يصنع وسط ميدان نادي “سانتاندير” الإسباني والمقبل للمنتخب الوطني، مهدي لحسن، الحدث في الآونة الأخيرة بعدما بقي الترقب يُخيّم حول إلتحاقه بالمنتخب الوطني من عدمه... قبل أن تنفرد “الهدّاف” بخبر إلتحاقه مثلما صرح لها حصريا، وكان اللاعب قد أكد أنه يريد زيارة عائلته للتعرف على بلده الأصلي الجزائر ما جعل الجميع يتساءل عن مكان تواجد عائلته بعدما أكد أنها تقطن حوالي 70 كلم عن العاصمة.. “الهدّاف” كعادتها أبت إلاّ أن تزور عائلته الكبيرة التي تقطن بمدينة “أحمر العين” التي يملك فيها عددا معتبرا من الأقارب بعد وفاة جده وجدته، وتنقل إلى قرائها أصول مهدي لحسن، ووسط هؤلاء الأقارب يوجد شقيق والده (عم مهدي لحسن) الذي زارته “الهدّاف” أول أمس في بلدية “أحمر العين“ بولاية تيبازة. “عمي محمد” الشقيق الذكر الوحيد لوالد لحسن بالنظر إلى أن أقارب لحسن موزعون على عدد من الأحياء في بلدية أحمر العين، بحثنا عن أقرب المقربين من مهدي لحسن ووجدنا عمه الوحيد “عمي محمد” الذي يقطن في حي “نوري“ بالبلدية نفسها. لكن حسب المعلومات التي تحصلنا عليها من بعض القاطنين في الحي في البداية، فقد أكدوا لنا أن عمه الوحيد رفض الحديث مع الصحافة في الوقت الحالي بسبب ما نشر عن شقيقه في وقت سابق بأنه تحصل على الجنسية الفرنسية ونسي جذوره الجزائرية. قال لنا: “لن أرفض الحديث إلى الهدّاف لأنها ذات مصداقية” بعدما أكد لنا بعض القاطنين في الحي أن عم مهدي لن يتحدث إلى الصحافة بسبب ما أشرنا له سابقا، قررنا المغامرة والحديث إليه مهما كان الثمن بوساطة صاحب محل التصوير “بوهديبة سمير” الذي ساعدنا بإنجاز الروبورتاج المصوّر ونقلنا بسيارته الخاصة إلى منزل عم مهدي، وبمجرد خروجه قدمنا أنفسنا بأننا من يومية “الهدّاف” وقال لنا بصريح العبارة “لن أرفض الحديث مع “الهدّاف“ لأنها ذات مصداقية وتنقلت إلى إسبانيا خصيصا من أجل محاورة إبن أخي، ونقلت الخبر السعيد لأنصار المنتخب الوطني”. ظروفه الصحية لم تمنعه من إستقبالنا بحفاوة ملامح وجه “عمي محمد” كانت تشير إلى أنه فعلا من عائلة لحسن لاسيما في لون العينين والبشرة اللتين تتشابهان مع إبن أخيه مهدي، وأكد لنا أنه نسخة طبق الأصل لشقيقه، ورغم ظروفه الصحية الصعبة بما أنه يعاني من نقص في البصر، إلا أنه استقبلنا بحفاوة في بيته المتواضع، قبل أن ينقلنا لتناول المشروبات في مقهى “شريفي” الذي يجد راحته فيه على حد تعبيره، لنتنقل بعدها رفقة صديقنا المصور إلى محله الذي أعددنا فيه “الروبورتاج”. والد مهدي كان في الكشافة الإسلامية وغادر الجزائر وهو في سن 18 أكد لنا عم مهدي أن شقيقه مولود سنة 1943، في مدينة “واد جر” بولاية البليدة، وبقي هناك بضع سنوات قبل أن ترحل العائلة إلى مدينة أحمر العين واستقرت بقرية ريفية تسمى “الحساسنة”، لأن المستعمر الفرنسي هو الذي كان يسيطر على الحياة في المدن. وعاش والد مهدي حياة صعبة وشاقة مثلما أكده لنا شقيقه، وانخرط في الكشافة الإسلامية الجزائرية، قبل أن يغادر رفقة أحد أصدقائه من