"الخطر، أن الخضر يدركون مشاكل الهوية التي يعانيها المنتخب الفرنسي" "لن أعود إلى المنتخب ولكني أتخوف من تواريخ الفيفا" "ما أفتقده هو نشيد قسما في الملعب" "لقد وعدت والدي بأخذه إلى البرازيل لرؤية الخضر في المونديال القادم" "انتقاد محور دفاع الخضر غير منطقي" "سأبقى في كايزرسلاوترن من أجل تحقيق الصعود" يحدثنا عنتر يحيى في هذا الحوار وهو بصدد التحضير مع فريقه كايزرسلاوترن لانطلاق الدوري الألماني القسم الثاني يوم 3 أوت المقبل، حيث وجد الدولي الجزائري السابق في المغربي أزواغ الذي لعب معه في بوخوم، التونسي أنيس هجري والألماني ألاوشي رفقته خارج الميادين ولكنهم لم يتمكنوا من تعويض الفراغ الذي يعيشه عنتر بعيدا عن "الخضر". - ما جديد عنتر يحيى بعد اعتزاله المنتخب الجزائري في هذا السن؟ لقد أمضيت عطلة رياضي من المستوى العالي هذه المرة، وهو ما سمح لي بالاستفادة من راحة والاسترجاع بعد موسم مرهق والبقاء بالقرب من عائلتي الصغيرة، حيث لم يسبق لي الانقطاع عن المنافسة والراحة منذ 2003 بسبب مشاركتي في كل صيف في مباريات المنتخب الجزائري، ما يجعلني أستفيد من عطلة لا تتعدى ثلاثة أسابيع في غالب الأحيان وهي فترة قصيرة بالنسبة لأي لاعب يقضي موسما مرهقا، ولكن بعد اعتزالي اللعب دوليا تمكنت من الاستمتاع والاستفادة من عطلة حقيقية. - إذن لم تفتقد المنتخب الوطني... أكذب عليك إن قلت إنني لم أفتقد المنتخب الوطني، ولكني سأفتقد المجموعة أكثر بداية من شهر سبتمبر القادم لأنني في فترة العطلة لم أتأثر من غيابي عن المنتخب، ولكن عندما نعود إلى جو التدريبات وتنطلق التربصات وتواريخ "الفيفا" سيزيد تأثري خاصة بعدمنا يغادر الدوليون في نادي كايزري نحو منتخباتهم هنا أؤكد لك بأنني أتخوف كثيرا من هذه اللحظة. - هل يعني ذلك أنك ندمت لاعتزالك اللعب في المنتخب؟ لا، ليس لدي أي حسرة أو ندم على قرار اتخذته بعد تفكير معمق وطويل، وقد وضعت كل المخلفات السلبية لهذا القرار ومن بينها صعوبة الابتعاد عن المنتخب في المباريات الدولية ولكن هذه هي حياة أي رياضي. - كيف تابعت المباريات الأربع ل "الخضر" منها ثلاث رسمية دون وجودك مع رفقائك؟ لقد حضرت نفسي من الناحية النفسية، وقد فرحت كثيرا للنتائج الطيبة التي حققها زملائي، وهو ما يجعل الجزائر تحتفظ بكل آمالها في تحقيق هدفي التأهل إلى مونديال البرازيل وكأس إفريقيا للأمم مطلع العام القادم. - ما تقييمك لمن خلفك في منصبك؟ أرفض التعليق أو الحكم على أي لاعب، لأنه من غير مقبول القيام بذلك وأنا لم أعد أنشط في المنتخب، حيث يتوجب علي احترام اللاعبين الحاليين أو الذين ينضمون وسهل أن تنتقد أي لاعب وأنت لا تعرف حقيقة الوضع وقد جربت ذلك. - بتعبير آخر، ألا تقبل الانتقادات الموجهة لمحور الدفاع؟ أجل، لا أقاسم هذه الآراء لأن الدفاع بأكمله ومحور الدفاع بشكل خاص هو في طريق التجديد والبناء، يجب ترك الوقت للاعبين للتأقلم والتفاهم بينهم لأن ذلك لن يتحقق بين عشية وضحاها، وكل واحد واجه صعوبات في بدايته لأن الخبرة لن تكتسب إلا بلعب أكبر عدد من المباريات، ولا يمكن الجمع في بين التشبيب والخبرة في آن واحد ولابد من ترك للاعبين الشبان متسع من الوقت لاكتساب الخبرة اللازمة ورفع درجة التفاهم بين اللاعبين، لأن الدفاع الذي شارك في مونديال جنوب إفريقيا شكل بعد