تمكنت تشكيلة اتحاد البليدة من تحقيق الفوز الرابع لها هذا الموسم أول أمس الثلاثاء أمام مولودية الجزائر، وبغض النظر عن النتيجة الفنية والفوز بهدف واحد فقط، فإن التشكيلة قدمت مباراة جيدة على العموم خاصة من حيث الإرادة فوق أرضية الميدان، رغم التباين في المستوى والإمكانات، ناهيك عن الملعب المحايد والغيابات الكثيرة في صفوف التشكيلة. وبعد هذا الفوز أضحى البليدية يؤمنون أكثر بإمكانية تحقيق البقاء هذا الموسم، بعدما فقد العديد من الأنصار الأمل إثر النتائج السلبية المسجلة في الجولات الفارطة، يضاف إلى ذلك الإقصاء من منافسة الكأس هذا الأسبوع، ويعول أشبال يعيش على تأكيد إستفاقتهم في مرحلة العودة، بما أن لقاء المولودية كان الأخير خلال مرحلة الذهاب. التخوف كان كبيرا وقبل بداية اللقاء، أبدى الأنصار تخوفهم من تعثر فريقهم لأنه لم يلعب فوق أرضية ميدانه، لاسيما أن الأنصار فقدوا الثقة بعد ثلاث هزائم متتالية في العلمة، الخروب،وفي الكأس أمام شبيبة بجاية، مع مردود متواضع في جميع المباريات الثلاثة. كما أن قوة المنافس ناهيك عن الغيابات المؤثرة في التشكيلة، جعلت الأنصار يتخوفون أكثر من تسجيل فريقهم لتعثر جديد. التشكيلة إجتازت ربع الساعة الأول بسلام ومثلما تطرقنا له في أعدادنا الفارطة، فإن المدرب يعيش تفطن إلى النقطة السوداء وهي تلقي الأهداف في ربع الساعة الأول، لذلك تحدث مع لاعبيه قبل اللقاء وحذرهم من الدقائق الأولى. حيث أصر على ضرورة عدم تلقي الأهداف، ومحاولة الضغط على المنافس في منطقته، وهو ما طبقه اللاعبون حرفيا حيث تجاوزوا ربع الساعة الأول بسلام بل وتمكنوا من نقل الخطر إلى مرمى المنافس، الذي فرضوا عليه ضغطا شديدا. كانت قادرة على تسجيل أكثر من هدف ودخلت التشكيلة البليدية هذه المباراة بشكل جيد، حيث فرضت ضغطا شديدا على مرمى الحارس زماموش طيلة المرحلة الأولى تقريبا. وكانت قادرة على تسجيل ثلاثية كاملة في هذه المرحلة، لو استغل الخط الأمامي الفرص التي أتيحت له من جهة، ولولا براعة الحارس زماموش في أكثر من مناسبة من جهة أخرى، بعدما حرم بلخير من التهديف مرتين وحريزي في المرة الثالثة. هدف جمعوني جاء في الوقت المناسب وبعدما أنهت التشكيلة المرحلة الأولى بالتعادل السلبي، مع سيطرة مطلقة على أطوار هذه المرحلة، طالب المدرب يعيش بضرورة مواصلة الضغط على مرمى مولودية الجزائر، واستغلال الفرص التي تتاح لهم. كما أن كلام زعيم مع لاعبيه جعلهم يركزون أكثر ويصلون إلى مبتغاهم في الدقيقة 60، بواسطة جمعوني الذي جاء هدفه في الوقت المناسب، بعد ربع ساعة فقط من بداية المرحلة الثانية. البليدة سيرت بقية الدقائق بذكاء وبعد هدف جمعوني، أدرك اللاعبون أن المنافس سيرمي بكل ثقله في الهجوم من أجل العودة في النتيجة، لذلك سيروا بقية الدقائق بذكاء بعدما كانت التشكيلة في كل مرة تتحمل ضغط المباريات وينخفض مستواها. لكن العكس هو الذي حدث هذه المرة، حيث حاول اللاعبون إضافة الهدف الثاني في ربع الساعة الأخير، قبل أن يعودوا إلى الخلف كلية في الدقائق الأخيرة. وحافظوا بذلك على الهدف الثمين الذي سجلوه ما جعل بعض مرافقي المولودية يؤكدون أن البليدة سيرت المرحلة الثانية بذكاء، وهي بذلك تستحق الفوز بالنقاط الثلاث. الدفاع لم يتأثر بغياب شبيرة وياغني