تمكنت مولودية الجزائر من العودة بنتيجة إيجابية من خرجتها الأخيرة إلى الخروب عند مواجهة الجمعية المحلية، أين حققت فوزا مستحقا بثلاثة أهداف مقابل هدفين، حيث كان عمرون من جانب المولودية السباق إلى التهديف في الدقيقة الأولى بعدما تلقى كرة من زميله بابوش، لكن الأمور تغيرت كليا بعد هذا الهدف لأن المنافس خرج من قوقعته وحاول تهديد مرمى الحارس زماموش في عديد المناسبات. وعرفت المباراة نهاية مؤسفة بعد الأحداث التي اضطرت بالحكم زواوي إلى إيقاف اللعب لأكثر من عشر دقائق بسبب التجاوزات التي قام بها أنصار الخروب، وعلى الرغم من كل تلك الصعوبات إلا أن أشبال المدرب آلان ميشال حققوا الهدف المنشود في هذه المواجهة وهو العودة إلى العاصمة بكامل الزاد من تلك السفرية التي كانت محفوفة بالمخاطر. هلع الطائرة لم يؤثر في تركيز اللاعبين القليل من محبي مولودية الجزائر كانوا ينتظرون أن يحقق فريقهم الفوز في خرجته إلى الخروب، ليس لتواضع مستوى الفريق وإنما لأسباب ومعطيات أخرى في صورة حادثة الطائرة التي كان من شأنها أن تؤثر في تركيز اللاعبين، بالإضافة إلى التشابك الذي حدث عشية اللقاء بين كودري وزماموش وأثار حفيظة الجميع في الفريق، لكن قبل انطلاق اللقاء اتفق الجميع على وضع كل شيء جانبا والتفكير في مصلحة المولودية، وهو ما حدث حيث كان رفاق عمار عمور رجالا فوق الميدان ولم يخيّبوا وردّوا بذلك على كل الانتقادات التي وجهت إليهم في الآونة الأخيرة خاصة بعد الخسارة في العلمة أمام المولودية المحلية في الجولة الأولى من بطولة هذا الموسم. المولودية سجلت مبكرا لكن ... وبالعودة إلى مجريات اللقاء فصحيح أن رفاق زماموش تمكنوا من الوصول إلى مرمى الفريق المنافس في أول دقيقة وهو أحسن سيناريو كان يتمناه محبو “العميد”، لكن بعد ذلك الهدف لم نشاهد الكثير من لاعبي المولودية الذين تراجعوا إلى الخف واكتفوا بالدفاع وهو ما كلفهم غاليا، حيث سمحوا للاعبي الخروب بالسيطرة على زمام الأمور وتمكنوا من الوصول إلى مرمى الحارس زماموش في مناسبتين متتاليتين قبل نهاية الشوط الأول، وهو ما جعل المدرب آلان ميشال يصب غضبه على اللاعبين الذين لم يتمكنوا من الحفاظ على تفوقهم في الشوط الأول. عودة قوية للبطل في المرحلة الثانية كان من المنتظر أن يرمي أصحاب الزي الأخضر والأحمر بكامل ثقلهم في الشوط الثاني قصد العودة في النتيجة، وهو ما حدث إذ طالب المدرب آلان ميشال لاعبيه بتكثيف الهجمات وتركيز اللعب على الطرفين حتى يخلط حسابات مدرب جمعية الخروب، وهي الرسالة التي استوعبها جيدا رفاق بوشامة الذي ظهروا بوجه مغاير تماما في المرحلة الثانية، وعلى الرغم من كل الضغط الذي كان في الملعب من طرف أنصار الخروب إلا أن لاعبي “العميد” لم يتراجعوا وواصلوا هجماتهم حتى عادلوا النتيجة. تغييرات ميشال أتت ثمارها وأثبت المدرب الفرنسي لمولودية الجزائر آلان ميشال مرة أخرى على أنه محنك تكتيكيا، حيث تفوّق على منافسيه تبيب في المرحلة الثانية التي يسميها الكثيرون بمرحلة المدربين، فبالإضافة إلى التعليمات التي قدمها ميشال للاعبيه في غرف حفظ الملابس ما بين شوطي اللقاء بتكثيف اللعب الهجومي فإنه قام ببعض التغييرات التكتيكية التي أتت ثمارها، حيث غيّر