نهب ثروات الشعب الصحراوي: مجلس الاتحاد الأوروبي يقر بعدم شرعية الاتفاقيات المبرمة بين الاتحاد والمغرب    معرض "شوكاف" يكشف عن التطور الملحوظ لصناعة الشوكولاتة بالجزائر    جثمان المجاهد إسماعيل محفوظ يوارى الثرى بمقبرة عين النعجة    كرة القدم : تعيين الجزائري جمال حيمودي مشرفا عاما على قطاع التحكيم في تونس (الاتحادية)    تمنراست : إبراز دور الزوايا الكنتية في المحافظة على الهوية الوطنية وحسن الجوار    باتنة: إطلاق جائزة الشهيد مصطفى بن بولعيد للفن التشكيلي في طبعتها الأولى    العدوان الصهيوني: ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى ما يقارب 47500 والإصابات إلى أزيد من 111500    قالمة: 27 وحدة إنتاجية متخصصة في الصناعات الغذائية تضمن تموين السوق المحلية    وزير المجاهدين يستقبل خطيب المسجد الأقصى    الجمعية العامة العادية للفاف: المصادقة بالإجماع على الحصيلتين الادبية والمالية لسنة 2024    حيداوي يستقبل ممثلين عن مسجد باريس الكبير    قمة التكنولوجيا المالية: مؤسسات ناشئة تقدم حلولا مبتكرة لمواكبة تطور التجارة الإلكترونية    الإطاحة بشبكة إجرامية مختصة في الاتجار بالمؤثرات العقلية بالطارف    سايحي يلتقي أعضاء النقابة الوطنية للممارسين الأخصائيين في الصحة العمومية    الحماية المدنية: تراجع في ضحايا حوادث المرور وارتفاع في وفيات التسمم بالغاز    الجزائر العاشرة عربيا و258 عالميا في مؤشر الرعاية الصحية    مكاتب لصرف العملة بميناء الجزائر    نجاح دبلوماسي تاريخي للجزائر    براف المرشح الوحيد لخلافة نفسه    جازي توقع اتفاقية رعاية مع اتحاد بسكرة    قبول 21 ملف تصريح بالترشح    رسالة من تبّون إلى بوكو    تمديد عطلة الأمومة.. مرحلة الجدّ    الشروع قريباً في إنجاز محطة لتحلية مياه البحر    محلات التوابل تستعد لاستقبال الشهر الفضيل    مستنقع دماء جديد في إفريقيا    سر أهل غزة!؟    هذا موعد ترقّب هلال رمضان    هذه صفات عباد الرحمن..    إعادة تشكيل الشرق الأوسط: هل يكون الفتات خيرا من لا شيء؟    وزير الصحة يُطمئن الأطبّاء    تنصيب المدير العام الجديد للديوان الوطني للإحصائيات    التفجيرات النووية بالجزائر.. جريمة ضد الإنسان والبيئة    ولاية قسنطينة تتدخل لإنهاء المشكل    3385 مليون دينار لمواجهة أزمة الماء    وفرة في اللحوم كمّا ونوعا    رجال أعمال يبحثون سبل التعاون الجزائري-التركي    الخبرة الجزائرية لاستغلال احتياطات المحروقات بموريتانيا    الرئيس تبون حريص على العناية بتاريخ وذاكرة الأمة    اجتماع جمعية الأمناء العامين للبرلمانات العربية    مناهضو التطبيع بالمغرب يحشدون قواعدهم    تعاون جزائر ي -روسي مكثف في المجال العلمي    840 ألف دينار تكلفة الحج لهذا العام    معسكر: الشهيد شريط علي شريف… نموذج في الصمود والتحدي والوفاء للوطن    غويري مستاء من مسؤوليه في نادي رين    رياض محرز.. التوهج يستمر    مباشرة برنامج طموح لدعم الكتاب والنشر    سيرة مناضلة وشاعرة من العيار الثقيل    ثمرة عناية الدولة بشبابها المبدعين    إنتاج صيدلاني : حاجي يستقبل ممثلين عن الشركاء الإجتماعيين ومهنيي القطاع    دورة "الزيبان" الوطنية للدراجات الهوائية ببسكرة : 88 دراجا على خط الانطلاق    السوبرانو الجزائرية آمال إبراهيم جلول تبدع في أداء "قصيد الحب" بأوبرا الجزائر    فتح باب الترشح لجائزة أشبال الثقافة    الشعب الفلسطيني مثبت للأركان وقائدها    لجنة لدراسة اختلالات القوانين الأساسية لمستخدمي الصحة    نادي سوسطارة يفرط في نقطتين مهمتين    أدعية شهر شعبان المأثورة    الاجتهاد في شعبان.. سبيل الفوز في رمضان    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



يتحدث حصريا ل “الهدّاف” ويفضلها على الصحافة الإسبانية.. لحسن: “إقصاء 7 لاعبين من تعداد “الخضر” قبل المونديال كثير جدّا“
نشر في الهداف يوم 12 - 03 - 2011

صار من الصعب على أي إعلامي في إسبانيا خلال الموسم الجاري أن يقترب من الدولي الجزائري مهدي لحسن من أجل محاورته..