البلدية نفسها إلى فرنسا سنة 1960، ومنها إلى إسبانيا وهو في سن 18. عاد سنة 1961 وبعد الإستقلال غادر الجزائر نهائيا لم يتحمّل والد مهدي البقاء خارج أرض الوطن، في حين كانت عائلته تعاني ويلات الإستعمار والفقر والحرمان، فقرر العودة إلى أرض الوطن بداية سنة 1961، ومكث هنا إلى غاية الاستقلال، وفي السنة نفسها قرر الهجرة من جديد إلى فرنسا بحثا عن لقمة العيش، وعاد من جديد إلى الجزائر سنة 1970 قبل أن يغادرها نهائيا. أخباره انقطعت عن العائلة منذ سنة 1970 كشف لنا عم مهدي أن شقيقه عاد إلى أرض الوطن سنة 1970 في عطلة دامت شهرا قبل أن يعود إلى فرنسا، وكان يتصل بالعائلة مرة في الأسبوع على الأقل، لكن بعد ذلك انقطعت أخباره نهائيا، ما جعل محدثنا -عم اللاعب- يتنقل شخصيا إلى فرنسا للبحث عن شقيقه وقد بحث على حد تعبيره في عديد المدن الفرنسية لكن كل محاولاته باءت بالفشل ولم يتمكن من إيجاد شقيقه. حديث عن تضييعه عنوان العائلة ورقم الهاتف وعن الأسباب التي جعلت أخبار والد مهدي تنقطع نهائيا منذ عدة سنوات، أكد لنا شقيقه أنه لا يعلم السبب بالضبط لكنه تحصل على معلومات من طرف أحد المقربين الذي قال له إنه التقى والد اللاعب ذات مرة في فرنسا وأكد له والد مهدي أنه ضيع عنوان ورقم هاتف العائلة بعدما تغيرت أرقام الهواتف في الألفية الجديدة، لذلك لم يتمكن من الاتصال بعائلته. تغيير لقب العائلة حرمه من العودة إلى أرض الوطن سنة 2000 أراد والد مهدي الذي يدعى عبد القادر أن يعود إلى أرض الوطن سنة 2000 مثلما أكده لنا أحد المقربين بعدما تحدث معه شخص من العاصمة وأكد له أنه التقى والد مهدي في مدينة “ليون” الفرنسية ذات يوم وبالضبط في مقاطعة “بوش دورون” أين يقطن ، وأكد له هذا الأخير أنه يريد العودة إلى أرض الوطن سنة 2000 لزيارة عائلته بعدما بلغه نبأ وفاة والده، لكنه لم يتمكن من ذلك بسبب عدم صلاحية جواز سفره الذي لم يتمكن من تجديده وقتها بسبب تغير اللقب العائلي من الحسن ElhacenE إلى “لحسن”. والد لحسن وعد بزيارة عائلته قريبا بعد الدعوة التي وجهها المدرب الوطني رابح سعدان لوسط ميدان نادي “سانتاندار” مهدي لحسن كشف لنا أفراد العائلة أن والد اللاعب قرر في المستقبل القريب زيارة عائلته في مدينة أحمر العين، ومن جهته فإن مهدي لحسن الذي نشأ وترعرع في فرنسا أكد بدوره أنه لا يريد اللعب في بلد لا يعرفه تماما، وإنما يريد زيارة عائلته والتعرف عليها قبل أن يقرر في النهاية الإلتحاق بالمنتخب الوطني ويفضل أولا زيارة عائلته التي ربما سيزورها بمناسبة اللقاء الودي المقبل أمام صربيا. سيزور أيضا شقيقته التي تقطن في واد جر وحسب المعلومات التي وصلت العائلة فإن مهدي لحسن ووالده يريدان زيارة العائلة الكبيرة وبالأخص عمّ اللاعب الذي تحدثنا معه، إضافة إلى عمّة اللاعب التي تقطن في مدينة “واد جر” بولاية البليدة، هذه الأخيرة بدورها أكدت أنها تحلم بملاقاة شقيقها بعد غياب دام حوالي 40 سنة كاملة. العائلة فخورة بحمله القميص الوطني حديثنا مع عم لحسن وأفراد