إستعاد الخط الخلفي في هذه المباراة الصلابة التي كان يعرف بها سابقا، حيث أدى مباراة جيدة سواء من حيث التركيز أو التفوق في الصراعات الفردية والثنائية، بدليل أن هجوم المولودية بقيادة عمرون ومقداد لم يجد ضالته، ولم يقلق ڤاواوي سوى في مناسبتين طيلة التسعين دقيقة. وذلك بالنظر إلى الرقابة اللصيقة التي فرضها بلخثير، تلبي، زموشي ودفنون على المهاجمين، ورغم غياب شبيرة وياغني بسبب الإصابة إلا أن الخط الخلفي لم يفقد توازنه. الوسط ربح معظم الصراعات الفردية تحسن خط الوسط كثيرا هو الآخر مقارنة بالمباريات الثلاث الأخيرة، حيث ظهر الإنسجام بين الثلاثي بلوصيف- حريزي- بلخير الذي أدى مباراة في المستوى من حيث الإرادة والإنسجام، وتفوق بذلك على أشبال المدرب آلان ميشال الذين يملكون خط وسط في المستوى بدورهم. حيث تفوق الثلاثي البليدي في معظم الصراعات الفردية، بدليل أن كودري ورفاقه لم يجدوا ضالتهم. الهجوم يتحرر بعد ثلاث مباريات دون أي هدف وأدى الهجوم البليدي مباراة مقبولة وحقق المهم وهو تسجيل هدف وحيد بواسطة جمعوني، ضمنت به البليدة النقاط الثلاث وتحرر بذلك بعد صيام دام ثلاث مباريات. وعمل جمعوني رفقة مختاري وبلخير على تهديد مرمى المولودية، خصوصا في المرحلة الأولى وبداية المرحلة الثانية، لأنه بعد الهدف عمد المدرب يعيش إلى غلق اللعب وتمركز المهاجمين في نقطة وسط الميدان، لكن ما تجب الإشارة إليه هو أن الفوز دائما بهدف واحد فقط، يؤكد أن الهجوم لازال في حاجة إلى مزيد من العمل حتى يتحرر ويسجل أكثر من هدف. اللاعبون “ڤلبوها” في غرف حفظ الملابس بعد صافرة الحكم النهائية، عبر اللاعبون عن فرحتهم بهذا الفوز المستحق، وكانت الفرحة كبيرة في غرف حفظ الملابس بين اللاعبين الذين أكدوا في حديثنا مع بعضهم بعد نهاية اللقاء، أن الفوز على فريق في حجم مولودية الجزائر يجعلهم يتحررون نهائيا، ويلعبون من دون ضغط من الآن فصاعدا ومن أجل الفوز لا غير. يريدون التأكيد أمام “الحمراوة” وبعد نهاية المواجهة، كشف بعض اللاعبين أن هذا الفوز هو بمثابة التحرر من عقدة الإخفاقات، وعبروا عن إستعدادهم للتأكيد في المواجهة المقبلة أمام مولودية وهران. وهي المواجهة التي ستكون صعبة عليهم، لكن ذلك لن يمنعهم على حد تعبيرهم من محاولة العودة بالنقاط الثلاث أو نقطة التعادل على الأقل. العقوبة خدمت البليدة أكثر من المولودية العقوبة التي تعرضت لها البليدة في لقاء أول أمس خدمتها أكثر من المولودية، لأن أشبال المدرب يعيش لعبوا براحة كبيرة وبعيدا عن أي ضغط، ما مكنهم من ضرب عصفورين بحجر واحد. حيث قدموا مستوى كبيرا أعاد لهم الثقة وكان الأداء مصحوبا بالنقاط الثلاث، ومن جهة أخرى سيستعيدون أنصارهم في مواجهة أهلي البرج في الجولة الثانية من مرحلة العودة. ويبدو أن الإدارة لم تخطئ عندما قررت عدم الإحتجاج على الإبقاء على العقوبة من طرف الرابطة، مقابل رفعها عن شبيبة بجاية أمام شباب بلوزداد. المغتربون فرحوا بالفوز عرفت مواجهة أول أمس حضور الثلاثي المغترب لعنصر- بن نمرة- رواق، الذي وقع في البليدة خلال فترة التحويلات الشتوية. وشارك الثلاثي المذكور في مواجهة الكأس، قبل أن يصر على التنقل إلى ملعب الشلف لمتابعة المباراة التي تفاعل معها كثيرا، وعبر عن فرحته الكبيرة بهذا الفوز