والدليل على ذلك أن أحد إعلاميي إذاعة “راديو ماركا” قال لنا لما عرف أننا جزائريون قدمنا من أجل محاورة لاعب سانتاندار الجزائري: “إنه اللاعب الوحيد في راسينغ سانتاندير الذي لم يتحدث مع الصحافة الإسبانية ولو لمرة واحدة هذا الموسم، وأنا محتار كيف خصّكم بحوار”. لكن هذا الصحفي الإسباني لا يعلم أن الثقة والإحترام المتبادلين بين لحسن والهدّاف جعلاه لا يرفض لنا طلبا في كل مرة نقترب منه لمحاورته، مثلما كان عليه سابقا حتى قبل أن يلبي دعوة “الخضر“ بدليل الحوارات الحصرية التي كان يدلي بها لجريدتنا ( أعلن عبر “الهدّاف“ أنه قبل دعوة سعدان) واستقبلنا هذه المرة بحفاوة وقال لنا بصريح العبارة: “تفضّلوا اطرحوا الأسئلة التي تريدون دون تردد”، قالها بابتسامة عريضة، قبل أن نتفرغ للحديث عن عدة أمور تخصّ المنتخب الوطني وندمه على الانضمام إلى صفوفه خلال نهائيات كأس إفريقيا التي أقيمت في أنغولا مع مطلع السنة الماضية، واشتياقه لأجواء المنتخب التي افتقدها كثيرا، فضلا عن حديثه عما جرى بينه وبين بورتڤال، المدرب السابق لراسينغ سانتاندير، وكيف تسير الأمور حاليا مع المدرب الجديد مارسيلينو، وأمور أخرى شيقة لم يتحدث عنها هذا اللاعب من قبل ستكتشفونها في هذا الحوار المطول الذي خصّ به لحسن حصريا “الهدّاف”بعد أن رفض الحديث مع مختلف وسائل الإعلام منذ مدة.
في البداية يجب علينا أن نتطرق لما عرفته العارضة الفنية ل “راسينغ سانتاندير” منذ أكثر من شهر برحيل “بورتڤال” ومجيء “مارسيلينو“ خلفا له، فكيف تسير الأمور مع المدرب الجديد؟
صراحة الأجواء داخل المجموعة تغيرت كلّيا، ومع “مارسيلينو” صرنا نشعر بأكثر راحة داخل الفريق.
وما الذي تغيّر فوق الميدان مثلا؟
طريقة العمل خلال التدريبات مثلا مغايرة تماما، لم نعد نخضع للتمارين نفسها التي كنّا نقوم بها مع المدرب السابق بورتڤال الذي أدخلنا في “الروتين” وعوّدنا على التمارين نفسها طيلة الموسم، وفي نهاية المطاف تبيّن أن عمله كان بمثابة شقاء وعقوبة للجميع، وبالإضافة إلى ذلك فإن “مارسيلينو” مختلف عنه كثيرا من ناحية التواصل مع لاعبيه، هو أفضل منه من هذا الجانب، وأعطيك مثالا يثبت ذلك.
تفضّل...
