بعد إنتهاء المونديال بالنسبة ل “الخضر”، لم يجد مجيد بوڤرة ما يقوله سوى أن منتخبنا الوطني كان بإمكانه أن يمر إلى الدور الثاني لولا الهزيمة في المباراة الأولى التي كانت منعرج الدورة بالنسبة إلى “الخضر” المنتخب الجزائري يخرج من المونديال بنقطة واحدة بعد الهزيمة أمام المنتخب الأمريكي، كيف تقيّم أداءكم في هذه الدورة ؟ أظن أننا خرجنا بوجه مشرّف، خاصة في المباراة الثانية وحتى أمام المنتخب الأمريكي أين صمدنا إلى آخر لحظة وكنا نريد أن نفوز بهذا اللقاء لكي نطمح إلى التأهل إلى الدور المقبل، لكننا ضيّعنا العديد من الفرص، وفي الوقت بدل الضائع عندما أردنا الصعود جميعا لأجل التسجيل كانت هناك فراغات وتمكّن المنتخب المنافس من تسجيل هدفه الوحيد في المباراة في الوقت بدل الضائع، لكننا رغم تأثرنا بهذه الهزيمة التي ختمت مشوارنا في هذه البطولة إلا أننا لم نكن سيّئين في هذا المونديال، وأعتقد أننا قدمنا أداء مشرّفا. لكن كنتم تريدون نتائج أفضل، أليس كذلك ؟ بطبيعة الحال، فهدفنا كان المرور إلى الدور الثاني، رغم أننا كنا نعلم جيدا أن المهمة ستكون صعبة للغاية، ثم يجب أن لا ننسى من أين أتينا خاصة أننا كنا منذ سنتين نعجز حتى عن التأهل لنهائيات كأس إفريقيا، والآن بعد أن تأهلنا لأكبر حدث كروي في العالم يجب أن نسير بخطى ثابتة ولا نحرق المراحل. معنى هذا أنك مع الذين قالوا أننا في المونديال لنتعلّم ؟ لا، نحن عندما تأهلنا لهذا المونديال لم نكن نريد المشاركة من أجل المشاركة، بل أردنا أن نسجل مشاركتنا في دورة جنوب إفريقيا بتأهل تاريخي لكننا عجزنا عن ذلك بعوامل كثيرة لم تكن في صالحنا. هل يمكن أن نعرف هذه العوامل ؟ أظن أن الحظ لم يكن بجانبنا في المباريات الثلاث، فقد انهزمنا في اللقاء الأول بخطأ واحد رغم أننا لعبنا بطريقة لم تكن سيئة ثم إننا كنا نستحق على الأقل التعادل في هذه المواجهة الأولى، في اللقاء الثاني أمام إنجلترا اعتقد أنه كان هناك مكان لهدف واحد يسمح لنا بتحقيق الفوز وحصد النقاط الثلاث، لكننا لم نتمكن إلا من الحصول على نقطة واحدة ليصل اللقاء الثالث الذي ضيّعنا فيه العديد من الفرص، ولو تمكنا من التسجيل في بداية اللقاء عن طريق جبور أنا متأكد أننا كنا سنحضر لقاء آخر، لذا أقول أن الحظ لم يكن بجانبنا في هذه الدورة كما أن عامل نقص التجربة هو الآخر أثر علينا كثيرًا، لأننا ارتكبنا هفوات كان لها أثر على الفريق ومردوده. لكن الجميع يعتبر النقطة السوداء للمنتخب الوطني خط الهجوم الذي لم يظهر شيئا وعجز حتى عن تسجيل هدف واحد. نعم، لكن الكرة الحديثة يسجل فيها كل العناصر وليس خط الهجوم فقط كما أن المهاجمين هم أول المدافعين، لذا لا يجب أن نقول أن الهجوم هو سبب الإقصاء بل يجب الحديث عن المجموعة ككل، وأظن أن الجميع لم يقصّروا في هذه الدورة لكننا مثلما قلت العديد من الأمور لم تكن في صالحنا. مجيد بصراحة ما هو الشيء الذي ندمتم عليه في هذه الدورة ؟ (يصمت قليلا) أظن أننا ندمنا كثيرا على المواجهة الأولى التي قلنا منذ البداية عنها أنها لقاء مصيري ويجب تحقيق نتيجة إيجابية فيه، وأظن أن الهزيمة التي تلقيناها في هذا اللقاء أثرت كثيرا على باقي المشوار، لأننا لو خرجنا على الأقل بالتعادل لتغيّرت أمور كثيرة في الترتيب النهائي للمجموعة، لذا أنا شخصيا أعتبر أنني ندمت على اللقاء الأول كثيرا. لو عادت الأمور للوراء ما هو الشيء الذي كنتم ستغيّرونه في المباراة الأولى ؟ ندخل بأقل احترام للمنافس وإرادة أكبر للفوز باللقاء، وخاصة البحث عن الانتصار منذ الوهلة الأولى، ونكون كالأسود في كل لقطة لكن هذه هي كأس العالم، وأظن أننا لم نكن خارج الإطار وقدّمنا أداءً مشرّفا. وخاصة أن المنتخب الجزائري ربح حارسًا بارعًا هو رايس مبولحي ؟ نعم فلقد برهن رايس في المبارتين أمام إنجلترا وكذا المنتخب الأمريكي أنه حارس كبير، ولعب دورا كبيرا في حفاظنا على الشباك دون أهداف إلى غاية الدقيقة الأخيرة من مواجهة المنتخب الأمريكي. الآن بعد أن تمكّنتم من تحقيق الحلم بالمشاركة في كأس العالم ما هو الهدف القادم لكم ؟ بصراحة نريد أن نكرر هذه المغامرة لأن الذي يتمكّن من تذوق حلاوة المشاركة في كأس العالم يبحث دائما عن تكرار ذلك مرة ثانية وثالثة، لذا تفكيري الآن وأنا مقصى من التأهل للدور الثاني وخارج السباق هو كيف سيمكنني المشاركة في دورة 2014، لأن حلاوة المشاركة في كأس العالم لا تضاهيها حلاوة، وعلينا أن لا نخيّب بأن نكون حاضرين في الدورة القادمة. هل ترى أن المنتخب الوطني يملك المؤهلات لذلك ؟ نعم، فنحن نملك منتخبا كبيرا بشبان سيبرهنون على إمكانياتهم في القريب العاجل، لأن عناصر كبودبوز،عبدون، ڤديورة ومبولحي المستقبل أمامهم ليكونوا في الموعد ويحققوا معنا نتائج رائعة، لأننا الآن يجب أن نعمل على تحقيق التأهل في كل المنافسات التي نشارك فيها خاصة أننا تمكنا في نهائيات كأس إفريقيا الماضية من الوصول إلى الدور النصف نهائي، والآن سنلعب التصفيات التي يجب أن نخرج منها متأهلين لأن الجميع الآن ينتظر الجزائر ولا يريدها أن تخيّب الآمال. ماذا تعلّمتم من المشاركة في المونديال ؟ تعلمنا الكثير خاصة أننا عرفنا معنى المستوى العالي، لكننا في نفس الوقت قدمنا كل ما لدينا ولم نبخل في تقديم ما باستطاعتنا. وما الذي كان ينقص الفريق ؟ تسجيل هدف كان سيحل العقدة ويجعلنا نتحرّر.