مباراة كبيرة أدّاها عنتر يحيى أول أمس أمام نادي “فريبورغ”، إذ ساهم في هدف التعادل الذي جلب نقطة هامة جدا لنادي “بوخوم” ، بعدما دخل منذ البداية في التشكيلة الأساسية لناديه. ويكشف مسجل هدف التأهل للجزائر في أم درمان أنه مسرور جدا بعودته القوية ويعبّر عن عزمه مواصلة التألق شهرين قبل المونديال. كما يتحدّث مدافع المنتخب الوطني في هذا الحوار عن ما ينتظر “الخضر” في دورة جنوب إفريقيا ومشكلة غياب عدد كبير من اللاعبين الأساسيين عن المنافسة بسبب التهميش أو الإصابة. ------- “حضور عائلتي إلى الملعب أمام فريبورغ زادني تحفيزا وسأعمل المستحيل لأواصل البروز أساسيا” “زياني، بوڤرة ومنصوري سيُفاجئون الجميع في كأس العالم رغم نقص المنافسة لأنني أعرف جيّدا أنهم محاربون” “كنت متأكد من العودة القوية ل صايفي وفرحت كثيرا ل شاوشي” --------- عدت بقوة في المباراة الأخيرة لناديك أمام فريبورغ وكنت وراء هدف التعادل الذي جلب لبوخوم نقطة من هذا التنقل الصعب. الحمد لله على كل حال، هذه المباراة كانت مصيرية أمام فريق يصارع هو الآخر من أجل البقاء في القسم الأول، كان علينا أن نعود على الأقل بنقطة من هذا التنقل وبما أنني أديت مباراة في المستوى وفريقي لم ينهزم فأنا سعيد جدا وأتمنى أن أواصل على هذا المنوال لأن مباريات هامة تنتظرنا، كما أنني بصدد التحضير لنهائيات كأس العالم القادمة. بعد غياب طويل عن التشكيلة الأساسية، عدت في هذه المواجهة لتكون أساسيا، هل كنت تنتظر ذلك أم أنه كان مفاجئا لك؟ بصراحة، لم أكن على علم بأنني سألعب هذه المواجهة أساسيا وإلى غاية يوم المباراة لا شيء كان يوحي بأنني سأدخل منذ البداية وهذا رغم أن الضغط كان شديدا بعد خسارتنا الأسبوع الماضي فوق أرضنا أمام فرانكفورت، ما جعل المدرب يقوم ببعض التغييرات خاصة في الخط الخلفي، لذا أعلمنا صبيحة المباراة بالتشكيلة التي ستلعب اللقاء وكنت ضمن الأساسيين. إشراكك في هذه المباراة جعل قائد الفريق يجد نفسه في الاحتياط، هل هذا زاد ك حماسا لأداء مباراة كبيرة؟ أعمل دائما بجدية طيلة الأسبوع والمدرب هو الذي يقرر في الأخير. الذي حفّزني أكثر في هذه المواجهة هو وجود أفراد عائلتي في الملعب لأننا لعبنا على بعد 80 كلم من مدينة بلفور التي يقطن فيها أفراد العائلة، والدتي وإخوتي كانوا في المدرجات بملعب فريبورغ القريب من الحدود الفرنسية الألمانية وصدقني أن ذلك شجعني كثيرا لأعطي كل ما عندي والحمد لله أنني لم أخيب وأفرحت كل الذين حضروا المباراة. والدتك وإخوتك حضروا إلى الملعب، إذن بالتأكيد أن الوالد موجود حاليا بالجزائر؟ نعم، تابع أخبار اللقاء من الجزائر وفرح بالتأكيد بمردودي، خاصة أن الجميع أخبره بكل صغيرة وكبيرة تتعلق بما قدمته. كنت وراء الهدف الوحيد لفريقك، كيف كانت تمريرتك الحاسمة؟ تعوّدنا في الحصص التدريبية على أن نجري دائما تمرينات تتعلق بتحويل الكرة بالرأس من العمود الأول للمرمى نحو العمود الثاني لمخادعة دفاع المنافس وهو ما قمت به وسمح لزميلي بتسجيل هدف التعادل الذي جعلنا نعود من فريبورغ بالتعادل في هذه المباراة الهامة جدا لأننا لو انهزمنا فيها كنا سنرهن حظوظنا في تحقيق البقاء. لكن المشوار ما يزال طويلا خلال ما تبقى من مشوار البطولة وعليكم حصد النقاط إذا أردتم البقاء، كيف ترى اللقاءات القادمة؟ نملك حظوظا وافرة لتحقيق البقاء، لكن علينا أن نواصل على المنوال نفسه مثلما لعبنا مواجهة فريبورغ والأهم الآن هو تحقيق الفوز فوق أرضنا أمام هامبورغ الأسبوع المقبل. وهل تحدث معك المدرب بعد اللقاء؟ لم يكن له معي حديث خاص لكنه هنأ الجميع على هذه النتيجة، طالبا منا أن نواصل التركيز على المباريات القادمة وهو ما سنعمل على تجسيده لأنه لا يمكن أن نضيّع المباريات المتبقية طالما أننا في نهاية الموسم وأي خطأ غير مسموح. أداؤك في هذه المباراة بالتأكيد سيسمح لك بالحفاظ على مكانتك الأساسية في المباريات القادمة أتمنى ذلك، خاصة أنني منذ مدة لا ألعب وكنت أنتظر هذه الفرصة لأبرهن على قدراتي باعتباري على موعد مع منافسة هامة في نهاية الموسم ولا أريد أن أضيّعها. يظهر جليا أنك تفكر في المونديال من الآن رغم أن دورة جنوب إفريقيا يفصلنا عنها أكثر من شهرين؟ بطبيعة الحال. فالمشاركة في المونديال لا تكون كل عام وقد يلعب أي لاعب طيلة مشواره دون أن يتمكن من المشاركة في هذه التظاهرة العالمية. ثم إن كل لاعب الآن لا يفكّر إلا في هذه المنافسة، وحتى وإن يخفي الآخرون ذلك، إلا أنني صريح وأؤكد أنني أحضّر من الآن في هذه الدورة وأفكر كثيرا في ذلك. و كيف يتم التحضير للمونديال؟ بمضاعفة العمل في التدريبات. بما أنني لم أكن ألعب في المدة الأخيرة، فقد عوّضت ذلك بالتدرب بشكل إضافي يوميا، حتى أعوّض نقص المنافسة. وأنا متأكد أنه الحال نفسه بالنسبة للعديد من زملائي الذين يعانون من المشكلة نفسها. على ذكر مشكل نقص المنافسة، العديد من العناصر الأساسية مثل زياني وبوڤرة ومنصوري لا يلعبون في نواديهم، ألا يخيفك هذا قبل المونديال؟ ( يتنهّد) قد أفاجئك إذا قلت لك إن ما يحدث لي و لزملائي لا يقلقني كثيرا، لأنني أعرف إرادة لاعبينا الذين عايشتهم لسنوات. أنا متأكد من بروزهم في المونديال رغم كل المشاكل التي يعانون منها، لأننا دائما نعرف كيف نبرهن أننا في المستوى في المواعيد الكبرى. الذي أخشاه دائما هو التساهل وعدم إعطاء القيمة اللازمة للمنتخبات المتواضعة، لكن عندما يتعلّق الأمر بموعد هام فقد برهنا دائما أننا أقوياء ولا شيء يخيفنا. لذا أقول إن زياني، بوڤرة، منصوري، بلحاج والبقية الذين يعانون من نقص المنافسة، سواء بسبب التهميش أو الإصابات سيفرحون الشعب الجزائري. وما يحدث الآن لن يشكّل عائقا لنؤدي “مونديال“ في المستوى. لكن الشعب الجزائري قلق على ما يحدث للاعبينا وحتى الذين يريد الطاقم الفني أن يعزّز بهم التعداد أصبحوا لا يلعبون، ما تعليقك؟ بصراحة أعتقد أن الأمر مقصود فعلا، لأنه ليس من الطبيعي أن كل لاعب يصبح معنيا بالمنتخب الوطني يتحوّل إلى احتياطي هكذا بسرعة. أنا متأكد أن في الأمر إن. حتى أنت قلق من الذي يحدث؟ عندما لا تلعب بالتأكيد أنك في وضعية لا تتقبّلها و الشيء نفسه عندما تطاردك الإصابات في كل مرة. لكنني، كما قلت لك، أعرف عقلية لاعبينا وإرادتهم في تحدّي الصعاب مهما كانت. فحتى قبل مواجهة مصر في نوفمبر كان أغلب اللاعبين بمن فيهم أنا مصابين، لكننا عدنا في وقت قصير في هذه المواجهة بفضل إرادتنا، وهو ما يجعلني اليوم واثقا من أن منتخبنا لن يخيّب في هذا الموعد الكبير. رغم القلق السائد بخصوص الغائبين عن المنافسة إلا أن هناك أخبار سعيدة تتعلّق بالعودة القوية لصايفي و كذا إستنفاد شاوشي العقوبة وحضوره من البداية للمونديال ... نعم. هذا أمر مفرح، ولو أنني كنت متأكدا من عودة صايفي القوية، لأنه لاعب يملك تجربة طويلة وتسجيله الأهداف في المدة الأخيرة أحسن دليل على قوته و إرادته. لقد مرّ صايفي بفترة صعبة بعد دورة أنغولا، لكنه لم يفشل وعاد للتهديف. والمنتخب الجزائري سيستفيد كثيرا من خبرته في المونديال لأننا نعرف قدراته جيدا. أما عن شاوشي فأظن أن هذا الحارس يستحق كل التشجيع اللازم وخبر إستنفاده العقوبة خبر مفرح ولو أن ما حدث سيسمح له في المستقبل بتفادي الأخطاء السابقة . الكثير من اللاعبين المصابين مثل بوڤرة، بلحاج ويبدة وحتى الذين لا يلعبون مع أنديتهم يعوّلون كثيرا على التربص مع المنتخب الوطني بداية من شهر ماي و المبارتين الوديتين أمام إيرلندا والإمارات، هل ترى ذلك كافيا؟ أظن أن العناصر التي لا تلعب مع نواديها كما قلت لك تبذل مجهودات مضاعفة في التدريبات وعدم اللعب لن يكون عائقا للجميع في المونديال. كما أن العناصر المصابة ستعود قريبا وأنا متأكد أننا سنعمل بجد خلال التربصين اللذين يسبقان المونديال لنكون جاهزين لدورة جنوب إفريقيا. و هل تحدثث هاتفيا مع بوڤرة العائد من قطر؟ نعم. نحن على اتصال وأظن أن إصابته لا تمثل له الآن مشكلة للعودة قريبا للمنافسة، خاصة أن الوقت لا يزال كافيا ليحضّر نفسه جيدا. لكن في المقابل إصابة مغني أصبحت مقلقة، خاصة أنه لم يتدرب منذ مدة طويلة؟ نعم. مقارنة بإصابة بوڤرة يعاني مغني منذ مدة طويلة، لكنه يبقى يأمل في المشاركة في دورة جنوب إفريقيا، خاصة أنه حلمه مثلما هو حلم كل اللاعبين. ونتمنى أن نكون حاضرين بكل التعداد في هذه المنافسة حتى لا يكون لدينا أي شيء نندم عليه. هل من إضافة في الأخير ؟ أقول للشعب الجزائري عليه أن لا يقلق من ما يعيشه اللاعبون الآن، وأطمئنه أنه سيفرح في دورة جنوب إفريقيا مثلما عوّدناه على ذلك، لأننا بعد كل المجهودات التي بذلناها لا نريد أن نخرج في المونديال من الباب الضيق و سنعمل المستحيل لنشرّف الألوان الوطنية أحسن تشريف .