حديثي مع “مارسيلينو” في يوم واحد منذ قدومه أكثر بكثير مما تحدثه مع سالفه في موسم ونصف. لم يسبق ل “بورتڤال” أن اقترب مني ليقول لي: “أنا راض أو غير راض عن مردودك، أو عليك أن تغيّر أسلوب لعبك”. ولعلمك أن المرة الوحيدة التي اقترب مني وحدثني فيها كانت من أجل استفساري عن السبب الجوهري الذي جعلني لا أمدد عقدي مع النادي، مؤكدا لي أن ذلك سيربكني ويؤثر في تركيزي، وأنه أمر غير جيد بالنسبة إليّ، وبعدها فعل فعلته، لأنه وخلال تلك الفترة أبعدني عن التشكيلة الأساسية وأجبرني على اللعب احتياطيا، وكان ذلك كما قلت لك الحديث الأول والأخير الذي جمعني به طيلة موسم ونصف.
إذن علاقتك كانت متوترة مع “بورتڤال“؟
لا، لا أقول إنها كانت سيئة أو متوترة، لكنها عادية جدا، و نحن لا نتحدث إطلاقا فيما بيننا ...
تعتبرها إذن معقّدة؟
لا، ليس إلى درجة علاقة معقدة، ما شعرت به أنه لا يضع فيّ ثقته، عكس المدرب الجديد “مارسيلينو”، الذي وخلال اليوم الأول الذي أشرف فيه على العارضة الفنية للفريق اقترب مني وأكد لي أنه يضع ثقته في شخصي، وأنه سيقحمني أساسيا في مختلف المباريات، وأنه يعوّل عليّ كثيرا في الوسط. وبطبيعة الحال فإن أي لاعب يجد راحته أكثر مع مدرب يضع فيه ثقته ويقول له هذا الكلام، لقد قام في يوم واحد بما لم يقم به بورتڤال في ظرف سنة ونصف، دون أن أنسى أن أذكر أن الجميع أصابه الملل من الخضوع مع المدرب السابق في كل مرة للتدريبات والتمارين نفسها على مدار تلك المدة.
تريد أن تقول إن اللاعبين وقفوا ضدّ بورتڤال من أجل إجباره على الرحيل؟
لا، ليس إلى هذا الحدّ. لكن الجميع كان مستاء من عمله، حيث أصابنا الملل من العمل بالأسلوب نفسه في كل مرة، كنا مثلا كل يوم اثنين أو أربعاء نعيد التمارين نفسها، سواء كان الطقس جميلا، أو ماطرا أو باردا إلى درجة أن يصير الملعب غير صالح للتدريبات، تجده يواصل بالأسلوب نفسه، وبالتمارين المملة نفسها ويجبرنا على القيام بالحركات التي تعودنا عليها... لقد سئمنا ذلك معه بصراحة.
اشرح لنا حتى يفهم القراء أكثر؟
أقصد أنه كل يوم اثنين تأتي إلى ملعب التدريبات من أجل الركض عشر دقائق بالنسبة لمن لعبوا يوم الأحد، كما يقومون ببعض التمارين ليغادروا نحو منازلهم. أما الذين لم يلعبوا فتبرمج مواجهة تطبيقية فيما بينهم، ويوم الثلاثاء نستفيد من راحة ونعود يوم الأربعاء من أجل حصة يركز فيها على العمل الفني ومواجهة تطبيقية وبعض التمارين الأخرى، وهي الحصة التي مللناها لأننا نقوم بالعمل نفسه دون تجديد منذ عام ونصف ما يجعلها ثقيلة على اللاعبين.
وخطاب بورتڤال، هل كان ثقيلا مثل تدريباته؟
لا يمكنني تأكيد ذلك، ربما كان كذلك بالنسبة للبعض وأفضل من ذلك بالنسبة للبعض الآخر مثلما هو موجود في كل الفرق. لا أريد أن أكون من اللاعبين الذين ينتقدونه لأنه لم يعد معنا.
ولكنه كان يشركك أساسيا، أليس كذلك؟
لا يمكنني قول العكس، في أول موسم عندما استقدم إلى سانتاندير كان يشركني أساسيا في كل المواجهات، ولم يكن هناك معه أي مشكل ولكن في الموسم الحالي عدت إلى اللعب بعد الإصابة التي تعرضت إليها في بداية الموسم ولكنه كان يهمشني في كل مرة، رغم أنني كنت أؤدي مباراة جيدة إلا أنه كان يبعدني في المباراة الموالية دون سبب.
هل كان تهميشك بسبب عدم تجديد عقدك دون رفع قيمة الأجرة الشهرية؟
لست أدري، من المفترض أن الأمر لا يعنيه، لم أفهم كيف استدعاني إلى مكتبه وطلب مني أسباب عدم تجديدي العقد مع النادي.
