مثلما كان متوقعا، قُدّم صبيحة أمس العربي هلال سوداني إلى وسائل الإعلام البرتغالية، بعد أن رسم التحاقه ب “فيتوريا ڤيماريش“ لمدّة 3 مواسم كاملة. وقد وقع سوداني على عقده تحت أنظار الصحافيين.. برغبة من الرئيس “إيميليو ماسيدو داسيلفا”، رغم أن الاتفاق النهائي على انضمامه إلى هذا النادي تمّ 24 ساعة قبل ذلك، فمن أجل صدى أكبر لانضمام سوداني إلى “فيتوريا ڤيماريش“، تمّ تأجيل عملية الإمضاء على العقد حتى أمس، وهي العملية التي سبقت حمل سوداني لقميص ناديه الجديد، الذي التقطت له صور به، وكذا تنشيطه لندوة صحفية حضرها أيضا رئيسه السابق في جمعية الشلف عبد الكريم مدوار. ظهر سعيدا جدّا والإبتسامة م تُفارقه رغم خجله الشديد وكشفت مصادر إعلامية برتغالية يوم أمس مباشرة بعد نهاية عملية تقديم سوداني، أن اللاعب بدا سعيدا جدا بإتمام صفقة انتقاله إلى “فيتوريا ڤيماريش“، بدليل أن الابتسامة لم تفارق محياه طيلة 25 دقيقة التي استغرقتها مدة تواجده أمام الصحافيين البرتغاليين، الذين لم يفوّتوا الفرصة في تقاريرهم للتأكيد أن اللاعب بدا خجولا جدا، رغم أنه أكد طموحاته الكبيرة ورغبته الشديدة في التألق مع النادي في أول تجربة احترافية له. سوداني: “أنا هنا لأجل تسجيل الأهداف والفوز بالألقاب” وفي أول حديث للدولي الجزائري مع وسائل الإعلام البرتغالية أثناء الندوة الصحفية التي عرض فيها رسميا، أكد هلال سوداني أن هدفه هو الفوز بالألقاب مع ناديه الجديد “فيتوريا ڤيماريش“، مبديا سعادته بالانضمام إلى واحد من أعرق النوادي في البرتغال. وقال في هذا الشأن: “أنا مسرور جدا بوجودي هنا، وأريد تسجيل أهداف كثيرة والظهور بمستوى عالٍ في جميع المواجهات التي سألعبها... “فيتوريا ڤيماريش“ نادٍ جيّد ويملك تشكيلة ممتازة، حسب ما شاهدته في مباراتهم يوم أمس (أمام ميتلاند الدانماركي)، وأنا هنا من أجل مساعدته للتتويج بالألقاب”. كان فأل خير على زملائه الجدد وسيُشارك في “أوروبا ليغ” ونجح “فيتوريا ڤيماريش“ في اقتطاع تأشيرة المرور إلى الدور القادم من منافسة “أوروبا ليغ”، وذلك عقب تجاوزه نادي “ميتلاند“ الدنماركي خلال مباراة الإياب التي أقيمت سهرة الخميس الماضي على ملعب “ألفونسو أنريكش” في “ڤيماريش“ بعد فوزه عليه بنتيجة 2/1، علماً أنّ مواجهة الذهاب انتهت بالتعادل السلبي. وسيكون بمقدور هلال سوداني المستقدم الجديد في “فيتوريا” اكتشاف المنافسة الأوروبية للمرّة الأولى. جدير بالذكر أنّ سوداني لاعب جمعية الشلف كان موجودا شهرة أول أمس في ملعب “ألفونسو أنريكش” لمتابعة اللقاء. القرعة أوقعت “ڤيماريش“ في مواجهة “أتلتيكو مدريد” وأسفرت أمس قرعة لقاءات السدّ التي ستسبق دوري المجموعات في “أوروبا ليغ” عن وقوع “فيتوريا ڤيماريش“ في مواجهة العملاق الإسباني “أتلتيكو مدريد”. حيث سيجرى لقاء الذهاب يوم 18 أوت القادم في العاصمة الإسبانية، وبعدها بأسبوع سيجرى لقاء العودة في “ڤيماريش“، وهو ما سيعطي أفضلية ل سوداني وزملائه للتأهّل إلى دوري المجموعات. وسيتمكن الدولي الجزائري