وفى لاعبو اتحاد بلعباس بالوعد الذي قطعوه على أنفسهم عند مغادرتهم نحو سكيكدة للعب اللقاء الأخير من مرحلة الذهاب، وذلك بعدما عادوا بنقطة كانت ستكون أكثر لو عرفوا كيف يحافظون على هدوئهم وتمركزهم أمام منافس بدا تائها على المستطيل الأخضر خاصة في الشوط الأول، حين استطاع أحسن عنصر في المباراة طالبي فتح مجال التهديف في (د23) عن طريق ركلة جزاء مع تضييع فرص بالجملة أمام مرمى دامس الذي حاول قدر المستطاع المحافظة على عرينه. كل من تابع اللقاء تيقن من أن فريق «المكرة» يحوي لاعبين كبارا يمكنهم تحقيق ما عجز عنه لاعبون سابقون حملوا ألوان الاتحاد في عهد رؤساء كانوا يتغنون بالمال والأعمال وغادروا محملين بالقناطير المقنطرة دون أن يردوا الجميل مقارنة برفقاء راجع الذين غادروا بلعباس إلى سكيكدة وهم محملون بالمشاكل بعد أن دخلوا في دوامة شح المساعدات المالية الممنوحة من قبل الدولة وفراغ خزينة الاتحاد، فتشكيلة عصمان وعدت فأوفت رغم أنها كانت تود العودة بالزاد كاملا لكي تثبت للجميع أن المستحيل ليس له مكان في عالم الكرة. مقداد غادر متأثرا بالإصابة لم تمر على بداية المقابلة سوى 12 دقيقة حتى حلت مشكلة أخرى بالطاقم الفني الذي وجد نفسه مجبرا على إحداث تغيير واستبدال لاعب الوسط مقداد بعد تعرضه للإصابة تاركا المجال لزميله خالي زكريا، وحسب مدرب الفريق فإن إصابة مقداد ليست خطيرة وسيتم عرضه على طبيب النادي البلعباسي السبع غلامون للكشف عليه. خالي ظهير أيمن وبلعيد لاعب وسط استرجاعي تسارع الأحداث بخروج مقداد وتعويضه بالمدافع الحر خالي زكريا عجل بالطاقم الفني إلى تغيير الخطة المنتهجة بإقحام خالي في منصب ظهير أيمن والاعتماد على إمكانات وفنيات أحمد الأمين بلعيد في الدائرة المركزية، حيث شغل منصب لاعب وسط استرجاعي وكان بالفعل محل الثقة التي منحها إياه المدرب وأدى الدور المنوط به على أكمل وجه، ما يثبت أن هذا اللاعب يستحق العلامة الكاملة والعروض الكثيرة التي تهاطلت عليه خلال سوق التحويلات الشتوية. بوترفاس خرج مصابا ونقل إلى المستشفى تعرض المدافع بوترفاس رضا إلى إصابة خطيرة في (د82) عندما أصيب على مستوى الحوض ونقل على إثرها إلى المستشفى الجامعي المتواجد بسكيكدة أين تم عرضه على الأطباء المختصين الذين تمكنوا من تحديد نوع الإصابة التي سرعان ما بدأ يحس اللاعب بتماثلها إلى الشفاء، وكان بوترفاس بالفعل جدارا منيعا أمام أبناء روسيكادا الذين لم يجدوا حلا سوى اللعب بخشونة والتركيز على الاندفاع البدني حتى يتسنى لهم تهديد مرمى القائد زايدي. طالبي يؤكد عودته القوية سجل لاعب الوسط الهجومي طالبي مهدي عودته القوية وأمضى على ورقة خروجه من العيادة التي لازمها طيلة جولات سابقة بتوقيعه لهدف «المكرة»، وأكد ابن مدينة الباهية أنه عندما يكون في كامل لياقته يساهم في تحديد نتيجة المباراة فبالرغم من أن هدف الاتحاد جاء عن طريق ركلة جزاء إلا أن محبوب الأنصار ساهم في أكثر من مناسبة في تقديم كرات على طبق لزملائه الذين أضاعوا فرصا حقيقية للتهديف. هدف بوعبد الله من وضعية تسلل من بين النقاط السلبية التي شهدتها المقابلة هو أن هدف التعديل الذي جاء في (د70) عن طريق المهاجم بوعبد الله كان من وضعية تسلل لأنه خلال تسديدة قاسمي خرج مدافعو «المكرة» تاركين مهاجم روسيكادا في وضعية تسلل حيث استطاع تغيير وجهة الكرة التي كان زايدي سينقض عليها، إلا أن مسيري شبيبة سكيكدة صبوا جام غضبهم على الحكم في نهاية اللقاء الذي –حسبهم- منح ركلة جزاء خيالية للاتحاد غير أن الجميع تابع التدخل العنيف للمدافع درواز على حمزاوي الذي توغل في منطقة العمليات وكان قرار الحكم صائبا. «المكرة» خرجت تحت التصفيقات مع نهاية المباراة، صفق أنصار شبيبة سكيكدة كثيرا لرفقاء قبايلي بعد المجهود الذي بذله الاتحاد لاسيما خلال المرحلة الأولى حين كادت تكون النتيجة ثقيلة لو عرف أشبال المدرب عصمان كيف يجسدون الفرص التي أتيحت لهم، كما أبهر الحضور المستوى الجيد لبعض اللاعبين على غرار الحارس زايدي الذي تألق في أكثر من مناسبة وساهم هو الآخر في تحديد نتيجة المباراة. بلعيد: «كنا قادرين على الفوز لولا التوفيق» مباشرة بعد اللقاء، ظهرت ملامح الفرح على اللاعبين ومن بينهم الظهير الأيمن بلعيد أحمد الأمين الذي أدى دورا فعالا في الدائرة المركزية وكأنه متعود على اللعب في هذا المنصب، وقد صرح لنا بأن فريقه كان قادرا على الفوز وخطف النقاط الثلاث من أبناء روسيكادا إلا أن التوفيق خانه خاصة في المرحلة الأولى، وأضاف: «لقد أدينا مباراة في القمة من كل النواحي... هذا التعادل بطعم الفوز لأن قلائل من كانوا يراهنون على ذلك وقد أثبتنا للجميع أننا قادرون على رفع التحدي وإن شاء الله الأيام القادمة ستكون لنا إذا وفرت لنا الإدارة الإمكانات اللازمة». الأواسط على خطى الأكابر تمكن أشبال المدرب عباس لعوج لأقل من 20 سنة من العودة إلى بلعباس بنقطة التعادل بعد أن فرضوا على نظرائهم من سكيكدة نتيجة (1/1) على ملعب الحروش أين أدوا مباراة في القمة وكان بإمكانهم تحقيق الزاد كاملا لولا أرضية الميدان التي لم تساعد رفقاء بلطرش على التحكم في الكرة بفعل سوء الأحوال الجوية، وبهذا التعادل يحافظ أبناء «المكرة» على تمركزهم في كوكبة المقدمة.