سنوات وليس في يوم واحد، ولهذا السبب أنا متضامن مع كارل مجاني، بوزيد، بن طيبة كادامورو وحتى المدافع الشاب بلكالم يجب أن نساندهم ونقف بجانبهم، وفي بعض الأحيان هناك انتقادات مجانية وهو شيء خطير، مثلا بعد مباراة مالي كنت أستقل الطائرة من قسنطينة إلى العاصمة فإذا بجريدة بالعربية تجري سبر آراء للقراء يومين بعد مباراة مالي: "هل يجب إبعاد مجيد بوڤرة؟" إنه جنون، كيف نقيم مستوى لاعب في مباراة واحدة وبعدما عاد من إصابة أبعدته لأسابيع عن المنافسة إنه أمر مؤسف للغاية. - لقد كنت بالجزائر في تلك الفترة... نعم، لقد تابعت مباراة الجزائر أمام مالي عبر الشاشة رفقة والدي ببيتنا العائلي بسدراتة. - هل كان صعبا عليك متابعة اللقاء عبر الشاشة عوض التواجد في الميدان؟ نعم، صعب أن تكون بعيدا عن الميدان، والأصعب أنني كنت بعيدا في فترة السماع للنشيد الوطني، كلما أستمع ل "قسما" يقشعر جلدي وكنت أتمنى التواجد في الملعب من أجل هذه اللحظة فقط. - لا تقل لي إنك وقفت لحظة عزف النشيد الوطني؟ لا (يضحك)، ليس لهذه الدرجة.. - هل تعتقد أن هذا المنتخب يملك مستقبلا زاهرا؟ بالطبع ودون أدنى شك، ولكن بشرط أن تتم حماية هذا المنتخب، لأن المنتخب الوطني هو من بين أهم عوامل الهوية الوطنية بالنسبة للشبان، يجب أن تكون مثالا ونموذجا في السلوكيات ووفيا لمبادئ الوطنية التي ينشرها هذا المنتخب الذي أخرج كل الشعب للاحتفال بعد التأهل إلى مونديال جنوب إفريقيا لأن المجموعة آنذاك كشفت عن شجاعة وحب للوطن، لقد كانت مجموعة متماسكة ولم يكن أي لاعب يخاف الذهاب إلى "الحرب" أو يختبئ وراء لاعب آخر يوم المباراة وهو ما يجسد قوتنا آنذاك. كما ينبغي للناس أن يفهموا أمرا مهما آخر. ما هو؟ الجزائر في كل الأوقات أنجبت مواهب وستفعل ذلك دائما، في حرب التحرير وبعد الاستقلال وطيلة الوقت كان هناك دائما لاعبون جزائريون يفتخرون بانتمائهم لهذا لبلد وهم الذين ضحوا كثيرا من أجل أن يعرف الجميع جزائر كرة القدم، فعلا لم ننجب أبدا "ميسي" ولن يكون أبدا ربما أبدا، الحياة يوحد فيها مراحل حيث أن أجيالا تذهب وأخرى تأتي ولقد كان لاعبون رائعون قبل مجيئي واليوم لما سلمت المشعل سيكون هناك آخرون رائعون بعدي. أقول كل هذا كي أوضح أن الجزائر الفخورة والواقفة ليست بحاجة للركض وراء لاعبين كي يدافعوا عن ألوانها لأن التوسل للاعب مزدوج الجنسية لا يمكن تقبله تماما. هل تلمح في حديثك لكل من براهيمي، بلفوضيل وغولام الذين لم يحسموا قرارهم بعد باللعب لصالح الجزائر؟ أنا لم أذكر أي إسم ولن أفعل ذلك، أقول فقط إن الجزائر ليست بحاجة للاعبين يماطلون من أجل القدوم، الجزائري الأصلي يستجيب لنداء بلده وهو يجري حتى إن كان سيضحي بأي شيء من أجل ذلك لكن للأسف الأمر ليس حال الجميع. لا يجب فقط أن يعيش المنتخب الوطني نفس مشكل الهوية الذي يعيشه المنتخب الفرنسي أين يوجد لاعبون فيه لكنهم غير مقتنعين بحمل ألوانه. من خلال السماع إليك تبدو متشائما بشأن المنتخب الوطني. لا أبدا وهل تريدون معرفة دليل كلامي؟ لقد عاهدت والدي على اصطحابه إلى البرازيل سنة 2014 لمتابعة نهائيات كأس العالم التي ستجرى فيها وخاصة متابعة مباريات المنتخب الوطني. هذا تحد قمت به معه وأنا متأكد أن الجزائري ستتأهل إلى "المونديال" القادم وأنا متأكد من كلامي. الآن وأنت قررت اعتزال اللعب دوليا، ماذا تركت للمنتخب الوطني بعيدا عن تألقك الرياضي معه؟ (بعد تفكير قصير)... أعتقد أن أفضل شيء تركته هو حبي الكبير للجزائر وأيضا حسن أخلاقي، لقد قدمت أفضل ما عندي ولم أغش يوما في حياتي حتى إن كنت في بعض المرات خسرت في المقابل لكني لست نادما على شيء لأننا لما نحب فإننا نعطي أكثر مما يعطى لنا. هل بقيت في اتصال مع لاعبي المنتخب؟ هذا أكيد حيث أني في اتصال دائم مع مجيد بوڤرة، جمال مصباح، هلال سوداني وآخرين أيضا. رغم كل هذا أريد التأكيد أني لا أتصل بهم أبدا لما يكونون في تربص للمنتخب حيث أني أحترم الحياة الخاصة للمجموعة. في كل مرة يعلن فيها رياضي معروف قرار اعتزاله فإن محبيه ينتظرون ويأملون دائما تراجعه عن قراره. بالنسبة لك هل هناك أمل في أن تعود في يوم من الأيام إلى المنتخب؟ لا لأني لا أريد التلاعب بمشاعر الناس، لقد صرحت لكل الشعب بأني قررت الاعتزال ولقد حزن والديّ كثيرا من قراري ذلك وأيضا كنت أنا في عطلة في وقت كان فيه المنتخب يحضر ويلعب لقاءات رسمية... سيكون من غير اللائق العودة بعد كل هذا، المنتخب هام جدا لهذا فإن فكرة العودة إليه الآن لن تحدث ولم أفكر في الأمر تماما. أنت توجد ضمن تاريخ الكرة الجزائرية وحتى الدولية لأنك أول لاعب في العالم استفاد من قرار "الفيفا" الخاص بالسماح للاعب مزدوج الجنسية بتغيير المنتخب وأيضا لأنك سجلت هدف التأهل إلى "مونديال" 2010 دون نسيان الحديث عن أنك كنت قائد المنتخب الوطني في نفس التظاهرة... صحيح ما تقوله لكن كل هذا لا يجعلني فخورا على المستوى الشخصي ولكني فخور أكثر بالنسبة إلى أبنائي، لما لا تكون متزوجا فإنك تفكر في نفسك فقط لكن بمجرد أن ترتبط بشريكة حياتك وتنجب منها أطفالا فإنك تفكر أكثر في هؤلاء. إبني لما سيكبر سيفهم ماذا فعله أبوه وأتمنى أن يقتدي بي كمثال له في حياته. هل ستشجعه حتى يكون لاعب كرة قدم في المستقبل؟ لن أفرض عليه أي شيء، أكيد سأشجعه لممارسة الرياضة التي ستعجبه والمهم هو أنه لو يتمنى ممارسة كرة القدم سيسعدني الأمر كثيرا لا شك في ذلك. أنت حاليا في فترة تحضيرات مع "كايزرسلاوترن" لأجل الموسم الجديد، رغم أن هناك أخبارا تتحدث عن انتقالك في الأيام القادمة إلى "بني ياس" الإماراتي... لست على علم بمثل هذه العروض وأنا لا أشغل بالي بمثل هذه الأمور، كل صيف أسماء اللاعبين تكون مذكورة في مواضيع التنقلات وفي غالب الأحيان تكون الأمور عبارة عن إشاعات ليس إلاّ. بالنسبة لي كل شيء واضح أنا في "كايزرسلاوترن" وأنا بصدد التحضير مع زملائي للموسم الجديد، عدة لاعبين تم استقدامهم مثل زميلي السابق في "بوخوم" ميمون آزواخ من أجل أن نجرب رهان الصعود، شخصيا أنا متحمس كثيرا للنجاح في هذا الرهان ولا أفكر في أي شيء آخر وأؤكد لكم أني أؤمن كثيرا بالصعود مع "كايزرسلاوترن". في هذا النادي هل نتكلم معك بخصوص الجزائريين الذين سبقوك إليه في صورة دهام، بوزيد وعمري الشاذلي؟ نعم ودائما يتحدثون لي بالخير عن هؤلاء اللاعبين، الجميع متفق على أنهم لاعبون ذوي أخلاق حميدة وأيضا متفانون في واجبهم مع النادي وهذا شيء مفرح بالنسبة للجزائريين لما يعطوا صورة جيدة لهم وللبلد أيضا. هل من كلمة نختم بها حوارنا؟ نحن نحتفل بالذكرى الخمسين للاستقلال وبهذه المناسبة تذهب بي ذاكرتي إلى جدي وأعمامي وكل الجزائريين الذين ضحوا بحياتهم حتى يتسنى لنا اليوم أنتم وأنا التكلم بكل حرية. نحن مدينون كثيرا إلى شهدائنا وتحيا الجزائر. هل أنت على اتصال مع لاعبي "الخضر"؟ نعم، أنا دوما على اتصال بمجيد بوڤرة، جمال مصباح، هلال سوداني وبعض اللاعبين الآخرين، هذا واجبي تجاه زملائي السابقين، غير أني أعرف حدودي وأتفادى الإتصال بها في التربصات التي يخوضونها، لأني أحترمهم وأعرف بأنهم حينها يكونوا بحاجة إلى تركيز. في كلّ مرّة، يقدم رياضي على الإعتزال، ينتظر محبوه والأنصار ككل تراجعا منه، فهل هناك فرصة كي يتراجع عنتر عن قرار اعتزاله ويعود مجددا إلى المنتخب؟ لا، لأن ذلك يعدّ بالنسبة لي تلاعبا بمشاعر الأشخاص، ثم أني في وقت سابق أعلنتها صراحة لكل الشعب الجزائري وقلتها بصوت عالي أنا معتزل وقد حان الوقت لتوقفي، لقد حز قراري في نفس عائلتي، لقد كنت في عطلة في وقت أن المنتخب الوطني كان يعمل مؤخرا بجدّ... من غير اللائق أن أعود بعد الذي حدث، لم أكن ألعب أو أمزح عندما قررت الإعتزال، وليس لعبة كي أرحل وأعود متى شئت، المنتخب الوطني أمر جاد، لذلك فلا يوجد هناك تراجع، ولا أفكر في ذلك إطلاقا. أتعلم أنك دخلت تاريخ الكرة الجزائرية وحتى الدولية، لأنك أول لاعب في العالم استفاد من قانون "الفيفا" الذي يسمح بتغيير الجنسية الرياضية، صاحب الهدف الذي أهّل "الخضر" إلى مونديال 2010 وقائد "الخضر" في نهائيات كأس العالم... هذا صحيح، لست فخورا لأن الأمر يتعلق بعنتر يحي وفقط، بل أنا فخور لأن أبنائي سيعرفون يوما ما، ما الذي فعله أباهم يوم كان لاعبا، عندما يكون اللاعب أعزبا لا يفكر في ذلك، لكن ما إن يتزوج، يفكر في أبنائه، فابني سيكبر يوما ما ويعرف ما فعله والده. هل ستشجع ابنك كي يصبح لاعبا كرة قدم؟ لن أفرض عليه أي شيء، سأشجعه على ممارسة الرياضية التي تستهويه، وإن فضل كرة القدم سأكون سعيدا له. أنت الآن في مرحلة التحضيرات مع نادي "كايزر سلاوتيرن" تحضيرا للموسم الجديد، غير أن هناك أخبار تؤكد أنك ستتحول إلى ناد آخر، وآخر هذه الأخبار تقول أن عنتر سينضم إلى نادي "بني ياس" الإماراتي؟ لست على دراية لا بهذا الخبر ولا بالعرض، ففي كل مرة تطرح الأسماء هنا وهناك، لكنها تبقى مجرد تأويلات وإشاعات، بالنسبة لي كل شيء واضح، أنا في "كايزر سلاوتيرن"، مركز على تحضيراتي مع زملائي، هناك عدد من المستقدمين الجدد انضموا إلينا، من بينهم زميلي السابق في "بوخوم" ميمون أزواڤ، وذلك حتى نلعب الصعود هذا الموسم، لذلك أنا محفز كي أخوض هذا الرهان والتحدي، ولا أفكر في أي شيء آخر سوى الصعود مع كايزر سلاوتيرن. في هذا النادي، يتحدثون عن اللاعبين الجزائريين الذين مروا من هنا، في صورة نور الدين دحام وإسماعيل بوزيد وعامري الشاذلي؟ "آه" نعم، بطبيعة الحال، ويتحدثون عنهم بأشياء جميلة، الكل يذكّر دوما بتربيتهم وأخلاقهم وخصالهم، وانضبطهم وجديتهم، وأنا سعيد ويشرفني أن يعطي أبناء جلدتي صورة رائعة ومشرفة عن أنفسهم وعنا كجزائريين وعن بلدنا الغالي. كلمة كي ننهي الحوار عنتر؟ بالمناسبة، فإن الحوار تزامن وإحياء الذكرى 50 لاستقلال الجزائر، وهو ما ذكّرني بجدي رحمة الله عليه، أعمامي وكل الجزائريين الذين ضحوا بحياتهم في سبيل تحرير الجزائر، كي نتحدث أنا وأنت بكل هذه الطلاقة والحرية، نحن مديونين لشهدائنا رحمهم الله، تحيا الجزائر.