بعد صولاته وجولاته، قرر هداف حسين داي سمير عليش اعتزال ميادين كرة القدم عن سن 37، اللاعب الذي صنع شهرته على حساب بلوزداد يؤكد رضاه على ما حققه في مسيرته ولو أنه يتحسر كثيرا على الموسم الأبيض الذي قضاه مع شبيبة القبائل بسبب كمال مواسة. ماذا يفعل سمير عليش حاليا؟ لقد قررت وضع حد لمسيرتي الكروية، بعد أن وصلت سن 37 وفضلت منح الفرصة للشبان. هل اكتفيت من لعب كرة القدم أم أن قرار الاعتزال يعود لغياب العروض؟ لا، اكتفيت، لعبت بما فيه الكفاية، والعروض وصلتني لكنها جاءت من أندية من خارج العاصمة ولم أكن مستعدا بعد أن بلغت هذا السن للابتعاد عن العائلة والبيت. ما هو آخر ناد حملت ألوانه؟ نادي الرغاية الموسم الماضي، هذا الموسم لم أوقع لأي ناد، كنت على وشك التوقيع لفريقي الأول نصر حسين داي لكن الأمور لم تسر كما كنت أتمنى وتخلى عني المسيرون مرة أخرى فقررت الاعتزال. ليست هذه المرة الأولى التي يتخلى عنك المسيرون في النصرية؟ صحيح، المرة الأولى كانت مطلع الموسم الماضي مع المدرب بوزيدي الذي طلب عودتي لكنه تراجع بعد ذلك وأتركه لضميره، الثانية كانت منتصف الموسم الماضي لكن المسيرين تراجعوا عن ضمي وفضلوا علي براهم شاوش ولاعبا ثانيا من حجوط (يقصد رضوان ربيح). تشعر بأن فريقك السابق تلاعب بك؟ يمكن أن تقول ذلك، المكتب المسير تلاعب بي، لكن لن أهتم كثيرا لأن الأمر يتعلق بفريقي وليس تلاعبهم هذا ما يجعلني أنقلب على الفريق الذي قضيت فيه 13 سنة كاملة من مشواري. ربما قلت بأنهم فعلوا خيرا بعدم ضمهم لك بعد أن سقط الفريق للقسم الثاني؟ لا، تماما، كنت أقول إنه كان بإمكاني تقديم المساعدة للنصرية ومساعدتها على تفادي السقوط للدرجة الثانية. هل أنت راض عن ما حققته خلال مسيرتك الكروية؟ راض تماما، لقد عشت لحظات رائعة وانتصارات كبيرة، من جهتي قدمت أفضل ما عندي لكل الأندية التي حملت ألوانها وفي مقدمتها النصرية ولم أبخل عليها بالعطاء والمجهود. لكنك أنهيت مسيرتك دون أي لقب يذكر؟ هذا صحيح، لم أتوج بأي لقب وهذا يشعرني ببعض المرارة عندما أتذكر ذلك، وتبقى “تحرق”، مع أني لم أكن بعيدا من تحقيق ذلك فقد حققت لقب نائب البطل مع النصرية مرتين ونشطت معها الدور ربع النهائي وحتى نصف النهائي من الكأس في عدة مناسبات، الحظ لم يتبسم لنا للأسف، في مشواري حققت “الطلعات” و«الهبطات” كثيرا. ما هي أفضل ذكرى في مسيرتك؟ هي كثيرة لكن أقواها وأفضلها على الإطلاق كان الفوز والتأهل على حساب شباب بلوزداد في مبارتي الدور ربع النهائي من كأس الجمهورية سنة 1999، سجلت في المبارتين ذهابا وإيابا وصنعت شهرتي في تلك الفترة. لما تلتقي أنصار الشباب هل يذكرونك بما فعلته يومها؟ ليس كثيرا، ليس مثل السابق ولو أن أحد مناصري الشباب التقيته مؤخرا ذكرني بالمباراة في 20 أوت وكيف اقتلع أنصار الشباب أعمدة ملعب 20 أوت. وأسوأ ذكرياتك؟ من دون تردد أقول الموسم الذي قضيته في شبيبة القبائل دون أن ألعب. ألم تغفر لمواسة تهميشه لك في تلك الفترة؟ أبدا، لا يمكنني أن أغفر له ذلك، لما وقعت لشبيبة القبائل في تلك الفترة كنت أنتظر أن تعرف مسيرتي نقلة نوعية ومنحى آخر مع فريق عريق كالشبيبة، كنت أحلم بالوصول للاحتراف من بوابة “الجياسكا” لكن مواسة حطم كل أحلامي. غازي هو الذي ذهب للاحتراف بدلا عنك؟ (يضحك) غازي هو الذي احترف بدلا عني. مرتاح ماديا بعد الاعتزال هل حصلت على تقاعد مريح؟ من هذا الجانب الحمد لله، وأعول على دخول ميدان التجارة. في عنابة حققت أكبر المكاسب المادية، أليس كذلك؟ (يضحك) لا أنكر ذلك، في عنابة حصلت على أفضل منحة إمضاء. كيف ترى وضعية النصرية الحالية؟ مؤسفة للغاية، الفريق يمر بأزمة، وبعد أن أحزننا كثيرا سقوطه للقسم الثاني الموسم الماضي، لا يبدو قادرا على العودة سريعا لمكانته في القسم الأول. لحلو يتطلع للرئاسة على حساب مانع، برأيك من هو الرئيس المناسب لحسين داي؟ لا هذا ولا ذاك، لقد تعاملت مع كل الرؤساء الذين مروا على الفريق وأعرفهم جيدا وأقول إن هناك رجلا واحدا بامكانه أن يعيد النصرية لمكانتها الحقيقية ويعيد هيبتها، هو مزيان إيغيل وأتمنى أن يعود سريعا للفريق كرئيس وليس كمدرب. ما هي مشاريعك المستقبلية؟ التحول للتدريب، وتوظيف خدمتي مع الشبان، وعلى هذا الأساس ننتظر دعوة الاتحاد للتربص الخاص بالمدربين ونحن على اتصال كلاعبين قدامى ببوعلام لعروم في انتظار موعد التربص.