تأكد منتصف نهار أمس الخبر الذي انفردت “الهدّاف” بنشره قبل 72 ساعة، حيث أعلن نادي “كايزر سبور” التركي انضمام الدولي الجزائري كريم زياني إلى صفوفه على شكل إعارة حتى نهاية الموسم، قادما من “فولفسبورغ” الألماني. لينتهي بالتالي مسلسل دام 3 أسابيع ارتبط خلالها إسم زياني بعدة أندية خاصة منها الفرنسية في صورة “موناكو”، “بوردو”، “سانت إيتيان”، “سوشو”، “ران”، “لانس” في حين أن عرض “نيوكاستل” الإنجليزي كان في مخيلة بعض الأطراف فقط، مادام النادي الانجليزي لم يفكر تماما في جلب زياني إلى صفوفه. “كايزر سبور” تحصل على ضمان لشراء عقده في نهاية الموسم ب 2,5 مليون آورو وبعد إمضاء زياني على عقده أمسية البارحة، فإن الاتفاق الحاصل بين “فولفسبورغ” و”كايزر سبور” يقضي أن يلعب الدولي الجزائري مدة 6 أشهر في تركيا، على أن يكون لناديه الجديد الأولوية مع نهاية هذا الموسم لشراء عقده الذي سينتهي مع “فولفسبورغ” في جوان 2013، وهذا مقابل دفع مبلغ 2,5 مليون أورو. للإشارة فإنه مثلما سبق ل “الهدّاف” نشره في عددها الصادر الأربعاء الفارط، فإن إعارة زياني مدة 6 أشهر كلفت “كايزر سبور” دفع مبلغ 2 مليون أورو. الموقع الرسمي ل “كايزر سبور”: “زياني اختارنا من أجل القيمة المالية للتحويل والمرافق الرياضية” وكان الموقع الرسمي ل “كايزر سبور” قد نشر أمس موضوعا خاصا بانتقال زياني، أوضح فيه أن اللاعب الجزائري اختار اللعب في هذا النادي من أجل القيمة المالية التي اقترحت عليه، والتي مثلما ذكرنا سابقا مماثلة للقيمة التي كان يتقاضاها مع نادي “الفولفي”، حيث سيحصل على راتب شهري مقدر ب 300 ألف أورو. كما أعلن الموقع الرسمي ل “كايزر سبور” أن زياني حمسته المرافق الرياضية الجيدة للنادي، على تفضيل الفريق التركي على الأندية الأخرى التي طالبت خدماته. تدرّب مع “كايزر سبور” في الأمسية ومباشرة بعد توقيعه على العقد بصفة رسمية، لم ينتظر زياني طويلا كي يتدرّب مع فريقه الجديد “كايزر سبور”، حيث شارك في الحصة التي خاضها الفريق مساء أمس، واندمج منذ الوهلة الأولى في المجموعة وكأنه لاعب قديم مضى على تواجده هناك فترة طويلة من الزمن، وليس بضع دقائق أو ساعات. وحسب المعلومات التي رصدناها، فإن لاعبنا الدولي لاقى كلّ الترحاب من الأتراك، ورفاقه الجدد بالإضافة إلى الطاقم الفني لهذا النادي، وهو ما يوحي أنه معوّل عليه كثيرا خلال الأشهر الستة التي سيقضيها هناك. الحارس الكامروني “سوليمانو” تولّى الترجمة له والظاهر أن مشكل اللغة الذي لطالما واجه زياني في “فولفسبورغ” الألماني سيواجهه أيضا في نادي “كايزر سبور” أيضا، لأنه وجد وفي أوّل حصة تدريبية له مع الفريق مساء أمس، مشكلة في التعامل مع رفاقه الجدد، ولحسن الحظ أن هذا النادي يمتلك حارسا كامرونيا اسمه “سوليمانو حميدو” الذي تكفل بالترجمة بينه وبين اللاعبين بما أنه يتقن اللغة الفرنسية. وقد يضطر زياني إلى إنهاك هذا الحارس بالترجمة له في كل مرّة من التركية إلى الفرنسية، وبالترجمة للآخرين من الفرنسية إلى التركية، لاسيما أن زياني الذي عجز عن تعلّم اللغة الألمانية، لا يبدو مستعدّا لتعلم اللغة التركية