سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
أمين عودية في أوّل حوار حصري لجريدة جزائرية بعد انضمامه للزّمالك “بعد إقصاء شبيبة القبائل من كأس إفريقيا حوّلوا حياتي إلى جحيم، اتهموني وحمّلوني المسؤولية ودفعوني إلى الرحيل”
“الجميع نسوا بسرعة أني أهّلت الشبيبة إلى دور المجموعات” “سجلت ثلاثة أهداف كاملة قالوا أنها كلها بالحظ والزهر” “أين أنا اليوم وأين هم اليوم ؟ أنا في نادٍ كبير وعملاق وهم ما الذي فعلوه ؟“ “حناشي راجل، كأنه والدي يسأل عني كل يوم ليطمئن على أحوالي” “في مصر يقولون لي أنتم الجزائريين حارّين وأنت يا عودية بمثابة وحش فوق الميدان” “ميدو عكس ما يعتقد الكثيرون، يحب الجزائر ويحتفظ بصور الجزائريين في هاتفه النقال” “حسام وإبراهيم حسن حطوني فوق راسهم، هرمين من أهرام كرة القدم، يعرفوا البالون ويحبوني بزاف“ “أعيش ما يحدث في مصر بصفة عادية، ولا دخل لي في شؤون سياسية لا تعنيني” ---------------------- كثيرون يكونون قد لاحظوا أنّ رأس الحربة السابق لشبيبة القبائل محمد أمين عودية قد التزم الصمت منذ انضمامه إلى نادي “الزمالك” المصري، فما عدا التصريحات الخفيفة التي أدلى لنا بها مؤخرا، فإن اللاعب رفض الإدلاء بأي حوار لأي جريدة محلية كانت بسبب تأثره الكبير للانتقادات التي طالته لوحده يوم أقصيت الشبيبة من منافسة رابطة الأبطال الإفريقية في الدور نصف النهائي على يد “تي. بي. مازامبي”، غير أنّ عودية هذه المرّة رفض أن يصدّ “الهداف”، ووافق على الإجابة حصريًا عن كل أسئلتها بصدر رحب، وعاد بنا إلى الفترة الزاهية والعصيبة أيضا التي مر بها في الشبيبة، معرجا على الأسباب التي جعلته يقرر الاحتراف في مصر، مرورا بما يعيشه هناك لحظة بلحظة منذ انضمامه إلى “الزمالك”، فضلا عن تطرقه أيضا إلى ما جمعه من حديث مع المصريين حول الخلافات التي نشبت إثر ما اصطلح على تسميته “الأزمة الجزائرية – المصرية”، بالإضافة إلى حديثه عن الانتفاضة المصرية الأخيرة، وأمور أخرى ستكتشفونها في حوارنا هذا على مدار جزأين كاملين. ------------------- بداية نشكرك لأنّك قبلت إجراء حوار تنوّر به قراءنا ومحبيك في الجزائر بآخر أخبارك منذ مغادرتك شبيبة القبائل واحترافك في مصر... لا شكر على واجب، لقد فضّلت التزام الصمت في الفترة الماضية، والتصريحات الوحيدة التي أدليت بها كانت مع جريدتكم منذ أيام قليلة فقط، وها أنا اليوم أوافق على محاورتكم تلبية لطلبكم من جهة، ولأني رغبت في الحديث أيضا هذه المرّة من جهة ثانية. هل لنا أن نعرف الأسباب الجوهرية التي جعلتك تلتزم كلّ هذا الصمت منذ مغادرتك الشبيبة، وترفض إجراء أي حوار أو الإدلاء بتصريحات لأي وسيلة إعلامية ؟ سأكون صريحًا معك، لا يخفى على أحد أني مررت بفترات عصيبة للغاية بعد إقصاء شبيبة القبائل من رابطة الأبطال الإفريقية، حيث صوّبت سهام الانتقاد نحوي وحدي وكأنّي المسؤول الوحيد عن الإقصاء، ووصل الأمر بالبعض إلى حدّ المساس بكرامتي وشخصيتي، وسال حبر كثير حول ذلك الإقصاء، وزجّ اسم عودية ضمن المسؤولين عن الخروج من الكأس القارية، ففضّلت أن أنسحب وألتزم الصمت لعلّ تلك الأطراف تنساني قليلا وتلتفت لأمور أخرى أكثر أهمية، قبل أن أرحل نهائيًا عن الفريق. نفهم أنّ انتقادات الصحافة لك لعبت دورا كبيرا في رحيلك من الشبيبة واتخاذ قرار الاحتراف في مصر ؟ من يعرف عودية وعقليته جيدا، يعرف السبب جيدا. نحن نريد معرفة السبب الحقيقي ؟ صحيح أنّ سهام الانتقاد التي صوبت نحوي كان لها تأثير، غير أني سأشرح لك بالتفصيل ما حدث لي. تفضّل.. لن أنكر يوما أنّ شبيبة القبائل منحتني فرصة لم تتح لي في أي فريق لعبت له في الجزائر، الشبيبة هي التي سمحت لي باكتشاف المنافسات القارية، والمستوى العالي، هي التي جعلتني أواجه كبار القارة السمراء في رابطة الأبطال الإفريقية، هي التي جعلتني أحتكّ بلاعبين كبار في إفريقيا، وبدوري لم أبخل عليها بأي شيء من جهتي، عملت بجدّ وتفان وإخلاص، وقدتها بفضل هدفين ثمينين إلى بلوغ دور المجموعات الموسم الفارط، اسأل الرئيس حناشي فستلقى منه نفس الإجابة... (نقاطعه). لا شكّ في ذلك واصل أمين... قضيت أوقاتا لا تنسى، لحظات وفترات حلوة ومميّزة للغاية ستحتفظ بها ذاكرتي إلى الأبد، حققنا فيها نتائج باهرة جعلت الكل في مصر الآن يحترمنا ويقدّر مشوارنا، ويقدّر الشبيبة كفريق كبير أزاح الفرق الكبيرة من طريقه، و”الزملكاوية” شخصيا يحترموننا كثيرا ويعترفون بقوة الشبيبة الموسم الفارط وأحقيتها في بلوغ الدور نصف النهائي، لكن بعد الإقصاء تحوّل الكل ضدنا وصرت أن شخصيا مستهدفا من طرف أطراف لا أدري ما مصلحتها من وراء ذلك، سئمت من أجلهم البقاء، فقدت تركيزي كلية، وفي تلك الفترة وصلني عرض الزمالك فوافقت ووافق الرئيس حناشي عليه وغادرت نحو البطولة المصرية وأنا مقتنع لأنّي سطرت منذ بداية مشواري الكروي النجاح كهدف لا بدّ من إدراكه. احترافك في مصر فاجأ الكثيرين في الجزائر بسبب توتر العلاقات بين الجزائريين والمصريين بعد الذي حدث بين البلدين خلال تصفيات كأس العالم، ألم تتخوّف من فشل التجربة أو أن تذهب “في الأقدام“ ضحية لتلك الخلافات ؟ بالنسبة لي العلاقات كانت ولا زالت جيدة بين الجزائر ومصر، ما حدث في السابق مجرد سوء تفاهم وتنافس حول بطاقة الوصول إلى “المونديال”، الآن الجميع هنا وهناك في الجزائر نسي ما حدث، وصدّقني غالبية الجزائريين المقيمين هنا في مصر تجمعهم علاقة وطيدة ومتينة بالمصريين إلى درجة لا يمكنك تصوّرها، هم أكثر من الإخوة، أنا أعيش هنا وشاهدت هذا بأم عيني وإذا ما أردت التأكد تعال إلى مصر لتقطع الشك باليقين. وهل ترى أن قرارك كان صائبًا باختيار البطولة المصرية التي يعد مستواها متقاربا مع البطولة الجزائرية ؟ نعم قراري كان صائبا، ومن دون أن أبالغ المستوى هنا مرتفع وعالٍ جدا، وهذا سبب من بين الأسباب التي جعلتني أغادر، يا أخي في الجزائر تلعب أو لا تلعب لا تظهر شيئا، لكن في الزمالك ستفتح لي كل الأبواب، لاسيما أنّي ألعب في نادٍ عملاق وكبير وتاريخه يتحدث عنه، أنت تتحدث عن أحد أكبر فرق القارة السمراء يا أخي، فريق لديه سمعة وتاريخ وألقاب كثيرة لا تعد ولا تحصى. وكيف تقضي أيامك منذ وصولك إلى مصر، وهل اندمجت بسهولة في الفريق، وهل ألفت نمط العيش هناك ؟ أقضي أيامي بصفة عادية جدا وفي ظروف مريحة للغاية، أتدرب وأعود إلى شقتي كي أرتاح وأسترجع قليلا، وأحيانا أدخل “الأنترنيت” كي أتواصل مع الرفاق والأصدقاء في الجزائر، بالإضافة إلى اللجوء للعبة “البلايستايشن” كي أقضي على “الروتين” في أوقات الفراغ، وعندما يمنحنا المدرب راحة أخرج فيها مع رفاقي اللاعبين كي نتفسح في القاهرة، وبالأمس فقط (الحوار أجري يوم الأربعاء) اصطحبني “ميدو” و“شيكابالا“ معهما إلى أماكن جديدة في مصر اكتشفتها معهما وقضينا أوقاتا رائعة خلال هذه الفسحة. الظاهر أنهما صارا صديقين لك ؟ نعم صارا مقربين مني، رغم أني صديق الجميع في الزمالك، وسأكشف لك سرّا قد لا يعرفه كثيرون في الجزائر. وهو.. عكس ما يتصوّره كثيرون عندنا فإنّ “ميدو” يحبّ الجزائر كثيرا، والدليل على ذلك العلاقة الوطيدة التي تجمعنا ببعض، فضلا على أنه يمتلك صورا عن الجزائر والجزائريين في هاتفه النقال. صور جميلة ؟ نعم جميلة جدا، و”شيكابالا” هو الآخر يحبنا كثيرا وفرح أكثر يوم سمع بإمضائي الرسمي في “الزمالك”، هم اليوم يمرحون ويضحكون حتى ينسوا ما يحدث في البلد من مشاكل سياسية. على ذكر ما يحدث اليوم من مشاكل سياسية وانتفاضة شعبية للمطالبة برأس الرئيس حسني مبارك، كيف تعيشها وأنت هناك في قلب الحدث ؟ صراحة لا دخل ولا شأن لي في السياسة، أنا لاعب كرة قدم فقط، وما يحدث لا يعنيني لا من قريب ولا من بعيد، أعيش ما يحدث بصفة عادية جدا، أتدرب وأعود إلى شقتي للركون إلى الراحة، وأستغل أوقات الفراغ كي أتفسح مع الرفاق والأحباب، وغدا صباحا لدي تدريب صباحي في المركّب، سأتدرب وأعود إلى شقتي. لماذا لم تعد إلى أرض الوطن خلال فترة توقف البطولة هناك بسبب ما يحدث من مشاكل، حتى تبقى بعيدًا عن كل ما يجري ؟ أنا لاعب محترف ولا دخل لي في السياسة، فضلت البقاء هنا حتى أرتاح قليلا وأكون على أتمّ الاستعداد من كل النواحي يوم تستأنف البطولة عن قريب، لاسيما أن الإدارة والطاقم الفني وفّرا لي كافة الظروف التي تجعلني أركز جيدا على ما ينتظرني مستقبلا، ثم أن ما يجري لا يمكنه أن يؤثّر عليّ سلبا. كيف ذلك ؟ أنا أسكن في الزمالك، وهي منطقة هادئة جدّا وبعيدة نوعا ما عن قلب الحدث ولا يجري فيها شيء. أصررنا على معرفة ذلك لأن الجميع تخوّف عليك يوم اندلعت الانتفاضة هناك... يا أخي كل من خاف على عودية مشكور على ذلك، وأطمئنهم بأني بخير والحمد لله من كل النواحي، ولا ينقصني شيء مع الأشقاء في القاهرة. لنعد إلى فترة رحيلك من الشبيبة، فهل كان من السهل عليك اتخاذ قرار مغادرة فريق فتح لك أبواب البروز والتألق بعد كل التجارب التي خضتها مع أندية جزائرية أخرى لم تبرز معها بنفس الشكل ؟ ذلك القرار من أصعب القرارات التي اتخذتها في مشواري الكروي، كيف لا والشبيبة كما ذكرت هي التي فتحت لي كل الأبواب، فتحت لي أبواب المجد والتألق، الشبيبة يا أخي فريق الألقاب في الجزائر، وأنصارها لا يحبون الخسارة إطلاقا، في ذهنهم الشبيبة لا بدّ أن تبقى دوما في مصاف الكبار، لا بد أن تلعب في كل مرة من أجل الألقاب سواء محليا أم قاريا، وحتى أنا بدوري لم أبخل على الشبيبة بكل ما أملك من إمكانات، عملت بجدّ وإخلاص، سجلت أهدافا حاسمة أسعدت بها الأنصار وقدت بها الفريق إلى تحقيق نتائج جيدة، ويوم قررت الرحيل ثق أن ذلك كان من أصعب القرارات التي اتخذتها في حياتي. البعض في الجزائر يرى أن عودية لو احترف في أوروبا لكان قراره منطقيا وصائبا، غير أن اختيارك قرار الاحتراف في مصر اعتبره البعض تضييعا للوقت، ما رأيك ؟ على أي لاعب في مشواره الكروي ألا يتخطى أو يحرق المراحل، وأن يسيّر ذلك المشوار مرحلة بمرحلة، أنا برزت في الجزائر وتنقلت إلى بطولة مصرية مستواها أعلى وأكبر، ومن هنا وبعد أن أفرض نفسي وأتألق وأعطي ما هم ينتظرونه مني، ستكون لي محطة أخرى إن شاء الله ولمَ لا طرق أبواب أوروبا، علي فقط أن أثق في إمكاناتي وقدراتي. كيف كان الاستقبال يوم وصلت إلى مصر ؟ وهل تخوّفت من برودة الاستقبال بما أنك أول جزائري يلعب في مصر بعد اندلاع الأزمة بين البلدين ؟ كان استقبالا رائعا للغاية، لقد احتضنوني بحفاوة كبيرة، ووضعوني في أفضل الظروف، وجعلوني أشعر بأنهم يحبونني وكأني منهم، وأستغل الفرصة كي أتوجه بشكري الجزيل لهم على ذلك وعلى ما قاموا به منذ وصولي لمصر إلى يومنا هذا. وكيف كان أول لقاء بينك وبين التوأم حسام وإبراهيم حسن، وكيف هي العلاقة بينكما منذ وصولك ليومنا هذا ؟ قد أعتبر جاحدا أو ناكرا للجميل إن أنا قلت العكس، من دون مبالغة وجدت فور وصولي رمزين أو هرمين من رموز وأهرام كرة القدم في مصر، حسام وإبراهيم كانا في انتظاري ليلة مباراة الأهلي والزمالك، ورحّبا بي بطريقة لائقة لا يمكنك تصورها، وأشعراني بأني منهم وإليهم كما يقال. صراحة انتظرنا العكس بالنظر إلى حساسيتهما تجاه الجزائر، وهي الحساسية التي أعلنا عنها أكثر من مرة في تصريحاتهما علنًا ؟ لا لا، عليك أن تكون هنا كي تتأكد مما أنا بصدد سرده عليك، حسام وإبراهيم شخصيا هما من آمنا بي وبإمكاناتي كثيرا، ولذلك كانا الأسعد بقدومي إلى مصر. حساسيتهما تجاه الجزائر جعلتنا نشك في حبهما لك مثلما تقول... لا خوف من هذا الجانب، وأذهب معك بعيدا ما دمت قد أصررت على معرفة علاقتي بهما، هما لم يؤمنا بشخصي فقط، بل إنهما أصرّا كي أنضم إلى نادي “الزمالك”، فبعد أن تابعا رابطة الأبطال الإفريقية، ووقفا على ما قدمته مع شبيبة القبائل من مستوى على مدار كافة المباريات التي خضتها، طلبا من الإدارة أن تقوم بانتدابي في أسرع وقت ممكن، حسام شخصيا قال لهم : “هذا عودية جيبوهولي” بالمصرية، وأشكره كثيرا على الثقة التي وضعها في شخصي، وأشهد له بأنه لاعب كبير، يعرف كرة القدم جيدا أفضل مني وأفضل منك أيضًا. مع حسام أو إبراهيم، أم “ميدو” أم شيكابالا أو أي شخص مصري آخر، هل تطرقتم إلى الأزمة الكروية التي اندلعت سابقا بين الجزائر ومصر ؟ نعم تحدثنا عنها كثيرا، لكن الجميع نسي ما جرى، لأن الأمر يتعلق بتنافس حول بطاقة التأهل إلى “المونديال” وانتهى أمره، ونسيه الجميع ونسي الخلافات التي نشبت بعده، لأنه من الضروري أن نمضي قدما نحو الأمام وننسى ما حدث، قل لي ما فائدة التفكير في الماضي وخلافاته ؟ لا شيء، كما أني شخصيا لا أتحدث كثيرا في الموضوع وأفضل التركيز على ما ينتظرني من مهام فوق الميدان حتى أشرّف عقدي مع “الزمالك”. وكيف هي علاقتك بالأنصار “الزملكاوية” ؟ دخلت قلوبهم ودخلوا قلبي من أول لقاء، تصور أنهم صاروا يغنّون لي من المدرجات في كل مناسبة “تعالى.. عودية... تعالى عودية... تعالى عودية”. بهذه السرعة ؟ رغم أني لم أظهر شيئا بعد، إلا أنهم أحبوني كثيرا، وعلاقتي بهم جيدة، وأعتقد أنهم عرفوني قبل قدومي، بعدما شاهدوني مع شبيبة القبائل خلال رابطة الأبطال الإفريقية. وكيف هي علاقتك مع كافة المصريين في الشارع، وهل سبق أن حدثت مناوشات لك مع البعض منهم ؟ رائعة أيضًا، الحمد لله منذ مجيئي لم تحدث لي أي مشاكل معهم، بالعكس ألقى كل الترحاب والضيافة من الأشقاء المصريين أينما ذهبت ووطأت قدماي، هم يحترموني كثيرا وأنا أيضا، وأضيف لك شيئا، لقد لمست من خلال تجوّلي في الشارع المصري نية صريحة وواضحة من طرف الشعب في التصالح بين البلدين وإعادة العلاقات بين الجزائر ومصر إلى ما كانت عليه من قبل، وهو ما أتمنى أن يحدث لأننا إخوة قبل كل شيء، ولن نجني شيئا من وراء الخلافات بسبب كرة القدم. ألا ترى أن “الزملكاوية” يعشقونك لأنك تألقت ضدّ الغريم التقليدي الأهلي في رابطة الأبطال الإفريقية ؟ ممكن ذلك، لقد أخذوا صورة جيدة عني وعن إمكاناتي من خلال متابعتهم لقاءات رابطة الأبطال الإفريقية ولقاءي الأهلي، ولذلك هم يعوّلون علي كثيرا في فريقهم، وأنا بدوري لن أدّخر أي جهد كي أدخل الفرحة في قلوبهم، وخلاصة القول ومن دون مبالغة فإن “الزملكاوية” والمصريين ككل يحبون اللاعبين الجزائريين وقالوا لي صراحة في يوم من الأيام “أنتم حارّين، وأنت شخصيا يا عودية لاعب حار جدّا”، بل وصلوا إلى حدّ وصفي بالوحش. وحش ؟ نعم الوحش عودية، يقولون لي أنك تكافح وتقاوم ببسالة فوق الميدان، ولا تتعب ولا تكلّ ولا تملّ بالكرة أو من دونها، إنك وحش حقيقي. خضت حتى الآن لقاءين بألوان الزمالك واحد في البطولة ضدّ الإنتاج الحربي وآخر في كأس إفريقيا ضدّ نادي “ألونيس ستار” الكيني وسجلت فيه هدفا، ما رأيهم فيما قدمته ؟ ما لمسته أنهم اقتنعوا بما قدمته في لقاء البطولة رغم أني لم أسجل فيه، وفرحوا أكثر بالهدف الأول الذي أمضيته في لقاء رابطة الأبطال الإفريقية في كينيا، وأتمنى أن أسعدهم أكثر في ثالث مباراة لي تحت ألوان فريقهم عن قريب. كيف كان ردّ فعل رفاقك اللاعبين بعد الهدف الأول الذي أمضيته في كينيا ؟ كلّهم فرحوا لي، وتوجهوا صوبي من أجل تهنئتي بأول أهدافي تحت ألوان “الزمالك”، وهذا دليل قاطع على أنهم يتمنّون نجاحي وتألقي وبروزي معهم، وفضلا عن سعادتهم بما قدمته، أؤكد لك أنهم سهلوا لي المهمة فوق المستطيل الأخضر، وسهلوا اندماجي وانسجامي مع طريقة لعبهم، وأشكرهم كثيرا على ذلك. وردّ حسام حسن ؟ هو الآخر كان سعيدا بأدائي، قلت لك من قبل هو يؤمن بشخصي وإمكاناتي كثيرا، ومن المنطقي أن يسعد لتألقي. قيل لدى انضمامك إلى نادي “الزمالك” أن العرض المالي كان كبيرا جدّا، وأن الصفقة كانت مربحة للطرفين، لك ولشبيبة القبائل، فكم بلغت قيمة تحويل عودية إلى مصر ؟ اعذرني لا يمكنني أن أكشف عن قيمة تحويلي عبر وسائل الإعلام، هي أمور سرّية تبقى بيني وبين إدارة شبيبة القبائل وإدارة نادي “الزمالك”، وشخصيًا أفضل الاحتفاظ بها لنفسي، ما يمكنني أن أؤكده لك في هذا الشأن أنّ العرض كان محترما والحمد لله، عرض يليق بمستواي وبمستوى شبيبة القبائل، وحتى أوضح لك الصورة أكثر، احترافي في مصر لم يكن من أجل الأموال فقط، بل لأني كنت أرغب في خوض تحدٍ جديد، في اكتشاف بطولة جديدة وعالم آخر في كرة القدم، من أجل تطوير إمكاناتي، كان بوسعي أن أبقى في شبيبة القبائل وأحصل على أموال كثيرة بعد بروزي، لكني فضّلت الاحتراف ورفع تحدٍ جديد، وهربت من المشاكل التي عانيت منها في الفترة الأخيرة. تلك المشاكل بدأت من غياباتك المتكررة عن التدريبات، وإثر الإقصاء من كأس إفريقيا، فما الذي جعلك تتغيب حينها عن التدريبات من دون سبب ؟ في تلك الفترة تحمّلت كل شيء، تحملت الإشاعات التي راجت حولي، والكلام القبيح الذي قيل عني، اسأل الرئيس حناشي هو أدرى منك بما جرى لي، ستجد الإجابة نفسها، أنا أعترف بأن تصرفي بالغياب عن التدريبات لم يكن لائقا، لكني كنت أمرّ بفترة عصيبة للغاية، أثّرت علي وعلى تفكيري سلبا إلى درجة أني صرت غير قادر على التدرّب. غموض يكتنف ما حدث لك، هل لك أن تشرح لنا أكثر وبوضوح وتفصيل أدقّ ؟ أنا لاعب يحبّ الفوز مثلي مثل أنصار شبيبة القبائل، في مجرد لقاء ودي أرغب في الفوز فما بالك في لقاء رسمي، وفي تلك الفترة الزاهية التي مرت بها الشبيبة الجميع أرادوا أن يلعبوا أساسيين، والشبيبة بالنسبة لهم صارت كبيرة مما كانت عليه من قبل، بدأت المشاكل لكني لم أفكّر للحظة في الرحيل، إلى أن دفعت وأجبرت على ذلك. متى قررت الرحيل بالضبط ؟ سجلت 3 أهداف حاسمة وهامة في ظرف قصير، فقالوا عني بصريح العبارة “هي مجرّد أهداف سجلها بالحظ فقط”، نفس الأطراف اتصلت بقدامى الشبيبة وقالت عني الكثير وراء ظهري، ومع ذلك سامحتها، لأني أعرف نفسي جيدا، أعرف شخصيتي وأعرف إمكاناتي فوق الميدان، غادرت بعدما دفعوني إلى ذلك عقب الإقصاء من رابطة الأبطال الإفريقية، رحلت وأثبت لهم أن عودية بخير والحمد لله رغم ما قالوه عنه. (نقاطعه) لا نريد أن نستغل قلقك وإدلاءك تصريحات على الساخن، لذلك فتريث بعض الشيء أمين... لا، أنا من يريد الحديث عن هذه النقطة بالذات لأنّ حبرا كثير أسيل عني دون وجه حق، “ربي سبحانو مسامح كريم” وأنا سامحت هذه الأطراف، لكن عليهم أن يتأكدوا أن عودية لا زال واقفا على رجليه، عودية اليوم أساسي في الزمالك، يلعب بانتظام ويسجل أهدافا، يلعب مع الكبار ويحتك بالكبار أيضا، فأين هم اليوم ؟ أين هم مما أنا فيه ؟ لقد مسّوني كثيرًا في شخصيتي وكرامتي، وألحقوا بي ضررا معنويا كبيرا، هل تعرف ما الذي قالته لي والدتي خلال تلك الفترة العصيبة. ماذا ؟ قالت لي “لماذا هذه الحملة ضدّك وأنت الذي أعطيت الشبيبة كل ما تملك ؟“ قالت لي أيضا “لقد استعملوا كل شيء وحاربوك دون وجه حق”، وحثّتني على تغيير الأجواء وشجّعتني بعدها على الاحتراف في مصر يوم وصلني العرض وشجّعتني على مغادرة تلك الأجواء المكهربة التي عشتها في آخر أيامي مع شبيبة القبائل، أحمد الله أنّي وفقت لمّا اتّبعت نصيحتها، وأحمد الله أن “دعاوي الوالدين” حتى الآن وفقتني وسددت خطاي على كافة الأصعدة، يا أخي حتى بعض الإعلاميين سامحهم الله وطيلة 3 أشهر وهم يكتبون عبر صفحات الجرائد “عودية غاب دون سبب، عودية دار، عودية ضيع، عودية لم يسجل، عودية ليس مهاجما جيدا، عودية يسجل بالحظ، عودية يضيع أكثر مما يسجل...” إلى غيرها من الانتقادات غير البناءة، والإشاعات التي لا أساس لها من الصحة تلك التي روّجوها حولي، لقد ألحقوا بي ضررا معنويا كبيرا، ونسوا كل ما فعلته مع الشبيبة في ظرف موسم واحد، سجلت أهدافًا حاسمة في لقاءات كبرى والملاعب تتحدث بنفسها لو كانت تنطق. ربما كانت تلك الأطراف وتلك الأقلام محرّضة من طرف أيادٍ خفية شنت تلك الحملة الشرسة عليك لدفعك إلى الرحيل ؟ لا أدري إن كانت محرّضة أم غير ذلك، أم أي شيء من هذا القبيل، الحمد لله أن ثقة الرئيس حناشي في شخصي كبيرة، فهو كان ولا يزال من القلائل الذين يعترفون بما قدمته للشبيبة يوم كنت لاعبا فيها، وأكشف لك شيئا مهما ما دمنا قد تطرقنا إلى حناشي في الحديث، لعلمك أنه يسأل عني يوميا عبر الهاتف، يطمئن على أحوالي الشخصية ويتفقد أموري ويسأل عن ما أحتاجه حتى وأنا في مصر وكأنه والدي، أشكره كثيرا على ذلك بالمناسبة، أما من حاولوا تكسيري وتشويه صورتي فأنا أسامحهم مهما فعلوا وقالوا عني.