طريقة اللعب من (4-3-3) إلى (4-4-2) بإخراج كل من عمور وسفيان وتعويضهما ب مقداد والوجه الجديد دوادي وهما لاعبي خط الوسط اللذين تمكنا من تغيير كل مجريات اللقاء لمصلحة المولودية، دون أن ننسى التغيير الذي قام به في الدفاع بإخراج المغترب مويسي وتعويضه بزميله بصغير الذي أدى ما عليه وساهم كثيرا في الشق الهجومي. دوادي، مقداد وبصغير صنعوا الفارق وكما أشرنا إليه من قبل فإن التغييرات التي قام بها ميشال في الشوط الثاني كانت صائبة والدليل على ذلك أنها قلبت كل الموازين، وهناك من تعجّب عندما رأى أن ميشال أخرج مهاجما (يوسف سفيان) وأقحم مكانه لاعب وسط الميدان دوادي بالإضافة إلى إخراج عمور وتعويضه ب مقداد، لكن المدرب الفرنسي كان يدرك جيدا ما يقوم به عند إجراء هذا التغيير لأن الدور الذي قام به مقداد في وسط الميدان يؤكد ذلك، حيث ساعد كثيرا في الربط بين خطي الدفاع والهجوم والأمر نفسه فيما يتعلق ب دوادي الذي استحق كل التقدير لأنه لعب دون عقدة ضد فريقه السابق وساهم بقسط كبير في الفوز المحقق. إرادة اللاعبين ذكّرتنا بالموسم الفارط كل من تابع لقاء أول أمس بين المولودية وجمعية الخروب يقف على الإرادة القوية التي لعب بها أشبال المدرب آلان ميشال هذا اللقاء وكأن الأمر يتعلق بمباراة في كأس الجمهورية الخاسر فيها سيقصى، وبهذه العقلية دخل رفاق القائد بابوش مباراتهم أمام الخروب وكان لهم ما أرادوا وحققوا أول فوز لهم في بطولة هذا الموسم، وقد لفتت العزيمة القوية وتضامن اللاعبين انتباه الجميع واستحقوا بذلك تحية تقدير لأنهم كانوا أبطالا في هذه المواجهة التي خرجوا منها سالمين رغم كل التجاوزات التي قام بها أنصار جمعية الخروب بعد تسجيل الهدف الثالث للمولودية. ملامح البطل اتضحت و”ما راناش ملاح” وبهذا الفوز فإن المولودية تكون قد كشرت عن أنيابها من البداية وتؤكد بذلك لكل من شكّك في قدرتها على لعب الأدوار الأولى أنها قادمة بقوة وستكون معادلة صعبة هذا الموسم وأن ما حدث في العلمة لم يكن إلا كبوة، وقد اتضحت ملامح بطل حقيقي في الخروب لأنه ليس من السهل أن تعود بالزاد كاملا من الخروب عند مواجهة الجمعية المحلية. وغادر “الشناوة” الذين تنقلوا إلى الخروب على عبارة “ماراناش ملاح” التي لا يدرك سرها إلا أنصار المولودية. --------------------- اللاعبون عادوا برّا بعد اللقاء بعد الهلع الشديد الذي أحدثته رحلة الذهاب بسبب حادثة الطائرة التي كادت تسقط، اتفق الجميع في المولودية على أن تكون العودة إلى العاصمة برا في حافلة خاصة، وهو ما كان حدث مباشرة بعد انتهاء اللقاء حيث اتجه اللاعبون إلى فندق “قوس قزح” من أجل تناول وجبة العشاء قبل شد الرحال إلى الجزائر العاصمة. دوادي دخل غرف الخروب يحظى اللاعب الجديد في المولودية دوادي بمكانة مرموقة لدى الخروبيين وهو ما تأكدنا منه أثناء تواجدنا في مدينة الخروب وملعب الشهيد حمداني قبل اللقاء وأثناءه وبعده، وحتى اللاعب زار رفاقه السابقين في الخروب في غرفة تغيير الملابس وأكد لهم أنهم سيعودون بكل قوة وعليهم مواصلة العمل الجاد والصارم لأنه أبانوا عن مستوى مقبول إلى أبعد الحدود. مقداد – دوادي ثنائي من ذهب كما كنا قد أشرنا إليه من خلال مختلف التربصات التي أجراها