“تعودت على قضاء المناسبات الدينية بعيدا عن العائلة رغم أن الأمر ليس سهلا” ما تعليقك على تأهلكم إلى الدور ربع النهائي من “الشان”؟ أتصور أن تأهلنا كان مستحقا بالنظر إلى مردودنا المقدم منذ بداية الدورة وخاصة النتائج التي سجلناها في لقاءاتنا الثلاثة التي لعبناها، حيث أننا لم ننهزم في أي لقاء بعد أن هزمنا أوغندا وكنا قريبين من فعل الشيء نفسه أمام الغابون لولا الهدف الذي تلقيناه في الوقت بدل الضائع من اللقاء، قبل أن ننهي مشوارنا في الدور الأول بالتعادل أمام المنتخب المضيف. لقد جمعنا 5 نقاط من أصل 9 ممكنة وسجلنا 4 أهداف كاملة كأحسن هجوم في مجموعتنا وهو أمر يؤكد أيضا استحقاقنا التأهل. لكن عانيتم كثيرا في مباراتكم الأخيرة أمام السودان من أجل ضمان نقطة التعادل التي سمحت لكم بالتأهل؟ ما تقوله صحيح، حيث أننا وجدنا مقاومة شديدة من المنافس الذي أراد الفوز علينا بأي طريقة كانت، وقد لعب أمامنا لاعبوه برغبة شديدة تجعل أي شخص يظن أن هذا المنتخب لم يضمن تأهله قبل مواجهتنا، ونحن مثلما شاهدتم كنا تحت ضغط شديد حيث كنا مطالبين بتحقيق نتيجة إيجابية نضمن بها تأهلنا وهو أحد الأسباب التي جعلتنا ربما لا نظهر بمستوانا الحقيقي. وهل كنتم تنتظرون أن تجدوا تلك المقاومة من قبل المنتخب السوداني؟ لا أخفي عنك أننا انتظرنا ذلك، حيث أن السودانيين كانوا مدعومين بجمهور غفير في ملعب “الخرطوم” وكانوا يريدون الفوز من أجل أنصارهم ومن أجل ضمان صدارة ترتيب المجموعة، حيث كانوا يعرفون أننا سنلعب من أجل الفوز ولو فزنا عليهم كنا سنخطف منهم الريادة ولهذا أرى شخصيا أنهم قدموا أفضل مردود لهم منذ بداية الدورة أمامنا. وهل هذا هو تفسيرك الوحيد لعدم تقديمكم مباراة كبيرة مثلما كان عليه الحال أمام أوغندا والغابون؟ هذا أحد الأسباب التي جعلتنا لا نظهر بحقيقة مستوانا ويضاف إليها الضغط الشديد الذي كان مفروضا علينا، حيث كنا مطالبين بالتأهل مهما حصل لأن الإقصاء في الدور الأول كان سيكون بمثابة كارثة بالنسبة لنا، وأؤكد أيضا أن التعب نال منا كثيرا بعد لقاءينا السابقين، حيث وجب أن لا ننسى أننا لعبنا لقاء أوغندا في ظروف مناخية صعبة جدا وقد خلفت تلك المباراة أثرا كبيرا على لياقتنا، حيث أحسسنا بتوالي الأيام بإرهاق شديد. الآن أنتم في الدور ربع النهائي، فكيف ستحضرون لموعد مباراتكم القادمة أمام جنوب إفريقيا؟ الآن أمامنا بين لقاء السودان الأخير الذي لعبناه ولقاء جنوب إفريقيا الذي سنخوضه يوم الجمعة القادم 6 أيام كاملة، وهي فرصة بالنسبة لنا من أجل الاستعداد جيدا لهذه المباراة بعد الراحة التي استفدنا منها يوم الأحد (الحوار أجري أمسية البارحة) والتي كانت فائدتها كبيرة علينا خاصة أننا منذ قدومنا إلى السودان ونحن نتدرب يوميا وقد أنهكنا ذلك الأمر كثيرا. وماذا تقول عن منافسكم القادم جنوب إفريقيا في الدور ربع النهائي؟ هو منافس قوي بدليل أنه فاز في كامل مبارياته التي خاضها في دور المجموعات، حيث ترك انطباعا حسنا جعله يكون من بين أفضل المنتخبات في الدورة وأحد المرشحين للظفر بلقبها. نحن من جهتنا عازمون كل العزم على تجاوز عقبته بسلام حتى نستمر في المنافسة التي ننوي الذهاب إلى النهائي فيها، وأعتقد أن لدينا الحظوظ من أجل التأهل على الأقل إلى المربع الذهبي. وما هي الاستنتاجات التي خرجتم بها بعد متابعتكم لمباراة جنوب إفريقيا أمام زيمبابوي؟ أعتقد أن ما قدمته جنوب إفريقيا أمام زيمبابوي لا يهمنا، فنحن أمامنا هدف متمثل في التتويج بهذه الكأس، ومن أجل ذلك علينا أن نتغلب على منافسنا القادم في ربع النهائي وهو جنوب إفريقيا مهما كان مستواه سواء كبيرا أو ضعيفا، وحسب ما شاهدته شخصيا فإنه بمقدورنا أن نتأهل دون مشكل لو نلعب بمستوانا الحقيقي أمام هذا المنتخب. في الأخير ستقضي احتفالية المولد النبوي الشريف بعيدا عن العائلة والأحباب وأنت الذي قضيت عيدي الفطر والأضحى بعيدا عنهم، فكيف هو شعورك؟ لقد تعودت بسبب التزاماتي سواء مع المنتخب الوطني أو وفاق سطيف قضاء المناسبات الدينية خاصة بعيدا عنهم، وبصراحة لم أعد أحس كثيرا بالأمر رغم أن عائلتي أصبحت “نخصهم بزاف” في مثل هذه المواعيد، وهذه هي حياة لاعب كرة قدم وعلينا أن نتقبل الأمر ونضحي في بعض الأحيان رغم أن الأمر ليس سهلا مثلما قد يتصور البعض.