بدليل أن لعنصر، بن نمرة ورواق احتفلوا مع رفاقهم في غرف حفظ الملابس. بلخثير أنهى اللقاء مصابا أنهى المدافع الأيمن بلخثير اللقاء وهو يعاني من إصابة في الكاحل، تعرض لها سابقا ولم يركن للراحة بسبب إلتزاماته مع البليدة والمنتخب الأولمبي. لكن يبدو أن هذه الإصابة لن تمنعه على حد تعبيره من المشاركة في مواجهة الجولة الأولى من مرحلة العودة، أمام مولودية وهران يوم 19 مارس الجاري. حوالي 20 مناصرا تنقلوا إلى الشلف رغم العقوبة لم تمنع العقوبة التي سلطتها الرابطة على أنصار البليدة، البعض منهم من التنقل إلى ملعب بومزراق. حيث سجلنا تواجد حوالي 20 مناصرا بقوا خارج الملعب إلى غاية صافرة النهاية، قبل أن يلتحقوا بحظيرة السيارات لتقديم شكرهم للاعبين واحتفلوا معهم هناك بهذا الفوز. يعيش يتحرّر وينجو من المغادرة تحرر المدرب يعيش من الضغط الذي لازمه طيلة المباريات الثلاثة الأخيرة، التي قدم فيها فريقه مردودا متواضعا مع توالي النتائج السلبية. وقد حفظ المدرب البليدي دروس المباريات الفارطة، حيث أقحم التشكيلة المثالية ما جعله ينجو من المغادرة لأنه لو تعثرت التشكيلة في هذه المواجهة، لاشتد عليه ضغط الأنصار الذين لن يرضوا ببقائه على رأس العارضة الفنية. كان سعيدا وأثنى على لاعبيه وكان المدرب يعيش سعيدا للغاية في نهاية اللقاء، حيث اعتبر أن الفوز الذي حققه فريقه كان مستحقا ويحررهم من التخوف، الذي ساد الجميع قبل إنطلاقة المواجهة. كما أثنى المدرب على لاعبيه في نهاية اللقاء، وقال إنه لا يجب القول إنه كان وراء هذا الفوز لوحده، وإنما حتى إرادة اللاعبين كان لها دور كبير في صنع الفارق، كما تحدث مع لاعبيه في غرف حفظ الملابس، وشكرهم على المجهودات التي بذلوها طيلة التسعين دقيقة. يبقى غير راض عن تضييع كل تلك الفرص ولم يغتر المدرب يعيش كثيرا بهذا الفوز، حيث أكد في حديث مع المسيرين بعد نهاية اللقاء أن فوزهم مستحقا بالنظر إلى الإرادة التي تحلى بها اللاعبون، لكنه في نفس الوقت أكد أنهم مطالبون بضرورة العمل بنفس الجدية خلال الحصص التدريبية المقبلة، لأنه يرى أن عملا كبيرا لازال ينتظر التشكيلة حتى تصل إلى المستوى المطلوب، خاصة من الجانب الهجومي. حيث بدا المسؤول الأول على رأس العارضة الفنية، غير راض عن كل تلك الفرص التي ضيعها الخط الأمامي. خدير لن ينسى مباراة المولودية كشف وسط ميدان التشكيلة خدير أنه لن ينسى مواجهة مولودية الجزائر، التي تعد أول ظهور رسمي له في التشكيلة الأساسية في القسم الأول، منذ بداية مشواره الكروي بعدما لعب بضعة دقائق في الكأس أمام شبيبة بجاية. وكان خدير وراء التوزيعة التي سجل منها جمعوني الهدف الوحيد لفريقه. يعيش يرفع معنويات دراڤ إقترب المدرب يعيش في نهاية اللقاء من مهاجم مولودية الجزائر دراڤ واطمئن على إصابته، مشيرا إلى أن أحد مدافعيه لم يتعمد إصابته. وقد بذل المدرب البليدي كل ما في وسعه للرفع من معنويات مهاجم المولودية. ياغني وأوسعد أجريا فحوصا جديدة أمس أجرى المدافع الأيمن ياغني وزميله أوسعد فحوصا جديدة بالأشعة أمس، في إحدى العيادات الخاصة في البليدة، من أجل الوقوف على مدى تعافيهما منها. ولو أن المعطيات تشير إلى بقائهما خارج التدريبات، إلى غاية منتصف الأسبوع المقبل. يومان راحة والعودة يوم السبت منح