من أجل ستة أشهر فقط. سادس ناد سيتقمص زياني ألوانه منذ بدء مشواره الإحترافي وسيكون “كايزر سبور” سادس نادي سيحمل زياني ألوانه مند انطلاق مشواره الاحترافي موسم 2001/2002، حيث لعب 3 مواسم متتالية في النادي الفرنسي “تروا” قبل أن يعار 6 أشهر إلى “لوريون”، ثم عاد في النصف الثاني من موسم 2004/2005 إلى “تروا”، ومنه تنقل في الموسم الموالي مجددا إلى “لوريون”. ثم انضم زياني إلى “سوشو” في موسم 2006/2007 حيث لعب له موسما، تنقل بعده إلى “مارسيليا” النادي الذي حمل ألوانه موسمين متتاليين، قبل أن ينضم بداية الموسم الفارط إلى “فولفسبورغ” الألماني. سيلعب مجددا بجانب “سانتانا” و”زالاييتا” ومن المؤكد أن زياني لن يحس بالغربة في ناديه الجديد، خاصة أنه سيجد زميله الباراغوياني “جوناتان سانتانا” الذي لعب معه الموسم الفارط في “فولفسبورغ”، قبل أن يحول في بداية الموسم إلى “كايزر سبور”. وسيلعب الدولي الجزائري في ناديه الجديد إلى جانب أسماء يعرفها الجمهور الجزائري كمهاجم منتخب الأوروغواي و”جوفنتوس” سابقا “مارشيلو زالاييتا”. يذكر أن “سانتانا” يلعب في نفس منصب زياني. أحسن الاختيار وسيتنافس على لقب الدوري مع ناديه الجديد ويمكن القول إن زياني أحسن الإختيار من خلال انضمامه إلى “كايزر سبور” التركي، لأنه سيتنافس على الأدوار الأولى مع ناديه الجديد الذي يحتل المركز الرابع في الترتيب العام للدوري التركي، برصيد 32 نقطة بعد مرور 17 جولة، ولا يفصله عن صاحب المركز الثالث “فينرباتشي”سوى نقطة واحدة، و4 نقاط عن “بورصا سبور” الذي يحتل المركز الثاني و10 نقاط عن الرائد “ترابزون سبور”. وهو ما يجعل إمكانية تنافس “كايزر سبور” على اللقب ممكنة جدا، ولو أن هدف النادي يبقى ضمان المشاركة في منافسة أوروبية الموسم القادم، وتبقى المرتبة الرابعة مرشحة للعب “أوروبا ليغ” إذا أنهى فريق زياني الجديد موسمه فيها. قد يلعب أول لقاء له يوم 24 جانفي أمام “إسطمبول بويكسهير” ومن المفترض أن يباشر زياني، الذي سيقدم لوسائل الإعلام بعد غد الاثنين حسب تقارير صحفية تركية، تدريباته مع ناديه الجديد مطلع الأسبوع القادم، وسيكون له الوقت الكافي من أجل تحضير نفسه لاستئناف الدوري التركي لنشاطه يوم 24 جانفي. ويشير أغلب الظن إلى أن بداية زياني مع “كايزر سبور” ستكون في ذلك التاريخ، على هامش استضافته ل “إسطمبول بويكسهير”. “كايزر سبور” تأسس في 1966 ولديه لقبان محليان فقط ويعتبر فريق “كايزر سبور” من الأندية الحديثة النشأة في تركيا، حيث تأسس يوم الفاتح جويلية من سنة 1966 بعد دمج ناديي “سانايي سبور” و”أورتانادولو سبور”، وكان أفضل ترتيب للنادي في موسم 2008/2009 لما أنهى الدوري في المركز الخامس. وتوج هذا الفري بلقبين فقط على الصعيد المحلي هما حصوله على كأس تركيا في 2008، والكأس الممتازة في ذات السنة. وهو ما يؤكد أنه هذا الموسم بصدد تأدية أفضل مشوار له منذ تأسيسه خاصة في الدوري، مع العلم أنه متأهل إلى الدور الثاني من كأس تركيا. يملك شعبية كبيرة وكل لقاءاته تلعب بشبابيك مغلقة وإذا كان “كايزر سبور” صغير بتاريخه فإنه كبير بجماهيره التي تعشقه إلى حد