ماذا كان يقول لك؟
كان يقول لي: “لماذا لم تمض على عقدك رغم العرض المحترم؟ أنا أعلم ما قدم لك” وغيرها من الأمور. حسب علمي لم يكن المدير الفني؟ ليس من صلاحيته أن يقول لي إن العرض جيد أو العكس، ولماذا لم أمض. مهمته هي تدريب اللاعبين الذين كانوا تحت تصرفه فقط.
وهل الرئيس “بيرنيا” من كان يرسله للحديث معك؟
لا، لا أظن أن الرئيس من فوضه للحديث معي، لقد كانت مبادرة منه. تصوّر أنه يوما ما سألني هل جددت العقد ولما أخبرته بأنه لا يوجد أي جديد أبعدني أربعة أيام من بعد من التشكيلة رغم أنني كنت أساسيا وأتذكر أن المباراة كانت أمام أتليتيكو مدريد. المهم اليوم يوجد مدرب جديد وبورتڤال أقيل.
أكيد أنك تقول في قرارة نفسك ليغادر دون رجعة، أليس كذلك؟
لا، ليس إلى هذه الدرجة. أظن أنه كان في نهاية عقده وبنسبة 99 من المائة كان سيغادر ولا يجدد في نهاية الموسم الجاري، وأقول إنه تم تقديم موعد رحيله لا غير، لأنه حتى لو استمر معنا لم نكن سنسقط. وبقدوم المدرب الجديد مارسيلينو لا أظن أننا سنلعب معه المنافسة الأوروبية، ولكني اعترف أن التغيير والعمل وفق مناهج جديدة أمر إيجابي بعد العمل الروتيني الذي دام عام ونصف مع بورتڤال.
الروتين يكون أكثر مللا عندما لا تلعب؟
طبعا، لقد أصبح أمرا غير مقبول. صراحة الروتين طال الجميع وحتى أنا عندما كنت ألعب أساسيا كنت أحس بهذا الثقل، لكننا كنا نمزح فيما بيننا رغم الأجواء المملة، ولكن يجب أن لا نسيء فقط لهذا المدرب لأنه قام ببعض الأمور الجيدة.
إذن لم يكن سيئا جدا؟
لا، لم أقل ذلك، بل أؤكد أنه مدرب جيد ويصلح للتدريب في “الليڤا”، ولكن بعض طرق تدريبه لم تعد تخدم المجموعة وكنا بحاجة إلى دم جديد للعودة إلى الطريق الصحيح، ومع استقدام مدرب جديد سيكون له أثر إيجابي واضح على الفريق مستقبلا.
كيف كان رد فعل اللاعبين بعد إقالته؟
شخصيا تفاجأت للقرار، لأنني لم أكن أنتظر إقالته لسبب بسيط أننا لم نكن في منطقة الخطر أو مهددين بالسقوط، حيث كان هدف النادي هذا الموسم هو ضمان البقاء، وما دام أنه كان بصدد تحقيق هذا الهدف ولم يكن هناك حريق في البيت فالقرار كان مفاجئا. أتذكر أنه كان يوم اثنين وكنت مع العائلة في المسبح عندما كشف لي أحد المقربين من النادي أنه كان هناك اجتماع بالمدرب وأنه محتمل جدا أن يقال، ليتم الإعلان في الأمسية عن قرار إقالة بورتڤال.
هل ارتحت لذهابه؟
مرتاح؟ في لحظة القرار قد يكون هناك ارتياح، ولكن ما دام أننا لا نعرف ماذا سيحدث في المستقبل لن يكون هناك ارتياح لأننا قد نجد أن من خلفه أسوأ منه، أو لا يشركك في المباريات والارتياح الوحيد كان من الروتين الذي كنا نعانيه في التدريبات.
كيف ترى مارسيلينو؟
التواصل بينه وبين اللاعبين موجود بإستمرار، وهذا ما أحبه فيه. صحيح أنه لن يتحدث مع 25 لاعبا مرة واحدة، فكل عنصر على حدة، لكن ما لاحظته منذ التحاقه بالعارضة الفنية هو أنه يتحدث كثيرا مع لاعبيه.