عائلته جعلنا نكتشف مدى شوقهم لرؤيته يحمل الألوان الوطنية لأن ذلك سيكون فخرا للعائلة الكبيرة والجزائر، بالإضافة إلى مدينة أحمر العين، وأكد لنا أفراد العائلة أنهم عاشوا خلال الأيام القليلة الفارطة تحت ضغط شديد من طرف أنصار المنتخب الوطني الذين يتنقلون يوميا إلى بيتهم من أجل معرفة جديد اللاعب، قبل أن يأتي الخبر اليقين من طرف يومية “الهدّاف” التي حاورت اللاعب حصريا في إسبانيا. عم اللاعب: “شقيقي لن يُغيّر وطنيته وكنت على يقين أن مهدي لن يرفض حمل الألوان الوطنية“ بعدها تطرق معنا عم اللاعب إلى الجزء المهم في تاريخ العائلة وحياة والد مهدي لحسن، حيث أكد لنا أنه رفقة العائلة تأثروا كثيرا من الكلام الذي قيل عن عمي عبدالقادر (والد اللاعب) بأنه لا يملك الجنسية الجزائرية وإنما يحمل الجنسية الفرنسية، وهذا هو السبب الذي جعل مهدي لحسن يرفض حمل الألوان الوطنية في وقت سابق، وأضاف أنه ذرف الدموع عندما إطلع على هذه الإشاعات لأن شقيقه أكد له قبل رحيله نهائيا عن أرض الوطن أنه لن يغير هويته ووطنيته أبدا، وأضاف: “كنت على يقين أن مهدي لن يرفض الألوان الوطنية“، وأكد أنه لو كان لاعب آخر مكان لحسن لما تمكن من حمل الألوان الوطنية بسبب الصعوبات الكبيرة التي وجدها في تحضير جواز سفره، لاسيما من الناحية الإدارية، لكن إرادة والده جعلته يسوي وضعيته الإدارية ويتحصل مهدي على جواز سفر جزائري. “الهدّاف“ زارت البيت العتيق لوالد لحسن بعد أننا تحدثنا مع عم اللاعب وبعض أفراد عائلته، زرنا البيت العتيق للعائلة الكبيرة الذي أقام فيه والد مهدي لحسن لمدة 18 سنة، وهو البيت الذي لم تبق فيه سوى بعض الجدران من الطوب والمهددة بالانهيار في أي لحظة، والتي لا تزال شاهدة على أن والد اللاعب من عائلة ريفية وثورية، وأكد لنا شقيقه محمد أن والد مهدي لحسن كان يفضل اللعب في أحد الأماكن التي تحوي أشجارا كثيفة من “الكاليتوس” ويجد راحته فيها، ولم يتردد عم لحسن في القول إن شقيقه كان في كل مرة يستلقي تحت ظل شجرة هناك ويحلم بالذهاب إلى أوروبا من أجل لقمة العيش وهو ما تحقق له. لهذه الأسباب وجد صعوبات كبيرة في استخراج جواز السفر كشفت لنا عائلة مهدي لحسن عن السبب الرئيسي الذي جعل مهدي لحسن يجد صعوبة كبيرة في استخراج جواز السفر، وهو خطأ في اسم العائلة، ما جعل والده يجد صعوبة من الناحية الإدارية. حيث كشف لنا أفراد العائلة أن والد اللاعب عندما كان يقيم معها في مدينة أحمر العين كانت العائلة تحمل لقب” الحسن “، لكن بعد أن هاجر هذا الأخير إلى فرنسا قام والده (جد مهدي لحسن) في نهاية السبعينيات بتغيير لقب العائلة إلى”لحسن”، في حين أن والد مهدي لحسن كان مدونا في القنصلية بالإسم القديم للعائلة ولم يتمكن حتى من تجديد جواز سفره بسبب تغيير اسم العائلة، وما زاد الأمور تعقيدا أن العائلة الكبيرة فقدت الدفتر العائلي، ما جعل والد اللاعب يجد صعوبة كبيرة في استخراج الوثائق التي تسمح لابنه بالحصول على جواز سفر جزائري، وأضاف مصدرنا أن الأمر تمت تسويته