كما كان منتظرا، وصل المهاجم الدولي العربي هلال سوداني إلى العاصمة الفرنسية باريس، وبالضبط إلى مطار “أورلي”، في تمام الساعة الثامنة بتوقيت فرنسا (السابعة بتوقيت الجزائر) قادما من مدينة بورتو البرتغالية. أين كان متواجدا مع فريقه الجديد “فيتوريا ڤيماريش”، الذي أمضى معه في 48 ساعة الفارطة، وبدت علامات الإرتياح واضحة على المهاجم السابق لجمعية الشلف الذي أكد لنا خلال الحوار الذي أجرته معه ‘'الهدّاف'' مباشرة عند وصوله إلى المطار على أنه مرتاح كثيرا بعد حسم صفقة إنتقاله للعب في أوروبا وتحقيق الحلم الذي راوده منذ الطفولة. الثامنة في “أورلي” والتاسعة في “ماركوسيس” وتنقل سوداني من المدينة البرتغالية بورتو مباشرة إلى مطار أورلي أين لم يجد أحدا في استقباله سوى صحفي ‘'الهدّاف'' وبعد ذلك تنقل قلب هجوم فيتوريا ڤيماريش إلى مركز ماركوسيس أين يعسكر ‘'الخضر'' تحت إشراف المدرب الجديد وحيد حليلوزيتش، ووصل سوداني إلى مقر التربص في تمام التاسعة بالتوقيت الفرنسي (الثامنة بتوقيت الجزائر) وتزامن ذلك مع موعد الإفطار حيث تناول وجبته وفرح كثيرا بملاقاة بقية رفاقه في المنتخب الذين لم يلتق بهم منذ آخر خرجة إلى مراكش عند مواجهة المنتخب المغربي. تاسفاوت لم يتنقل لاستقباله كان من المقرر أن يتنقل مناجير المنتخب الوطني عبد الحفيظ تاسفاوت إلى مطار أورلي لانتظار سوداني بسيارة خاصة لأجل نقله بعد ذلك إلى مركب ماركوسيس، لكن ذلك لم يحدث واعتذر تاسفاوت ل سوداني في آخر لحظة عن عدم قدرته على التنقل إلى المطار وهو الذي كان متواجدا في مركب تحضير ‘'الخضر''، وبقي سوداني وحيدا في المطار وهو يعاني من إرهاق شديد بما أنه شرع في التحضير مع فريقه الجديد فيتوريا ڤيماريش ويتدرب بمعدل حصتين في اليوم وهو صائم. استقلّ سيارة أجرة من ماله الخاص وبعدما وجد سوداني نفسه وحيدا في مطار أورلي بباريس واعتذر له تاسفاوت على عدم قدرته على التنقل في عمل غير احترافي لم تعوّدنا عليه ‘'الفاف'' في السنوات الأخيرة مع جميع لاعبي المنتخب الوطني دون استثناء، فإن سوداني وجد نفسه مضطرا لركوب سيارة أجرة تقله إلى مركز ماركوسيس ودفع الأجرة من ماله الخاص، ومن حسن حظ اللاعب أن يحسن تدبّر أموره عند الضرورة ولم يجد صعوبات في التنقل إلى ماركوسيس حيث التحق في تمام التاسعة ليلا. سوداني كان مرهقا، لكن بمعنويات مرتفعة وفرح سوداني كثيرا عندما وجد صحفي ‘'الهدّاف'' في استقباله بمطار أورلي في الثامنة ليلا، وقد كان يعاني من إرهاق شديد ليس بسبب مشقة الرحلة لأن مدينة بورتو لا تبعد كثيرا عن باريس بل لانهياره البدني بحكم شروعه في التحضيرات مع فيتوريا ڤيماريش وتدرّبه بمعدّل حصتين في اليوم وهو صائم، لكننا في الوقت نفسه وجدناه يتمتع بمعنويات مرتفعة بالنظر إلى حسم صفقة انتقاله إلى النادي البرتغالي بعد أن عاش ثلاثة أشهر من الترقّب لتحديد مستقبله والوجهة التي سيتخذها بعد كل العروض التي وصلته من