من مواجهة “نجوم” النادي الإسباني يتقدّمهم الأوروغوياني “فورلان” والإسباني “راييس”. “بورتو” ثم “أتليتيكو”... أفضل بداية مُمكنة ل سوداني ويمكن التأكيد أن سوداني محظوظ جدا لأن مشواره مع ناديه الجديد “فيتوريا ڤيماريش“ سيكون بمواجهتين كبيرتين، حيث سيلعب ناديه في جولة افتتاح الدوري المحلي يوم الاثنين 15 أوت القادم أمام “بورتو”، قبل أن يواجه 3 أيام بعدها “أتلتيكو مدريد” في “أوروبا ليغ”، وهو ما سيجعله يحتكّ مباشرة بالمستوى العالي. ويبقى الأمل في أن يكون مهاجم الشلف سابقا جاهزا من أجل المشاركة في هذين اللقاءين، خاصة أنه يفترض أن يكون شرع في التحضيرات الجديدة للموسم الجديد يوم أمس فقط. باشر التدريبات البارحة وسيتنقل إلى “ماركوسيس” غدا ومثلما كان منتظرا، فقد باشر البارحة سوداني تدريباته مع ناديه الجديد حيث أنه لم يرد تضييع وقت إضافي، خاصة أنه يعاني من تأخّر واضح في التحضيرات مقارنة بزملائه الذين شرعوا في الإعداد للموسم الجديد منذ شهر جوان الفارط، بسبب التزامات النادي في منافسة “أوروبا ليغ”. وسيتدرّب سوداني أيضا نهار اليوم وغدا، قبل أن يتنقل في الأمسية إلى فرنسا وتحديدا إلى “ماركوسيس” في ضواحي باريس من أجل الشروع في تربص المنتخب الوطني، على أن يعود في نهايته يوم 11 أوت من الشهر الجاري مباشرة إلى “ڤيماريش“، لتحضير انطلاق الدوري البرتغالي ولقاء “بورتو” المقرّر يوم 15 أوت المقبل. -------- سوداني: “حقّقت حلمي بالإحتراف في أوروبا والفضل الكبير يعود إلى الشلف وجمهورها” نُبارك لك في البداية إمضاءك في “فيتوريا ڤيماريش“ ونشكرك على الاتصال بنا؟ بارك الله فيك، ومثلما وعدتكم في السابق فإني عند وعدي، حيث أني أخصّكم بأول حوار بعد إمضائي مع فريقي الجديد “فيتوريا ڤيماريش“، ولن أجد حتما أفضل من “الهدّاف” للتواصل مع محبيّ، وخاصة أنصار جمعية الشلف الذين سيبقون دائما في قلبي. نريد أن نعرف في البداية كل تفاصيل انضمامك إلى هذا النادي؟ أعتقد أنكم جميعا على علم أني أمضيت على عقد مدة 3 سنوات وأن المفاوضات سارت بطريقة رائعة بين إدارة “فيتوريا ڤيماريش“ والرئيس مدوار ولا أخفي عليكم أني سعيد جدا بنجاح الصفقة حيث أني حققت حلم حياتي من خلال الظفر بعقد احترافي في أوروبا. حدّثنا كيف سارت أمورك منذ وصولك إلى “ڤيماريش“؟ غادرت العاصمة أمسية الثلاثاء الفارط حيث أقليت طائرة إلى باريس ومنها إلى “لشبونة”، التي وجدت في مطارها بعض مسؤولي النادي في انتظاري، حيث نقلوني إلى “ڤيماريش“ التي تبعد عنها ب 40 كلم. وقد وصلت إلى الفندق الذي مالكه هو رئيس النادي، في الساعات الأولى من صبيحة الأربعاء، وقد تنقلت مباشرة إلى النوم. ماذا فعلت طيلة يوم الأربعاء الفارط؟ لا شيء غير النوم والراحة، حيث تركني مسؤولو “ڤيماريش“ أرتاح من مشقة السفر، وبقيت أنتظر وصول الرئيس مدوار من أجل المفاوضات النهائية مع النادي البرتغالي التي جرت صبيحة أمس (يقصد يوم الخميس). لماذا لم تقم بالاختبارات الطبيّة يوم الأربعاء لسبب وهو أن كل شيء كان مقرّرا يوم الخميس، ولم يكن بوسعي تغيير البرنامج المسطر (يضحك)... يوم الخميس كنت على موعد مع جلسة المفاوضات الأخيرة وإمضاء العقد، أليس كذلك؟ لعلمكم أني لم أمض على عقدي سوى منذ لحظات قليلة (الحوار أجري منتصف نهار أمس)، حيث أن يوم الخميس كان هناك فعلا الجلسة الأخيرة من المفاوضات التي حصل فيها الاتفاق النهائي، لكن مسؤولي “فيتوريا ڤيماريش“ أصرّوا على أن أمضى على العقد بحضور وسائل الإعلام صبيحة اليوم، حتى يكون للأمر صدى أكبر. كيف سارت المفاوضات الأخيرة بين مدوار ومسؤولي “فيتوريا ڤيماريش“؟ لقد سارت بطريقة عادية جدا ولم تستغرق وقتا طويلا، لأن البنود العريضة للصفقة اتفق عليها مسؤولو النادي مع الرئيس مدوار منذ أيام، لهذا من الأول لم يكن هناك أيّ مشكل مطروح. حضرت المفاوضات وهو أمر مفاجئ، لأنه جرت العادة أن لا يكون اللاعبون حاضرين في جلسة تضمّ مسؤولي الناديين؟ لقد حضرت بأمر من الرئيس مدوار الذي ألح عليّ لأكون حاضرا وتسير الأمور بشفافية كاملة، وأنا أشكره على ثقته الكبيرة في شخصي، وكذا عن المساعدات الكبيرة التي قدّمها لي، حتى يتسنى لي الاحتراف في ناد أوروبي. هل أنت سعيد بالاتفاق الذي حصل بشأن تحويلك إلى هذا النادي؟ وكيف تريدني أن لا أكون سعيدا؟ أعتقد أني حققت حلما كبيرا والفضل يبقى لله تعالى وإلى نادي السابق جمعية الشلف وأنصارها، حيث أن فضل هؤلاء كلهم عليّ كبير، ولولاهم لما كنت اليوم في البرتغال. نريد أن نعرف ما هو أول شيء قمت به مباشرة بعد توقيعك على عقدك الجديد؟ اتصلت بوالديّ حيث تحدّثت معهما الاثنين قبل أن أتصل أنا ومدوار بزميلي زاوي، حيث زفينا له الخبر، وهذا بحكم أنه قائد التشكيلة الشلفاوية. ماذا يمكنك أن تقول لنا عن ناديك الجديد؟ أعتقد أن “فيتوريا ڤيماريش“ يعدّ واحدا من أفضل النوادي البرتغالية، وحتى وإن كان ليس مُعتادا على التتويج بالبطولات والكؤوس مثل “بورتو” أو “بنفيكا” مثلا، فهو يبقى ناديا كبيرا مادام أنه يتنافس تقريبا في كلّ موسم على الأدوار الأولى، بدليل أنه أنهى الدوري المحلي الموسم الفارط في المركز الخامس، وقد حدّثني عنه كثيرا دوخة وزرابي اللذان كانت لهما تجارب في الدوري البرتغالي. ماذا تقول عن مستوى تشكيلته التي كان لك شرف مشاهدة لقائها سهرة أمس في “أوروبا ليغ” أمام “ميتلاند” الدانماركي؟ لقد أعجبت كثيرا بمستوى التشكيلة التي تضمّ في صفوفها لاعبين جيّدين، ولقد سعدت أكثر بتأهّلنا إلى الدور القادم من منافسة “أوروبا ليغ”، حيث سيتسنى لي لعب هذه المنافسة الكبيرة. قلت منذ قليل “تأهّلنا” وكأنك شاركت في اللقاء؟ “خلاص الآن أنا “ڤيماريشي”، حيث منذ أن حصل الاتفاق كي ألعب في هذا النادي وضعت نفسي في ثوب مناصر، في انتظار حمل القميص في اللقاءات القادمة. كيف ظهر لك مستوى المهاجمين الذين ستكون في منافسة معهم للظفر بمكانة أساسية في التشكيلة؟ حسب ما شاهدت مستوى كلّ اللاعبين جيد وهو أمر سيجعل التنافس كبيرا بين الجميع، وهو أمر في صالح اللاعب والفريق، وأنا من هذه الناحية لست قلقا لأني أعرف جيّدا مستواي وما بإمكاني تقديمه فوق أرضية الميدان. هل ترى أنه سيكون من السّهل عليك الظفر بمكانة أساسية؟ لا يوجد شيء صعب في هذه الحياة، واللاعب عليه أن يعطي كل ما لديه من أجل أن ينجح في أيّ تحدٍ يضعه لنفسه. أنا لم آت إلى البرتغال من أجل السياحة، ولكني تنقلت من أجل ضمان مستقبلي، وسأفعل المستحيل حتى أنجح في الرهان الذي سطرته لنفسي، وكذا سأقوم بكل شيء حتى “نحلّل دراهمي”، لأني حتى إن كنت الآن في نادٍ كبير، فإن طموحي أكبر وأنا أنظر إلى ما هو أفضل. هل من توضيح حول ما تقوله؟ في “رأسي“ أنا اليوم في “فيتوريا ڤيماريش“ وغدا أريد أن أكون في “بورتو” ثم “تشيلزي”، لأني لاعب طموح ولا يمكنكم أن تتصوّروا درجة طموحي هذا. لكن ألست بصدد حرق المراحل نوعا ما وأنت تتكلّم بهذه الطريقة؟ لا أبدا، حيث أني أريد فرض نفسي في هذا النادي وأتمكّن من التنقل إلى نادٍ أكبر في مدّة 6 أشهر، لكن هذا لن يأتي إلا بعمل كبير وتضحيات أكبر، وأنا أعرف جيدا ما ينتظرني. أعتقد أن الناس ستقول إني مخطئ فيما أقوله، لكني أقول لهم إني طموح ولا يوجد عيب في هذا الأمر. كلامك هذا حتما سيُعجب المدرب الوطني “حليلوزيتش”، أليس كذلك؟ لا أعرف، أسألوه هو وسيردّ عليكم. لكن الأكيد أنه يعوّل عليك كثيرا حسب ما كشفه لمقرّبيه خاصة بعد أن سمع عنك كلاما جميلا؟ هذا أمر يشرّفني ويجعل مسؤوليتي كبيرة، حيث أني الآن مطالب أن أكون عند حسن ثقته، وبحول الله لن أخذله وسأقدم كلّ ما لديّ وأكثر، كلما سأحمل ألوان المنتخب الوطني. ألا تعتقد أن تنقلك إلى “فيتوريا ڤيماريش“ وقبلك بدبودة إلى “لومان” ويحي شريف إلى “إيستر”، تأكيد على أن البطولة الوطنية مازالت بخير رغم كلّ ما يقال عنها وعن ضعف اللاعب المحلّي خاصة؟ هذا أمر واضح، حيث أنه وجب وفقط وضع الثقة في اللاعب المحلي. وبالنسبة لبطولتنا فهي التي أنجبت أفضل اللاعبين الذين مرّوا على المنتخب الوطني منذ الثمانينيات وليس الآن فقط. قد تكون غائبا عن أول مواجهة في الدوري البرتغالي أمام “بورتو” بسبب نقص تحضيراتك، ألا يحزنك هذا الأمر؟ يحزنني كثيرا لأني وافقت على اللعب في البرتغال حتى لا أضيّع مثل هذه اللقاءات الكبيرة، لكني متفائل دائما بعدم تضييع هذه المواجهة، حيث سأقدّم كل ما لديّ في التدريبات لأكون جاهزا لموعد هذا اللقاء (مقرّر يوم 15 أوت القادم)، ولو أني أعرف أني متأخّر كثيرا في التحضيرات مقارنة بزملائي في النادي. على ذكر زملائك في النادي، هل تحدّثت مع البعض منهم؟ أكيد، حيث يوجد لاعبون من المغرب وآخر من مالي في الفريق ولقد رحّبوا بي جيدا، حتى أنهم منذ قليل أكدوا لي أنهم سيتنقلون إلى الفندق الذي أقيم فيه مؤقتا من أجل أخذي إلى التدريبات، وسأتنقل معهم إلى الملعب. ماذا يمكنك أن تكشف لنا في الأخير؟ أوجّه تحياتي إلى أنصار الشلف وأتمنى أن يكونوا فخورين بي، لأني لم أترك فريقهم للعب في فريق جزائري آخر، كما أستغل الفرصة لتقديم تشكراتي لكلّ أسرة جمعية الشلف على ما قدّموه لي طيلة السنوات التي قضيتها في الفريق، وأتمنى للجميع “رمضان مبارك“.
