمد عليهم المدرب إيغيل منذ انطلاقة الموسم هو 17 لاعبا، فهو يعتمد إضافة إلى العناصر الأساسية التي أصبحت معروفة عند العام والخاص على الثلاثي سلامة - بن طوشة - علي حاجي كريم كعناصر بديلة يلجأ إلى إشراكها وقت الحاجة، فالمدرب إيغيل لا يريد إشراك العناصر البديلة لأجل إقناعها وإنما ينظر إلى حاجة الفريق، فمثلا أمام مولودية الجزائروسعيدة لم يستعمل سوى بديل واحد أما البدلاء في اللقاءات الأخرى فكان أغلبهم من أجل تضييع الوقت ليس إلا. إذا كانت الرابطة الوطنية قد أقرت على موقعها في الإنترنت أن سعة ملعب بومزراق من الأنصار الجالسين هو 18 ألفا، فالأكيد أن لقاءات الجمعية في الفترة الأخيرة أصبحت تستقطب أكثر من هذا العدد بكثير بما أن جميع لقاءات الفريق حتى تلك المنقولة على المباشر أصبحت تلعب أمام شبابيك مغلقة بالنظر إلى الطلب الكبير على تذاكر الدخول.