يبدو أن نقل كلّ مباريات ربع النهائي إلى ملاعب الخرطوم و أم درمان (العاصمة) بعد أن كان لقاءان مقرّرين في واد مدني (160 كلم عن العاصمة ) و”بورتسودان” (670 كلم عن الخرطوم)، أخلط كلية أوراق “الكاف” بما أنها أجبرت على التعامل مع المباريات الأربع ببرمجتها حتى مع إسقاط حقّ المنتخبات التي حققت المرتبة الأولى في المواصلة على الميادين التي لعبت عليها الدور الأول. فصاحبا الريادة في المجموعة الثانية (واد مدني)، والرابعة (بورتسودان) سيكونان مجبرين على التنقل، في وقت أن المستفيد الأكبر لن يكون إلا المنتخب الوطني الجزائري. “الخضر” تلقوا بارتياح اللعب في الخرطوم يوم الجمعة على الخامسة مساء وتلقى مسؤولو “الخضر” مساء أمس خبرا من اللجنة المنضمة مفاده أن الاتحاد الإفريقي برمج مباراة المنتخب الوطني المتأهّل ثانيا عن مجموعته الأولى أمام أول المجموعة الثانية، بملعب الخرطوم يوم الجمعة القادم بداية من الساعة الخامسة بالتوقيت المحلي والثالثة زوالا بالتوقيت الجزائري، وهو الخبر الذي أسعد البعثة ككل، والتي كانت تعرف في كلّ الأحوال بعد نقل مباريات مجموعة “مدني” أنها ستلعب إما في الملعب الذي لعب عليه “الخضر” اللقاءات الثلاثة، أو على أحد ملعبي أم درمان (المريخ أو الهلال)، فجاء اللعب في الميدان الذي صار يعرفه اللاعبون جيّدا. السودان تصدّرت الترتيب ومع هذا ستلعب في ميدان الهلال وبالرغم من احتلال المنتخب السوداني للمرتبة الأولى إلا أنه مع هذا سيكون مضطرا إلى تغيير الملعب يوم الجمعة القادم في ثاني مباراة لربع النهائي، حيث سيلعب في ميدان الهلال (يستقبل ثاني المجموعة الثانية) بداية من الثامنة والنصف مساء بالتوقيت السوداني، وبالتالي يفقد “صقور الجديان” امتياز المواصلة في الخرطوم، وهو الأمر الذي يعتبر سابقة بما أنه لم يحصل إلا في هذه الدورة، علما أن البرمجة من البداية كانت تشير إلى أن متصدّر مجموعتنا سيكون مجبرا على التنقل إلى ميدان الهلال، على أن يلعب الثاني في واد مدني. تأهّل “الخضر” يعني مواصلتهم في الخرطوم في نصف النهائي ويبقى الخبر الأجمل الآخر هو أن “الخضر” إذا تأهلوا في مباراة الجمعة القادمة سيواصلون اللعب في الخرطوم للمباراة الخامسة على التوالي، حيث يواجهون الفائز من مباراة أول المجموعة الرابعة وثاني المجموعة الثالثة، وهي أفضلية منحت فقط للمنتخب الجزائري المطالب باستغلالها من أجل المواصلة في هذه الدورة ولم لا رفع التاج مثلما يتمناه الجميع، طالما أن الظروف تبدو مواتية من خلال تعوّد اللاعبين على معالم أرضية الخرطوم، وبما أنها (أي الظروف) لم تقسو على “الخضر” الذين كان يمكن تخيّل الموقف الذي سيكونون عليه لو اضطروا في ربع النهائي إلى تكبّد عناء السفر إلى واد مدني. “الخضر” يتدرّبون فيه بشكل متواصل منذ وصولهم ومقارنة بأول المجموعة الثانية الذي سيكون “استاد الخرطوم” اكتشافا جديدا له في التدريبات وخلال أول مباراة له عليه، فإن المنتخب الوطني تعوّد لاعبوه منذ وصولهم على التدرّب على أرضية هذا الميدان، فحصة اليوم مثلا تجرى عليه، كما أن اللاعبين “حافظينو” ولعبوا فيه 3 مباريات صعبة واحدة منها كان أمام البلد المضيف وسط ضغط كبير. مواجهة تونس ممكنة في نصف النهائي ويمكن ل “الخضر” ملاقاة المنتخب التونسي في نصف النهائي، وهي فرضية ممكنة جدا إذا احتل “نسور قرطاج” المرتبة الأولى في مجموعتهم من خلال الانتصار في مباراة الغد على السنغال، وفي تلك الحالة عليهم فقط الفوز على ثاني المجموعة الثالثة مع تأهّل “الخضر”، ما سيسمح لهما بالتواجه في نصف النهائي، في مباراة تجرى بملعب الخرطوم ستكون كبيرة بين لاعبين يعرفون بعضهم جيدا وبين منتخبين شقيقين. النهائي والترتيبية في ملعب الخرطوم بذكريات “أم درمان” أجرت “الكاف” تعديلات على البرنامج العام، ولكنها بالمقابل أبقت على مباراة النهائي في ملعب المريخ بأم درمان الذي يحمل ذكريات لا تنسى ل “الخضر” خلال ملحمة “أم درمان” قبل 16 شهرا، وهو ما يأمل الكل أن يتكرّر لأنه سيكون كافيا في المحطة الأخيرة – إن وصلنا إليها – أن يشحن اللاعبين معنويا بمجرّد استعادة تلك الذكريات. وبالمقابل فإن حتى المباراة الترتيبية ستجرى في ملعب المريخ. اللاعبون يكونون تابعوا مساء أمس مباراة جنوب إفريقيا ويكون اللاعبون تابعوا يوم أمس جماعيا مباراة جنوب إفريقيا وزيمبابوي التي أدارها الحكم الدولي الجزائري حيمودي، خاصة أن كلّ المعطيات المسبقة كانت ترشّح منتخب “البافانا بافانا” ليكون منافس المنتخب الوطني بما أن نقطة تكفيه ليحتل المرتبة الأولى. حيث تابعوا اللقاء باهتمام في الوقت الذي حضره المدرب بن شيخة في المدرجات.