بعد تدخل بعض الأطراف حتى يتحصل والد اللاعب على شهادة ميلاد بالاسم الجديد للعائلة. أحمر العين ستخصص له إستقبالا تاريخيا الحديث الذي جمعنا مع عائلة لحسن جعلنا نتأكد أن يوميات هذا اللاعب تطغى على حديث المواطنين في هذه المنطقة، بدليل أن بعض الشباب عمدوا إلى وضع صورته بألوان “سانتاندير” في بعض المقاهي وقاعات الحلاقة، ولا يفوت هؤلاء أي لقاء للاعب في البطولة الإسبانية من أجل متابعته، وأكدت لنا عائلته أن المواطنين سيخصصون استقبالا تاريخيا لهذا اللاعب عندما يزور العائلة مثلما كان عليه الحال مع مراد مغني في مسقط رأسه أولاد هداج، وحسان يبدة عندما زار “مقلع”. --------------- إنضمامه إلى المنتخب أصبح حديث الساعة في الجزائر... مجيء لحسن يُفرح الجزائريين والوسط سيصبح أكثر قوة بوجوده فرحة عارمة غمرت الجماهير الجزائرية، بعد أن قرّر وسط ميدان “راسينغ سانتاندير” مهدي لحسن أخيرا الإنضمام إلى صفوف المنتخب الوطني بداية من المباراة الودية القادمة المقرّر خوضها أمام المنتخب الصربي في الثالث من شهر مارس القادم بملعب 5 جويلية الأولمبي، وذلك تلبية للدعوة التي أرسلها له المدرب الوطني رابح سعدان.. والذي لم يفقد الأمل في ضمه، رغم الصعاب التي واجهها من قبل بسبب تعالي بعض الأصوات المنادية برفضها القاطع لمجيئه. وكانت جماهيرنا العريضة تترقب منذ التفرغ من نهائيات كأس إفريقيا التي جرت بأنغولا أي جديد بخصوص قدوم لحسن إلى “الخضر”، قبل أن يأتيها الخبر اليقين منذ صبيحة يوم السبت عبر الخبر الحصري الذي كشفته “الهدّاف” وزميلتها “لوبيتور”، لتقطع تلك الجماهير الشك باليقين في اليوم الموالي من خلال مطالعتها الحوار الحصري الذي أدلى به أيضا إلى اليوميتين، ومن خلال تأكيد الموقع الرسمي للنادي الإسباني على تلقي اللاعب الدعوة رسميا للحضور إلى مباراة صربيا الودية في الثالث من الشهر المقبل، وهو أمر أثار إرتياح الجزائريين الذين وقفوا من قبل على الإمكانات التي يتمتع بها لحسن، وذلك من خلال متابعتهم الدائمة لمباريات “الليڤا” الإسبانية كل أسبوع، ولطالما تمنوا أن يكون لحسن ضمن المنتخب الوطني، وها هو الآن حلمهم يتحقق بعد أن اقتنع اللاعب أخيرا بالإنضمام إلى “الخضر”، وأن انضمامه هذا لن يخلق لا مشاكل ولا يهم يحزنون داخل التعداد مثلما كان متخوّفا من قبل. التنافس سيشتد في الوسط والقادر سيُحافظ على مكانه وبانضمام لحسن إلى “الخضر”، تكون الجزائر قد ظفرت بورقة أخرى رابحة تضاف إلى كل الأوراق التي تمكن المدرب سعدان ورئيس “الفاف” روراوة من الظفر بها في السنتين الأخيرتين. فبعد كل من غزال، مغني، يبدة وعبدون، ها هو لحسن يحل وافدا جديدا على المنتخب ليعطي وسطه أكثر قوة مما كان عليه من قبل، لأن وسط ميدان “سانتاندير” الإسباني قوي بإمكاناته، قوي ببنيته المورفولوجية، قوي أيضا بتحركاته السريعة، قوي كذلك من حيث الإسترجاع، وهو بكل بساطة لاعب لا يتعب، لا يكلّ ولا يملّ بحثا عن الكرة، ما يوحي بأن التنافس سيشتد على المراكز في خط الوسط الدفاعي