"يوم 27 مارس الأمور ستختلف عن مواجهة 2004 بتونس وزملائي ينتظرون هذه المباراة لنعيد للشعب الجزائري الفرحة" "في تركيا لعبت خلال شهر ما لم تلعبه في عام كامل بألمانيا، ونتائج فولفسبورغ حاليا لا تهمني" "يفرحني كثيرا قول البعض إنّ المنتخب الوطني يفوز عندما يكون زياني في مستواه وأطمئن بأنني في كامل قدراتي تحسبا لمواجهة المغرب" "لم أندم على اللعب في تركيا وبصراحة أفكر في البقاء أطول مدة في هذه البطولة" "في 2004 أمام المغرب انهزمنا في الوقت بدل الضائع لأننا لم نكن نملك التجربة الحالية" "مغني، مطمور وحليش سيعودون بقوة لأن المنتخب الوطني يبقى بحاجة لهم" "عنابة، 5 جويلية أو وهران، الجمهور الجزائري فريد من نوعه في العالم وأنا متأكد أنه سيبقى إلى جانبنا 90 دقيقة" كعادته كريم زياني يفتح قلبه ل "الهداف" للحديث عن كل ما يتعلق بأحواله ولياقته الحالية مع ناديه كايزرسبور في البطولة التركية، ويحدثنا كذلك عن المواجهة الحاسمة التي تنتظر "الخضر" بعنابة أمام المنتخب المغربي يوم 27 مارس الجاري. محرّك المنتخب الوطني وجدناه رغم هزيمته مع ناديه أمام سيفا سبور عشية الأحد يتمتع بمعنويات مرتفعة عندما تحدثنا معه منتصف نهار أمس هاتفيا، اللاعب عبّر لنا عن إشتياقه لأجواء المنتخب الوطني وأكد أنه ينتظر بفارغ الصبر مواجهة المغرب التي لم يرد أن يتوعّد فيها عناصر المنتخب المغربي مثلما يفعل أشبال ڤيريتس في المدة الأخيرة مكتفيا بالقول إنّ ردّه سيكون في الميدان. زياني في هذا الحوار تحدث أيضا عن حياته الجديدة وكذا فريقه السابق فولفسبورغ الذي يسجل نتائج سلبية، وغيرها من المواضيع. بداية كيف هي الحياة الجديدة ل زياني في تركيا وهل تعوّدت بمرور الوقت على هذا البلد؟ الحمد لله من هذه الناحية لقد وجدت نفسي في هذا البلد خاصة أنّ مسؤولي النادي الذي ألعب له وكذا مدرب الفريق سهّلوا لي المهمة كثيرا، ثم أنه لا ينقصني شيء هنا فأنا في بلد مسلم ولا أجد صعوبة فيما يخص الوجبات كما أن النادي عائلي لدرجة كبيرة والجميع استقبلوني بطريقة رائعة وهو ما جعلني لا أشعر كثيرا بالوحدة، بالعكس لقد وجدت نفسي وبصراحة أفكر جديا في البقاء لأطول مدة في هذا البلد خاصة أنّ البطولة هنا ليست سهلة كما يعتقد البعض بل المستوى عال والتنافس شديد للغاية، إضافة إلى أنّ ظروف العمل ممتازة والإمكانات التي تتوفر عليها الأندية لا تجدها حتى في بعض البطولات في أوروبا. وبالنسبة للميدان أظن أنّ مشاركتك كأساسي في كل مرة هي التي جعلتك مرتاحا أكثر لأنك اشتقت للعب عندما كنت في ألمانيا. نعم، أكذب عليك لو قلت العكس فالثقة الموضوعة فيّ وكوني وجدت نفسي ألعب من البداية جعلني أحقق ما جئت من أجله لأنني مررت بمرحلة صعبة للغاية في ألمانيا، ورغم أنني لست من الذين يفقدون الثقة في أنفسهم إلا أن أي لاعب كرة القدم يكره أمرين اثنين هما الإصابات وعدم اللعب ومواصلة التدريبات فقط، لكن هنا الحمد لله من هذه الناحية أنا ألعب باستمرار وما لعبته هنا في تركيا خلال شهر لم ألعبه خلال سنة كاملة بألمانيا فالأمر مختلف تماما. توالي المباريات ومشاركتك في كل مرة ألم يؤثر عليك خاصة أنك كما قلت لم تكن متعوّدا على هذه الوتيرة؟ لا، من هذه الناحية لا يوجد أي مشكل فأنا كنت أبحث عن ذلك وحتى لو لعبنا كل ثلاثة أيام سأكون مسرورا بذلك لأنني أبحث عن جو المنافسة، أضف إلى ذلك أنني لاعب يحب الكرة وحتى لو لعبت اللقاءات صباحا ومساء لا أملّ من ذلك (يضحك). ما بلغنا من معلومات أنّ المدرب يضعك في المنصب التي تحبه أي كوسط ميدان هجومي وراء المهاجمين. نعم، المدرب يُشركني في الوسط ووجدت نفسي كالعادة في هذا المنصب سواء كرقم 10 أو كرقم 8 ولحد الآن ورغم هزيمة البارحة أمام سيفا سبور (الحوار أجري منتصف نهار أمس) إلا أن النتائج التي حققناها لحد الآن لا بأس بها، ونحن دائما في المرتبة الرابعة نبحث عن اللحاق بثلاثي المقدمة لأنّ هدفنا يبقى المشاركة في بطولة أوروبية الموسم القادم والبطولة ما يزال فيها تنافس حاد. بصراحة كريم ألم تندم على اللعب في البطولة التركية خاصة أنك تنقلت من فرنسا إلى بطل الدوري الألماني آنذاك؟ لا لم أندم وأنا سعيد جدا هنا لأنّ لاعب كرة القدم يمكنه أن ينضم إلى أكبر الأندية في العالم ولا تجد سعيدا عندما يلتحق يوميا بالتدريبات لأنه لا يلعب أو لأن الجو غير مناسب داخل الفريق وإلى غير ذلك من العوامل السلبية، لكن أنا في المقابل منذ التحاقي بهذا الفريق أشعر بالتحفيز والحماس كل يوم رغم أنه لم يمر على إلتحاقي بهذه البطولة إلا شهر ونصف، كما أنني أكثر تركيز هنا على المباريات وأتمنى فقط أن يتواصل الأمر هكذا لأنني كما قلت لك منذ قليل أفكر في البقاء في هذا البلد الذي وجدت راحتي فيه. إذن هناك إتصالات مع أندية تركية كبيرة تريدك تحسبا للموسم القادم. لا يمكن الحديث عن ذلك الآن فالأمر سابق لأوانه وتركيزي حاليا منصب على مباريات فريقي وكذا لقاءات المنتخب الوطني. --- قبل الحديث عن المنتخب الوطني، أردت أن أسألك عن فريقك السابق فولفسبورغ الذي واصل نتائجه السلبية لدرجة أنه في المراتب الأخيرة، مما يؤكد أنك لم تكن المشكل في هذا الفريق وقمت بالاختيار الأحسن عند مغادرته؟ أولا، أنا لم أكن ألعب في هذا النادي حتى أستطيع أن أكون المشكل، ثم أن المدرب لم يكن يضع فيّ ثقته حتى يكون لي دور في ما يحققه الفريق من نتائج سواء إيجابية أو سلبية ... الآن أنا في فريق آخر ولا أريد الحديث عما يجري في فريقي السابق. -- لكنك معار فقط لناديك التركي وستعود بالتالي إلى فولفسبورغ الموسم القادم؟ ليس بالضرورة، سنرى مع نهاية الموسم، والله وحده يعلم ما سيجري لاحقا. وحتى أكون معك صريحا، فما يحقق من نتائج في فولسبورغ لا يهمني لأن الذي يهمّني حاليا هو نادي كايزرسبور، وخاصة المنتخب الوطني ومباراتنا الهامة أمام المغرب يوم 27 مارس. --- لنتحدّث عن هذا اللقاء، يبدو أنك تنتظره بفارغ الصبر؟ بطبيعة الحال، لقد اشتقت للجزائر ولأجواء المنتخب الوطني، خاصة أننا لم نلتق منذ مواجهة لوكسمبورغ بعد إلغاء مواجهة تونس. ونعلم أن الخطأ ممنوع في هذه المواجهة، لذا تركيزنا كبير عليها. --- يبدو أنك تتحدّث مع زملائك هاتفيا عن هذا اللقاء الهام؟ نعم، نتحدث باستمرار عن مواجهة المغرب، والجميع واع بالمسؤولية التي على عاتقه في هذا اللقاء الذي لا يمكننا أن نخسره، لأن ذلك يعني الإقصاء بالنسبة لنا. --- كيف شعرت وأنت تتحدّث مع رفقائك عن مواجهة المغرب؟ الكلّ متلهّف وينتظر اللقاء بفارغ الصبر، وأظن أن الشعب الجزائري هو أيضا ينتظر هذه المواجهة الكبيرة بشغف، ونحن نعده بألا نخيّبه لأنه كان في كل مرة إلى جانبنا. --- كنت رفقة عنتر يحيى من القلائل الذين لعبوا المواجهة الأخيرة ل "الخضر" أمام المغرب في دورة تونس 2004، ما هي الذكرى التي تحتفظ بها عن هذا اللقاء؟ أظن أن الذكرى بخصوص المواجهة لم تكن جيدة لأننا انهزمنا في الوقت الضائع في لقاء كنا متفوقين فيه إلى غاية الدقيقة الأخيرة ليقوم الحكم باحتساب وقت ضائع طويل مما جعل المغاربة يعادلون النتيجة وانهزمنا في الوقت الإضافي، لكن بالعودة للدورة ككل فأظن أنني أحتفظ بذكرى رائعة لأنها أول دورة دولية نشارك فيها نحن طبعا أنا، عنتر يحيى وبلوفة وكانت عباراة عن ميلاد جيل جديد من اللاعبين وأظن أنه لو تأهلنا أمام المغرب كان بإمكاننا الوصول للنهائي. --- ألا تعتبر أن مباراة يوم 27 مارس ستكون ثأرية لكم؟ ليس بالضرورة لعدة أسباب أولها أن المنتخب الجزائري لذلك الوقت والمنتخب الحالي يختلفان تماما، فلقد كنت رفقة عنتر مثلا في سن ال22 فقط وهذا يعني أن التجربة كانت تنقصنا كثيرا، أضف إلى ذلك أننا لعبنا أول كأس إفريقية ولم نكن نعرف العديد من الأمور التي تعلمناها الآن، السبب الثاني الذي يجعل المواجهة ليس لها طابع ثأري، هو أنه لا يوجد عدد كبير من اللاعبين الذين لعبوا هذه المواجهة ويوجدون الآن في تعداد المنتخبين ما عدا 2 أو 3 لاعبين فقط، أما السبب الثالث والمهم جدا هو أن هذا اللقاء يلعب على مرتين ونحن لا خيار لنا إلاّ الفوز للعودة في السباق نحو التأهل لنهائيات كأس إفريقيا، فنحن بعد أن شاركنا في المونديال الأخير وقبله في نهائيات كأس إفريقيا لا نريد أن نغيب عن الدورة القادمة بأي ثمن وصدقني أنه لا يهمنا تماما المنافس الذي سنواجهه بعد أن تعثرنا أمام تانزنيا ثم إفريقيا الوسطى، الآن لا مجال لكي نخسر أي نقطة. --- لكن مواجهة المغرب لها طابع خاص لاسيما في مثل هذه الوضعية التي يوجد عليها المنتخب الجزائري؟ أنت تعرفني جيدا كيف أفكر عندما يتعلق الأمر بمباراة حتى ولو كانت ودية أو تطبيقية مع زملائي أشعر بالتذمر عندما أخسر، لذا فهذا اللقاء مهما كان المنافس وفي ظل وضعيتنا الصعبة أنا لا أفكر إلا في النقاط الثلاث وفقط سواء كان اسم المنافس المغرب أو منتخب آخر لا يهم. --- لاعبو المنتخب المغربي في تصريحاتهم متفائلون ويؤكدون أنهم الأحسن خاصة أنهم يلعبون في بطولات كبيرة ويريدون الفوز في عنابة؟ يقولون ما يشاءون أنا أفضل أن يكون ردي فوق أرضية الميدان وليس عبر وسائل الإعلام لأن هذه المواجهة ستلعب فوق أرضية ميدان عنابة سهرة 27 مارس والكلام لا يفيد الآن بل الملعب هو الذي سيكون الفاصل. --- الكثير هنا في الجزائر بمن فيهم عبد الحق بن شيخة يؤكدون أن كريم زياني عندما يكون في المستوى "الخضر" دائما لا يخيبون بدليل المباريات الكبيرة التي أداها الفريق عندما كنت في أوّج عطائك في حين أن مرورك بفترة فراغ يجعل المنتخب يظهر بشكل غير لائق؟ هذا الكلام يفرحني كثيرا وإذا صدق فعلا فأنا حاليا أتمتع بكامل لياقتي، كانت تنقصني المنافسة والحمد لله وجدت نفسي مع فريقي الجديد وكما قلت الميدان هو الفاصل. --- رغم أنك قلت أن مباراة المغرب هذه ليست ثأرية لهزيمة 2004، إلا أنني أعلم جيدا أنك تأثرت يومها للهزيمة وكذا لكونك كنت احتياطيا رغم أنك كنت قد برزت في المباريات الثلاث الأولى، ألا تريد في قرار نفسك أن تمحي ذلك في لقاء 27 مارس القادم؟ قلت لك أنني أريد النقاط الثلاث لأن أي تعثر سيجعلنا خارج السباق، أما عن ما حدث في 2004 فلقد نسيته لأن المدرب آنذاك ربما أراد تطبيق خطة تكتيكية مغايرة، على كل نحن الآن في 2011 ولا مجال للمقارنة نحن الآن أكثر خبرة ونعي جيدا ما ينتظرنا. --- كريم المغاربة وحتى المتتبعين يؤكدون أن الضغط سيكون عليكم والمنافس سيلعب متحررا.. فليكن ذلك نحن منتخب نحب أن نلعب تحت الضغط لأننا لا نخشى شيئا، وبما أن جمهورنا سيساندنا لآخر لحظة فلا خوف علينا. --- على ذكر الجمهور ألا تخشى اللعب في عنابة التي تبقى آخر مواجهة لعبها هناك الخضر انتهت بهزيمة نكراء أمام الغابون؟ لا، من هذه الناحية ليس هناك أي مشكل، فنحن في الجزائر سواء لعبنا في 5 جويلية، البليدة أو عنابة الأمر لا يختلف، لأننا نملك جمهورا فريدا من نوعه في العالم وسيكون إلى جانبنا إلى آخر لحظة، ونحن نريد بتحقيق الفوز أن نعيد إليه الفرحة لأننا بصراحة لم نتجرّع لحد الآن التعثرين أمام تنزانيا وإفريقيا الوسطى، وسنحاول أن نمحو ذلك في هذه المواجهة لنعود في الترتيب مع المغرب ثم يبقى لنا 3 مباريات، وكل شيء ممكن بعد ذلك. --- العودة القوية لكل من جبور، غزال وزياية ستعود بالفائدة على الخضر بالتأكيد قبل أيام من المباراة.. بطبيعة الحال، خاصة أن الجميع مرّ بفترة صعبة في نهاية العام لكن عودة الجميع ستساعدنا كثيرا في انتظار كل من مراد مغني، كريم مطمور ورفيق حليش الذين أنا متأكد من عودتهم القوية وسيكونون إلى جانبنا في المستقبل، لكننا يجب أن نفوز ونحرز النقاط الثلاث قبل كل شيء يوم 27 مارس، وبعدها نفكر في المباريات القادمة. --- ماذا تقول في الأخير للجماهير الجزائرية التي تنتظر مواجهة المغرب بفارغ الصبر؟ لن أطلب منهم أن يكونوا بقوة في المدرجات لأنني أعلم أننا في الجزائر لو كنا نملك ملعبا ب 200 ألف متفرج فلن يجد الجمهور الجزائري صعوبة في ملئه، لكنني أطلب من جمهورنا الذي نملك تجاهه دينا كوننا خيّبناه في المدة الأخيرة أن يبقى إلى جانب الفريق طيلة المواجهة، ونحن من جهتنا نعده بأن نعطي كل ما عندنا في هذا اللقاء ليُرفع علم الجزائر من جديد.