تدارك المنتخب الوطني الخسارة التي مني بها أمام مالي، وحقق فوزا معنويا وتأهلا مهما إلى الدور المقبل من تصفيات كأس إفريقيا 20113 ب عدما أثقل كاهل الضيف الغامبي برباعية أثبتت أنّ المدّ الهجومي في عهد المدرب الوطني وحيد حليلوزيتش متواصل، ولم يتكرس هذا المدّ الهجومي لمنتخبنا من خلال الأهداف الأربعة المسجلة فحسب، بل من خلال الفرص العديدة المتاحة للتهديف، ومن خلال عدد التوزيعات من الجهتين اليمنى واليسرى، وعدد القذفات من بعيد وعدد الكرات الثابتة التي تحصل عليها ‘'الخضر''على مقربة من منطقة عمليات المنافس، ناهيك عن أن منتخب استعمل الكثير من الكرات في العمق أيضا. رباعية جديدة ومنتخبنا يصل إلى 18 هدفا وقبل أن نعرّج على أرقام مباراة الجزائر أمام غامبيا، فضّلنا أنّ نركّز على رقم مهم يحسب لصالح البوسني الذي وصل المنتخب في عهده بفضل رباعية أول أمس إلى العدد رقم 18 من الأهداف المسجلة منذ توليه العارضة الفنية للمنتخب. فبعد الأهداف 14 المسجلة في سبع خرجات ضدّ كل من: تنزانيا، إفريقيا الوسطى، تونس، غامبيا، النيجر، رواندا ومالي، ها هو المنتخب يضيف رباعية جديدة إلى رصيده، تؤكد حقا أنّ المنتخب الوطني صار أكثر هجوما واندفاعا إلى الأمام، وتؤكد أيضا أن اللاعبين حفظوا عن ظهر قلب مطالب مدربهم الذي لا يتوانى في التدريبات عن حثّهم في كلّ مرّة على الضغط على المنافس والاستحواذ على الكرة والتوجه نحو المرة بشتى الوسائل والطرق، سواء على الأجنحة أو في العمق، المهم أن يهددوا مرمى المنافس ويسجلوا أكبر عدد من الأهداف التي تضمن لهم فوزا مريحا. 23 توزيعة، إثنتان ناجحتان واحدة من السبل التي حثّ المدرب الوطني لاعبيه على استعمالها لاختراق دفاع ومرمى المنافس هي التوزيعات من الجهتين اليمنى واليسرى، ومحاولة التوغل من هناك أيضا، وهو السبيل الذي سجل على إثره منتخبنا أهداف بالجملة أمام النيجر ورواندا، وها هو يثمر مجددا رغم كثرة التوزيعات التي لم تأت أكلها، فمنتخبنا ومن 23 توزيعة طيلة لقاء غامبيا أول أمس نجح في التسجيل من توزيعتين في المرحلة الثانية، الأولى كانت من الجهة اليسرى بواسطة سوداني ناحية سليماني الذي سجل الهدف الثالث، والثانية من مهدي مصطفى سبع ناحية سوداني الذي وقّع الهدف الرّابع. مهدي مصطفى الأكثر توزيعا لكن توزيعاته تفتقد الدقة وكانت الجهة اليمنى أكثر نشاطا من الجهة اليسرى، بما أن منتخبنا وزع ما لا يقل عن 13 توزيعة فيما اكتفت الجهة اليسرى ب 10 توزيعات نحو المرمى وفقط. وبرز مهدي مصطفى سبع أكثر اللاعبين توزيعا من الجهة اليمنى برصيد 7 توزيعات، واحدة منها أثمرت بما أن سوداني وقع هدفا رابعا للمنتخب، غير أن ما يعاب على مهدي مصطفى أن كل توزيعاته الأخيرة كانت تفتقد للدقة بما أنها ذهبت كلها إلى رؤوس لاعبي المنافس ولم تتوجه إلى رؤوس لاعبينا، وهي نقطة سلبية على اللاعب أن يعمل على تداركها مستقبلا إن كان حقا يرغب في ضمان مكانة أساسية ضمن تركيبة البوسني، كما برز قادير بتوزيعاته الخمس وسوداني بتوزيعاته الثلاث التي أثمرت واحدة منها، كما برز لحسن بثلاث توزيعات وفغولي بالعدد نفسه أيضا. مصباح من جديد يكتفي بتوزيعتين لم تثمرا ويبقى حال الظهير الأيسر ل»آسي ميلان» جمال مصباح يثير أكثر من علامة استفهام، لأن مصباح غاب عن المساندة الهجومية لثالث لقاء على التوالي، واكتفى بتوزيعتين طيلة اللقاء، وأي توزيعتين، لم تجد من يستقبلهما، ما يثير أكثر من علامة استفهام حول التراجع الرهيب في مستوى مصباح الذي أجمع الكل على استحقاقه إزاحة بلحاج من طريقه، غير أن