بينه وبين القائد منصوري وحسان يبدة، فالتنافس على ورقتي منصب مسترجع كرات وبعد إبعاد لموشية سيقتصر على هذا الثلاثي بعد الآن، ولن يكون هناك أي مجال للعواطف من الآن فصاعدا، فالقادر على المنافسة للظفر بمكانة ضمن تعداد سعدان فما عليه إلا أن يبرهن على ذلك فوق الميدان، لا بالتصريح على صفحات الجرائد بالقول لا أريد فلان، وأين كان فلان لما كافحنا ولعبنا وتعبنا، وفي النهاية فإن من سيشارك لن يخدم مصالحه لوحده بل سيخدم مصالح الجزائر فقط وهذا ما يهم الجزائريين في الحقيقة، ولذلك فعلى كل المعنيين بالتنافس حول هاتين الورقتين أن يشمروا من الآن على سواعدهم للظفر بثقة سعدان، لأن العواطف لن تأتي أكلها هذه المرة. يبدة، لحسن، زياني ومغني ... ثنائي الإسترجاع وثنائي شنّ الهجمات... ووسط ميدان رائع ودون أن نستثني لاعبا مثل منصوري الذي يشهد له الجميع بما قدمه حتى الآن ل“الخضر”، فضلا عن الخبرة الطويلة التي يمتلكها والتي استفاد منها عبر السنوات الطويلة التي قضاها لاعبا وقائدا في آن واحد للمنتخب الوطني، إلاّ أن قروب إعتزاله بعد “المونديال” مثلما هو مبرمجا، يجعلنا نتصوّر من الآن الحلة الجديدة التي سيكتسيها خط وسط منتخبنا مستقبلا، في ظل انضمام لحسن وتواجد “باترون” من طينة يبدة، حيث من المتوقع أن يشكل اللاعبين ثنائيا من ذهب في الاسترجاع وسدّ المنافذ في وجه المنافسين الذين سنواجههم، كما نتوقع أن يصبح خط وسطنا أكثر قوة في ظل تواجد هذا الثنائي خلف ثنائي آخر سيتكفل بصنع اللعب وشن الهجمات، وهو زياني - مغني ومعه (الثنائي) مطمور أيضا على الجهة اليمنى، ومن يدري فقد يحظى الجمهور العريض بمشاهدة هذا الرباعي أو ذلك الخماسي بداية من لقاء صربيا الودي أو خلال نهائيات كأس العالم بجنوب إفريقيا على أقصى تقدير، لأن سعدان لن يكتفي بإجلاس لحسن على كرسي الإحتياط في تلك الدورة، وهذا أمر أكيد، كيف لا وهو الذي فعل المستحيل من أجل ضمه إلى صفوف تعداده. سعدان قال: “طريقة لعب المنتخب تغيّرت مع يبدة”.... فما بالك مع لحسن الآن وسبق للمدرب الوطني رابح سعدان أن أدلى في أنغولا خلال الدورة القارية الأخيرة بتصريح مدح فيه الوافد الجديد قبل لحسن، ونعني به وسط الميدان حسان يبدة وقال إن طريقة لعب المنتخب تغيّرت منذ قدومه نحو الأحسن بفضل الإضافة الجديدة التي أعطاها في الوسط، وهو تصريح صائب لأننا وقفنا جميعا على الإضافة التي أعطاها ابن منطقة القبائل خلال كافة مباريات دورة أنغولا، حيث استحق لقب “الباترون” الذي أطلق عليه من طرف الإعلاميين والأخصائيين، ومن يدري فقد يُدلي سعدان بالكلام نفسه بعد إنضمام لحسن الذي لا تقل إمكاناته عن يبدة ولا عن أي لاعب آخر حظي بشرف تمثيل الجزائر، ومن يريد التأكد من ذلك الكلام ما عليه سوى متابعة البطولة الإسبانية كل يوم سبت أو أحد، خاصة مباريات سانتاندير ليقطع الشك باليقين ويتأكد من أن لحسن قطعة أساسية كان “الخضر” في أمس الحاجة إليها تحسبا للتحدّيات التي تنتظرهم مستقبلا، خاصة كأس العالم. إسترجاع الكرات من