هل قال لك أمرا خاصا؟
مثلا، في المرة السابقة، كنا على متن الطائرة عائدين إلى الديار بعد التعادل الذي حققناه في ألميريا، ناداني وقال لي: “لاحظ، في إحدى اللقطات كنت متمركز جيدا، لكن يجب أن تصعد قليلا إلى الأمام من أجل فرض الضغط على المنافس”. هذا حدث في دقيقتين فقط، لكني أعجبت بذلك كثيرا، خاصة أن المدرب السابق بورتڤال لم يفعل ذلك معي مطلقا. فهذا لا يعد أمر معقدا، أليس كذلك؟ فرحت كثيرا، لأني أود أن أطور مستواي بفضل المدرب الذي يعتمد عليّ.
لماذا لم تتحدث مع بورتڤال وتطلب مساعدته لتطور مستواك؟
فعلت ذلك، ذهبت إلى مقابلته في إحدى المرات، وقلت له ماذا يمكنني أن أفعل لأطور مستواي، هل تعلم ماذا أجابني؟ “لا، لا. واصل بهذه الطريقة، أنت تتدرب بشكل جيد، وستتحسن مستقبلا”، عكس مارسلينو الذي قال لي: “بإمكانك أن تلعب في فريق كبير وتحقيق مشوار أفضل، الجميع يتحدث عنك بالخير، لذا يجب أن تأخذ ذلك بعين الاعتبار، يجب أن تطور مستواك وتؤمن بذلك أكثر”. هذا هو الخطاب الذي ألقاه عليّ المدرب الجديد، وها هي النتيجة. عندما يجعلك أحد تثق في نفسك تكون لديك الإرادة و الحماس الذي من خلاله تريد التطور أكثر، وتحاول أن تظهر له أنه لا يتحدث من فراغ.
لكن من الناحية الفنية، هل يجعلك مارسيلينو تتحرك فوق الميدان بطريقة مختلفة؟
إذا أردتم التحدث عن الجانب الفني، أقول إنه إلى حد الآن لم يُغيّر الكثير، لكنه غيّر نوعا ما التحرك الجماعي للفريق، مع المدرب السابق بورتڤال لم نكن نشارك كثيرا في الهجوم، لأن الظهيرين هما اللذان يصعدان، ونحن لاعبو الوسط نبقى في الخلف من أجل التغطية، في هذه النقطة لاحظنا أن هناك تغيير لأنه يطلب من لاعبي الوسط المشاركة في الهجمات والتوجه نحو المرمى مباشرة، حتى أن لقطة الهدف الذي سجلناه أمام الريال تظهر جليا ما تحدثت عنه، مع المدرب السابق بورتڤال لم أجد نفسي أمام المرمى إلا نادرا، لكن حاليا المدرب يطلب مني الصعود، وإذا قمت بتمريرة خاطئة أو أضيع الكرة أعود إلى مكاني الأصلي وفقط. ليست هناك مشكلة.
التمريرة الحاسمة التي قدمتها ل كينيدي كانت بعد أن تدربتم عليها في الحصص التدريبية، أليس كذلك؟
لا، ليس إلى هذه الدرجة، لكن أعتقد أن الحرية الجديدة هي التي دفعتني إلى التواجد أمام المرمى وأقدم تمريرة حاسمة. فمع المدرب السابق كان دوري محدودا فوق الميدان، تقريبا منحصرا في الدفاع، أما الآن فالأمر مختلف. أمر مشجع أن تسمع المدرب يطلب منك أن تجرب حظك، مثال آخر، يقول لي أيضا: “لديك قدم يسرى جيدة، بإمكانك أن تسجل الأهداف أيضا. يجب أن تكون قريبا من المرمى حتى تتسنى لك فرص التسديد نحوه”. ربما يكون ذلك عبارة عن جزئيات، لكن هذا جعل فريقنا يظهر بوجه مختلف.
حتى النتائج أصبحت في صالحكم...
طبعا، منذ التحاقه، فزنا على إشبيليا وخيتافي، وعدنا في النتيجة في الدقيقة الأخيرة أمام فياريال، رغم أنه كان بوسعنا الفوز في تلك المقابلة، كما حققنا التعادل بهدف لمثله أمام ألميريا في عقر دارها رغم أننا لعبنا 75 دقيقة بعشرة لاعبين بعد طرد هنريكي، انهزمنا فقط أمام ريال مدريد. فالنتائج الآن أصبحت في صالحنا.
