بالرغم من عودته القوية مع ناديه بوبخوم في دوري الدرجة الثانية الألمانية خلال الفترة الأخيرة، إلا أن عنتر يحيى قائد المنتخب الوطني منذ كأس العالم الأخيرة لم يتحدث كثيرا لوسائل الإعلام منذ المباراة الودية الأخيرة أمام لوكسمبورغ. ويتحدث لنا عنتر يحيى في هذا الحوار عن الكثير من الأمور بما فيها المباراة المقبلة أمام المنتخب المغربي بعنابة في إطار تصفيات كأس إفريقيا 2012. عدت بقوة في الفترة الأخيرة لحجز مكانة أساسية مع فريقك بوخوم، وأصبحت قطعة أساسية وهو ما يظهره أداؤك في كل مباراة، هل يمكننا القول إنك في أفضل حالاتك البدنية؟ أشعر بأنني في حالة جيدة. أعمل في التدريبات بكل جدية، وألعب في مباريات فريقي وأساعد زملائي على تحقيق النتائج الإيجابية، وهو ما رفع من أسهمي لدى أنصار الفريق. وبالإضافة لهذا أشعر أن مستواي في تطور ملحوظ، لذلك أحس حقيقة بأنني في أفضل حالاتي البدنية قبل مواجهة المغرب يوم 27 مارس. تحتلون المركز الثالث في الدرجة الثانية ل “البندسليغا” وفي حال تكملون الموسم في هذا المركز فإنكم ستلعبون مباراة السد، في الوقت الذي أظهرتم أنكم قادرون على احتلال المركز الثاني أو الأول وبذلك تتجنّبوا مباراة السد، ما قولك؟ صحيح أننا نمر بفترة زاهية بعدما استطعنا لعب 13 مباراة دون تسجيل أي هزيمة، وهذا ما سمح لنا بالعودة بقوة في سلم الترتيب. تبقى أمامنا ثماني جولات وحسابيا لم نضمن أي شيء لحد الآن. أفضل أن لا نتحدث كثيرا حول سلسلة النتائج الإيجابية التي حقّقناها بل نركز على وجوب مواصلة حصد الفوز تلوى الآخر مثلما نفعل منذ عدة أشهر. سنلعب كل مباراة من أجل الفوز ثم بعدها سنقيّم مسيرتنا في نهاية الموسم. قبل ذلك ينتظركم لقاء مهم مع المنتخب الوطني أمام المنتخب المغربي، نتوقع أنك تنتظر الالتحاق بالمنتخب الوطني بفارغ الصبر مثلما جرت عليه العادة، ما هو تعليقك؟ لا أخفي عليكم أنني اشتقت كثيرا لأجواء المنتخب الوطني ككل مرة يقترب فيها موعد التحاقي بتربص “الخضر”. ويمكنني القول إنني اشتقت هذه المرة أكثر للمنتخب بحكم أننا نحن اللاعبين الدوليين لم نلتق مع بعضنا البعض منذ شهر نوفمبر الماضي. أربعة أشهر مدة طويلة بالنسبة للاعب مثلي ينتظر تربص المنتخب الوطني بفارغ الصبر. وسيكون من دواعي سروري الحضور، خاصة وأن التربص والمباراة سيجريان في بلدي الجزائر. بصراحة لم أعد أحتمل الانتظار أكثر للمجيء. خاصة أن الأمر يتعلق بمباراة يجب الفوز بنتيجتها، أليس كذلك؟ هذا واضح والجميع يعرف ذلك ويدركه تمام الإدراك. ليس إنفراد أن أقول إننا يجب أن نفوز في هذه المباراة مهما يكون الثمن. لن تهم الطريقة التي سنلعب بها ولن نهتم بالأداء لأن هدفنا الوحيد هو الفوز ما دمنا بحاجة للنقاط الثلاث. على كل حال لن أتطرق أكثر لهذه المباراة لأنني لا أريد أن أفتح النار بتصريحات ساخنة عبر وسائل الإعلام. أنا أفضل الكلام على أرض الميدان، وهي واحدة من الأسباب التي جعلتني لا أصرح في وسائل الإعلام لبعض الوقت. ماذا تقصد بذلك؟ بالنسبة لي، هذه المواجهة لها أهمية كبيرة، إلا أنها تبقى مجرد مباراة في كرة القدم. سنواجه فيها منتخب شعب شقيق. لقد تلقيت طلبا من وسائل الإعلام المغربية لإجراء مقابلات معهم، لكنني رفضت بأدب واحترام جميع طلباتهم. هذا ليس من الغطرسة ولكن فقط حتى لا تفسّر تعليقاتي بطريقة غير مناسبة وتجنّبا لأي تفسيرات خبيثة أو متحيزة. أنا لا أريد أن أسبب فتنة مع أشقائنا المغاربة، وكإجراء وقائي، امتنعت عن التحدث إلى الصحافة في المغرب، وآمل أن يفهم موقفي. لقد امتنعت عن الإدلاء بتصريحات لكل الصحافيين إلا إذا كنت أعرفهم جيدا والذين من خلالهم أنا واثق أن تعليقاتي تذكر بأمانة في هذه الصحف. بعيدا عن الاحترام الذي تظهره للشعب المغربي، نحن متأكدون أنك ستعطي كل ما لديك فوق الميدان، أليس كذلك؟ هذا هو بيت القصيد! احترام منافسك لا يعني أن الدافع للعب سينقص، بل على العكس تماما. نحن نعلم جيدا ما يجب علينا فعله وهو الفوز فقط. ليس لدينا خيار آخر. في هذا المجال لدينا الرغبة في تحقيق الفوز و لا تقلق! الكثير يقال عن قوة هجومية للمنتخب المغربي. بصفتك أحد المدافعين، هل يجعلك ذلك خائفا قبل المباراة؟ ليس هناك منافس يجعلني أخافه، لكنني أحترم منافسي دائما كائنا من كان. لذلك أنا لا أخاف من المغاربة. لديهم نقاط قوتهم ولدينا نقاط قوتنا أيضا، و في يوم المباراة سيكون لدينا سلاحنا لأننا نلعب أمام جمهورن. وأنا أعرف ما يكفي عن الجماهير الجزائرية التي ستساندنا طيلة المباراة لتحقيق النصر. عندما يكون لنا الدافع ويساندنا جمهورنا لا نخشى أحدا. في تصريح خص به “الهداف” سابقا أكد زميلك مجيد بوڤرة أن لقاء الجزائر – المغرب سيلعب بدرجة كبيرة في غرف حفظ الملابس، أي حسب مقدرة اللاعبين في تحفيز أنفسهم والدخول بعقلية خاصة في هذا اللقاء، حول ذهنيتهم وتحضيرها قبل المباراة، وحول الخطاب الذي سيلقيه المدرب عبد الحق بن شيخة قبل اللقاء لتحفيز اللاعبين، هل ستلعب دورا قائدا وتحاول تحفيز زملائك؟ لن ألعب دورا قياديا، بل أنا فعلا قائد، سأقوم بدوري في تحفيز اللاعبين بما أني قائد الفريق، وسأعمل على توحيد قوى اللاعبين. ولست أنا فقط من سيقوم بهذه المهمة، ففي مجموعتنا هناك العديد من اللاعبين الذين يعرفون كيف يخاطبون زملاءهم وكيف يحفّزونهم، على غرار بوڤرة، وكريم زياني، وحتى دون هذا أنا متأكد أن جميع اللاعبين واعون بالمسؤولية الملقاة على عاتقهم وبأهمية اللقاء، وبالتالي التحفيز سيكون في اأقصى درجاته لدى اللاعبين. اللعب في عنابة التي لا تبعد كثيرا عن سدراتة مسقط رأسك سيكون في حد ذاته تحفيزا لك، أليس كذلك؟ ( يضحك)، صحيح أن سدراتة ليست بعيدة عن عنابة ومن المؤكد أن العديد من أفراد عائلتي سيحضرون هذه المباراة ويأتون إلى الملعب، لكن لا تنسوا أنني أحمل القميص الوطني وأنا في هذه الحالة لا أشعر أني ابن سدراتة بل ابن الجزائر ككل. وسواء لعبنا في الجزائر، وهران، سطيف، تمنراست، تيزي وزو، أو حتى سدراتة سأكون في بلدي وفي منزلي، وأمام أبناء جلدتي. فأنا متأكد أن الملعب سيكون يوم اللقاء ممتلئا عن آخره بالمناصرين الجزائريين من شتى أنحاء البلاد. المدرب الوطني عبد الحق بن شيخة، صرح في العديد من المرات أنه يفضل خطة 4/4/2 على خطة 3/5/2، لو يطلب منك أن تلعب ظهيرا أيمن مثل ما فعلت أمام كوت ديفوار في عهد المدرب سعدان، هل ستقبل؟ أنا تحت تصرف المدرب والمنتخب الوطني، وليس أنا من سأختار المنصب الذي سألعب فيه. ولو احتاجني المدرب على الجهة اليمنى سنتكلم فيما بيننا ونتّخذ القرار المناسب، والأمر الأكيد أن القرار الأخير الذي سيتخذ سيكون لصالح المنتخب الوطني. مثلك أنت نجد عددا من اللاعبين قد استعادوا مستواهم مع أنديتهم على غرار جبور، غزال، زياني وعبدون، هل كنت تنتظر هذا؟ أكيد. كنت أنتظر هذا لسبب واحد ووحيد، وهو أنهم لاعبون يملكون مستوى جيّدا. لقد مرّوا بفترات فراغ فقط، لأنه من غير المعقول أن تصبح لاعبا غير جيّد فجأة. أريد أن أركز على أمر واحد وهو أن اللاعب يكون مطالبا ببذل مجهودات مضاعفة من أجل الحصول على مكانته مع ناديه من جهة ومن أجل البقاء في صفوف منتخب بلاده، وليعلم الجمهور الجزائري شيئا واحدا، وهو أن عددا من اللاعبين أضروا بمشوارهم الكروي بسبب تفضيلهم المنتخب على أنديتهم، على الجزائريين ككل ألا ينسوا هذا. بصفتك قائدا للفريق، ماذا تقول للاعبين الذين يعانون من إصابات وهو ما حرمهم من التواجد في قائمة مباراة المغرب؟ هؤلاء اللاعبون يعرفون أنني أدعمهم. لا يوجد أي لاعب في مأمن مما يحدث لهم حاليا. أقول لهم إنه عليهم أن يصبروا لأنهم سيستعيدون مستواهم. لا أريد الحديث عن هذا الموضوع حتى لا يتم تأويل كلامي بغير معناه من طرف البعض، ما أنا متأكد منه أنهم سيعودون. بعض وسائل الإعلام تحدثت عن اتصالات وصلتك من نادي “باري” الإيطالي، والغريب في الأمر هو أن نادي “باري” قريب من السقوط، في حين نجدك على وشك العودة إلى القسم الأول الألماني مع ناديك “بوخوم”... لقدت كتبت الصحافة عني الكثير من المعلومات وهي أخبار غير صحيحة. لست أدري مصدر هذه الإشاعات، لكنها بكل تأكيد أمور غير منطقية. لا يوجد أي شيء مع نادي “باري” الإيطالي، وتركيزي منصب على المباريات الثماني المتبقية من البطولة وعلى مبارياتي مع “الخضر”، أما شيء آخر فهو مجرد أقاويل لا غير. ما هي الكلمة التي توجّهها في الأخير للجمهور الذي سيكون حاضرا في عنابة؟ كلمتي ستكون لكل الجماهير الجزائرية، سواء التي ستكون حاضرة في عنابة أو تلك التي ستكون وراء الشاشة، وأقول لهم إننا لسنا مستعدين للفوز على المغرب من أجل إسعادهم فقط، وإنما نحن جاهزون لواجب وطني، لأنهم شعروا بخيبة أمل في الآونة الأخيرة ولقد حان الوقت لكي نستعيد نغمة الانتصارات، سنعمل لنكون في الموعد إن شاء الله.