إختصاصه والحصول على العلامات في راسينغ هوايته ودون أن نقصر في حق منصوري ولا لموشية المبعد بسبب أمور انضباطية ولا أي لاعب من الذين أسندت لهم مهمة الإسترجاع في المنتخب سابقا، فإن الإجماع وقع من طرف الأخصائيين على أن لحسن هو من كان ينقص خط وسطنا، لأن ما يسترجعه اللاعب من كرات في مباراة واحدة قياسي، فاسترجاع الكرات يعد اختصاصه الأول، فهو لاعب لا يكلّ ولا يملّ بحثا عن الكرة، وهو أمر جعله ينال في كل مرة أحسن علامة مع ناديه “سانتاندير” في كل مباراة يخوضها، سواء كانت المباراة في “الليڤا” أو مباراة كأس الملك، وربما مباراة ودية لو كانت تعطى فيها العلامات، وجعله أيضا يلقب باللاعب “الصالح لكل شيء” وليس “دوبيرمان“ مثلما لقبه البعض عندنا. متعوّد على مواجهة عمالقة مدريد وبرشلونة دون عقدة وربما قد يحتاج لحسن فقط لدى قدومه لوقت قصير حتى يندمج داخل المجموعة بصفته وافدا جديدا، ولو أن عنتر يحيى مثلا وعد بأن يشعره شخصيا بأنه لاعب قديم وليس جديدا، وحتى يتأقلم مع خطط المدرب رابح سعدان التي قد تكون جديدة عليه مقارنة بتلك التي تعوّد عليها مع ناديه “راسينغ سانتاندير”، ولو أنه لاعب محترف مرشح للتجاوب مع كل الخطط التي قد تفرض عليه مع “الخضر”، إلا أنه في الحقيقة لن يحتاج إلى أي وقت حتى يشمر على ساعديه وينطلق في تقديم الإضافة المنتظرة منه والكشف عن الإمكانات التي يتمتع بها لأنه وبكل بساطة مرشح لذلك منذ أول دقيقة سيدرجه فيها المدرب رابح سعدان وقد يكون ذلك أمام صربيا يوم 3 مارس المقبل، بالنظر إلى ما سبق وأن كشف عنه أمام عمالقة البطولة الإسبانية خلال الثلاث سنوات الأخيرة، فمن سبق له وأن احتك برونالدينيو، ميسي، شافي، هنري، راوول، ڤوتي ومختلف نجوم الغريمين التقليديين برشلونة وريال مدريد دون عقدة، لن يكون صعبا عليه أن يحتك بنجوم مثلهم أو ربما أقل منهم قيمة في المونديال أو في أي منافسة أخرى سيخوضها مع المنتخب بعد نهائيات كأس العالم 2010. الجزائريون مرتاحون لكل ما قاله وفهموا الآن أسباب تردّده وصنع مجيء لحسن الحدث منذ انتهاء دورة أنغولا، وظل الأنصار منذ تلك الفترة يتابعون كل صغيرة وكبيرة تتعلق بمجيئه، لا لسبب سوى لأنهم كانوا متيقنين من أنه القطعة التي تنقص منتخبهم. ورغم لجوء بعض الأقلام إلى قطع خيط الأمل على الأنصار من خلال حديثها عن طوي المدرب رابح سعدان ملفه نهائيا واتخاذه قرار عدم ضمه إلى المنتخب ما دام هو مدربا له، إلا أن الجماهير الجزائرية العريضة تشبّثت بخيط أمل وحيد، وهو ما كانت “الهدّاف” تسرده لها يوميا عن اقتراب انضمامه الرسمي إلى التعداد، وأعطت لقرائها موعدا يوم الجمعة آخر أجل لحسم الصفقة، وهو ما حدث لأن لحسن أعلنها لنا يومها بأنه وافق أخيرا على الإنضمام، فتعرف الأنصار على الخبر السعيد صبيحة يوم السبت قبل أن يتعرفوا على كل التفاصيل أمس من خلال الحوار الحصري الذي أدلى به اللاعب لمبعوثنا الخاص إلى “سانتاندير” والذي كشف من خلال صفحتيه عن الأسباب الجوهرية التي كانت تحول في كل مرة دون