ألا يعود ذلك إلى أن جميع اللاعبين يودون الظفر بثقة المدرب الجديد؟
رغم أن الفريق يضم نفس اللاعبين، إلا أنه يجب أن لا ننكر أن طريقة التفكير أصبحت مختلفة، وكل لاعب أصبح يعلم أن لديه فرصة للعب. في السابق، كان بعض اللاعبين على دراية أنهم حتى لو يظهروا بمستوى عال جدا في الحصص التدريبية لن يظفروا بفرصة في مقابلة رسمية، لكن الأمر مختلف الآن، كل لاعب لديه دوره في الفريق، ويرغب في الحصول على فرصته، إنها مسألة ثقة وإرادة.
لن نضعك في حرج ونطلب منك الحديث عن مغادرة سعدان والتحاق بن شيخة، سنريحك من ذلك. حدثنا بالمقابل عن لياقتك البدنية في هذه الأيام؟
(يضحك)... صراحة أشعر أنني في حالة ممتازة بدنيا ، أعتقد أني اللاعب الوحيد في فريقي من شارك في المباريات الثلاث الأخيرة كلها هذا الأسبوع. شعرت بنوع من الإرهاق أمام ريال مدريد، لكن هذا أمر طبيعي، لأنه ليس من السهل لعب ثلاث مواجهات خلال أسبوع واحد، لكن عرفت كيف أسير ذلك بشكل عام، عكس ما كنت أشعر به قبل كأس العالم. كنت أعاني من آلام على مستوى العانة حتى أني كنت سأجري عملية جراحية بعد المونديال، لكن الفريق الذي ألعب له هو الذي رفض أن أجري هذه العملية.
بفضل أي معجزة تمكنت من التماثل إلى الشفاء من هذه الإصابة؟
صراحة، بعد كأس العالم لما ذهبت لأقضي عطلتي السنوية لم يكن بوسعي حتى أن أسبح بسبب شدة الآلام التي كنت أشعر بها على مستوى العانة (pubalgie)، كانت آلام يصعب تحمّلها، إلى درجة لم أفكر سوى في العملية الجراحية، لكن البعض نصحني باجتناب ذلك، لذلك تابعت البرنامج المسطر لي وعدت تدريجيا إلى غاية زوال كل الآلام.
لكن ماذا فعلت بشكل خاص؟
خضعت فقط إلى برنامج خاص سطره لي بعض الأطباء، وهو التركيز على تقوية العضلات فقط.
ألم تعد تشعر بالآلام؟
لا تماما، فآخر مرة شعرت فيها بالآلام كان في مواجهة ألميريا منذ فترة طويلة، وأنا لا أشعر بأي آلام الآن، ولم يعد يحدث هذا معي إلا في حالات نادرة، ربما فقط بعد تدريبات شاقة أشعر ببعض الآلام وهو أمر عادي وطبيعي.
هذا لا يمنعك من لعب مبارياتك بكامل إمكاناتك؟
بطبيعة الحال، الأمر ليس مزعجا، فقبل أربعة أشهر من الآن كان واجبا عليّ أن أنتبه جيدا لحركاتي، لكن الآن لست مطالبا بذلك.
اليوم بعد فترة طويلة من لعب المونديال، ما الذي يمكن أن تقوله حول الجدل الذي أثير حول التحاقك ب “الخضر”؟
صراحة لم أتأثر بذلك، لأني بكل بساطة كنت بعيدا عن كل ما كان يثار حول قضية التحاقي ب”الخضر”، لكن صراحة اليوم أقول في قرارة نفسي إنه كان عليّ الالتحاق بالمنتخب الوطني قبل ذلك، فما عشته في هذا المنتخب أمر رائع، فالجميع حدثني وأكد لي أن الوضع ممتاز داخل “الخضر” قبل التحاقي، لكن للأسف التحاقي كان متأخرا نوعا ما، والأمر الذي ندمت عليه فعلا هو عدم مشاركتي في “الكان” التي جرت بأنغولا، وأعتقد أن هذا الأمر سيبقى عالقا في ذهني لفترة طويلة.
