لم تحمل القائمة الرسمية التي أعلن عنها الناخب الوطني عبد الحق بن شيخة أمس تحسبا للقاء الجولة الثالثة من تصفيات كأس إفريقيا 2010 أمام المنتخب المغربي مفاجآت كبيرة، اللهم إلا عودة شاوشي التي كانت “الهداف“ أوّل من انفرد بها منذ أكثر من أسبوع، لكن القائمة عرفت غياب العديد من الأسماء اللامعة ممن عادت إلى أجواء المنافسة الرسمية متأخرة بعض الشيء، وكانت تمني النفس بالتواجد ضمن قائمة بن شيخة، غير أن هذا الأخير نفذ وعوده من جديد، واكتفى بتوجيه الدعوة فقط لمن هم على صلة بالمباريات وأجواء المنافسة الرسمية دون انقطاع منذ فترة طويلة. مغني، حليش وقادير ضحية إصاباتهم كان صانع الألعاب مراد مغني من بين أبرز الأسماء التي استغنى عنها بن شيخة مجددا، فاللاعب ورغم اجتهاده بعد عودته إلى التدريبات مع ناديه الإيطالي “لازيو”، ورغم تواجده في الفترة الأخيرة ضمن قائمة “18” لناديه في بعض المباريات، إلا أن ذلك لم يكن كافيا له كي ينال ثقة “الجنرال” الذي ارتأى أن اللاعب يعاني من نقص فادح في المنافسة جراء عد مشاركته في أي دقيقة رسمية منذ عودته، فتخلى عنه، وتخلى موازاة مع ذلك عن لاعبين لا تختلف حالتهم عن حالة مغني، ونخص بالذكر المدافع رفيق حليش الذي ذهب ضحية شبح الإصابات الذي يتابعه منذ التحاقه ب “فولهام” الإنجليزي، وكان مرة أخرى خارج حسابات المنتخب، نفس الأمر بالنسبة لقادير الذي سارع الزمن واندمج مع ناديه الفرنسي “فالونسيان” مؤخرا بعد غياب طويل بسبب الإصابة التي كان يعاني منها على مستوى الركبة، لكن دون أن يخوض أي مباراة رسمية، فضاعت منه فرصة العودة إلى صفوف المنتخب تحسبا للقاء المغرب. مطمور ضحية نقص المنافسة رابع الأسماء اللامعة التي غابت عن قائمة بن شيخة، هو كريم مطمور الذي يدفع منذ عودته من “المونديال” ثمن الإصابات التي عانى منها في بداية الموسم، وثمن تهميش مدرب “بوريسيا مونشڤلادباخ” له بسبب رفضه التجديد، إذ سجل اللاعب غيابه لرابع مرة على التوالي عن قائمة “الخضر”، بعد أن غاب عن لقاءي إفريقيا الوسطى الرسمي ولكسمبورغ الودي، بالإضافة إلى لقاء تونس الملغى، ذاهبا بذلك ضحية نقص المنافسة الذي يعانيه، ولا ننسى أن نذكر بأن عمري الشاذلي هو الآخر كان خارج الحسابات بسبب تراجع مستواه بشكل رهيب، وتحوله إلى رديف فريقه “كايزرسلاوترن” الألماني.حاج عيسى أزاح مسلوب كما سقط اسم اللاعب المغترب وليد مسلوب سقوطا حرا من قائمة بن شيخة، بعدما لم يعمّر سوى في مباراة ودية واحدة كانت أمام لكسمبورغ، والظاهر أن اللاعب لم يقنع الناخب بمستواه يومها رغم أنه يبقى أساسيا في فريقه “لوهافر” الفرنسي، بل قطعة أساسية تساهم في النتائج التي حققها هذا الفريق المرشح للعودة إلى مصاف الكبار في أقرب الآجال، غير أن ذلك لم يشفع له لدى بن شيخة الذي وقع اختياره على صانع ألعاب وفاق سطيف لزهر حاج عيسى الذي يمرّ بفترة زاهية مع فريقه فضلا عن المردود الطيب الذي قدّمه في نهائيات كأس إفريقيا للمحليين مؤخرا. العودة القوية لرؤوس الحربة أزاحت سوداني وبن يمينة وسقط اسم آخر كان مرشحا لتسجيل اسمه لأول مرة مع المنتخب الأول من قائمة “الجنرال”، ألا وهو هداف البطولة الوطنية هلال سوداني الذي تألق ولفت الأنظار إليه في السودان خلال “الشان”، غير أنه ذهب ضحية استفاقة رؤوس حربة المنتخب، وعلى رأسهم زياية العائد بقوة إلى مستواه، وغزال المتألق مع “باري” منذ عودته من الإصابة، وجبور المنتفض مع “أولمبايكوس” في البطولة اليونانية، الأمر نفسه بالنسبة لبن يمينة الذي أقصي هو الآخر بسبب التهميش الذي يتعرض له في “يونيون” الألماني بعد رفضه التجديد. خبرة شاوشي أزاحت سيدريك كما أزيح من القائمة حارس شبيبة بجاية سيدريك رغم تواجده في آخر لقاء ودي أمام لكسمبورغ، والسبب معروف وهو عودة بطل ملحمة “أم درمان” فوزي شاوشي إلى “الخضر”، حيث فضل بن شيخة خبرة هذا الأخير، على سيدريك الذي يصنف في الوقت الحالي كرابع حراس المنتخب بعد الثلاثي المستدعى. العمل ثم العمل للتواجد أمام المغرب ولن يكون أمام هذه الأسماء المقصاة من حلّ في ظل الوضع الراهن، سوى أن تعمل بجد وتفان مع أنديتها خلال المرحلة المقبلة، كي تستعيد لياقتها وتكسب مباريات في الأرجل، وحتى تنال في نهاية المطاف ثقة بن شيخة تحسبا للقاء العودة أمام المغرب شهر جوان المقبل، ونخصص بالذكر هنا عنصرا هاما من طينة مغني الذي افتقده المنتخب لأكثر من سنة، أو صخرة دفاع مثل حليش الذي طال انتظار ظهوره الرسمي في البطولة الإنجليزية دون أن يحدث ذلك سوى في بضع دقائق معدودة، أو حتى قادير وسوداني الواعدين.