انضمامه، فاقتنع الأنصار وفي عملية جس لنبض قمنا بها أمس بما قدمه من أعذار واقتنعوا أن لحسن لم يكن انتهازيا ولا منافقا ولا متلاعبا، بل كان صادقا عندما قال بصريح العبارة: “ما يؤرقني أني لا أرغب في أخذ مكانة لاعب تعب وكافح وثابر من أجل تأهل الجزائر إلى نهائيات المونديال، بل وحلم ليشارك في هذا المحفل الكروي العالمي الكبير، ليجد نفسه مبعدا ربما بسببي”. وهو تصريح جعل الأنصار الذين طالعوا حوار لحسن في “الهدّاف“ يجزمون بأنه لاعب صادق، واستبعدوا الفكرة التي أراد البعض أن يرسمها لهم عن لحسن، بأنه لاعب متلاعب ومتكبّر وغير ذلك من الأوصاف التي نُعت بها من طرف البعض. السكوت حكمة وها هو العصفور سيُغرّد في سماء 5 جويلية ولطالما ظلت “الهدّاف” تؤكد على أن لحسن سيأتي اليوم أو غدا، وأن ملفه لن يطوى إلا بعد أن ينضم رسميا إلى صفوف “الخضر”، ولطالما طالبت كل الأطراف بالسكوت وعدم إبداء رأيها حول مجيئه من عدمه، سواء تعلق الأمر بعنتر يحيى ورفاقه أو الأخصائيين والمدربين أو الإعلاميين، وذلك من أجل توفير المناخ الملائم الذي يسمح له باتخاذ قراره النهائي بعيدا عن أي ضغوط، ولتفادي تكرار السيناريو الذي سبق نهائيات كأس إفريقيا عندما كان اللاعب قاب قوسين أو أدنى من الانضمام إلى صفوف “الخضر“ ليشارك في دورة أنغولا، قبل أن يتراجع في آخر لحظة عقب الكلام الذي قيل عنه من طرف بعض اللاعبين، وها هو الوقت يعطينا الحق بأن التزام الصمت حكمة، مكنت سعدان في النهاية من إقناع اللاعب بالمجيء ومكنت الجزائر أيضا من الظفر بخدمات عنصر سيغرد في سماء 5 جويلية بداية من الثالث مارس المقبل. 5 جويلية سينفجر من أجله ومن أجل رجال الجزائر أيضا يوم 3 مارس المقبل وبموافقة لحسن، وعودة جبور وعمري الشاذلي، فإن الأنظار ستتوجه من الآن إلى ملعب 5 جويلية وبالضبط إلى المباراة الودية التي تنتظر أشبال سعدان أمام المنتخب الصربي، وهي المباراة التي تتشوق الجماهير العريضة عبر كامل الوطن من الآن لحضورها، لا لسبب سوى لأن التعلق صار شديدا بالمنتخب الوطني منذ ما فعله في الاقصائيات المزدوجة لكأسي إفريقيا والعالم 2010، ومنذ أن قهر المصريين في السودان وظفر بورقة الوصول إلى “المونديال”، وبعد أن وصل إلى المربع الذهبي في دورة أنغولا الإفريقية الأخيرة، ما يجعلنا نتوقع أن يكون الجمهور غفيرا وقياسيا أمام صربيا إلى درجة قد يكسر الصمت الذي خيم على أرجاء ملعبنا الأولمبي في كافة مباريات البطولة منذ إعادة فتحه. ولعل ما سيزيد من حضور الجمهور بكثرة هو رغبته الشديدة في مشاهدة جديد المنتخب وعن قرب، والجديد يومها سيكمن في انضمام لحسن لأن انضمام جبور وعامري الشاذلي ما هي إلا عودة إلى الديار فقط، عكس لحسن الذي وحتى إن اكتشفه الجمهور الجزائري من قبل في البطولة الإسبانية إلا أنه سيرغب في اكتشافه عن قرب فوق مستطيل ملعبنا الأولمبي، واكتشاف مواهبه التي سيوظفها لصالح بلده الأصلي الجزائر. ----------------------- سعدان يتحدث عن لحسن لأول مرة منذ إنضمامه... “كنت أدرك من البداية