الفريق هذه الصائفة فإن المولودية كسبت لاعبا سيكون له شأن كبير هذا الموسم ويتعلق الأمر ب دوادي الذي أظهر مستوى كبيرا وجاهزية عالية، والمفاجأة أن دوادي يتفاهم كثيرا مع زميله في المولودية مقداد وشكل معه ثنائيا ذهبيا وساهما بقسط كبير في الفوز المحقق على حساب جمعية الخروب، ومن المنتظر أن يقحمهما آلان ميشال من البداية في اللقاء المقبل للفريق عند استقبال مولودية وهران. -------------------------- المولودية عاشت الجحيم في الخروب والفوز جاء “بالڤلب” على ما يبدو فإنه أصبح عادة ان تعيش مولودية الجزائر الجحيم في ملاعبنامثلما حدث في الخروب عشية أول أمس عند مواجهة الجمعية المحلية، حيث جرت الأمور على أحسن ما يرام في معظم أطوار اللقاء عندما كان الفريق المحلي متفوقا، لكن بعدما عاد لاعبو المولودية في النتيجة بفضل هدف مقداد من ركلة جزاء و عده هدف دراڤ الذي منح الفوز للمولودية انقلب كل شيء رأسا على عقب، حيث انهال الأنصار على لاعبي المولودية بالشتائم بالإضافة إلى رشقهم بقارورات المياه والحجارة مع انتقادات لاذعة للحكم زواوي لأنه خدم مصالح المولودية –حسب أنصار الخروب-، لكنه لم يكن كذلك وكاميرا التلفزيون أكدت ذلك. الوضعية صعبة لما كانت الخروب متفوقة ولم يكن من السهل على لاعبي المولودية العودة بالفوز من خارج الديار، خاصة في ظل الظروف التي عاشوها في ملعب الشهيد عابد حمداني حيث كان الضغط شديدا على المولودية لما كانت منهزمة وتكتل الفريق المنافس أكثر في الدفاع وهو ما صعب أكثر مأمورية لاعبي “العميد” خاصة في ظل التهديدات التي تلقوها طرف أنصار الفريق المنافس، وعلى الرغم من كل ذلك إلا أن عزيمة رفاق كودري سمحت لهم بالعودة في النتيجة وهم الذين لعبوا “بالڤلب” وأكدوا على أنهم حقا أبطال الموسم الفارط بفضل الوجه الذي ظهروا به، لأنه ليس من السهل العودة في النتيجة في ظل الظروف التي جرى فيها اللقاء. هدف دراڤ أوقف اللقاء 10 دقائق وسيطر لاعبو المولودية على زمام الأمور في المرحلة الثانية بفضل التعليمات التي قدمها لهم المدرب آلان ميشال من جهة والإرادة القوية التي كانت تحدوهم من أجل تحقيق الفوز من جهة أخرى، وعليه فإنه يمكن اعتبار ركلة الجزاء التي تحصلت عليها المولودية منعرج اللقاء لأنه عندما تمكن مقداد من تحويلها إلى هدف أصيب الفريق المنافس بالخيبة، وبعد ذلك فترة قصيرة استطاع الجناح الطائر في المولودية محمد دراڤ تسجيل الهدف الثالث الذي كان بمثابة رصاصة الرحمة بالنسبة لأنصار الخروب الذين رشقوا لاعبي المولودية بالحجارة وأصابوا دراڤ في الكتف فسقط أرضا لكنه سرعان ما تعافى وعاد للملعب، وذلك في صورة تبقى مؤسفة ولا تليق بسمعة فريق محترم مثل جمعية الخروب. حتى “الشناوة” عانوا كثيرا في المدرجات ولم يسلم كذلك أنصار مولودية الجزائر الذين تنقلوا لمساندة فريقهم في لقاء أول أمس في ملعب الشهيد عابد حمداني بالخروب من مضايقات أنصار الفريق المنافس طيلة أطوار اللقاء، ومن حسن الحظ أن الجميع عادوا سالمين إلى العاصمة. ------------------------------- عمرون: “سيناريو اللقاء مجنون وهذا الفوز له طعم خاص” في البداية ما هو انطباعك بعد الفوز الذي حققتموه في الخروب أمام الجمعية المحلية؟ من الطبيعي أن نكون في فرحة عارمة بعد تحقيق فوز خارج الديار خاصة في ظل الظروف التي جرى فيها اللقاء، والمهم أننا حققنا الانتصار وضمنا النقاط الثلاث وأكدنا على أننا في أحسن أحوالنا ولا خوف علينا، عكس ما قيل عنا بعد خسارتنا في العملة التي لم تكن إلا تعثرا عاديا في بداية البطولة، ونتمنى المواصلة على هذا الشكل وتحقيق نتائج إيجابية أخرى. وكيف كان اللقاء؟ كان صعبا للغاية وعلى الرغم من أننا سجلنا من البداية إلا أن ذلك لم يشفع لنا وتلقينا هدفين أعادانا مجددا إلى نقطة الصفر، لأنه ليس من السهل العودة في النتيجة أمام جمعية الخروب في عقر دارها، لذلك أقول إن هذا الفوز له طعم خاص بالنظر إلى سيناريو اللقاء الذي كان مجنونا ولا أحد كان ينتظر عودتنا بتلك الطريقة. حدثنا قليلا عن الهدف الأول الذي سجلته في الدقيقة الأولى؟ أنا مهاجم ومهمتي تسجيل الأهداف في كل الأوقات ومن كل الوضعيات وهو ما قمت به، فمثلما أنا قادر على تسجيل هدف في الوقت بدل الضائع فباستطاعتي كذلك تسجيل الأهداف في الدقيقة الأولى من اللقاء، والمهم في مثل هذا النوع من المباريات هو الوصول إلى منطقة المنافس وتهديده حتى نتمكّن من الوصول إلى الشباك وهو ما كان لنا في ثلاث مناسبات. هل أنت راض عن أدائك وأنت الذي لعبت المباراة كاملة؟ من الصعب أن ترضى عن مردودك في مباراة رسمية لأنك تنتظر دائما تقديم أحسن ما لديك وهو ما حدث معي، فرغم أنني سجلت هدفا ولعبت اللقاء كاملا إلا أنني متأكد من قدرتي على تقديم أفضل مما قدمته وسأعمل على تقديم إضافة أكثر لفريقي في المناسبات المقبلة، والأمر نفسه ينطبق على بقية رفاقي المطالبين ببذل جهود إضافية حتى نكون أقوى بكثير مما نحن عليه حاليا. من دون شك معنوياتك ارتفعت بعدما تمكنت من التسجيل وانطلاق عدادك في الجولة الثانية هذا الموسم، أليس كذلك؟ بطبيعة الحال، فجميع المهاجمين يفرحون عند الوصول إلى الشباك لأنه لو لم تسجل مع مرور المباريات فإن الأمور ستصعب عليك أكثر، لأن المدرب يشرك المهاجمين الذين يمتازون بالفعالية، وعليه أتمنى أن يكون هذا الهدف الذي سجلته في الخروب فأل خير لأنه افتتح لي الشهية وأعد “الشناوة” بأنني سأسجل أهدافا عديدة هذا الموسم. البطولة ستتوقف لمدة أسبوعين، هل ترى أن هذا التوقف جاء في وقته؟ في حقيقة الأمر كنا نود المواصلة ولعب أكبر عدد من المباريات حتى نجد معالمنا ونحقق نتائج إيجابية، لكن ما باليد حيلة وعلينا استغلال فترة توقف البطولة لتصحيح الأخطاء واستعادة الأنفاس. وكيف ترى بقية المشوار في البطولة بعد هذا الفوز المحقق في الخروب؟ بعد هذا الفوز أعتقد أن الأمور ستتحسن أكثر لأنه سيكسبنا الثقة التي كدنا نفقدها، وعلينا مواصلة العمل الجاد والصارم حتى نكون في المستوى المطلوب ولا نخيّب آمال محبينا ونحقق الفوز في المباراة المقبلة أمام مولودية وهران حتى نؤكد النتيجة التي حققناها في الخروب. وماذا يمكن أن تقول للشناوة خاصة الذين تنقلوا معكم إلى الخروب من أجل مساندتكم؟ نهديهم الفوز المحقق في الخروب ونشكرهم على الثقة التي وضعوها فينا، ونتمنى المواصلة على هذا النحو التصاعدي وأن لا نخيّبهم مجددا، ونطلب منهم مساندتنا دائما لأننا من دونهم لا نساوي شيئا وننتظر حضورا قويا في المباراة المقبلة أمام مولودية وهران التي سنحضّر لها جيدا من أجل تحقيق أول فوز لنا داخل الديار ونهديه لأنصارنا الأوفياء بالتأكيد. ------------------------- في أول ظهور لهما مع المولودية مويسي وسفيان لم يُقنعا أمام الخروب تمكنت مولودية الجزائر من تحقيق فوز ثمين في الخروب وهذا بمساهمة جميع اللاعبين، وكما كان منتظرا فقد قام المدرب الفرنسي آلان ميشال ببعض التغييرات في التشكيلة الأساسية مقارنة باللقاء الأول أمام مولودية العلمة، ومن بين هذه التغييرات إقحام المغتربين مويسي ويوسف سفيان اللذين شاركا أساسيين في لقاء أول أمس، لكن ما وقفنا عليه أن كلا من مويسي وسفيان لم يقدما ما كان منتظرا منها وهو ما اضطر المدرب ميشال إلى إخراجهما في الشوط الثاني في انتظار منحهما فرصا أخرى في المباريات المقبلة. ميشال برّر ذلك بالعشب الاصطناعي ومن جهته، فقد برّر المدرب آلان ميشال تواضع مستوى هذين اللاعبين بعدم تعودهما على اللعب فوق العشب الاصطناعي، وهو سبب من الصعب على أنصار الفريق تقبله لأن معظم الملاعب التي تجري فيها مباريات البطولة في بلادنا تكتسي عشبا اصطناعيا، وما على هذين اللاعبين إلا التأقلم مع هذا النوع من أرضيات الميدان إن كانت تبريرات ميشال في محلها وإلا فإنهما سيجدان نفسيهما جانبا وسيتركان المكان لعناصر أخرى قادرة على تقديم الإضافة، وسنرى كيف سيكون رد فعل المدرب ميشال في المباريات المقبلةن وهل سيعتمد مرة أخرى على مويسي ويوسف سفيان من البداية كما كان عليه الحال في لقاء أول أمس أمام جمعية الخروب أم لا؟ سفيان تحرك في المرحلة الأولى ولم يكن المهاجم يوسف سفيان سيئا في لقاء الخروب لأنه تحرك بعض الشيء في المرحلة الأولى وكان وراء بعض الفرص التي سنحت للفريق، لكن مردوده تراجع في النصف الثاني من الشوط الأول وكذا مع بداية المرحلة الثانية قبل أن يخرج ويترك مكانه ل دوادي. ... ومويسي لم يجد ضالته في الجهة اليمنى كان المدرب ميشال ينتظر الكثير من اللاعب المغترب الثاني مويسي عندما أقحمه في لقاء أول أمس أساسيا وراهن عليه في الجهة اليمنى من الدفاع، لكن مويسي خيّب آمال مدربه ولم يقدم الأداء الذي كان منتظرا منه ولم يجد ضالته على الجهة اليمنى من الدفاع التي كانت مصدر خطر الفريق المنافسن قبل أن يدخل بصغير مكان مويسي الذي أخرجه ميشال لعدم تقديمه الإضافة، وعلى ما يبدو فإن بصغير ظفر بمكانة أساسية بالنظر إلى الوجه الذي أبان عنه أمام الخروب، وهو الذي كان من بين أحسن لاعبي المولودية في الخرجة الأولى أمام مولودية العلمة لكن ميشال فضل إقحام مويسي أساسيا في لقاء الخروب. عليهما التأكيد مستقبلا وإلا ... أراد المدرب آلان ميشال من وراء إقحام مويسي ويوسف سفيان منح نفس جديد للفريق الذي انهزم في أول خرجة له في العلمة، لكن ذلك لم يأت بثماره ومن حسن حظ ميشال أنه أجرى التغييرات في الوقت المناسب بإشراك كل من دوادي وبصغير مكان المغتربين بالإضافة إلى إقحام مقداد مكان عمور، وهي التغييرات التي عادت بالفائدة على الفريق ومنحته الفوز ولو بصعوبة. ويدرك مويسي وسفيان أن المنافسة شديدة في تعداد المولودية والمكانة الأساسية غالية لذلك ما عليهما إلا التأكيد وإلا فإنهما سيجدان نفسيهما جانبا. ---------------- بابوش