المباريات الأخيرة التي لعبها «الخضر» أثبتت أن بلحاج أفضل منه من الناحية الهجومية صراحة. في العمق منتخبنا نجح وسجل هدف السبق ويبقى الأهم أن منتخبنا نجح في تسجيل هدفين من خلال لعبه على الأطراف رغم فشله في تجسيد عدد من التوزيعات الكثيرة التي قام بها، كما نجح منتخبنا أيضا في لعب الكرات بالعمق رغم قلتها، فمن ست كرات كاملة في العمق نجحت واحدة منها وكللت بهدف، لأن كرة فغولي مع مطلع اللقاء في العمق أجبرت دفاع المنافس على ارتكاب خطأ في إبعاد الكرة فاستغله سليماني الذي ضغط على الحارس مثلما فعل ضدّ مالي، فتمكن قادير من استغلال الفرصة وتوقيع أسرع هدف في تاريخ الجزائر. وتجدر الإشارة إلى أن حليلوزيتش لطالما حث لاعبيه على التركيز على الكرات في العمق لأنها غالبا ما تؤتي أكلها. من 9 قذفات برز ڤديورة وسجل سليماني منتخبنا هذه المرة صوّب العديد من الكرات تجاه مرمى الحارس الغامبي، فبعدما كان عدد القذفات ضئيلا في لقاءي رواندا ومالي، ارتفع العدد هذه المرة بعدما وجه البوسني ملاحظات للاعبيه في التدريبات أعاب عليهم خلالها قلة تصويباتهم نحو المرمى، حيث صوّب منتخبنا 9 قذفات كاملة، وتربع كالعادة وسط الميدان عدلان ڤديورة على رأس اللاعبين الأكثر تصويبا ب 5 قذفات منها من تصدى لها الحارس ومنها من خرجت ستة أمتار ومنها من أبعدت للركنية، وجاء خلفه قادير بتصوبتين، ولحسن بتصويبة، وسلماني بتصويبة كانت صائبة لأنها سكنت مرمى الحارس، حيث استغل رأس حربة شباب بلوزداد صراع على الكرة بين سوداني وأحد لاعبي المنافس وانقض على الكرة فصوب بقوة ووقع الهدف الثاني ل''الخضر''. 5 مخالفات و8 ركنيات فاشلة ومن جديد يفشل منتخبنا في استغلال الكرات الثابتة التي وحتى إن لم تكن كثيرة، إلا أنها كانت كافية لتهديد مرمى المنافس وتسجيل أهداف أخرى، حيث تحصل على ما لا يقل عن 5 مخالفات على مقربة من مرمى المنافس، فشل كل من فغولي في مناسبتين في وضعها فوق الرؤوس، ونفذ قادير مخالفتين أيضا كانتا أفضل تنفيذا من فغولي بما أن واحدة وجدت رأس بوڤرة الذي ضيع وأخرى أبعدها الدفاع إلى الركنية. وحاول ڤديورة أن يباغت الحارس بقذفة مباشرة من على بعد 30 مترا لكنها جانبت القائم الأيسر للحارس الغامبي بقليل... الفشل نفسه تكرّس في الركنيات التي بلغ عددها 8 لم تستغل بما أن أغلبيتها ذهبت إلى رؤوس أو أقدام مدافعي المنافس. البوسني محق في البحث عن طوال القامة وإن كانت لغة أرقام مباراة الجزائر وغامبيا قد أثبتت أنّ الإيجابيات أكثر من السلبيات، إلا أن الفشل الذريع في استغلال الكرات الثابتة التي كانت قوتنا في وقت سابق، يجعلنا نضم صوتنا إلى صوت البوسني الذي أكد على الحاجة من حين لآخر في بعض المباريات إلى لاعبين طوال القامة، مثل لقاء مالي، لأن افتقار منتخبنا للاعبين طوال القامة جعله لا يستغل 8 ركنيات و5 مخالفات تحصل عليها، مثلما جعله في لقاء مالي يتنازل عن النقاط الثلاث أيضا. في عهد سعدان قوتنا الكرات الثابتة وفي عهدالبوسني نقطة ضعفنا ويبدو أن كل ما كان في عهد المدرب السابق رابح سعدان صار معاكسا الآن في عهد البوسني، فدفاعنا يومها بقيادة بوڤرة، عنتر يحيى وحليش كان أقوى من الدفاع الحالي بكثير، بينما كان الهجوم يومها مع غزال، جبور ومطمور أضعف من الهجوم الحالي في ظل تواجد سليماني، سوداني وفغولي، الأمر نفسه بالنسبة للكرات الثابتة التي كانت سلاح سعدان للإطاحة بمنافسيه، قبل أن تتحول الآن إلى نقطة ضعف سيعمل البوسني على التركيز عليها مستقبلا، لكي يتم استغلالها مثلما صارت التوزيعات تستغل أحسن استغلال.