المدرب يعيش يومين راحة للاعبيه بعد نهاية حصة الإسترخاء أمس، حتى يستعيدوا أنفاسهم بعد المجهودات التي بذلوها أول أمس أمام مولودية الجزائر. على أن تكون العودة إلى التدريبات أمسية هذا السبت، بداية من الساعة الثالثة زوالا في غابة بوشاوي. اللاعبون طالبوا بمنحة الفوز مباشرة بعد نهاية اللقاء، وبمجرد أن شاهد اللاعبون دخول بعض المسيرين إلى غرف تغيير الملابس، حتى بدأوا يطالبون بمنحة الفوز قبل موعد مواجهة مولودية وهران. لاسيما أن لاعبي البليدة يعانون من أزمة مالية حادة، بعد النتائج السلبية التي سجلوها في المباريات الأخيرة، وقد وعدتهم الإدارة بتسليم المنحة قبل لقاء وهران. جمعوني: “تحررنا وزماموش حرمنا من الفوز بنتيحة ثقيلة” تبدو سعيدا بالفوز الذي حققه فريقك اليوم (الحوار أجري بعد اللقاء)؟ بطبيعة الحال، كيف لا ونحن نحقق الفوز الرابع لنا هذا الموسم أمام فريق قوي يلعب جيدا خارج قواعده وحقق نتائج لابأس بها، ثم إن البعض لم يكن يراهن على فوزنا بهذه المباراة طالما أننا لعبنا في الشلف، والغيابات الكثيرة في التشكيلة، إضافة إلى الإرهاق الذي نال منا بعد المجهودات الكبيرة التي بذلناها في لقاء الكأس. ولا أخفي عليك أني سعيد للغاية مثل بقية اللاعبين. فوزكم كان مستحقا بالنظر إلى الأداء الذي ظهرتم به، أليس كذلك؟ الفوز الذي حققناه اليوم كان مستحقا وكان من غير المعقول لو فشلنا في حصد النقاط الثلاث، أو عادل المنافس النتيجة بالنظر إلى الأداء الكبير الذي قدمناه في جميع الخطوط. وما يبعث على التفاؤل أكثر هو أن جميع اللاعبين كانوا في المستوى وأدوا مباراة بطولية. كيف بدا لكم المنافس؟ مولودية الجزائر تملك تشكيلة في المستوى وحققت بعض النتائج الإيجابية خارج قواعدها هذا الموسم، وقد حاولت أن تضغط علينا منذ البداية لكنها وجدت فريقا منظما من جميع النواحي. وأعتقد أن لاعبيها كانوا ينتظرون أن ننهار في المرحلة الثانية، لكننا واصلنا اللعب بنفس العزيمة والإدارة التي تحلينا بها في المرحلة الأولى، ورغم ذلك أقول إن المولودية قادرة على تحقيق نتائج جيدة في الجولات المقبلة. بدورك لعبت مباراة في المستوى وكنت وراء الهدف الوحيد ماذا تقول؟ صحيح ما تقول، فالأداء الذي قدمته أمام مولودية الجزائر كان في المستوى ويعود ذلك إلى الإرادة الكبيرة التي كانت تحدوني حتى أكون في مستوى الثقة التي وضعها في الجميع، وبما أن مهمتي هي تسجيل الأهداف فقد كان لزاما عليّ الوصول إلى الشباك وهو ما قمت به وأنا فخور بذلك. ألا ترى أنكم ضيعتم فوزا ثقيلا بالنظر إلى الفرص العديدة التي أتيحت لكم؟ صحيح ما تقول أتيحت لنا العديد من الفرص قبل تسجيل الهدف، لكن لا أقول إننا نحن الذين فشلنا في تجسيدها وإنما الحارس زماموش كان في المستوى، وبدون مبالغة أقول إن زماموش حرمنا من الفوز بنتيجة ثقيلة. كيف ترى مستقبل التشكيلة بعد هذا الفوز؟ الآن تحررنا وعلينا أن نبحث عن التأكيد في المباريات المقبلة، وسنستعيد أنفاسنا ونشرع في التحضير لمواجهة مولودية وهران التي ستكون صعبة للغاية، لكن هذا الفوز سيجعلنا نحضر في أفضل الظروف ومن دون أي ضغط. ونحن ندرك جيدا أن أنصارنا سينتظرون منا التأكيد، لذلك علينا أن نكون في يومنا ولا نخيبهم لأن الفوز أمام مولودية وهران سيخرجنا نهائيا من منطقة الخطر.