هل لك أن تشرح لنا هذه المرة بصدق السبب الذي جعلك ترفض المشاركة في “الكان”؟
لا أعرف السبب بالضبط، ربما لأن الأمر فاجأني وجاء في وقت سريع، وتوالت الأحداث بسرعة، فقد حصلت على جواز سفري الجزائري من هنا لأستدعى بعدها مباشرة إلى المنتخب حتى قبل أن استوعب ما الذي يحدث لي، فأسابيع فقط قبل ذلك لم أكن أتصوّر أن كل هذه الأمور ستحدث لي، إضافة إلى أن زوجتي كانت على وشك الإنجاب في تلك الفترة، وكان من الصعب أن أتركها بمفردها رغم أنها سمحت لي بالذهاب.
وماذا كان موقف زوجتك في ذلك الوقت؟
لم تطلب مني يوما البقاء إلى جانبها وعدم الذهاب، بل على العكس قالت لي: “حتى لو دام الأمر شهرا كاملا فيمكنني تدبر أمري بمفردي”.
ولو عدت إلى الوراء، هل كنت ستقوم بالاختيار نفسه؟
آه هنا أؤكد أنه لو عدت إلى الخلف لكنت قد سافرت للمشاركة في “الكان” وهذا لأسباب عديدة، أولا بسبب الكلام الجميل الذي سمعته عن الأجواء داخل المنتخب وما عاشه اللاعبون خلال تلك المغامرة، وأيضا لأن الأمر كان سيمكنني من تجنب كل الحديث والكلام الذي قيل عن قضية التحاقي بالمنتخب الجزائري، خاصة أن الكثير كان يؤكد أن لحسن يريد المجيء فقط من أجل المشاركة في كأس العالم... الأمور كانت ستكون أسهل عليّ لو أني شاركت في “الكان”.
من حدثك عن الأجواء السائدة في المنتخب الوطني خلال كأس إفريقيا للأمم؟
صراحة، لقد شوقوني كثيرا بحديثهم، حيث أكدوا لي أنهم عاشوا أوقاتا رائعة لا تنسى، فقد أكد لي كل من يبدة، زياني، غزال وبوڤرة أنهم كانوا يريدون الفوز بكل المباريات من أجل البقاء أطول مدة ممكنة مع بعضهم البعض، ومجرد الشعور بهذا الأمر والرغبة في ذلك يؤكد أن الأمر يتعلق بمغامرة رائعة، وبعلاقات قوية تشكلت خلال تلك الفترة، فقد كانوا يحدثوني عنها وأعينهم تبرق من الشوق والتأثر.
ألم تشعروا بهذا الأمر خلال كأس العالم والتربص التحضيري الذي سبقها؟
لا يمكن أن أحكم أنا على ذلك، لأني لم أعش تجربة “الكان” ولكن حسب ما قاله لي اللاعبون الأمر لم يكن نفسه في المونديال.
ولماذا ذلك حسب رأيك؟
أعتقد أن هذا بسبب إبعاد مجموعة من اللاعبين الذين شاركوا في كامل التصفيات والمغامرة الإفريقية قبل ذلك، فدون شك أن اللاعبين تأثروا بفقدان زملائهم الذين عاشوا معهم أجواء خاصة ومميزة، فقبل انطلاق كأس العالم تم ضم 7 لاعبين جدد من بين قائمة ال23 لاعبا وهذا يعني ثلث الفريق، ما يوحي أن الأمور لا يمكن أن تكون مشابهة.
ماذا عنك شخصيا، كيف عشت مغامرة كأس العالم؟
صراحة كل شيء كان ممتازا، سواء من حيث الأماكن التي كنا نتواجد بها، وتواجدنا مع بعض في الفندق، بالنسبة لي كل شيء كان مثاليا، لكن بما أني لم أكن حاضرا في كأس إفريقيا ولم أعش تلك الأجواء لا يمكنني أن أحكم على الأجواء التي سادت في كأس العالم.
وهل شعرتم أن المجموعة متلاحمة فيما بينها في المونديال؟
بالنسبة لي لم يكن هناك أي إشكال في المجموعة، لكن تبقى قضية مخالطة فهناك أشخاص أبقى معهم طوال الوقت، وهناك البعض الآخر أختلط بهم بدرجة أقل.
هل هناك بعض اللاعبين الذين تحدثت معهم قليلا فقط؟
لا أرى شخصا معيّنا، لا أعتقد ذلك.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.