أنه شخص لديه كلمة” لم يتردّد الناخب الوطني رابح سعدان للحظة واحدة في الحديث عن إنضمام لحسن الرسمي إلى صفوف المنتخب، حيث اتصلنا به أمس مباشرة بعد إجتماع المكتب الفدرالي ودون أي مقدمات دخل في صلب الموضوع معلقا عن إستفادة “الخضر” من خدمات وسط ميدان “سانتاندير” الإسباني قائلا: “مهدي لحسن كان صريحا ومتمسّكا بكلامه وتصريحاته منذ المرة الأولى التي اتصلت به هاتفيا وفي النهاية أعتقد أني لم أخطئ فيما قلته عنه”، ليستطرد بعدها المسؤول الأول على العارضة الفنية للمنتخب قائلا: “لمست انطباعا واحدا منذ أول مكالمة هاتفية جمعتني به ومنذ أول لقاء جمعني به أيضا في سانتانيدر، ألا وهو أنه شخص لديه كلمة، منذ البداية لم يتراجع أبدا عن مواقفه ولا عن تصريحاته ولم يخرج أبدا عن مسار الخط الذي سطره وكلامه كان في كل مرة صريحا ومباشرا”، ليضيف محدثنا قائلا: “كان بوسعه المجيء في عدة مناسبات قبل الآن، غير أن عوامل عديدة خارجة عن نطاقه حالت دون ذلك وساهمت في تأخر انضمامه إلى هذه الفترة“. “المنتخب الوطني عائلته الثانية فمرحبا به معنا” وأبى سعدان إلا أن يطمئن لحسن بأنه سيجد كل الظروف المواتية التي تسمح له بالتأقلم بسهولة داخل المنتخب، حيث قال: “المنتخب الوطني عائلته الثانية، فمرحبا به معنا وليعلم أن كل اللاعبين ينتظرونه بشغف كبير. كلنا نقول له عبر “الهداف“ مرحبا بك معنا في الجزائر”، وفي النهاية ناشد الناخب الوطني الأطراف التي تصطاد في المياه العكرة أن تهدأ الآن قائلا: “أتمنى منها الآن أن تهدأ وتتركه وحاله حتى ينضم إلى المجموعة في هدوء”. “شكرا الهدّاف... شكرا لحسن“ ولم ينس سعدان أن يتقدم بجزيل شكره إلى يومية “الهدّاف” وصحفييها بفضل المجهودات التي بذلوها وبفضل اتصالهم الدائم ب لحسن منذ فترة طويلة، ولخّص شكره قائلا: “ما قمتم به أعترف به شخصيا، لقد أثبثتم بأنكم تعملون دوما لمصلحة المنتخب الوطني، وهذا هو دور الصحافة الحقيقي... لقد ساهمتم بشكل كبير في هذه النهاية السعيدة التي عرفتها قضية لحسن ولن ننسى ذلك... شكرا لل حسن أيضا على صراحته معنا منذ البداية“. لحسن: “وعدتكم ووفيت بوعدي، أليس كذلك؟” “الهدّاف” وبعد أن أنهت المهمة بنجاح كبير، أبت إلا ّأن ترى لحسن مرة أخرى حتى تشكره على الوعد الذي قطعه أمامها وعلى صراحته أيضا، فتنقلنا إلى فندق “سانتيمار” أين كان يقيم وفريقه “راسينغ” تحضيرا للمواجهة التي جمعته أمس أمام “مالاڤا”، وفعلا رصدنا لحسن وهو ينزل من غرفته رقم “8” للحاق برفاقه في الحافلة من أجل الذهاب إلى الملعب، فكانت الفرصة لكي نشكره ونتمنّى له حظا سعيدا في المباراة أيضا وهذا ما قاله: “وعدتكم يوم الجمعة عبر صفحات جريدتكم بأني سأربط الإتصال ب سعدان وأني سأعلن له عن موافقتي الرسمية له، أعتقد أني وفيت بوعدي أليس كذلك؟،والآن بإمكانك أن تضيف شيئا هاما وهو أني لما آتي إلى تربص المنتخب الجزائري في مارس المقبل سآتي وأنا جدّ سعيد”... هذه الكلمات آخر ما قال لحسن قبل أن يركب الحافلة مع رفاقه ويتوجه إلى الملعب.