تنقل إلى سكيكدة مباشرة بعد انتهاء اللقاء تنقل مدافع المولودية وقائد الفريق رضا بابوش مع الوفد في الحافلة إلى فندق “قوس قزح”، وذلك من أجل حزم أمتعته قبل التنقل إلى مسقط رأسه سكيكدة لقضاء ثلاثة أو أربعة أيام مع عائلته بما أن البطولة ستتوقف لمدة أسبوعين كما أنه أخذ إذن مدربه آلان ميشال، والأمر نفسه فيما يتعلق برفيقه زدام الذي حضر إلى الملعب وتابع اللقاء على الرغم من الإصابة التي يعاني منها ومباشرة بعد انتهاء المباراة عاد إلى قسنطينة مسقط رأسه. هدف دراڤ شرعي بعدما تمكن الجناح الطائر محمد دراڤ من توقيع الهدف الثالث لفريقه راح بعض الخروبية يحتجون على حكم المباراة بداعي أن مهاجم المولودية كان في وضعية تسلسل والبعض الآخر تحجج بأنه عائد من تسلل، إلا أن هدف دراڤ شرعي لأن اللاعب أخذ الكرة من وسط الميدان وكان قبله مدافعان من الخروب، ولا ندري من أين جاءت وضعية التسلل التي يتحدث عنها أنصار الخروب، خاصة أن كاميرا التلفزيون أوضحت كل شيء عندما بثت لقطات من اللقاء من بينها لقطة الهدف الثالث الذي سجله دراڤ. ---------------------------- زماموش: “ربي سترنا في الخروب والفوز جبناه بالڤلب” الفوز كان في غاية الصعوبة أمام الخروب، أليس كذلك؟ بطبيعة الحال ربي سترنا في الخروب وهذا الفوز جبناه بالڤلب لأنه ليس من السهل تحقيق نتيجة إيجابية في ظل الظروف والأحداث التي شاهدناها في الملعب، فقد خاب أملي كثيرا بسبب الطريقة التي انتهى عليها اللقاء، وهذا ما يجعلنا نتأسف أكثر على حال كرة القدم في بلادنا والأنصار الذين لا يتقبّلون هزيمة فريقهم داخل دياره. لكنكم تلقيتم وابلا من الشتائم وتعرضت للرشق بالحجارة وقارورات المياه، ما تعليقك؟ لقد تعوّدنا على مثل هذه الأحداث لما نتنقل للعب خارج قواعدنا وتمنيت لو انتهى اللقاء في روح رياضية عالية مثلما كان عليه الحال في معظم أطوار المباراة، لكن بعدما سجلنا الهدف الثالث انقلب كل شيء وكأننا من بلد آخر جئنا للتحرش بأنصار الفريق المنافس. يجب أن نكون جميعا إخوة ونعمل على نبذ العنف وتوطيد العلاقات أكثر، ففي نهاية المطاف الأمر يتعلق برياضة فيها غالب و مغلوب وهو ما على جميع الأنصار أن يتقبّلوه. نعود إلى مجريات اللقاء، كيف كانت حسب وجهة نظرك؟ هذه المباراة عرفت عدة مراحل، ففي البداية سيطرنا على اللعب خاصة بعد الهدف الأول الذي سجلناه مبكرا لكن الفريق المنافس عاد بكل قوة وباغتنا بهدفين وهو ما صعّب مأموريتنا أكثر، لكن مع انطلاق المرحلة الثانية عدنا بكل قوة لأننا لم نكن نتصور أن نخرج منهزمين من هذه المباراة لأن ذلك كان سيكون بمثابة الكارثة خاصة بعد الخسارة الأولى في العلمة. تلقيت هذه المرة هدفين، ألا ترى أن ذلك كثير بالنسبة لك؟ بطبيعة الحال كثير على حارس مرمى أن يتلقى هدفين في مباراة واحدة، فأنا دائما أسعى لعدم تلقي الأهداف والخروج بأقل الأضرار لكن كما رأيت فإن سيناريو اللقاء كان دراماتيكيا، وتأسفت على تلقي هدفين لكن ذلك لا يهم كثيرا بحكم أننا تمكنا من تحقيق الفوز. لكن هناك من يحمّلك مسؤولية الهدف الثاني، ما ردك؟ لو نعيد مشاهدة لقطة الهدف الثاني نتأكد من أن تلك الكرة كانت مباغتة لأن تلك التوزيعة كانت متجهة مباشرة إلى الزاوية التسعين وقمت بكل ما في وسعي وأبعدتها لكن من سوء حظي أنها ذهبت إلى قدم المهاجم الذي لم يتوان في إسكانها الشباك، وبذلك لا أتحمّل مسؤولية الهدف الثاني كثيرا. كانت هناك معطيات سبقت اللقاء مثل حادثة الطائرة وما حدث بينك وبين كودري، لكنكم وضعتم كل شيء جانبا ورفعتم التحدي، ما سر هذه الإرادة القوية؟ صحيح أن حادثة الطائرة أثرت بعض الشيء في تركيزنا، وما حدث مع كودري فما هو إلا سوء تفاهم لأننا كنا على الأعصاب، لكن كل شيء عاد بسرعة إلى مكانه لأن مصلحة الفريق قبل كل شيء، والجميع يعلم بأن كودري مثل أخي ولا يجب تضخيم هذه القضية لأن كل شيء على أحسن ما يرام داخل بيت المولودية ونحن الذين كنا نبحث عن هذا الفوز الذي يعيد لنا الثقة من جديد، وسرّ قوة المولودية من الموسم الفارط هي تماسك المجموعة والإرادة القوية التي نلعب بها وهو ما قادنا إلى تحقيق الفوز أمام جمعية الخروب. ستلتحق بتربص المنتخب الوطني تحضيرا للقاء إفريقيا الوسطى، كيف سيكون ذلك؟ بعد الفوز الذي حققناه على جمعية الخروب فإن معنوياتي مرتفعة وتركيزي سيكون شديدا مع المنتخب الوطني (الحوار أجري بعد انتهاء لقاء الخروب)، وندرك جيدا مدى صعوبة المهمة ونتمنى أن نكون في المستوى ونحضّر كما ينبغي من أجل العودة بنتيجة إيجابية من خرجتنا إلى إفريقيا الوسطى. -------------------------- ميشال: “المهم تحقيق الفوز، لست راضيا عن الأداء الحالي ومويسي مع سفيان تأثرا بالطارطون” بعد انتهاء اللقاء عقد مدرب مولودية الجزائر آلان ميشال ونظيره في جمعية الخروب تبيب ندوة صحفية في القاعة المخصصة للندوات بملعب الشهيد عابد حمداني بالخروب، وهي الندوة التي تحدث فيها مدرب المولودية عن أهمية الفوز الذي حققه فريقه في هذه الخرجة الصعبة إلى الخروب. كما لم يخف صعوبة المهمة في هذا اللقاء وقال: “اللقاء كان صعبا علينا كثيرا ولم يكن من السهل تحقيق الفوز في الخروب، وما تأسفت عليه أننا كنا متفوقين في النتيجة لكن لاعبينا لم يتمكنوا من الحفاظ على النتيجة، إلا أنهم من جهة أخرى عرفوا كيف يعودون في النتيجة وتحقيق الفوز في آخر اللحظات وهذه نقطة تحسب لهم وأتمنى المواصلة هذا النحو لأننا نسير في الطريق الصحيح”. “كان من الصعب العودة في النتيجة في لقاء مماثل” وأثنى آلان ميشال كثيرا على إرادة لاعبيه في تحقيق الفوز أمام جمعية الخروب معتبرا أنها هي التي سمحت لهم بصنع الفارق في مثل هذا النوع من المباريات، وأضاف قائلا: “الأمور كانت صعبة علينا كثيرا، الضغط كان شديدا في الملعب خاصة لما كنا متأخرين في النتيجة ولم يكن من السهل إطلاقا العودة في النتيجة، لكن على العموم أفضل توجيه الشكر للاعبين من هذا المنبر وهم الذين حققوا الفوز في هذه المباراة وأكدوا على أننا قادرون على رفع التحدي في أصعب الظروف، خاصة بعد التعثر الأخير في العلمة حيث كان ممنوعا علينا الخطأ في خرجتنا هذه إلى الخروب، وما أراحني أنّ اللاعبين كانوا واعين بما كان في انتظارهم وكانوا في مستوى الثقة التي وضعتها فيهم“. “الانتصار كان شاقا أمام منافس يلعب كرة جميلة” وأظهر مدرب المولودية روحا رياضية عالية مثلما عوّدنا على ذلك في عديد المناسبات، حيث أثنى أيضا على الفريق المنافس جمعية الخروب ومدربه تبيب الذي كان