لا تعد التشكيلة التي سيعتمدها المدرب إيريك ڤيريتس لغزا يصعب حله أو سرا صعب اكتشافه بل أصبحت مع مرور الوقت واضحة لجميع الملاحظين، حيث ركز منذ قدومه على تشكيلة واحدة من اللاعبين رغم التدعيم النوعي الذي حظي به “أسود الأطلس“، ويتوقع النقاد المغاربة أن يلعب ڤيريتس بخطته المعهودة وهي (4-5-1) التي يمكن أن تتحول إلى (4-3-3)... ورغم أنّ أمر حراسة المرمى وخط الدفاع محسوم إلا أنّ الإشكال بالنسبة ل ڤيريتس يكمن في تحديد لاعبي وسط الميدان والهجوم نظرا للحلول العديدة التي يملكها، لكنه من المنتظر أن يجدد الثقة في التشكيلة التي لعبت مباراتي أيرلندا الشمالية والنيجر الوديتين. المياغري حارس جيد لكن يسهل التفوق عليه ويجمع النقاد المغاربة أنّ حراسة المرمى محسومة مسبقا للحارس نادر المياغري الحارس الأول للوداد البيضاوي، فرغم أنه كان غائبا عن التربص الأخير ل “أسود الأطلس“ في الشهر الماضي بسبب ارتباطه مع فريقه بالمشاركة الإفريقية إلا أنه يبقى الحارس رقم 1 في المنتخب المغربي وسيكون بنسبة كبيرة أساسيا في لقاء الغد. هذا حارس جيد وتدخلاته سريعة لكنه ليس بالحارس الذي لا يُقهر بل على العكس يسهل التفوق عليه سواء بالتسديدات الرأسية التي لطالما عانى معها في البطولة المغربية وكذا التسديدات من بعيد بما أن تحركه ثقيل نوعا ما بين خشبات المرمى. بصير والسليماني ظهيران يتركان الفراغات على الطرفين من المنتظر أن يجدّد ڤيريتس الثقة في ميكايل بصير (لاعب نانسي الفرنسي) ورشيد السليماني (لاعب الرجاء البيضاوي) اللذين لعبا المبارتين التصفويتين السابقتين، حيث يتميزان بنزعة هجومية وهو ما يحبه ڤيريتس لكنهما يتركان الكثير من الفراغات خلفهما ويعدان نقطة ضعف الدفاع المغربي، فأداؤهما الدفاعي ليس بمستوى مساهمتهما الهجومية وهو الأمر الذي يجب أن ينتبه إليه جيدا المدرب الوطني عبد الحق بن شيخة لزعزعة دفاع المنتخب المغربي خاصة مع وجود بودبوز المميّز بالتوغلات السريعة. القنطاري وبن عطية ثقيلان ويرتكبان أخطاء عديدة أما محور الدفاع فيتشكل من مهدي بن عطية (لاعب أودينيزي الإيطالي) وأحمد القنطاري (لاعب بريست الفرنسي) وهما لاعبان يملكان القوة والخبرة اللازمة لقيادة دفاع “أسود الأطلس“ ويعتبران من بين أفضل العناصر خاصة مهدي بن عطية، لكن عيبهما في ثقل تحركاتهما خاصة القنطاري، أضف إلى هذا أنهما يكونان دائما مطالبين بتغطية الظهيرين اللذين يصعدان للهجوم، هذه النقطة يجب أن يستغلها مهاجمو المنتخب الجزائري من أجل صنع أكبر عدد من المحاولات التهديفية. بلهندة وهرماش لا يتفاهمان كثيرا بعد ذلك يأتي خط وسط الميدان الذي ينقسم إلى شقين واحد دفاعي وآخر هجومي، الشق الدفاعي يعتمد فيه ڤيريتس على عنصرين أساسيين هما عادل هرماش (لاعب لانس الفرنسي) وبلهندة (لاعب مونبوليي الفرنسي)، هذين اللاعبين من بين خيرة المسترجعين في البطولة الفرنسية لكن مشكلتهما أنهما لازالا لم يتعوّدا على اللعب مع بعضهما بما أنّ بلهندة لم يلتحق منذ فترة طويلة بالمنتخب المغربي وسيلعب أول مباراة رسمية له مع “أسود الأطلس” وهو ما يعني وجود إشكالية في التنسيق بينهما. خرجة ممتاز لكنه ناقص منافسة وغالبا ما يفضل ڤيريتس أو المدربين الذين تعاقبوا على الإشراف على العارضة الفنية ل “أسود الأطلس“ الاعتماد على حسين خرجة (لاعب إنتير ميلان) في مهمة صناعة اللعب، حيث يلعب متحررا في الوسط خلف المهاجمين وهذا من أجل استغلال تمريراته الدقيقة واختراقاته الجيدة، لكن مشكلة خرجة أنه تحوّل إلى لاعب احتياطي منذ التحاقه بكتيبة الإنتير في جانفي الماضي وهو يعاني من نقص المنافسة، وبالتالي سيكون ضعيفا في الصراعات الثنائية خاصة أنه سيكون أمامه في الجهة المقابلة كل من مهدي لحسن وحسان يبدة وهما عنصران قويان في الصراعات. بوصوفة وتاعربت مفتاحا الهجوم لكنهما أنانيان كثيرا الخطة التي يعتمد عليها ڤيريتس تقتضي بوجود جناحين سريعين وقادرين على التحوّل إلى رأسي حربة في أي وقت، وهو ما يجتمع في عادل تاعرابت (لاعب كوينز بارك رانجيرز الإنجليزي) وبدرجة أقل مبارك بوصوفة الذي يحب اللعب في وسط الميدان أكثر، هذان اللاعبان هما مفتاح الخطة الهجومية ل “أسود الأطلس“ وهما المحرّكان الرئيسيان للمنتخب المغربي، حيث يتميّزان بفنيات ومهارات عالية وسرعة فائقة تمكنهما من اختراق أي دفاع، لكن مشكلتهما في الأنانية الكبيرة التي تميّز لعبهما، خاصة تاعرابت الذي يحب خلق الفرص لنفسه وهي الإشكالية التي يريد مدرب “الأسود“ التخلص منها بسرعة، ورغم أنّ كل المتتبعين لأخبار المنتخب المغربي ينتظرون إشراك هذا الثنائي أساسيا في لقاء الجزائر إلا انه من الممكن جدا أن يعتمد ڤيريتس على مهدي كارسيلا (لاعب ستندار دولياج البلجيكي) أو يوسف العربي مكان تاعرابت إذا أراد اللعب بخطة (4-4-2). الشماخ قوته في الكرات الرأسية لكنه يضيّع كثيرا ويبقى منصب رأس الحربة محجوزا في المنتخب المغربي للاعب أرسنال مروان الشماخ رغم معاناته من نقص المنافسة ونقص الفاعلية الذي ظهر عليه هذا الموسم، مروان الشماخ معروف بالنسبة للجمهور الجزائر بأنّ نقطة قوته تكمن في الكرات الرأسية وهو الأمر الذي يجب أن يحذر منه المدافعون الجزائريون، لكن مشكلته أنه يضيّع كثيرا حيث يمنحه رفاقه كرات عديدة لكنه لا يحولها إلى أهداف إلا في حالات قليلة خاصة في الفترة الأخيرة التي يمر فيها بمرحلة فراغ مع ناديه والمنتخب على حد سواء.