الجنون، حيث أنه من بين الأندية القليلة في تركيا التي تلعب لقاءاتها دائما أمام مدرجات مكتظة عن آخرها. مادام أن غالبية اللقاءات تلعب بشبابيك مغلقة في ملعب “قادير هاس”، الذي يستوعب 32864 مناصرا، وهو الملعب الذي أنشئ منتصف موسم 2008/2009، بعد أن كان النادي الذي يحمل اللونين البرتقالي والأصفر يستقبل منذ تأسيسه في ملعب “قيصري أتاتورك” الذي يتسع لأزيد من 24 ألف متفرج. -------------------------- زياني: “أمضيت للفريق التركي لأنه يريدني، والعودة للمنافسة همّي الوحيد لأني أفكر في مواجهة المغرب” بداية، مبارك عليك الانضمام إلى ناديك الجديد “كايزر سبور” التركي؟ شكرا لكم، وأتمنى أن أوفق في هذا النادي وأكون عند حسن ظنّ الجميع. الكثير من مناصري “الخضر” عبّروا في المدة الأخيرة عن قلقهم بعد أن بقيت دون فريق؟ حتى أنا كنت قلقا على هذا الأمر ولم أرد الإدلاء بأي تصريحات لوسائل الإعلام تفاديا لكلّ التأويلات، لكن الحمد لله الأمور اتضحت أخيرا وأمضيت لنادي “كايزر سبور” التركي في شكل إعارة مع إمكانية التحويل النهائي. والآن حتى أنا من الناحية النفسية ارتحت لكي أركز فقط على العمل والعودة إلى المنافسة. كيف تم استقبالك في أنطاليا أين يقيم زملاؤك الجدد تربصا تحضيريا؟ الاستقبال كان حارّا جدا وهذا الأمر أثر فيّ، فلقد شعرت أنني في فريق يريدني فعلا، حيث تمنى لي الجميع هنا حظا موفقا والجوّ داخل الفريق رائع، وهو الأمر الذي زاد قناعتي أنني أحسنت الاختيار. هل كان اختيارك لهذا النادي ناتجا عن تفكير عميق لأنك أخذت نوعا ما الوقت الكافي لقبول العرض؟ حتى أكون واضحا معك في هذه النقطة، أقول إن نادي “كايزر سبور” كان يريدني فعلا وظهر ذلك عبر العديد من الأفعال وليس بعرض وهمي فقط، فلقد تم إرسال مبعوث من النادي لإدارة فولفسبورغ للتفاوض حول صفقة تحويلي، وقبل ذلك أرسلوا “فاكس” يقدمون فيه العرض للنادي الألماني، إضافة لأمور أخرى كإرسال تذكرة السفر وتنقل مبعوث خاص إلى جانبي للوقوف على كلّ صغيرة وكبيرة تخص تحويلي...إلخ من الأمور الجدية التي جعلتني أشعر أن هذا النادي يريدني فعلا، لأعود إلى مستواي عبر هذا الفريق الذي يثق فيّ، وهذا أمر مهمّ لأيّ لاعب لأن شعورك بثقة الفريق الذي تنتقل إليه أمر في غاية الأهمية، لذا لم يكن بإمكاني أن أدير ظهري لمسؤولي هذا الفريق الذين عملوا المستحيل في المدة الأخيرة لأكون في صفوفهم وأعود إلى مستواي الحقيقي. مع من تحدّثت من مسؤولي نادي “كايزر سبور” التركي؟ تكلمت مع المكلف بملف استقدامي للفريق وكذا مع المدرب. ماذا قال لك المدرب بالضبط؟ لا أريد أن أكشف كلّ ما دار بيننا لأن الأمر شخصي، لكنني أقول إن هذا المدرب شعرت بالراحة عندما تحدثت معه وظهر لي أنه يريدني فعلا في النادي، وعندما تشعر بهذه الثقة من المدرب الذي سيشرف عليك، فصدقني أنك ستكون أكثر إرادة لتكون في مستوى هذه الثقة. في المدة الأخيرة الكثير من أسماء الأندية ذكرت هنا وهناك عن أنها تريد خدماتك لاسيما نادي “لانس” و “موناكو”؟ ربما لم يتعدّ الأمر مجرّد اتصالات فقط، لكن بالنسبة للعرض الرسمي الذي وصل إدارة فولفسبورغ، فإن النادي التركي هو الفريق الوحيد الذي قدّم عرضا رسميا لأنضمّ إلى صفوفه، أما البقية فلقد بقيت الأمور مجرّد اتصالات فقط دون أيّ شيء جديّ. الأمر وصل إلى حدّ الحديث عن مفاوضات بين فولفسبورغ ونادي نيوكاستل الإنجليزي؟ هذا العرض لا أساس له من الصحة تماما، فلا أحد تفاوض مع نادي فولفسبورغ في هذا الشأن، وحتى أنا لم يصلني أيّ عرض من هذا النادي الإنجليزي، ثم لنكن واضحين مع بعض، فأي فريق يريدني يجب أن يتحدّث معي ويقدّم عرضا لإدارة فريقي لأنني ملك ل فولفسبورغ، وهذا لم يتمّ بما أن إدارة النادي لم تتلق أيّ “فاكس” من أي نادٍ إلا الفريق التركي الذي قدّم عرضا مكتوبا وواضحا في هذا الشأن، أما البقية فالأمر مجرّد كلام، وحتى أنا كرهت الانتظار، إذ في كل مرة كان الجميع يقول لي: “أنتظر غدا سيكون هناك جديد”، ولكنني لم أر أيّ جديد يأتي، لذا قرّرت أن أوافق على العرض الجدي الذي قدّم لي. تبدو أنك مررت بفترة صعبة في المدة الأخيرة؟ بطبيعة الحال، فلقد وجدت نفسي دون نادٍ ورغم أنني أثق في إمكاناتي إلا أنني لم أرد أن أبقى دون منافسة، في وقت أن المواعيد الدولية مع المنتخب الوطني اقتربت، لذا لم أستطيع أن أنتظر أكثر. تتحدّث عن المنتخب الوطني الذي تنتظره مواجهة هامة أمام المغرب، هل كان لذلك تأثير على قرارك؟ نعم، بدرجة كبيرة جدا، فلا أريد أن أجد نفسي دون منافسة والموعد يقترب بسرعة بخصوص مواجهة منتخب المغرب، خاصة أن اللقاء هام جدا، لذا أردت العودة بسرعة لجوّ المنافسة حتى أكون جاهزا للقاء مارس القادم، وكما تعلمون عندما يتعلق الأمر بالمنتخب الوطني لا يمكنني أن أبقى مكتوف الأيدي، وحتى لو أضحّي ببعض الأمور لا يهمّ. ما معنى أنك قمت ببعض التضحيات، هل تتحدّث عن تحوّلك إلى البطولة التركية؟ أم أنك تتكلم عن راتبك الشهري؟ الأموال ليست كل شيء في هذه الدنيا، ثم أنني فضّلت أن أنضم إلى نادٍ أستطيع فيه اللعب والعودة إلى مستواي، على أن ألعب في فريق قد أعاني فيه من التهميش وأواصل التدريبات دون أن ألعب، وأظن أنني أحسنت الاختيار رغم أنه لم يكن لدي خيارات كثيرة، لأنني لم أتلق عروضا حقيقية ولم أرد أن أنتظر أكثر، لأن الوقت يمرّ ولا يمكنني أن أرهن مستقبلي بهذه الطريقة. بصراحة، ألم تندم على الانضمام إلى نادي فولفسبورغ الألماني؟ (يصمت قليلا)... لا، لم أندم، لأن الحياة علمتني أنني أتعلم في كل تجربة، وما عشته في فولفسبورغ علمني الكثير من الأمور في حياتي الاحترافية. متى سنشاهد كريم زياني بألوان فريقه الجديد خاصة أن المباراة المقبلة لفريقك الجديد ستكون يوم 24 جانفي، أي بعد 10 أيام، هل ستجهز لهذا اللقاء؟ لا يمكنني أن أعلم الغيب، لكنني سأتدرب مع المجموعة، وأتمنى أن أكون جاهزا لهذه المباراة خاصة أنني مشتاق للعودة إلى الميادين، وأتمنى أن أكون في الموعد إن شاء الله. ماذا تقول في الأخير للجمهور الجزائري الذي تابع باهتمام الفترة الأخيرة انتقالك من فولفسبورغ إلى نادٍ آخر؟ همي الوحيد الآن العودة للمنافسة، لأكون جاهزا مع المنتخب الوطني وأبرهن أن زياني لم ينته بعد، والمستقبل سيظهر ذلك.. نتمنى لك ذلك وحظا سعيدا.. شكرا. وتحياتي لكلّ الشعب الجزائري