حاضرا معه في الندوة الصحفية، وقال ميشال في هذا الصدد: “أشكر مسيري جمعية الخروب على حفاوة الاستقبال وكل ما قدموه لنا، إضافة إلى أنني أريد تحية زميلي تبيب الذي يملك فريقا في المستوى ولاعبين أبانوا عن إمكانات كبيرة، حيث خلقوا لنا صعوبات كبيرة وكنا متخلفين في النتيجة، وعليه فهذا الانتصار كان شاقا خاصة أنه جاء على حساب منافس يلعب كرة جميلة ويحسن التمركز فوق الميدان وهو ما صعّب مأموريتنا“. “مويسي وسفيان لم يتعوّدا بعد على العشب الاصطناعي” وعرّج بعد ذلك مدرب المولودية على الحديث عن أداء بعض اللاعبين خاصة المغتربين مويسي ويوسف سفيان اللذين شاركا لأول مرة بألوان مولودية الجزائر، وصرّح قائلا: “فيما يتعلق باللاعبين مويسي وسفيان فكان واضحا أنهما تأثرا بنوعية أرضية الميدان والعشب الاصطناعي الذي لم يتعوّدا على اللعب فيه، لكن عليهما التأقلم مع هذا النوع من الأرضيات لأننا سنلعب مباريات عديدة وأنتظر منهما الكثير حاله حال بقية اللاعبين، فأنا بحاجة إلى جاهزية جميع اللاعبين حتى تسمح لي باختيار اللاعبين حسب الخطط التكتيكية التي أعتمدها في كل مباراة حسب خصوصيتها بطبيعة الحال”. “تصرفات أنصار الخروب لم تكن غريبة علينا” وتطرّق محدثنا إلى النقطة السوداء في اللقاء التي تعلقت بتصرفات أنصار الفريق المحلي بعد تسجيل المولودية للهدف الثالث، وهي التصرفات التي تسبّبت في توقّف اللقاء لما يقارب عشر دقائق مما أثر كثيرا في تركيز اللاعبين، وقال المدرب الفرنسي للمولودية آلان ميشال عن هذه النقطة: “في حقيقة الأمر فإن تصرفات أنصار جمعية الخروب قبل انتهاء اللقاء ليست جديدة علينا وتعوّدنا عليها في مختلف الملاعب التي نلعب فيها، وهذا أمر مؤسف للغاية في كرة القدم الجزائرية التي تسعى فيها الاتحادية للدخول في مرحلة جيدة ألا وهي الاحتراف، وعلى الأنصار أن يتحلّوا بالروح الرياضية مهما كانت نتيجة اللقاء لأن مثل تلك التصرفات لن يستفيد منها أي طرف، ونشكر مسيري جمعية الخروب والطاقم الفني على الحماية التي قدموها لنا بالإضافة إلى رجال الأمن”. “الملاعب ليست أماكن للعنف وليس هكذا نتطور” وواصل ميشال حديثه في هذه النقطة قائلا: “المباراة جرت بطريقة عادية لكن في الدقائق العشر الأخيرة تغيّر كل شيء وكأن بركانا ثار في الملعب بعد أن تمكنا من تسجيل الهدف الثالث، فهذا غير معقول لأننا هنا في الملاعب للمتعة والفرجة وليس للقيام بالعنف، لأنه ليس بهذه الطريقة تتطور كرة القدم في الجزائر وعلى الجميع أن يساهم بطريقته في تطويرها والبداية بتوعية الأنصار الذين يلعبون دورا مهما في تطوّر كرة القدم”. “بعد جولات أخرى سنجد معالمنا أكثر” وفي الأخير فضل مدرب مولودية الجزائر أن يختم كلامه بالحديث عن مستقبل الفريق وانعكاسات هذا الفوز الذي يعتبره منعرجا حقيقيا في مشوار فريقه هذا الموسم، وأضاف: “سنحاول الاستفادة قدر المستطاع من هذا الفوز المحقق في الخروب، والآن البطولة ستتوقف وعلينا استغلال هذه الفترة كما ينبغي من أجل تصحيح بعض الأخطاء واستعادة الأنفاس بعد خرجتين شاقتين إلى العلمةوالخروب، وما أنا متأكد منه أننا بعد مباريات وجولات أخرى سنجد معالمنا في البطولة وسنكون أحسن بكثير ونظهر بالوجه الحقيقي لبطل الموسم الفارط”.