فرنسا، إسبانيا. لم يستطع رفض طلب ‘'الهدّاف” رغم تعليمات ڤيماريش ورغم الإرهاق الذي كان يعاني منه هلال سوداني وكذا التعليمات التي قدمها له مسيرو ڤيماريش بعدم الإدلاء بأي تصريح لوسائل الإعلام إلا أنّ مهاجم الشلف السابق لم يستطع رفض طلب صحفي «الهدّاف» بحكم أنه من بين قرّاء الجريدة الأوفياء وكذا لأنه يثق في طاقمها الصحفي الذي لطالما تعامل معه باحترافية، لذلك أجرينا معه حوارا هو الأول له حين وصوله إلى باريس تطرق فيه لعدة نقاط أبرزها صفقة تحويله إلى ڤيماريش والتحدي الذي ينتظره مع فريقه الجديد بالإضافة إلى حديثنا معه عن المنتخب الوطني (أنظر الحوار). ----------- سوداني: ‘'عانيت كثيرا قبل الإمضاء في ڤيماريش وسأفرض نفسي مع حليلوزيتش'' مرحبا بك في باريس، كيف كانت الرحلة؟ الله يسلمك وشكرا لكم على هذا الاستقبال، وبالنسبة لي فأنا متعب بعض الشيء وهذا أمر طبيعي بالنظر إلى أنني أتدرب بمعدل حصتين في اليوم مع فريقي الجديد ڤيماريش وأنا صائم ولكم أن تتصوروا مدى صعوبة المأمورية، لكن هذا هو الاحتراف فيجب عدم اختلاق الأعذار بل العمل بكل جدية لأجل بلوغ الأهداف المرجوة والوصول إلى المستوى العالي. بعد أخذ ورد حسمت موقفك في نهاية المطاف وتنقلت للعب في نادي ڤيماريش، أكيد أنك مرتاح الآن أليس كذلك؟ نعم، أنا مرتاح للغاية بعد حسم صفقة تنقلي للعب في أوروبا وبالضبط في نادي ڤيماريش وأنا الذي عانيت كثيرا في الأشهر الثلاثة الفارطة قبل الإمضاء في ڤيماريش، ومهما قصصت عليكم فمن الصعب عليّ أن أصف لكم الأوقات الصعبة التي عشتها والتذبذب الذي شعرت به بالنظر إلى العروض العديدة التي وصلتني من مختلف الأندية الأوروبية وكذا المناجرة الذين كانوا يعدونني بأمور عديدة لكن بدون تجسيد في أرض الواقع، وتأكدوا أنّ وجهتي لم تتحدّد إلا في آخر لحظة لأنني لم أكن أعلم أين سألعب الموسم المقبل للأسباب التي ذكرتها من قبل، والآن أنا مرتاح وهذا هو الأهم. ألا تشعر بأنّ الفضل يعود للرئيس مدوار الذي وفى بوعده لما قال إنه سيساعدك في الاحتراف؟ نعم، لا يمكنني أن أنسى فضل الرئيس مدوار الذي ساعدني كثيرا في حسم هذه الصفقة فبعدما كثر الحديث بشأن تنقلي واتصالات عدة مناجرة بي فضلت منح الضوء الأخضر ل مدوار الذي أضع فيه ثقة مطلقة وهي ثقة متبادلة فيما بيننا وكذلك أعتبره مثل والدي، فكلفته بمهمة حسم صفقة احترافي في أوروبا وهو ما فعله مدوار الذي ساعدني كثيرا ولست نادما إطلاقا على اعتمادي عليه وهذه ليست مبالغة بل هي الحقيقة. هل تؤكد أنّ قيمة صفقة انتقالك بلغت 800 ألف أورو؟ اعذرني يا أخي فلا أريد الحديث عن الجانب المادي لأن المهم بالنسبة لي أنني حسمت الصفقة وانتقلت إلى ناد برتغالي محترم ينشط في الدرجة الممتازة. هل ترى بأنك قمت بأحسن خيار بالتنقل إلى البطولة البرتغالية وبالضبط إلى ڤيماريش؟ نعم، لقد قمت بالخيار المناسب ولست نادما إطلاقا على انتقالي إلى هذا الفريق الذي يشرفني الانضمام إليه فهو معروف وينشط في القسم الممتاز بالبرتغال، وما عليّ الآن إلا فرض نفسي والتأكيد على أحقيتي في التواجد هناك والعمل على البروز أكثر في البرتغال. وهل أنت متفائل بالنجاح مع ڤيماريش؟ نعم أنا متفائل جدا وإلا فما الفائدة من انضمامي إلى هذا النادي، وبفضل دعوات الوالدين سأذهب بعيدا إن شاء الله وأدرك التحديات التي دخلتها ولن أتراجع مهما حدث. كيف تم استقبالك من طرف البرتغاليين في ڤيماريش؟ الاستقبال كان حارا من طرفي مسؤولي ڤيماريش الذين عاملوني مثل أي لاعب آخر في الفريق باحترام وباحترافية أيضا وعاملوني أحسن معاملة، والأمر نفسه مع الرئيس مدوار الذي أُعجب بالاستقبال هو الآخر وهذه نقطة إيجابية كان يجب الإشارة إليها. هل انطلقت في التحضيرات؟ نعم لقد باشرت التحضيرات مع فريقي الجديد وأنا أجري حصتين في اليوم كما قلت لكم من قبل وهذا أمر شاق لكن لا مفر منه، ومن حسن حظي أنني متواجد مع لاعبين مغربيين وكذا لاعب من مالي أين أتحدث معهم مطوّلا في بداياتي مع هذا الفريق. هل يحدثك اللاعبان المغربيان عن مباراة مراكش والهزمة (4-0)؟ لا أبدا لم يحدثاني عنها بل فقط أنا أتحدث معهما عن مستجدات فريقنا ڤيماريش وما يحدث هناك وكذا التحضيرات وما ينتظرنا مع هذا النادي، لحد الآن هذه النقاط الذي أتحدث فيها مع رفاقي الجدد في الفريق ومن بينهم المغربيين. ألا ترى بأن سنة 2011 فأل خير عليك؟ بالتأكيد فإن سنة 2011 فأل خير عليّ لعدة أسباب يعلمها الجميع على غرار تتويجي في هذه السنة بلقب البطولة مع فريقي المحبوب جمعية الشلف بالإضافة إلى إنهائي للبطولة هدّافا وكذا تألقي في كأس إفريقيا للمحليين في السودان وتنشيطنا لنصف النهائي، ناهيك عن التحاقي بالمنتخب الأول في الخرجة السابقة بالمغرب وكذا هذه المرة في ماركوسيس دون أن ننسى أنني في هذه السنة ومنذ أيام فقط تمكنت من تحقيق حلم الطفولة وهو الاحتراف في أوروبا من بوابة اللعب في ڤيماريش وأتمنى المزيد من النجاحات. لمن يعود الفضل في كل ما وصلت إليه؟ أفراد عائلتي، والداي وكذا أصدقائي المقربين، جمعية الشلف هذا الفريق الذي سمح لي بالبروز وكذا الجوارح الذي سأشتاق إليهم كثيرا لكنهم سيبقون في قلبي وكل هدف سأسجّله سيكون هدية لهم. أنت الآن معني بتربص المنتخب الوطني في ماركوسيس وهو الأول لكم جميعا مع المدرب الجديد حليلوزيتش، ماذا يمكن أن تقول لنا؟ نعلم جميعنا بأنّ هذا التربص سيكون فرصة لنا للالتقاء بالمدرب الجديد حليلوزيتش وكذا التحادث معه وسنعمل كل ما في وسعنا لكي نسهّل له المأمورية فهو مدرب محترم ومعروف وعلينا أن نكون في مستوى الثقة التي يضعها فينا. وما هي طموحاتك معه؟ أسعى للعمل بكل جد مع فريقي ڤيماريش حتى أحظى بفرصة اللعب أساسيا مع المنتخب الوطني وسأفرض نفسي مع حليلوزيتش، وأريد أيضا التواجد بانتظام مع المنتخب الأول ولعب المباراتين القادمتين أمام تانزانيا وإفريقيا الوسطى لأنهما ستكونان تحضيريتين لتصفيات كأس العالم القادمة.