"هدفنا المونديال وسنصل إليه لأننا نضم لاعبين جيعانين" "استمتع باللعب إلى جانب لحسن ومصباح" "حركتي مع بودبوز سر بيني وبينه" "إصابتي بداية الموسم الماضي أسوأ ذكرى لي وعرقلتني كثيرا في مشواري" "تعلمت الكثير في ڤيماريش وما عشته علمني الصبر" يفتح هلال العربي سوداني، قلب هجوم المنتخب الجزائري، قلبه ل"الهدّاف" في هذا الحوار الشيق، الذي يكشف فيه الكثير من الأمور التي تتعلق بمشواره الموسم الماضي، وعن المنتخب الوطني خاصة وتألقه الملفت للانتباه في المواجهات الثلاث، كما تحدث ابن الشلف عن فريقه وعن رغبته في المواصلة في ڤيماريش وأمور أخرى كثيرة شيقة تطالعونها في هذا الحوار... كيف يقضى سوداني عطلته السنوية؟ أنا أستغل هذه العطلة القصيرة لأبقي أطول وقت ممكن مع عائلتي بعدما غبت عنها طويلا بسبب إلتزاماتي مع المنتخب وفريقي في البرتغال، فلا شيء يعوضك عن هذه الأيام خاصة أنني استغللت العطلة وأقمت حفل خطوبتي الذي يعد الخطوة الأولى حتى أكمل نصف ديني. ألا تعتقد أن العطلة التي استفدتم منها قصيرة مقارنة بالمجهودات التي بذلتموها طيلة الموسم؟ صحيح أن اللاعب يحتاج دائما لعطلة طويلة حتى يستجمع قواه ويحضر لمعترك الموسم الجديد من موقع قوة، لكن إلتزاماتنا مع المنتخب الوطني وضعتنا أمام حتمية التضحية وتقليص عطلتنا، ومع ذلك فلم نقلق إطلاقا وكنا ندافع عن ألوان المنتخب بكل فخر وإعتزاز. خدمة الوطن واجب علينا وكنا على استعداد حتى لعدم الذهاب في عطلة لو قرر الطاقم الفني تمديد فترة التربص. كيف تقول إنكم لم تقلقوا وأنتم الذين أجريتم تربصا دام 45 يوما؟ صدقني أننا لم نشعر كيف مرت علينا تلك الأيام التي كنا فيها مثل أسرة واحدة، وقد أفاجئك إذا قلت إن هناك بعض اللاعبين قد غادروا مركز سيدي موسى بالدموع، لقد قضينا أوقاتا رائعة وكنا بمثابة عائلة واحدة. فرغم أننا تعبنا كثيرا من كثافة التدريبات وتداخل المباريات، إلا أن الأجواء المرحة التي كنا فيها جعلتنا لا نتمنى أن نفترق. ألهذه الدرجة أصبحت روح التضامن موجودة داخل المنتخب في الآونة الأخيرة؟ نعم، لقد أصبحنا في المنتخب مجموعة واحدة ومتجانسة نعمل جميعا لمصلحة المنتخب، لما تجد أننا بقينا مع بعض مدة 45 يوما كاملة ولم تحدث أي خلافات أو مناوشات فهذا يدل أننا كنا عائلة واحدة فعلا. وقد ساعدتنا أيضا النتائج التي حققناها في المباريات الرسمية والودية على خلق أجواء رائعة قضينا من خلالها على الملل الذي يتسرب إلى نفس اللاعب من حين لآخر. هل الصورة التي كنت تفرح بها كلما يسجل سليماني تعكس روح التضامن الموجودة فعلا داخل المنتخب؟ صدقني أنني كنت أفرح لسليماني من كل قلبي، أعانقه بكل حرارة وكأنني أنا الذي سجلت. سليماني نزل ضيفا جديدا على المنتخب وهو يعاني من بعض المشاكل، كما أن ثقة حليلوزيتش وضعته تحت ضغط شديد، والحمد لله أنه عرف كيف يستغل فرصته ليثبت أحقيته في الحصول على دعوة "الخضر" وإعطاء صورة جميلة عن قيمة اللاعب المحلي. كيف أصبحتما على تلك الدرجة من التفاهم رغم المباريات القليلة التي لعبتاهما مع بعض؟ يجب أن لا ننظر إلى الأمور من هذه الزاوية. صحيح أننا لعبنا مباريات قليلة لكن كنا نعمل لفترات طويلة جنبا إلى جنب في الحصص التدريبية والمباريات التطبيقية. سليماني لاعب ذكي ويعرف كيف يتموقع داخل منطقة العمليات وهذا ما جعلني أتفاهم معه بسرعة، دون أن ننسى النصائح التي كان يقدمها لنا المدرب الوطني والتي نفعتنا كثيرا. هل يمكن القول إن تألق سليماني هو رد على كل من ظلوا يؤكدون أن اللاعب المحلي ليس له مكانة في المنتخب؟ أنا ضد الأشخاص الذي يفكرون بهذه الطريقة، فالمنتخب هو ملك لكل لاعب جزائري سواء كان ينشط في الخارج أو في البطولة الوطنية، لا أنكر أن هناك فوارق بين اللاعب المحلي أو المحترف خاصة من ناحية الإنضباط التكتيكي وحتى اللاعبين المحترفين يختلفون من حيث المستوى الفني، وهو ما نجده حتى في أكبر المنتخبات الأوروبية وهذا ليس عيبا، لكن حتى اللاعب المحلي أثبت حقيقة إمكاناته منذ سنوات طويلة، ولما يحصل على فرصته يؤكد "واش يسوى"، لذلك يجب أن لا نحكم على اللاعب المحلي دون أن نوجه له الدعوة. وهل يعتبر سوداني نفسه لاعبا محليا أو محترفا؟ أنا لاعب جزائري، وأهم شيء أنني أدافع عن ألوان المنتخب الوطني، لكن لو أجيبك عن سؤالك فسأقول إنني منتوج محلي 100 من المائة لأنني ترعرعت في بلدي ونجمي سطع في البطولة الوطنية ولولا الجزائر لما سمع بي أحد ولما طرقت أبواب الإحتراف. وما الذي يحتاجه اللاعب المحلي ليفرض نفسه في المنتخب الوطني؟ الشيء الوحيد الذي يحتاجه اللاعب المحلي هو أن يضع الناخب الوطني ثقته فيه ويمنحه الفرصة، فلا يمكن أن تثبت حقيقة إمكاناتك بالبقاء على مقعد البدلاء. (نقاطعه) وما حدث معك خير دليل، حيث سجلت ثلاثة أهداف في ثلاث مباريات لما حصلت على فرصتك. أنا لم أقم سوى بواجبي، حيث منحني الناخب الوطني الفرصة وقلت في قرارة نفسي يجب أن أستغلها، صحيح أنني سجلت ثلاثة أهداف بفضل العمل الكبير الذي كنت أقوم به في التدريبات وبتوفيق المولى عز وجل، لكن لابد أن نعطي كل ذي حق حقه فلولا المساندة التي وجدتها من بقية زملائي لن أفعل شيئا، كما أن الجمهور الرائع الذي كنا نلعب أمامه في تشاكر يجعلك تلعب "قلب ورب" حتى تسعده لأنه "حرام" لو تخيبه وتتركه يغادر المدرجات غير راض وهو الذي يلبي الدعوة في كل مرة. رغم تألقك أمام رواندا إلا أنك وجدت نفسك خارج حسابات المدرب حليلوزيتش في المباراة الموالية أمام مالي، ألم يقلقك هذا الأمر؟ يجب أن لا ننظر إلى الأمور دوما بطريقة سلبية، المباريات تختلف والمدرب من حقه أن يوظف اللاعبين الذين يخدمون خياراته وفق نظرته لطريقة لعب المنافس، في المنتخب هناك 20 لاعبا وكلهم يرغبون في المشاركة وفرض نفسهم ولو نفكر جميعنا بهذا المنطق فإن نصف التعداد سيغضب وتحدث هناك أمور لا تعجب داخل المنتخب ، صحيح أنني كنت أتمنى أن ألعب لذلك لكنني احترمت قرارات حليلوزيتش ولم أغضب منه إطلاقا. هل هذه عقلية سوداني أم أنك تعلمتها في البرتغال؟ "ما نكذبش عليك" الموسم الصعب الذي عشته في "ڤيماراش" والمراحل التي مررت بها علمتني أشياء كثيرة، وخاصة الصبر أصبحت لاعبا محترفا أحترم قرارات المدرب ولا أغضب منه إطلاقا، لقد حققت بداية مثالية ثم جاءت الإصابة التي أبعدتني عن الميادين وحطمتني من الناحية المعنوية ولكن الحمد لله عدت من بعيد في الجولات الأخيرة أصبحت ألعب بانتظام وهذا ما انعكس إيجابا حتى على أدائي مع المنتخب الوطني. هل يمكن القول إن إصابتك هي أسوأ ذكرى لك خلال موسمك الأول مع "ڤيماراش"؟ هذا أكيد، فلولا تلك الإصابة لكنت قادرا على تقديم الأفضل، لكن تلك الإصابة التي صارت من الماضي قضاء وقدر ولابد أن نرضى به، المهم أنني تعافيت الآن وسأحاول أن أعوض كل ما فاتني الموسم الفارط، ولكن رغم أنني لم ألعب كثيرا إلا أنني تعلمت أشياء كثيرة حول الاحتراف لم أكن أسمع بها في الجزائر. لكن الغريب في الأمر هو أن سوداني الموسم ما قبل الماضي كان هدافا للبطولة ولم يحصل على فرصته، ولكن هذا الموسم لم يلعب كثيرا مع ڤيماريش ولم يسجل الكثير وحصل على فرصته؟ الظروف لم تكن نفسها، فالموسم ما قبل الماضي جاء مباشرة بعد مشاركتنا في "الشان"، أين كنا نملك مجموعة مميزة للغاية، ولكن لم تكن هناك مواجهات كثيرة للمنتخب الأول، وفي نهاية الموسم جاء لقاء المغرب وتلقيت فيه استدعاء بشكل عادي من طرف عبد الحق بن شيخة، وكان الأول لي، ومن وقتها أصبحت دوليا، ولكن مشواري تعثر مع الإصابة التي تعرضت إليها في "ماركوسيس" مثلما قلت لك، وبالتالي فإن الأمر ليس غريبا بالنسبة إليّ، أما في عهد سعدان فالمنتخب كان يملك تشكيلة قوية فعلا وليس من السهل أن تفرض ن